الفصل 17: لا تخف… اجلبها فقط
كان وانغ يحمل لييان على ظهره، بينما كان هوا يمشي أمامه متبعًا جيمس.
لاحظ وانغ أن يدي هوا ترتجفان بشكل واضح، علامة على التوتر و الخوف.
وصلوا إلى قاعة ضخمة لا توصف، حيث وقف حارسان أقوياء عند المدخل، يبدو أنهم أكثر قوة وحضورًا من أي حارس آخر.
وما أن اقترب جيمس، ركع الحارسان على الفور، وأصدرت دروعهما الحديدية صوتًا حادًا وصدىً قويًا يملأ القاعة.
قال الحارسان بصوت خفيض وراسخ: "نحي السيد!"، وهما لا يزالان راكعين على الأرض، جسدهما ينحني حتى الأرض احترامًا للسلطة المطلقة لجيمس.
ثم نهض أحد الحراس بحركة قوية ومهيبة، واتجه نحو الباب الكبير.
دفعه بقوة، فصدر صرير الحديد والخشب معًا، بينما انفتحت البوابة ببطء لتكشف عن الداخل.
التفت الحارس سريعًا بعد فتح الباب، ثم عاد ليقف في مكانه مرة أخرى.
قال جيمس مبتسمًا وهو يضع حفيده على الأرض: "هي، انزل."
اقترب من حفيده، وقبّل خده بحنان، وأضاف مازحًا: "هي يا حبيب جدي، اذهب إلى أمك، لدى جدك ما يفعله."
ثم التفت جيمس إلى الحارس الذي فتح البوابة، وقال بصوت هادئ وحازم: "زيفان."
أجاب الحارس بسرعة وهو ملتفت نحو جيمس: "نعم يا سيدي."
أكمل جيمس وهو يحمل شين: "خذ شين إلى أمه."
أخذ زيفان شين من يدي جيمس وقال مطيعًا: "حاضر يا سيدي."
ضحك شين بعينيه الذهبيتين، وهو يمد ذراعيه نحو عنق زيفان: "هي، زيفان، هي احملني على عنقك، هييهي!"
ابتسم زيفان وهو يلتقط شين ويضعه على عنقه بخفة: "كما عادتك يا سيدي الشاب، هاها."
"هي… اتبعوني." قال جيمس بصوت منخفض، وهو يدخل أولًا بخطوات ثابتة.
بالفعل، تبعه هوا ووانغ، الأخير كان يحمل لييان بين ذراعيه بحرص، كأن وزنها فجأة صار عبئًا لا يريد أن يُسقطه.
كان الممر المؤدي للقاعة هادئًا، وأصوات أقدامهم ترتد بوضوح، مما زاد من توتر الاثنين خلف جيمس.
توجه جيمس نحو طاولة واسعة داخل القاعة، طاولة خشبية قديمة ذات سطح لامع كأنه صُقل قبل لحظات، وجلس في مقدمتها ببطء، واضعًا مرفقيه على الحافة، ونظراته الحادة تستقر على الاثنين.
"هي، وانغ… اجلبها." قال جيمس وهو يرفع عينيه إليه دون أن يحرك رأسه.
ابتلع وانغ ريقه بعنف، وارتعشت يداه قليلًا. بدأ العرق يتجمع على جبينه بمجرد أن التقت عيناه بنظرات جيمس.
لوهلة، ظن أن جيمس ينوي فعل شيء … شيء لا يستطيع إيقافه.
لكن جيمس قال بنبرة هادئة تخالف حدّة عينيه: "لا تخف… اجلبها فقط."
تكوّنت ابتسامة خفيفة على وجهه، ابتسامة أربكت وانغ أكثر مما طمأنته.
اقترب وانغ بخطوات حذرة، كأن كل خطوة قد تفجر فخًا، ثم انحنى وأنزل لييان على الأرض أمام جيمس، محاولًا ألا يرفع رأسه كثيرًا.
أما هوا، فكان يراقب المشهد وهو يشعر بقشعريرة تسري في ظهره.
لم يكن خوفًا من جيمس فحسب… بل من حقيقة أخرى ظهرت الآن بوضوح أكبر في ذهنه.
"تبا… إنه يعرف أسماءنا… تبا… إنه يعرف من نحن منذ مدة." فكّر هوا، وعيناه لا تفارق جيمس.
رفع جيمس إصبعه ببطء.
في اللحظة نفسها، التفت حول جسد لييان طاقة ذهبية ناعمة لكن قوية، صافية كضوء شمس مكثّف.
ارتفع جسدها عن الأرض بسهولة، لتطفو في الهواء كأنها تستريح فوق ماء هادئ.
بدأ وجه لييان يستعيد لونه الطبيعي، وتلاشت غالبية جروحها السابقة بسرعة غير بشرية، كأن الزمن يعيد ترميمها أمام أعينهم.
رمشت بعينيها، ثم فتحتها بالكامل وفي اللحظة التي رأت فيها الطاقة الذهبية الملتفّة حولها، اتّسعت حدقتاها.
"تبا… ما هذا؟!" قالت بذهول وهي تحدّق في الضوء الذي يرفعها.
وما إن تذكّرت الشخص الذي أفقدها الوعي بضربة واحدة، حتى حاولت تلقائيًا حشد كل قوتها للابتعاد، عضلاتها تتشنج، جاهزة للهرب.
لكن جيمس رأى ذلك فورًا.
نزل إصبعه نحو الأرض.
فورًا، انقضّت جاذبية ساحقة على لييان من الأعلى للأسفل دون صوت ولا مقدمات فانهار جسدها نحو الأرض بقوة جعلتها ترتطم بالخشب وتستقر على ركبتيها عاجزة عن الحركة.
"ماذا…؟!" شهقت لييان، وكتفاها يرتجفان من الضغط الهائل الذي سحق ظهرها.
الهواء نفسه بدا وكأنه يثقل عليها، يمنعها حتى من رفع رأسها.
تقدم جيمس من الطاولة، نهض من كرسيه بخطوات هادئة كالموت، وتوجه نحوها: "ماذا؟ ماذا…؟" قال بصوت منخفض لكنه قاطع، ثم أكمل: "ماذا قلت لك في آخر مرة؟"
ارتجفت لييان. رفعت رأسها ببطء، عيناها متسعتان بصدمة .
لقد تذكرت… تذكرت ذلك اليوم، وتذكرت صوته حين قال لها: في المرة القادمة التي ترفعين فيها يدك على أحد من عائلتي… ستموتين.
تك… تك…
صوت ارتطام خفيف قطع الصمت.
سقط وانغ على الأرض راكعًا، لم يستطع الوقوف أمام الضغط ولا أمام غضب جيمس.
"سيدي… أرجوك!" قال وانغ بصوت مختنق وهو ينظر إلى الأرض.
"أرجوك اغفر لها… الغضب أعماها، لم تكن تقصد!"
___________
أعتذر يا أصدقاء ما قدرت أمس أرفع الفصلين لأني ما خلصت تدقيقهم
وفوق هذا كنت طالب 20 تعليق وما علق إلا 8 أشخاص أخخخ