بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الأعزاء ما زلت أكتب الفصول القادمة ولدي كمية كبيرة أريد إنهاءها قبل أن أبدأ برفعها بشكل منتظم كل يومين.

الحمد لله التقدم ممتاز.

المهم أحتاج شخص يقرأ الفصول قبل أي أحد اخر ويعطيني ملاحظاته إذا كان في شيء ناقص أو خطأ.

ميزتك أنك ستكون أول من يقرأ الفصول بأيام قبل نشرها.

اللي حاب ينضم يتواصل عبر حساب الديسكورد الموجود في وصف الرواية.

شكرا لكل شخص علق ودعمني استمتعوا بالفصل الجديد.

____________

الفصل 19: تقنيات عائلة روهان

رفع جيمس رأسه ببطء من بين يديه، ثم نهض من على الطاولة بخطوات ثابتة، وقدم نحو هوا بثقة هادئة تشع قوة.

توقفت الأنفاس في القاعة… الجميع شدّ أعناقهم، يترقبون ما سيفعله الرجل الذي لا يفهمون حدوده بعد.

وقف جيمس أمام هوا مباشرة، ثم قال بصوت هادئ لكنه ثقل كافٍ لتهتز القاعة بأكملها: "ما رأيك أن تصبح تلميذي؟"

تجمّد كل من في المكان، حتى هوا، الذي كان نصف مطأطئ الرأس، رفعه فجأة وعيناه تتسعان كمن صُدم بصاعقة. "ماذا… ماذا قلت يا سيدي؟!" صرخ وهو يكاد لا يصدق أذنيه.

ابتسم جيمس بخفة، ووضع يده على كتف هوا بثقة مطلقة: "كما سمعت. ستصبح تلميذي… وسأجعلك الإمبراطور."

ساد صمت ثقيل بين الحاضرين، قبل أن يكمل جيمس بصوت منخفض لكنه يحمل وعدًا مرعبًا: "سأمدّك بأي قوة تريدها. إمبراطورًا؟ ملوكًا؟ حكامًا؟ قديسين؟ مهما أردت… سأعطيك. سأمنحك الزمن نفسه لو طلبت. لكن في المقابل… أريد شيئًا واحدًا فقط."

اقترب أكثر وهمس بنبرة لا تحتمل الرفض: "أريدك أن تسيطر على العرش."

كلمات جيمس نزلت كالصاعقة على القاعة. وقف وانغ ولييان من مقاعدهم بذهول، وارتجف الجو من هول المفاجأة.

كلمة قديسين تحديدًا كانت كافية لإسقاط أي عقل متزن في صدمة، فمستوى القديس… لا وجود له أساسًا في قارة شينيا إلى في مكان واحد.

قارة شينيا تضم أربع إمبراطوريات عظمى:

إمبراطورية الرياح البنفسجية

إمبراطورية اللهب

إمبراطورية المياه الزرقاء

إمبراطورية مينغ

كل إمبراطورية تمتد على أراضٍ شاسعة وتتربع عليها قوة واحدة فقط—إمبراطور واحد لكل إمبراطورية، حجر الأساس الذي منحهم القوة والسلطة والهيمنة.

أما الممالك المنتشرة بين تلك الإمبراطوريات، فعددها كبير… لكن ولا واحد من ملوكها وصل إلى عالم الإمبراطور. أما عالم القديس؟ فهو شيء لا يراه أحد هنا… مستوى لا يوجد إلا في الأرض المقدسة فليليا.

تراجعت لييان خطوة إلى الخلف بعنف وهي تهمس بارتجاف: "ق… قديس…"

اكتفى جيمس بضحكة خفيفة تحمل مرارة خفيفة، وكأنه يرى مبالغة غير عقلانية منها. ثم التفت إلى هوا بثبات وقال:

"من الآن فصاعدًا… أنت تلميذي."

ربّت على كتفه بهدوء، ثم مدّ يده إلى الفراغ، لتظهر كتيّب ذهبي اللون بين أصابعه. سلمه له دون تردد:

"خذ هذا… وتدرب عليه."

رفع هوا الكتيب، وما إن قرأ العنوان المذهّب حتى اتسعت عيناه:

"إمبراطور!!!"

