الفصل 11: الأمير هوا والملكة ليان

أمام بوابة المدينة، كان يقف جمعٌ من الأشخاص بملابس فاخرة تلفت الأنظار، يتقدّمهم شاب ذو شعرٍ ذهبي يشعّ نورًا خافتًا، تحيط به هالة قوية لا يمكن تجاهلها.

وقفوا جميعًا أمام البوابة، يراقبون المدينة بصمت ثقيل.

قال الشاب وهو يضيّق عينيه نحو الداخل:

"يالها من هالة… إنها هالة ملك."

أجابه الرجل الواقف بجانبه، صاحب لحية بيضاء وهالة أثقل وأعمق، بدا واضحًا أنه في قمة مرحلة الحكمة:"أجل، يا صاحب السمو الأمير. لا بد أن قتالًا اندلع بين شخصٍ في مرحلة الملك وآخر ما… أيُّ أحمقٍ هذا الذي تجرّأ واستفز كيانًا من هذا المستوى؟ حتى نحن، العائلة الإمبراطورية، نتعامل معهم باحترامٍ شديد."

تمتم الأمير بضيق:"تبا… من هو هذا الغب—"

لكن كلامه قُطع فجأة عندما اجتاحتهم نية قتلٍ هائلة، بلونٍ أحمر كثيف، انفجرت من داخل المدينة كأنها صرخة روح غاضبة.

اتسعت عينا العجوز وانغ وقال بصوتٍ منخفض لكنه حاد:"يا إلهي… هذه نية قتل مَسْجَرَة. أيها الأمير، يجب أن نسرع لمعرفة ما يحدث."

قال الأمير بجدية وهو ينطلق بسرعة: "العجوز وانغ… الأستادة لينا… هيا بنا فورًا!"

وانطلق الثلاثة نحو مصدر الهالة.

في الوقت ذاته…

كان كايزر قد وصل أمام أبو فييان.

نظر إليه بثبات، وهالته الحمراء تحرق الهواء حوله، وقال بصوت بارد: "هل أنت والد هذا العاهر؟"

ابتلع الرجل ريقه بصعوبة، لكنّه حاول أن يُخفي ارتجافه وهو يرفع رأسه ويردّ: "أ… أجل. أنا والده."

ثبّت كايزر نظره عليه، وعيناه تشعّان بهالة قاتمة جعلت ركبتي الرجل تكادان تتهاوى.

قال كايزر بصوتٍ هادئٍ بارد، يحمل إحساسًا مخيفًا باليقين: "أتَعرِف… هذا العاهر الذي ربّيته هو من سيجرّكم إلى فنائكم الكامل."

احمرّ وجه أبو فييان غضبًا، رغم أنه بالكاد يستطيع الوقوف أمام تلك الهالة الحمراء القاتلة. صرخ محاولًا الحفاظ على بعضٍ من هيبته: "إيّاك أن تتجاوز حدودك! حتى لو كنتَ في مرحلة الملك… فهناك قوانين في الإمبراطورية!"

رفع كايزر حاجبه باحتقار، ثم قال ببرودٍ قاتل: "العائلة الإمبراطورية؟ ما شأنها هنا؟ تبًّا لك… وللعائلة الإمبراطورية… وللإمبراطور نفسه."

تجمّد الهواء. وتجمّد معه كلُّ من كان حاضرًا.

ارتجف شيوخ عائلة تشانغ، حتى نينغ إير نفسها وضعت يدها على فمها من الصدمة. لم يسبق أن تجرّأ أحد على سبّ العائلة الإمبراطورية علنًا… فكيف بمن يلعن الإمبراطور باسمه؟ هذا لم يعد مجرد تجاوز… بل إعدام علني بانتظار صاحبه.

قال أبو فييان بذهول: "ماذا…؟!"

لكن قبل أن يكمل، اختفى ابنه من أمامه في ومضة، ليظهر ممدودًا بيد كايزر من شعره، يتلوّى كحيوان مذعور.

قال كايزر بصوت منخفض خالٍ من الرحمة: "هذا هو الفم… الذي تجرّأ وتكلم عن تلميذة السيّد؟"

لم يكن كايزر يريد قتله… كان يريد إذلال عائلة تشانغ بأقذع طريقة ممكنة.

رفع يده الأخرى، و— خَلَع سنًّا… ثم آخر… ثم ثالثًا… وصراخ فييان يعلو، يتقطع، قبل أن يتحول إلى شهقات مكتومة.

