رواية

ريونيد VRMMORPG

تأليف : د. أحمد خشبة

رواية أونلاين تصدر يوميا بمعدل فصلين

لمزيد من الفصول :

www.facebook.com/rioneed

الفصل السابع و الستين

هي لا تعرف بعد هوية أعضاء فريق إبرو . تذكرت أن إبرو قد أرسل لها رسالة للإنضمام للتحالف بعدما قبلتها جاءتها تنبيهات بإنضمام آخرين . فتحت قائمة التحالف لتجد أسماء اثني عشر شخصا خلاف إبرو . كانت هذه هي المرة الأولى التي تدخل بالفعل إلى عالم إبرو . نظرت للأسماء أمامها دون أن تدرك ماذا عليه أن تفعله . هل تتواصل معهم فردا فردا و تحاول معرفة من صار تحت رحمة جيم ؟ أم هذا سيكشف خطتها مبكرا ؟ وسط حيرتها وجدت فجأة أنها نائبة للتحالف . تفاجئت من الأمر لكن ما فاجئها أكثر هو وجود شخص آخر غيرها يشغل نفس المنصب . هي تعرف إبرو جيدا , فمنصب مهم كنائب للتحالف لن يمنحه لأي شخص عادي . هذا يتضح من إختياره لها , و هذا ما جعلها تستنتج أن هذا الشخص الملقب بمئتي و خمسة يثق فيه إبرو كثيرا . ترددت للحظات قبل أن تضغط على اسمه و تقوم بطلب إجراء محادثة معه فور أن اكتشفت وجوده باللعبة . لم تمر ثوان حتى ظهر أمامها رجل نحيل في مقتبل الثلاثينات ذو نظرات ثاقبة و وجه جامد . خمنت مهنته على الفور فقد كان حشاشا . ما إن رآها حتى توقف بغتة عما يقوم به ثم يهرب من بعض ضربات الوحوش و هو يقول :

-لم أكن أتصور أنني سأحظى بمقابلة الأميرة آية درويش اليوم .

أدهشها معرفته بهويتها ففطنت إلى أنه ليس بالشخص السهل , كالعادة من إبرو !

-مرحبا بك مئتي و خمسة , لم أعرف أننا تقابلنا من قبل .

بدأ مئتي و خمسة أمامها في مواصلته قتل الوحوش و هو يقول :

-لم أقابلكِ قط لكن كنت شاهدا على ملحمة إنقاذ إبرو لكِ . الحق يُقال هذا الفتى يكن لكِ مشاعر عميقة .

شعرت بالخجل من كلماته لكن سرعان ما طمرت ذلك داخلها و هي تقول :

-لم أكن أتوقع أن يكون لك دورا في إنقاذي . شكرا لك مئتي و خمسة .

-لا تشكريني فلم أفعل شيء سوى مساعدته . هذا الشاب أقل ما يمكن وصفه به أنه ساحر كبير ! لقد تلاعب بالجميع كما لو كان عالما بالغيب !

شعرت إن إطراءه لإبرو كان إطراءا لها . تحولت ملامحها السعيدة إلى قلق في سرعة لاحظها سراج ليقول متسائلا دون أن يتوقف سلاحه عن التلويح نحو الوحوش :

-هل هناك مشكلة يا أميرة ؟

لم تعرف لماذا يطلق عليها ذلك اللقب لكنها قالت محاولة تنظيم أفكارها :

-هناك مشكلة كبيرة بخصوص إبرو . أريد معرفة إلى أي مدى تريد مساعدتي في إنقاذ إبرو .

هذه المرة توقف سراج تماما عن قتال الوحوش حتى أنه تعرض لضربة قوية ألقته بعيدا عن نطاقهم . قام من مكانه و تحرك مغادرا منطقة الوحوش . انتظرته آية حتى وصل في النهاية إلى منطقة من البراري كانت خالية من أي وحش ثم قال بهدوء :

-هل إبرو في خطر ؟

-بلى .