على الغلاف كانت كلمات محفورة بخط ملكي: «تقنيات عائلة روهان — السيف الذهبي الإمبراطوري»

فتح الصفحة الأولى، وفور ملامسته للحروف انطلقت طاقة هائلة اخترقت جسده ونقلته إلى فضاء مجهول. وجد نفسه واقفًا تحت سماء سوداء واسعة، وفي مواجهته رجل ذو شعر أبيض، يحمل سيفًا خشبيًا يشع بذهب خافت. ارتفع الرجل في الهواء، ومع ضربة واحدة فقط انشقّت السماء أمامه نصفين، لتكشف عن كواكب لا تُحصى خلفها.

تجمد هوا في مكانه. ابتلع ريقه بصعوبة. ثم تلاشى المشهد فجأة.

عاد إلى وعيه وهو يلهث، ورجع إلى جيمس مباشرة، ليركع على الأرض بقوة ويضم الكتاب إلى صدره:

"التلميذ… يحيّي المعلم!"

نظر إليه جيمس بارتياح، وضحك قائلاً:

"جميل… حتى نينغ إير لم تفعلها من أول مرة."

ثم التفت نحو لييان:

"أنتِ تستخدمين السيف أيضًا… خذي هذا."

لوّح بيده فأخرج كتابًا آخر كان يطفو أمامها. التقطته وهي تحدق بالعنوان:

«تقنيات عائلة روهان — السيف السماوي»

تمتمت بصوت خافت: "س… سماوي…"

قال لها جيمس دون أن يسمح لها بفتحه: "لا تفتحيه الآن. شاركيه مع وانغ، سيكون مفيدًا لكما."

بعد ذلك أخذ جيمس الاثنين إلى عائلته وقدّمهم لزوجاته وأبنائه وأحفاده، ليتعرفوا عليهم واحدًا تلو الآخر، فيما بدأ الخدم بتجهيز مسكن خاص لهوا ولييان.

وفي زاوية أخرى من القصر، كان فيليب يتنفس بغضب ما إن رأى لييان:

"تبا… هذه العاهرة مرة أخرى…"

أما هي فانحنت أمام كايزر مباشرة: "سيدي… أنا أعتذر عما بدر مني سابقًا."

رد عليها كايزر بنبرة هادئة: "لا تقلقي… نحن في صف واحد الآن."

ومع انتهاء التعارف، وهدوء الجو قليلًا، توجه جيمس إلى الفناء الخلفي.

وقف في المنتصف، فظهرت أمامه عجلة ضخمة تتلألأ بأضواء متعددة. في وسطها عبارة واضحة:

«سحب واحد متاح — مستوى السحب: 7 نجوم»

كان جيمس يعرف أن السحب من الخمس نجوم فأسفل يعطي ملوكًا أو حكامًا غالبًا، أما السبعة نجوم فكانت نادرة… تمنح فرصة عالية للحصول على إمبراطور، وحتى فرصة أقل من 20% للحصول على "قديس".

ومع أن ثمن السحب من هذا المستوى يبلغ 100,000 نقطة، وكان رصيده فقط 9000 نقطة، إلا أن هذا السحب كان مجانيًا ضمن مكافآت النظام.

( لم ولد التوأمين لجيمس عطاه النظام بطاقة سحب من مستوى 7 نجوم، ارجع للفصل 17)

رفع يده ببطء. ضغط زر السحب.

بدأت العجلة بالدوران بسرعة كبيرة، وأضواؤها ترسم دوامات على الأرض.

تمتم جيمس بقلق… وبأمل: "يا رب… قديس… يا رب قديس…"

جنوب إمبراطورية مينغ – مدينة زينان

"اللعنة…" تمتم الرجل الواقف فوق أسوار مدينة زينان، درعه الحديدي يلمع تحت الضوء، وهيبته وحدها تكفي لإسكات عشرات الجنود. كان ينظر إلى الأسفل… إلى آلاف الجنود المصطفّين بدقة مرعبة، صفوف محكمة كأنها جدار من الفولاذ. نظرة واحدة منهم كانت كافية لزرع الخوف في القلوب.