لم يحتمل شيوخ عائلة تشانغ المشهد أكثر، فاندفعوا جميعًا نحو كايزر، يتقدمهم زعيم العائلة نفسه وهالة غضب وانفجار روحي تهتزّ تحتها الأرض.

صرخوا بصوت واحد، وتدفقت تقنياتهم السرّية:

فنون عائلة تشانغ السرية يد الموت! السموم التسعة طاقة اللهب! نيزك السموم!

وانطلقت موجة من الهجمات القاتلة نحو كايزر، تُشوّه الهواء وتُذيب الأرض في طريقها.

ترك كايزر فييان يسقط على الأرض كجثة مكسورة، ثم مدّ يده إلى سيفه وسحب النصل من غمده ببطء… في اللحظة التي خرج فيها السيف، اشتعلت هالةٌ حمراء قاتلة، ثقيلة لدرجة أنّ الهواء حوله بدا وكأنه يرتجف.

كانت تلك الهالة تحمل شعورًا مرعبًا… شعور رجلٍ أباد ملايين الأرواح من قبل، وشعورٌ يخبر كل من حوله بأنّ دورهم قد حان الآن.

رفع السيف، والدماء التي تلطخت على أطرافه من معارك قديمة بدت وكأنها تستيقظ من جديد.

"الغضب الأحمر… المرحلة الثالثة." "مَسْجَرَة السماء والأرض."

لوّح بالسيف.

سووووووووووووووووووووش—!

تلاشت هجمات الشيوخ في الهواء قبل حتى أن تقترب. لم تُصدّ… بل توقفت عن الوجود تمامًا، وكأن قوةً أعلى من القوانين نفسها محتها من الواقع.

وفي اللحظة التالية، اندفعت من سيفه موجة طاقة حمراء على شكل قوسٍ يقطع الأفق نصفين.

مرت الموجة من خلال الشيوخ كنسيمٍ خفيف… لكن خلفهم—

• البيوت انفجرت كأنها رملٌ هشّ • الأرض انشقّت بخطٍ طويلٍ يمتد لعشرات الأمتار • الهواء نفسه بدا وكأنه انقسم إلى نصفين

كان كل شيء خلفهم يُدمَّر بلا رحمة،

تجمد الشيوخ في أماكنهم، لا يفهمون كيف مرّت الضربة من خلالهم…

حتى بدأ الدم يتقطر من أطراف ملابسهم ويهبط إلى الأرض قطرةً بعد أخرى.

"هاهاها يا زعيم عائلات تشانغ يبدو انك نجيت من ضربة سيفي " قال كايزر وهو يضحك وينظر الى زعيم عائلة تشانغ المصدزم والذي يرى شيوخه قسمت اجسادهم الى نصفين

نظر كايزر إلى السماء، وكأنه يستمع إلى شيء لا يسمعه أحد سواه، ثم تمتم ببرود قاتل:"هممم… ضربة ثانية."

في لحظة، ارتفع إلى الجو، متوقفًا على ارتفاع عشرين مترًا عن الأرض.

رفع سيفه ببطء، والفضاء حوله بدأ يتشقق بخيوط حمراء دقيقة.

"الغضب الأحمر… تدمير الفضاء—المرحلة الرابعة."

لوّح بالسيف—

سووووووووووش!!

انطلقت طاقة جبّارة، كثيفة كنيزك مشتعل، تتجه مباشرة نحو زعيم عائلة تشانغ.

كان الرجل ما يزال عاجزًا عن الكلام من صدمة الضربة الأولى؛ لم يستطع حتى رفع يده ليحمي نفسه.

هذه الضربة وحدها… كانت قادرة على تدميره مع نصف المدينة.

ارتجفت نينغ إير بشدة.

هي تكره عائلة تشانغ… نعم.

وتتمنى لو اختفوا من وجه الأرض… نعم.

لكن مدينتها؟

مدينتها لا.

وفوق ذلك— ضربة كايزر الأولى وحدها قتلت العديد من الأبرياء…والآن؟هذه الضربة ستقتل ملايين.

قبل أن تُلامس الطاقة هدفها، انشقت السماء وظهرت امرأة أمامها مباشرة.

سحبت سيفها الطويل، ولوّحت به بشكل رأسي واحد—

كراااااااك!!

