رواية

ريونيد VRMMORPG

تأليف : د. أحمد خشبة

رواية أونلاين تصدر يوميا بمعدل فصلين

لمزيد من الفصول :

www.facebook.com/rioneed

الفصل التاسع و الستين

كان هذا الرجل يشعرها بتوتر حاد لكنها تمالكت أعصابها فعليها ألا تبدو ضعيفة مهزوزة أمامه . لاحظت تجنبه للثمن الذي تحدثت عنه فقررت أن تواكبه الحديث متجاهلة إياه هي الأخرى قبل أن تقول :

-الشرط أن تنضموا للمعسكر المصري الصيني .

صمت بايرن 1 مفكرا بعمق في كلماتها . كان هذا الشرط من الشروط المتوقعة قبل لقائه مع آية لكنه لم يتخيل أن يكون إبرو بمثل هذه الجرأة ليطلبه في هذا التوقيت . قبل أن يتحدث لاحظت آية تردده فقالت بعدم إكتراث :

-الحقيقة أنه لم يطلب ذلك من ألمانيا فقط بل من دول أخرى عدة . لو لم تكونوا متحمسين للتعاون فلن يضرنا شيء . فقط أريد أن أنقل لك كلمات إبرو كما قالها بنفسه .

انتبه بايرن بإهتمام بالغ منصتا لها في حين تابعت آية قائلة :

-إن الفرصة لا تأتي سوى مرة واحدة . صديق اليوم أفضل بكثير من عدو الغد .

صمتت بعدها و دقات قلبها عالية للدرجة التي خشت أن يسمعها هذا الثعلب الذي أمامها . كانت قد ارتجلت لتوها هذه العبارة لكنها تعرف شخصية إبرو . هو لا يتذلل لأحد و إن لم يقم من أمامها بإختياره للوقوف إلى صفهم فمؤكد أن في المستقبل سيكونوا في خانة الأعداء لا الأصدقاء . ضيق الرجل عينيه و رغم ملامحه التي بدت غير مستريحة لما سمعه من آية إلا أنه لم يتحدث و ظل صامتا . بعد فترة من الصمت قال بهدوء مستفز :

-وماذا عن الثمن الذي تريدونه سيدة آية ؟

ضحكت آية كما لو كان الأمر لا يعنيها تماما ثم قالت :

-لو لم تكن عالما بالثمن الذي أريده فلست الشخص الذي يجب علي الحديث معه . لتعود أدراجك و تحضر لي شخصا آخر أعلى منك رتبة .

رغم تلميحها بالإهانة و الإستخفاف به إلا أنه ظل هادئا و هو يقول بخبرة و تمرس سنوات طويلة :

-أعرف جيدا الثمن الذي تريدونه . لكن أنتِ بطلبك هذا ستجعلين من أمريكا عدوة لنا و هذا ليس في مصلحتنا .

-لو اخترتم جانب إبرو فحينها ستكونون أعداء لأمريكا . أما إن لم ترغبوا في الإنضمام لنا فإذن لا جدوى من نقاشنا و سأقوم بإغلاق المحادثة على الفور , فهناك العديد من الدول الذين سأقوم بمحادثتهم بعدك .

صمت طويلا من جديد دون أن يتحدث ببنت شفة . بعدما بلغ التوتر بآية حدا لا يُطاق قال الرجل أخيرا :

-ما الضامن لنا أننا لن نكون فقط الوحيدين إلى جانب إبرو ؟

-هناك دولة سبقتكم بالفعل و هي الصين . أما عن بقية الدول فلا أملك ثقة تامة في رأيهم ولا مواقفهم لكن لو كانوا أذكياء سيختاروا جانبنا .

-ولماذا عليهم أن يفعلوا ذلك ؟ إبرو مجرد لاعب و ما يتميز به الآن سيفقده مع الوقت .

