رواية

ريونيد VRMMORPG

تأليف : د. أحمد خشبة

رواية أونلاين تصدر يوميا بمعدل فصلين

لمزيد من الفصول :

www.facebook.com/rioneed

الفصل الثامن و الستين

بالفعل نجح في جذب إنتباهها لما يقول . فكرت في ما وراء كلماته لتجد أن ما يخشاه أمر واقعي بالفعل . لن تكون تلك الحادثة هي الأولى بالتأكيد و لن تمل تلك المخابرات في السعي لتدمير كل شيء يبنيه إبرو . ربما هذه المرة حالفها الحظ لإكتشاف ذلك المخطط نظرا لضلوعها فيه , لكن ماذا إن لم تكن مشاركة ؟ كيف ستعرف إذن تلك التهديدات مسبقا و كيف ستحمي إبرو منها ؟ راق لها ما يخطط له مئتي و خمسة فقالت بإنتباه بالغ :

-أنا معك . ماذا تريد أن تفعل ؟ و ما سيكون دوري في هذا الجهاز ؟

صمت سراج محاولا التفكير في تخطيط هذا الجهاز . الحقيقة أن تلك الفكرة كانت وليدة اللحظة لكن عليه الآن نصب كامل أركانها فكلما فكر فيها كلما شعر أنها مهمة للغاية و سيكون لهذا الجهاز دور عظيم في الخفاء . قال في تفكير عميق :

-هذا الجهاز يجب أن يكون سريا للغاية . كلما قل من يعرف بشأنه كلما كان ذلك أفضل . أرى ألا يعرف إبرو بشأنه خاصة في هذه المرحلة , فاللعبة لازالت في البدء و إبرو على ما يبدو لديه خططه الخاصة لذا لندعه بمفرده و لا نشتت تفكيره . لنؤسس هذا الجهاز بداية بي و بكِ . إن استطعت إيجاد أشخاص مناسبين في الجهاز سأضمهم لنا , و أنتِ لو تعرفين أشخاصا آخرين ذوي ثقة و خبرة و لهم علاقات كثيرة يمكن من خلالها مساعدتنا فيمكنكِ ضمهم لنا . فقط عليكِ أن تكوني واثقة تمام الثقة منهم , و أن تخبريني بهويتهم حتى أتحرى عنهم . فوجود نقط ضعف لأي شخص أمر حتمي لكن حين نعرفها قبل أعدائنا حينها نقدر على حماية أنفسنا و حماية من معنا .

-أتفق معك , بالنسبة للمشكلة التي أخبرتك بشأنها ماذا سنفعل ؟

هذه المرة لم تكن متكتمة بشأن مشكلة رفاق إبرو و مشكلة أختها . فهي تعرف في داخلها أنها لا تملك بعد حلا ناجعا يمكنها من إنقاذ أختها . قال سراج مقترحا حلوله الخاصة :

-بالنسبة لأعضاء الفريق فسأقوم ببدء عملية بحث كبيرة بشأنهم . لحسن الحظ قام إبرو بمشاركة أسمائهم الواقعية معي من قبل . هذا الفتى يقوم كثيرا بأمور تبدو عادية بديهية لكن بعد وقت أجد أن كل خطوة قام بها كان لها فائدة و هدف .

ضحكت آية و هي تقول :

-أنت تقصد تجنيده لك حتى تقوم بتولي مهمة الجهاز الخاص بالتحالف . لا أستبعد أن يكون كل ما سنقوم به جزءا من خطط هذا الغامض .

اكتفى سراج بالإبتسام فهو يعرف أن آية ستكون متحيزة لإبرو . قال في هدوء :

-أقترح أن تستغلي معلومة لا تعرفينها بعد . لقد طلب مني إبرو التواصل مع ممثلي عدد من الدول في سبيل ضمهم لجانبنا . من أعنيه هو تحالف مصر و الصين . لا أعرف إن كان يخشى مؤامرات الدول العظمى و يحاول عن طريق ذلك شق صفوفهم لكنه يبدو لي محقا في توقعاته . ما يريده إبرو هو التواصل بين جانبنا و جانب أولئك الدول و جعل ممثلين عنهم يقومون بالتواصل معه . أما عن هدف تواصله معهم فلا أدري عنه شيئا . يمكنكِ أن تقومي بهذا الدور مع ألمانيا فهي دولة من الدول التي اختارها إبرو بالفعل .