انقسم النيزك الأحمر إلى عشرات الأجزاء، ثم مئات، قبل أن تتبدد موجة بعد موجة، وتختفي تمامًا في الهواء.

شهقت نينغ إير بقوة. لقد… نُجِّيَت المدينة.

لكن السؤال:من هذه المرأة؟

رفع الأمير رأسه نحو كايزر، وانحنى بتحية عميقة:"أرجو من السيّد أن يرحم المدنيين في المدينة."

أضافت المرأة وهي تنظر إلى كايزر بجدية:"أجل يا س—"

لكنها لم تكمل.

فجأة، وكأن قوة غير مرئية ضربتها، طارت من مكانها نحو الأرض بسرعة مرعبة—

بوووووووووم!!

سقطت بجانب الأمير، مخلفة حفرة كبيرة، والغبار يتصاعد من حولها.

رفع الجميع أعينهم إلى السماء—

وهناك، ظهر فيليب.

غير مبتسم…

غير هادئ…

بل غاضبًا غضبًا لا مثيل له، وهالة سوداء تكاد تُخنق الهواء حوله.

قال فيليب بصوتٍ يغلي غضبًا، وهو يهبط من السماء بخطوات بطيئة ثقيلة:

"من تكونين أنتِ… حتى تتجرّئي على تدمير هجمات صديقي؟"

كلماته كانت كسكاكين، ممتلئة بالاحتقار والجنون.

التفت الأمير هوا نحو لينا التي كانت ما تزال مغروسة في الأرض، الغبار يتصاعد من حولها.الصدمة جمدت وجهه—

امرأة في مرحلة الملك… تُسحق بهذه السهولة؟ بهذه السرعة؟ من هذا الرجل الذي يقف أمامه الآن؟

ابتلع ريقه بصعوبة، بينما يرى فيليب يقترب منهم خطوة بعد خطوة، وهالته السوداء تخنق الهواء.

حاول الأمير أن يتماسك وقال بصوتٍ محترم يرتجف من الداخل: "أنا هوا … الأمير الثالث من إمبراطورية مينغ، يا سيّدي."

كان يأمل… فقط يأمل…

أن اسم الإمبراطورية سيجعل فيليب يتراجع قليلًا أو يكبح غضبه.

لكن فيليب ردّ ببرودٍ خطير:"إذًا… فهمت. الإمبراطورية تريد حماية عائلة تشانغ، صحيح؟"

هزّ الأمير رأسه بسرعة:"لا… لا يا سيدي! نحن لا نحمي أحدًا منهم. فقط… فقط نرجوك ألا تُدمّر المدينة."

ثم أكمل بصوت خافت مليء بالخضوع:"اقتلهم… اقتل عائلة تشانغ كلها إن أردت. لكن المدنيين… نرجوك، تجاوَز عنهم."

في تلك اللحظات، كان جيمس يشاهد كل ما يحدث من خلال شاشة النظام.

لم يُبدِ أي اعتراض على ما يفعله كايزر وفيليب—

بل كان يستمتع بالفعل، فكل خطوة يقومان بها كانت تمنحه سيلاً من نقاط الهيبة التي يتلقّاها من النظام.

لكن عندما سمع جملة كايزر التي شتم فيها الإمبراطور… نهض من مكانه فورًا.

ليس خوفًا من الإمبراطورية— لم يكن الإمبراطور ولا عائلته شيئًا يخشاه جيمس.

السبب كان مختلفًا تمامًا:

هو الآن في أراضيهم، ولديه خطط لبناء علاقة نافعة معهم لاحقًا. العلاقة السياسية… أهم من كبرياء لحظة.

والآن، وهو يرى فيليب يتوجه مباشرة نحو الأمير…بدأ القلق الحقيقي.

فيليب غاضب، وغضبه عادة لا يتوقف عند حدّ. وإذا حدث أي شيء سيّئ للأمير هنا…

النتائج لن تُحمد عقباها، لا على المدينة، ولا على الناس، ولا حتى على خطط جيمس المستقبلية.

قال جيمس بسرعة وهو يحدّث النظام:"أيها النظام، هل لديك شيء أنقل به صوتي إلى تلك المدينة؟"

[ أجل أيها المضيف، سيكلفك 500 نقطة، ويستمر لعشر دقائق. ]

"تبا! 500 نقطة لعشر دقائق فقط؟ نظام نصّاب…"

رغم اعتراضه، اشتراه في النهاية.

