الفصل فيه 1600 كلمة يعني قرابة فصلين.
التعليقات لم أعد اراه كالسابق
شكرا للأخر روكان والأخ محمد والأخ ثلاث نقاط و الأخ تويف هؤلاء هما الي خلوني اكتب الفصل الطويل دا.
الفصل 23: فيلين وانتهاك الشرف
دفع جيمس باب غرفته الخشبي الثقيل، خارجاً نحو فناء المنزل الفسيح.
كانت الشمس قد بدأت ترسل خيوطها الذهبية، لكن صفاء الجو لم يفلح في تبديد غيوم السخط التي كانت تتلبد في داخله، وعقله لا يزال مشغولاً بنتيجة الاستدعاء الأخير.
صرّ على أسنانه وهمس بحنق لم يسمعه سوى الهواء: "تباً لهذا النظام... لقد كانت النسبة عشرين بالمائة للحصول على 'قديس'، توقعتُ على الأقل أن أحصل على إمبراطور لتعويض الخسارة، لكنه ألقى إليّ بفتات الخبز؛ ملك من المستوى التاسع! أيتها اللعنة!"
أكمل جيمس سيره بخطوات متثاقلة، وبينما هو غارق في أفكاره، لمح ابنه 'تشانغ' يقف وسط الفناء. اقترب منه جيمس وسأله وهو يجول ببصره في الأرجاء: "تشانغ، أين والدتك وعماتك؟ المنزل يغمره هدوء مريب."
توقف تشانغ عما كان يفعله، وعدّل وقفته محيياً والده باحترام: "أهلاً بك يا أبي. لقد غادرن جميعهن منذ خمس ساعات تقريباً، متجهين صوب مدينة فيلين."
عقد جيمس حاجبيه مستغرباً: "فيلين؟ أليست تلك المدينة التي تبعد عنا مائة وعشرين ميلاً؟ تلك في المركز الشمالي تشونغنان؟"
أومأ تشانغ برأسه والابتسامة تعلو محياه: "أجل يا أبي، هي بالتحديد. لقد ذهبت أمي، والعمة ياو، وابنة أخي جيلان يان، ورافقهم الشيخ كايزر للحماية. قالت أمي إن الغرض من الرحلة هو البحث عن معلمين أكفاء للصغيرة 'يان'، وأيضاً لاستكشاف المناطق الجديدة والأستمتاع. غالباً سيعودون بحلول الغد."
"وأما 'مي لينغ'، أين اختفت هي الأخرى؟ لم ألمح لها أثراً هنا." سأل جيمس وهو يزفر تنهيدة طويلة، وكأن فراغ المنزل يثقل كاهله.
اتسعت ابتسامة تشانغ وهو يجيب بسرعة: "لقد نزلت العمة 'مي' برفقة العم 'لينغ' والأطفال إلى المدينة الواقعة عند سفح الجبل، ولن يطول غيابهم، سيعودون بعد قليل."
كان تشانغ يشعر بسعادة غامرة لهذا التفاعل النادر؛ فوالده جيمس قلّما يتبادل أطراف الحديث مع البالغين في العائلة، وكان يحتفظ بجانبه الودود وأحاديثه اللطيفة لأحفاده الصغار فقط، أو لأبنائه الذين ما زالوا في عمر الزهور مثل الصغيرة 'يان'.
زفر جيمس زفرة خفيفة، ثم وجّه نظره نحو ابنه بنظرة فاحصة: "هممم، حسناً.. وكم وصلت في تدريبك الآن؟"
احمرت وجنتا تشانغ خجلاً ممزوجاً بالفخر، ونفخ صدره بزهوٍ وهو يعلن الخبر: "كح.. لقد وصلت أخيراً إلى مرحلة الملوكية يا أبي! لقد نجحت في الاختراق ليلة البارحة."
تنهد جيمس مرة أخرى، وبنبرة خلت من الانبهار قال: "الملوكية... هذا جيد."
نظر تشانغ إلى والده باستغراب، فقد كان يتوقع رد فعل أكثر حماساً، لكنه لم يدرك العاصفة التي كانت تدور في ذهن والده.
كان جيمس يحدق في الفراغ، وعقله يجري حسابات محبطة: "مرحلة الملوكية فقط في سنة كاملة؟ هذه سرعة مخيبة للآمال! لقد قمت بتعزيز قدرة فهمهم بنسبة تزيد عن العشرين بالمائة بشكل دائم، وكثافة طاقة الجبل الروحية تضاعفت عشر مرات... ومع كل هذه الموارد الخرافية لم يخترق إلى مستوى الإمبراطور؟"
اشتعل الغضب في جوف جيمس وهو يلعن حظه بصمت: "يبدو أن عليّ الانتظار لدهر كامل حتى أحصل على أفراد من مرحلة الإمبراطور داخل العائلة. حتى هذا النظام العائلي بخل عليّ ولم يمنحني إمبراطوراً واحداً في الاستدعاء... تباً، تباً، تباً!"
مدينة تشونغنان... مقبرة الشمال
لم تعد أسوار المدينة الشامخة كما كانت، بل تحولت إلى ركام مخضب بالدماء، تعتليها وتفترش تحتها جثث الآلاف من الجنود.
لم يكن مشهداً لمعركة، بل لمذبحة؛ فالصرخات التي كانت تنبعث من الداخل لم تكن صرخات حرب، بل عويل احتضار.
الأرضية اختفت تماماً تحت فيضان جارف من الدماء، محولاً المدينة التي كانت يوماً ما "درع الإمبراطورية الشمالي".
لقد مُحيت العائلات العريقة، وأُبيدت الحياة.
"آآآآآه... أرجوك لااااا!"