-هو ليس مجرد لاعب , على الأقل أثبت جدارته حتى الآن . كل شيء يقوم به يسبق الجميع بخطوات . خذ على سبيل المثال لا الحصر أحجار تأسيس التحالفات , فهو يعرف مصدرا كبيرا يمده بعدد لا نهائي من الأحجار . ماذا لو قام بإخبار من ينضم له بطريقة الحصول عليها ؟ هذا مجرد جانب واحد من جوانب كثيرة سيستفيد كل من ينضم لنا منها , أم تظن ان الفوائد التي جنتها الصين ليست مغرية !

اندفع الرجل هذه المرة متسائلا :

-هل سيقوم بمنحنا نفس المميزات ؟

اكتفت آية بالإبتسام , فهي في الواقع لا تعرف ماذا يريد أن يفعله إبرو . في الحقيقة هي تعرف أن الفوائد التي منحها إبرو للصين كان لها دورا كبيرا فيها . فلو أرادت دول مثل ألمانيا أن تحصل على نفس المعاملة فعليها أن تقوم بما هو أكبر من مجرد الإنضمام له . لكنها لم ترغب في قول المزيد من تخميناتها و إرتجالاتها , لتترك مجالا لخيال الرجل يداعبه بما يكفي . ثم قالت :

-لم تخبرني بردك بعد سيد بايرن 1 .

صمت الرجل كما لو كان في داخله صراع ما . في الحقيقة هو قد حزم أمره من قبل لقائه بآية , ففرصة التعاون مع هذا الإستثناء سيكون مهما لأي دولة . لكن عليه ألا يقوم بدفع الكثير حتى يفوز بتلك الفرصة . لذا كان يتصنع التردد في حين كان في داخله تواقا للغاية لإتمام هذه الصفقة . بعد برهة من صمته قال :

-لا مشكلة من قبلنا بصفقتكِ سيدة آية . أما بالنسبة لأختك فلن نقوم بفعل أي شيء لها . هي مواطنة ألمانية تلعب دورا مهما في الأبحاث و التطوير . لذا ستبقى في ألمانيا محاطة بكل سبل الراحة و العناية . بالنسبة لثمن سيد إبرو فنحن موافقين عليه كذلك .

شعرت آية أنه يقصد أن أختها ستصبح رهينة لديهم لكنها لم تكترث بتهديده الخفي بل قالت في هدوء بدورها :

-لا مشكلة لدي فأختي عاشت أغلب عمرها لديكم . لا حاجة لي لتذكيرك , فإن مس أي شخص مهما كان شعرة واحدة منها فسيكون إنتقامي و إنتقام إبرو عنيفا !

ضيق الرجل بصره هذه المرة و في داخله نما لديه شعور بالخطر . لم ينتوي الإقتراب من تلك الفتاة لكن الآن عليه أن يحرص بشكل دائم على أنها بأمان . تذكر ما فعله الجانب الأمريكي و شعر بالخطر من قبلهم . هذه المرة انقلب السحر على الساحر و كان هو في موطن التهديد لا هي . اكتفى بالإبتسام قبل أن يقول :

-ماذا علي أن أفعل الآن لمقابلة سيد إبرو ؟

-لا شيء , سأخبره فقط باسمك و سيقوم في غضون اليوم بإضافتك لقائمة أصدقائه . بالمناسبة هو يحب التعامل مع شخص واحد لذا فيمكنك شكره على ما ستحصل عليه من مميزات في دولتك .