*************

على بُعد ثلاثة أمتار فقط من الأمير هوا، قال فيليب بصوتٍ مليء بالاستفزاز:"وما المشكلة إن دمّرتُ المدينة؟ ماذا لو دمّرتُك أنت ومن معك أيضًا؟ ماذا ستفعل؟"

تقدم العجوز وانغ خطوة، محاولًا إظهار الثبات:"أرجو من السيد أن يلتزم ببعض الاحترام! فهذا سموّ الأمير!"

رفع فيليب إصبعه.

بووووووووم—!

انطلقت طاقة رفيعة كالليزر، مرَّت بجانب وجه وانغ، وثقبت لحيته بدقة قاتلة.

تجمّد الرجل. حتى وهو في قمة مرحلة الحاكم… أدرك أن موته قبل قليل كان على بُعد شعرة واحدة فقط.

قال فيليب بسخرية مدمّرة:"ما قيمة العائلة الإمبراطورية أمام عائلتي؟"

ثم اختفى.

وفي اللحظة التالية ظهر في مكانه من جديد—

وفي يده فِييان وزعيم عائلة تشانغ، يسحبهما كما لو كانا دميتين.

وأطلق طاقته السوداء داخل جسديهما.

تحطّم مركز طاقتهما. تقطّعت أرواحهما.أُلغي وجودهما القتالي إلى الأبد.

صرخ فييان وزعيم تشانغ بأصوات تشق القلوب:"آآآآآآاأه!!!"

قال فيليب بابتسامة ملتوية: "كنتَ تقول شيئًا قبل قليل، أيها الولد؟ أتظنّني مثل ذلك الغبي كايزر الذي يكتفي بقطع الألسن؟ لا… أنا أدمّر حياة الشخص وكل مَن يرتبط به."

في تلك اللحظة، كانت نينغ إير قد فقدت وعيها منذ زمن، غير قادرة على تحمّل ما يحدث.

الأمير هوا تجمّد مكانه… ثم سمع صوتًا ارتجف له قلبه: لِييان التي وقفت بصعوبة على قدميها، رغم إصابتها،

ووانغ الذي همس لنفسه: "إن لم تكن الإمبراطورية شيئًا أمام عائلته… فإلى أي عائلة ينتمي هذا الوحش؟"

هبط كايزر على الأرض بصمت.لم يتكلم.لكن الغضب الذي كان يشع من جسده كاد يمزّق الهواء.

سقط فييان وأبوه أرضًا— هياكل عظمية ملفوفة بالجلد، لم يبقَ منهم سوى رمقٍ صغير مشوّه.

وتابع فيليب طريقه نحو الأمير.

قال هوا بغضبٍ مكتوم:"ماذا تريد الآن؟! ألم تقضِ على عائلة تشانغ؟!"

رد فيليب ببرود قاهر:"أريد تلك العاهرة خلفك… أريدها أن تموت."

ثم انطلق بسرعة كبيرة، متجاوزًا الأمير، ممدًا يده نحو لييان.

لكن—

صوتٌ نزل من السماء. صوتٌ هزّ المدينة كلها. صوتٌ كالرعد يمزق السحاب.

"ماذا تفعل؟ هل هذه هي مهمتك؟"

توقّف فيليب فورًا. تجمّد. وسرى برق من القشعريرة في عموده الفقري.

الأمير، وانغ، لييان، كل من كان هناك…نظروا إلى السماء بعيون متسعة:

"يالهي… من هذا؟!"

أما فيليب، فبعد أن كان قبل لحظات كالوحش الهائج…صار الآن كالعصفور المذعور وهو يرتجف قائلاً:

"سي… سيدي… أنا كنت فقط…"

وساد صمتٌ مطبق.الجميع سأل نفس السؤال:

من هو صاحب هذا الصوت…الذي جعل فيليب ينقلب من تنينٍ جبار…إلى طفلٍ خائف؟

_______

ملاحظة: لا يستطيع اي شخص التحليق في السماء الى اذا كان في مرحلة الحكام فما فوق.

تعليقات لو سمحتم اخخخخخخخخخ

الفصل اكثر من 1500 كلمة يعني فصلين مو فصل واحد .

2025/11/26 · 103 مشاهدة · 1651 كلمة
Moncef_
نادي الروايات - 2025