-فهمت مقصدك , سأقوم الآن بفعل ذلك .

قبل ان تغلق المحادثة توقفت لوهلة ثم قالت بتقدير :

-شكرا لك مئتي وخمسة .

اكتفى سراج بإيماءة من رأسه ثم أغلق المحادثة و بدأ يفكر في الخطوات التالية لتأسيس جهازه . أي جهاز مخابراتي يحتاج لعقول تتحكم به و أشخاص يتم التحكم فيهم . أثناء ذلك توجد سلسلة طويلة من العلاقات و الأموال و المجهود المضني المبذول و كم هائل من المؤامرات و الدسائس . شعر سراج بمدى ضخامة ما سيوشك على القيام به لذا خرج من اللعبة فورا و بدأ في عمل شيئين , الأول هو محاولة تأسيس قاعدة عملاء يمكن إستخدامهم في اللعبة , و الثاني هو إصداره أوامره لمن يعمل تحت إمرته بضرورة التقصي عن رفاق إبرو في اللعبة . في أثناء ذلك كان يسأل نفسه , هل ما يقوم به خيانة لمصر أم مساعدة لها ؟ و لمن يقع ولائه بالضبط ؟ رغم حيرته إلا أنه نحى تلك الأفكار الفوضاوية جانبا , فكل ما يعرفه أن اللعبة هي مستقبل مصر , و لذا فوجود جهاز مخابرات فيها شيء حتمي و ضروري .

أما آية فبعدما أغلقت المحادثة مع مئتي و خمسة كان شعورها مغايرا تماما قبل محادثته . لقد فاجئها حقا بهويته و كذلك بتفكيره لكنها حين تذكرت أن إبرو قد اختاره من قائمة أصدقائه و اختصه بمسئوليات نائب التحالف . جعلها ذلك تشعر أن إبرو لا يقوم بحركة خاطئة بل و يستعد للمستقبل أكثر من أي شخص آخر . كذلك استغربت نظرته في الأشخاص فمئتي و خمسة بدا لها على قدر المسئولية التي ألقاها إبرو عليه بشكل غير مباشر . ألقت كل ذلك خلفها و بدأت تبحث عن اسم لاعب يُدعى موصتاف 205 . في غضون ثوان كانت قد وجدته . كان ذلك اسم أحد اللاعبين القدامى في عالم الألعاب و هو يحمل جنسية مصرية ألمانية . شخص مثله مؤكد أنه لم يقدر على الفرار من براثن المخابرات الألمانية . قامت على الفور بطلب صداقته ثم أرسلت طلبا لمحادثته . لم تنتظر لقبوله طلبها فاسمها في اللعبة غير معروف . في ثوان قبل موصتاف 205 طلب المحادثة ليظهر أمامها شاب في بدايات العشرينيات طويل ذي شعر أشقر و ملامح أوروبية . كانت تعرف شكله في الواقع لذا لم تندهش من منظره لكن ما أدهشها هو وظيفته فقد كانت معالج ! تذكرت أنه دوما ما كان يلعب كحامي درع لكن هذه المرة بدا أنه قرر نهج طريق مغاير .

-هل أنتِ آية دوريش ؟

بدا على ملامحه الدهشة لكنه لم يكن منزعجا من إتصالها بل بدا مسرورا . دخلت آية في الموضوع مباشرة قائلة :

-نعم هي أنا . لقد حدثت لي حادثة منذ بداية ريونيد . قامت المخابرات الأمريكية بخطفي و إحتجازي بعدها هربت . أخبرني ما وضعك الآن ؟

لاحظت ملامح الدهشة و الذهول على وجهه تتحول رويدا رويدا إلى ملامح الفزع و الخوف ليقول في سرعة :

-لا يمكنني الحديث عن هذا الأمر يا آية . معذرة لدي مهمة يجب أن أنتهي منها في سرعة . سأضطر لأن أغلق المحادثة الآن .

لم يكن رد فعله غريبا عليها بل كان متوقعا . على النقيض شعرت بالراحة إزاء ما قام به , فهذا يدل على أنه يعيش في نفس الحياة التي عاشتها في أمريكا . ابتسمت و هي تقول بهدوء :

-لا تتسرع فلدي فرصة عمرك يا مصطفى .