-كيف ؟ إن مكانه لا يعلمه أحد . حتى نحن في جهاز المخابرات لا نعرفه !

لم تتوقع آية أن يكون رفيق إبرو و من يثق به يعمل في جهاز المخابرات . حينما استوعبت تلك المعلومة أدركت أهمية هذا الرجل الرفيع الذي أمامها فقالت في سرعة :

-الخطر ليس في معرفة مكان إبرو , بل إن الأمر متعلق ..

وبدأت في سرد تفاصيل ما حدث ما توصلت له من إستنتاج . ظل سراج صامتا و كلما تمادت في سرد ما تعرفه كلما ازداد ناقوس الخطر لديه صخبا حتى كاد يصم أذانه . لقد شعر أن إبرو يقوم بعدد من الخطوات المتهورة أولها هو إنقاذ تلك الفتاة التي أمامه و آخرها هو هذا المزاد . كانت المزاد فكرة غبية في نظره و لا يعرف الدافع الذي جعل إبرو يقوم بها , و ها هي نتيجة فعله الغبي ! الآن ليست فقط فتاته التي خاطر بإنقاذها معرضة للغرق مجددا في المستنقع الذي كانت فيه بل إن كثير من الشباب الذين يحيطون به يتعرضون لنفس المصير . بعدما انتهت من قصتها لم يقل سراج شيئا عما يفكر فيه بل قال :

-وماذا تريدين مني الآن أن أفعله ؟

-الكثير , فأنت تملك سلطات تسمح لك بمعرفة معلومات عن أعضاء ستوديو إبرو . يجب أن تعرف ماضي كل منهم و تجد نقطة الضعف التي يستغلونها ضدهم .

فهم إبرو ما تلمح إليه لكنه قال معلقا :

-وماذا عنكِ و عن أختك ِ؟

-ليلى ؟ ما قام به جيم أنه يحاول إستغلال معلومة ضدي . من يحتجز أختي ليس الأمريكان بل الألمان . كنت أعرف لاعبا مصري ألماني سأقوم بالتواصل معه . لو صح تخميني فهو قد تعرض لمثل ما تعرضت له من قبل لذا فهو بمقدوره إيصالي لمن يملك سلطة كبيرة في ألمانيا .

-وماذا ستفعلين معهم ؟

-سأحاول أن أصل لصفقة معهم . فهم من يملك أختي و علي أن أجد شيئا ذو قيمة يدفعهم للتخلي عن إتفاقهم مع الأمريكان .

صمت سراج قليلا مفكرا في كلمات آية . هذه الصغيرة لا تملك شيئا لتلعب به مع أولئك الذئاب . لن يترددوا عن نهش لحمها و لن يكفيهم ذلك . ظل يفكر مترددا , لكن في النهاية حزم أمره . هي لا تعنيه بشيء لكنها تعني كل شيء لإبرو . كذلك ما قالته الآن يشكل تهديدا عظيما غفل عنه , فقد كان يفكر أن هذه هي مجرد لعبة و لم يدرك بعد مدى أهمية هذه اللعبة للجميع . هذه الحادثة جعلته يفطن لوجود كارثة ليست في قرارات إبرو الغبية و المتسرعة لكن في أن إبرو بمفرده دون غطاء يحميه . هذا العالم الأسود الذي يختبيء عن أنظار الجميع يعرفه جيدا و يعرف مدى خطورته . هذا العالم لن يقدر إبرو على حماية نفسه منه . يكفي أن يقوم إبرو بدوره في الضوء بينما عليه أن يقوم بدوره في الظل . واتته فكرة باغتته , هل كان إبرو يقصد بضمه لصفه أن يقوم بلعب هذا الدور ؟ هذه فكرة بدت مجنونة لكنه رغم ذلك كلما فكر فيها أكثر كلما اكتشف كم منطقيتها . لو كان مصيبا فإن إبرو ليس متسرعا أو غبيا كما كان يعتقد , بل كان ملما بمدى خطورة الجانب المظلم للعالم و مدركا بواقعية تامة حجم إمكانياته و قصر قدرته على التعامل مع هذا العالم . شعر أنه كالمغفل , فقد اشترك في لعبة لم يعرف من الأساس دوره فيها . لكنه لم يكن غاضبا , بل كان ممتنا لإبرو , فما أفضل دور يلعبه أكثر مما يتميز به ؟ ابتسم إبتسامة غريبة شعرت آية معها بالشك تجاهه , هل هذا الرجل مختل عقليا ؟! نظر لها سراج من جديد و هذه المرة كان يشعر بالسعادة رغم صعوبة الموقف الذي هم فيه , فهو الآن على وشك إتخاذ أول خطوة في رحلة طويلة يملؤها الظلام و المؤامرات و الدسائس . نظر نحو تلك الفتاة نظرة مختلفة , فهي رغم الموقف الشائك التي وجدت نفسها فيه إلا أنها تحاول البحث عن ملاذ بإستماتة . ذكرته بإبرو , ذكرته بنفسه , ذكرته بكل من يعرفه . ابتسم هذه المرة إبتسامة هادئة رغم أن ملامحه لم تساعده على جعلها كذلك ثم قال :