اكتفى الرجل بإيماءة من رأسه و هو لا يدري إن ما قالته كان صحيحا أم محض خيالاتها . أما آية فكانت تعرف أن هذا ما سيفعله إبرو , فهذا ما فعله مع السفير الصيني كما سمعت منه و بالتالي سيفعله مع كل رسول من قبل تلك الدول . بعدما انتهت المحادثة تنفست الصعداء ثم بحثت عن مئتي وخمسة لتجده لازال غير موجودا في اللعبة فقامت بترك رسالة تشرح له فيها ما قامت به و نتيجة ما حدث . لقد أمنت جانبها و حان الآن دور مئتي و خمسة ليغلق الثغرات الموجودة في فريق إبرو . أما إبرو نفسه محور كل هذه الأحداث كان جاهلا بكل ما دار خلفه . مرت الساعات سريعة خلالها استطاع إبرو التخلص من مئات الوحوش ليرتقي في المستوى للمستوى الثالث و الثلاثين . منذ المستوى الثامن و العشرين و سرعة ترقيه بدأت تنخفض بشكل واضح . ففارق المستوى الذي كان يستغله و يفيده قد تقلص للغاية في تلك الفترة . الآن صار يحصل فقط على خمس عشر ضعف للخبرة الممنوحة من قبل الوحوش كذلك تصاعدت بشكل واضح حجم الخبرة المطلوبة منه للترقي بدءا من المستوى الثلاثين . رغم ذلك لم يشعر بالضيق بل كان سعيدا لأنه كان يعرف هذا الكنز للترقي . بعدما انتهى من إضافة النقاط إلى سماته الشخصية و قام بجمع كل ما سقط من تلك الوحوش جلس في مكانه يستريح . خلال ذلك وجد إتصالا من قبل مئتي و خمسة فقبله على الفور .

-يبدو أنك تحاول الترقي في المستوى مثلنا يا إبرو .

ضحك إبرو قبل أن يقول :

-بالطبع يجب أن أفعل ذلك , فأنا ألعب نفس اللعبة معكم .

-كثيرا ما أشك في هذا يا إبرو . الآن لقد تواصلت مع الدول التي طلبت مني أن أقوم بالتواصل معها . ألمانيا و فرنسا و روسيا وافقوا على التواصل معك . أما الهند فقد رفضت . إضافة إلى ذلك قمت بإصدار بيان رسمي من قبلي بشأن المزاد . لقد حجزت قاعة مؤتمرات ضخمة في العاصمة , و هي نفس القاعة التي زرتها من قبل كما أخمن . كذلك اتفقت مع بعض الخبراء في مجال المزادات ليقوموا بإدارة الموضوع برمته . أخبرني هل تريد الحضور ؟

كان إبرو يعرف أنه يقصد مركز المؤتمرات الذي حضر فيه فعالية تجمع ستوديوهات الألعاب الأونلاين من قبل . فكر قليلا قبل أن يقول :

-لا مشكلة , سأحضر .

-وماذا عن اللعبة ؟ من المفترض أن يقوم من يفوز بإرسال العملات الذهبية لك و تقوم بإرسال حجر تأسيس تحالف له . كيف سنقوم بفعل ذلك إذن ؟

ابتسم إبرو ثم قال :

-لا ضير من تغيير من يقوم بذلك . يمكن لآية أن تقوم بهذا الدور بسهولة .

صمت سراج مفكرا , لم يكن رافضا لفكرة وجود إبرو بسبب هذه النقطة بل كان خائفا من أن يشك الحضور في وجوده فيحدث شيء ما مؤسف قد يهدد حياته . لكنه تراجع حين تذكر طبيعة إبرو العنيدة فقال في هدوء :

-لقد أرسلت لك قائمة بأسماء ممثلي هذه الدول الثلاث . عليك بإضافتهم و التحدث معهم كما تشاء . بالمناسبة فيم تريد الحديث معهم ؟ هل ستعرض عليهم مكاسب لا يمكنهم رفضها ؟

اكتفى إبرو بالإبتسام غموضا فهو لا يهدف فقط لخلق مساحة تجارية فيما بينه و بينهم بل سيحاول كذلك جذبهم في المستقبل حين يقدر الجميع على الذهاب للأرض المقدسة . حينما شعر سراج أنه لن يخرج من هذا الصغير بكلمة قال في استسلام :

-حسنا لن أسألك لكني على ثقة أنك ستخبرني في حينها . الآن سأذهب للترقي فتلك الأمور أخرتني كثيرا في المستوى .

-لا تقلق نفسك كثيرا بالمستوى , فحينما تأتي إلى هنا سأرفع من مستويات الجميع بشكل هائل .

2020/02/11 · 594 مشاهدة · 1464 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024