توقف مصطفى الذي كان على وشك إغلاق المحادثة هربا منها ليقول في تردد :

-ما هي تلك الفرصة ؟

ازدادت إبتسامة آية إتساعا و هي تقول في ثقة :

-ألا يريد من يحتجزك أن يتواصل مع إبرو ؟

اتسعت عينا مصطفى على آخرهما ليقول في ذهول :

-هل تعرفين إبرو ؟

ضحكت آية مستمتعة برد فعله ثم قالت :

-أعرفه ؟ أعرفه جدا . إبرو يرغب في التواصل مع أحد المسئولين من قبل الجانب الألماني . هل يمكنك أن تنقل هذه الرسالة ؟

-بالطبع , سأفعل ذلك حالا .

توقف بغتة عما كاد أن يفعله من خروج من اللعبة ثم قال بشك :

-لكن كيف سيتم التواصل مع إبرو ؟ لقد حاول الجميع التواصل معه دون جدوى !

-لا تقلق , دع فقط شخص مسئول بيده مقاليد الأمور يتحدث لي و أنا سأتولى الموضوع بنفسي بعدها .

-لقد أرسلتِ طلب صداقة لي سأقبله على الفور و لن أتأخر عنكِ .

-في إنتظارك .

جاءها تنبيه بقبول مصطفى طلب صداقتها بعدما أغلق المحادثة معها مباشرة . شعرت بالثقة في مقدرتها على قلب الطاولة على جيم و من معه . هل يظنون أنهم يقدرون على تهديدها دون أن ترد عليهم ؟ إنها كالقطة إن عبثت معها أصابتك بخدوش لا حصر لها . ظلت في مكانها تحاول توقع ما سيدور لاحقا لتجد الوقت يمر سريعا . في غضون نصف ساعة جاءها طلب صداقة من شخص يُدعى : بايرن1 . لم تتردد و قامت بقبول طلب صداقته على الفور لتجد طلب محادثة من قبله وافقت عليها أيضا لتجد رجلا في الأربعينيات يمتليء رأسه بالشعر الأبيض . نظرت لملامحه لتجدها حادة جادة لا تظهر عليها أي أثر إبتسامة قط . ذكرتها ملامحه الجامدة بملامح مئتي و خمسة و غيرهما ممن يعملون في المخابرات الأمريكية . على ما يبدو أن من يعمل في هذا المجال لا يعرف للإبتسام طعما ولا هداية . ابتسمت هي محاولة كسر حاجز التوتر فهذا الرجل يحدث بثبات نحوها كما لو كان يستجوبها قائلة :

-مرحبا بك سيد بايرن 1 . هل نقل لك مصطفى رسالتي ؟

-بلى سيدة آية . أنتِ آية درويش , الفتاة التي هربت رفقة عدد كبير من اللاعبين المصريين الذين كانت تحتجزهم المخابرات الأمريكية . لدي فضول بشأن طريقة هروبكم و من خلف تلك العملية . هل يمكنني معرفة تلك التفاصيل ؟

باغتها معرفته لهويتها و حقيقة هروبها من أمريكا و ما يريد معرفته لكنها فطنت إلى أنه يراقب المخابرات الأمريكية كما تراقب المخابرات الأمريكية الجميع . على ما يبدو أن حادثة هروبها و هروب الكثير من اللاعبين المصريين . لم تفكر كثيرا في هذا الموضوع بل ردت في هدوء :

-لا مجال للحديث عن هذا الأمر . ألا تريد التواصل مع إبرو ؟

أطال الرجل النظر نحوها بشكل وترها كثيرا قبل أن يأتي صوته الرتيب قائلا :

-بلى أريد . من في عالم ريونيد لا يريد التعرف على اللاعب الأشهر فيها .

-إبرو يرغب كذلك في التواصل معكم . بالطبع لهذا ثمن و شرط .

لمعت عينا بايرن 1 و هو يقول مستفسرا بفضول :

-مقابلة أهم لاعب في اللعبة مؤكد أنها ليست مجانا . تُرى ما هو الثمن و الشرط الذي تطلبينه سيدة آية ؟

-أنت تعرف جيدا الثمن الذي عليك دفعه . أما بخصوص الشرط فهو ليس شرطي بل شرط إبرو نفسه .

-سيد إبرو وضع بنفسه هذا الشرط ؟ يبدو أنه شرط مهم للغاية .

2020/02/11 · 504 مشاهدة · 1584 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024