-لدي عرض لكِ , ما رأيك فيه ؟

شعرت آية بالشك أكثر تجاهه لكنها قررت سماعه قائلة :

-أي عرض ؟

-كما تعرفين فإن أي جهاز مخابرات يعتمد على عقول تقوم بإدارته و عملاء يقومون بإمداده بالمعلومات و تنفيذ مخططاته .

-هذه معلومة معروفة بالطبع , ماذا تريد أن تقول ؟

-أريدكِ أن تكوني عميلة لمخابراتي .

شعرت آية بالغضب منه . هي تحاول أن تعيش حياتها بهدوء و سلام برفقة إبرو , لكن ها هو ذا أقرب الناس له يحاول أن يجندها أيضا ! حينما لمح الغضب باديا على ملامحها سارع بالقول :

-لا تتسرعي بالحكم و إتخاذ قراركِ قبل أن تعرفي هوية الجهاز الذي أقصده .

-أي جهاز تقصد ؟!! لا حاجة لي لسؤالك , فأنت تعمل في الجهاز المصري . لم أتخيل أن..

قاطعها قبل أن تبدأ سلسلة هجومها عليه قائلا :

-لا , أنتِ مخطئة , بل الجهاز الذي عنيته هو جهاز ست !

صدمها ما قاله ليجعلها تبتلع ما كانت على وشك قذفه به من كلمات شاعرة بشرقة غريبة سعلت على إثرها . ماذا يقول هذا المجنون ؟!

-لم أفهمك , ماذا تعني بجهاز ست ؟

-أنتِ ذكية و لماحة يا آية . جهاز ست هو جهاز أنوي تأسيسه تبعا للعبة .

-جهاز مخابرات خاص باللعبة ؟ هذا شيء غريب يا مئتي و خمسة !

-الغريب هي اللعبة التي نحن فيها يا آية . هذا الجهاز سيتولى مهمة واحدة , هذه المهمة ستنال إعجابك لا ريب .

شعرت آية بالفضول لمعرفة ما يريد هذا الرجل فعله باللعبة . سمعت كثيرا عن أجهزة مخابرات دول و حتى أنظمة مخابرات خاصة بمؤسسات و أشخاص ذوي نفوذ لكن هذه هي المرة الأولى التي تسمع فيها عن جهاز مخابرات خاص بلعبة !

-هدف هذا الجهاز هو حماية إبرو و التحالف الذي يبنيه و أي شيء آخر يخطط له في المستقبل من أي تهديد خارجي خاص بأجهزة مخابرات دول أو منظمات أو أي تهديد داخل اللعبة .

2020/02/11 · 504 مشاهدة · 1431 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024