"تبا… إنها إمبراطورية اللهب. لا أحد في شينيا يملك قوة عسكرية كهذه… لكن لماذا؟ لماذا الآن؟"

تراجع خطوة إلى الوراء، والعرق يتساقط من جبينه. أمام أسوار زينان، كان يقف عشرات الآلاف من جنود اللهب، وكلهم في مرحلة ما بعد الولادة على الأقل، ووراءهم مئات الآلاف من الجنود الآخرين ينتظرون الأمر بالتحرك. وفوق الجميع، في السماء، عشرة أشخاص يحلقون؛ اثنان منهم يحملان هالة الملوك، والباقي في مستوى الحكام.

تقدم أحد الملوك نحو الأسوار، يتوقف على بعد عشرين مترًا فقط… وابتسم كمن يشاهد فريسة محاصرة. "هاهاهاها! فلينغ، لماذا ترتجف؟" قالها الرجل الطائر ساخرًا، وهو يحدق في القائد فلينغ الذي لم يستطع إخفاء صدمته. "ليس وقت الخوف يا فلينغ… إنه وقت الدفاع!" انفجر ضاحكًا من جديد، وكأنه يستمتع برؤية رعبه.

رفع فلينغ رأسه بغضب شديد ونادى: "كلاين! ما معنى كل هذا؟!"

اقترب كلاين أكثر، وعلى وجهه نفس الابتسامة الوقحة. "ماذا؟ هل أنت غبي كعادتك؟ ألا تعلم… أننا جئنا لنغزوكم؟" قالها بنبرة ساخرة، ممزوجة باستغراب حقيقي من جهل فلينغ—أو تجاهله.

"هل… تدرك ما تقول؟" قال فلينغ وهو يضغط على أسنانه، الغضب يشتعل في عينيه. لكن عقله كان يعمل بسرعة البرق: "تبا… بهذه القوة يمكنهم سحق مدينة زينان في ساعات. وإن سقطت زينان، سيتوجهون مباشرة إلى مدينة يوان… قلب الجنوب كله. إن سقطت يوان… فسينهار خط دفاع الجنوب تمامًا."

قبض بيده بقوة وهو يفكر: "حتى لو لم أستطع إيقافهم، يجب أن أضعفهم بأي طريقة ممكنة… أحتاج فقط للوقت حتى تصل الرسالة إلى المدينة الإمبراطورية. نحتاج دعمًا فوريا… أو على الأقل نقل القوات إلى مدينة يوان."

قطع كلاين أفكاره بصوت ساخر: "هاه! في ماذا تفكر أيها العجوز؟ هل تتخيل أن هناك مفرًا؟ تحلم!"

ومع انتهاء جملته… سحب سيفه، وانطلق نحو فلينغ بسرعة خاطفة، كنيزك مشتعل يسقط من السماء.

"هممم… يبدو أنك، يا كلاين، نسيت من هو وحش الجنوب؟" قال فلينغ وهو يسحب سيفه، وارتفع في السماء استعدادًا لصد ضربات كلاين.

"تبا… وحش الجنوب أم حشرة الجنوب، اليوم ستموت أنت والجنوب!" صرخ كلاين، وتصادم سيفه بسيف فلينغ، بينما كانت عيناه تشتعلان بالغضب. بدأت السيوف تصدر طاقة هائلة تجعل الهواء حولهم يتموج ويصدر هديرًا خافتًا.

بدأا يتبارزان في السماء، والشرر والطاقة تتطاير من تصادم سيوفهم، فيما يراقبهم الجنود بدهشة وإعجاب.

جنود مدينة زينان كانوا حوالي 70 ألف جندي: من بينهم 5000 في مرحلة ما بعد الولادة، و20 ألف في قوة الجسد، والبقية فانين بدرجات متفاوتة من القوة.

وثلاثة حكام—الجنرالات فليان وكين وشيفلو—قضوا حياتهم في ساحات المعارك. لكن ما إن نظروا إلى هذا الجيش الضخم، معظم أفراده صاقلين، حتى أدركوا: بهذا العدد وحده، سيكون الجنوب في خبر كان خلال أيام، لو لم تتدخل المدينة الإمبراطورية والمناطق الأخرى.

_____

اشتقت لكم ❤

تعليقات عشان يكون لنا شغف نكتب

2025/12/01 · 67 مشاهدة · 1245 كلمة
Moncef_
نادي الروايات - 2025