"أمي!! لا... آررررغ!"
صرخ فتى صغير وهو يحتضن جسد والدته الهامد، لكن صرخته لم تكتمل.
هوى نصل سيف ثقيل، قاطعاً الهواء بصوت صفير مرعب، ليفصل رأس الصغير عن جسده، فتدحرج الرأس على الأرض والدماء تنفجر منه كنافورة.
"تباً لك... اذهب لتلحق بوالدتك في الجحيم."
زمجر القاتل بصوت أجش، وهو يمسح وجهه الكئيب بظهر يده.
كانت عيناه تلمعان بحمرة دموية مرعبة، وسيفه يقطر دماً قانياً.
وقف هناك، وسط مئات الجثث المتكدسة؛ أطفال، نساء، رجال، جنود، عجائز، وحتى الخيول…
لم ينجُ كائن حي من نصل سيفه.
وفي وسط هذا الجحيم، تقدم فارس درعه مغطى تماماً بأشلاء الضحايا، وركع على ركبة واحدة في بركة من الدماء، وعلى شفتيه ابتسامة جنونية: "تقرير يا سيدي: تم القضاء على جميع الكائنات الحية في مدينة تشونغنان، لم يعد هناك نفس يتنفس... سيدي الدوق كازمان."
نهض كازمان من فوق كومة من الجثث كان يتخذها عرشاً له، وبدأ بمسح الدماء التي لطخت وجهه بلامبالاة باردة: "جيد... ما هي المدينة التالية على القائمة؟"
اتسعت ابتسامة الفارس وهو يلعق شفتيه متخيلاً المذبحة القادمة: "مدينة 'فيلين' يا سيدي... إنها الأقرب لنا الآن."
لمعت عينا كازمان ببريق سادي، وتوجه نحو بوابة المدينة المحطمة، تاركاً خلفه مدينة للأشباح، وعلى وجهه ابتسامة مريضة لا تنتمي لبشر سوي: "هيا، اجمع القوات ولنتحرك بأقصى سرعة... فالإمبراطور ينتظر الأخبار بفارغ الصبر."
تحرك جيش مكون من عشرات الآلاف من الفرسان نحو مدينة "فيلين"، كأنهم سيل جارف من الجحيم. كانت دروعهم مخضبة بدماء ضحايا المدينة السابقة، وتشع منهم نية قتل كثيفة وثقيلة لدرجة أنها جعلت الهواء يرتجف من حولهم.
بعد ساعتين من المسير، وقف الدوق كازمان أمام بوابة "فيلين" الشاهقة. رفع رأسه يتأمل الأسوار بنظرة عاشق مريب، وتمتم بصوت ناعم يخفي خلفه وحشاً كاسراً: "يا لها من مدينة جميلة..."
مد يده ليلمس خشب البوابة العتيق، ولكن في تلك اللحظة، انطلق سهم مشحون بطاقة "التشي" القوية يشق الهواء بصفير حاد، مستهدفاً رأسه مباشرة. بلمحة بصر، تراجع كازمان للخلف بخفة لا تتناسب مع ضخامة هالته، ليرتطم السهم بالأرض حيث كان يقف.
رفع كازمان نظره ليرى فارساً قوياً يقف فوق السور، يحمل قوساً ذهبياً لا يزال وتره يهتز. "آخخخ... كنت فقط أتحسس البوابة، لماذا هذه العدوانية؟" قال كازمان بنبرة جمعت بين الاستغراب المصطنع والسخرية.
فوق السور، كان الفارس الذهبي - قائد حراس المدينة 'سينان' - يرتجف، ليس خوفاً بل صدمة. تمتم وهو ينظر للجحيم المتجسد أمامه: "إنه مجنون... من هذا؟ ومن هؤلاء بحق السماء؟" تسمر مئات الجنود حوله في أماكنهم، عقولهم عاجزة عن استيعاب المشهد. لم تكن هناك حدود مباشرة في الشمال سوى مع إمبراطورية "المياه الزرقاء" وقبائل البربر، لكن وصول جيش بهذا الحجم إلى هنا يعني شيئاً واحداً: الإمبراطورية تتعرض لغزو شامل.
صرخ سينان محاولاً استجماع شجاعته: "أفصحوا عن هوياتكم حالاً!"
تنهد كازمان بملل، وسحب سيفه ببطء محدثاً صريراً مزعجاً: "حسناً، حسناً... أنا الدوق كازمان، من إمبراطورية المياه الزرقاء."
وقع الاسم كالصاعقة على مسامع سينان. "دوق؟" هذا يعني نبيلاً يتبع الإمبراطور مباشرة، رتبة توازي وزراء المرتبة الأولى في إمبراطورية "مينغ". الكارثة أكبر مما تصور.
لم يمهلهم كازمان للتفكير، والتفت إلى جنوده وصرخ بصوت زلزل الأرض: "هيا، طوقوا المدينة! لا تتركوا حتى حشرة واحدة تغادر حية... والبقية، اهجموا!"
ما إن صدر الأمر حتى تحول السكون إلى عاصفة. اندفع الجنود كأمواج البحر الهائج. الصدمة الحقيقية كانت في القوة النخبوية التي ظهرت فجأة؛ خمسون خبيراً في مرحلة "الحاكم"، وثلاثة وحوش في مرحلة "الملك".
حلق أربعون حاكماً والملكان في السماء حاجبين ضوء الشمس، بينما أحاط العشرة الباقون والملك الثالث بالمدينة لإحكام الحصار.
غرق المدافعون في اليأس. أقوى شخص في مدينة فيلين هو القائد سينان، وهو في المستوى التاسع من مرحلة الحاكم، لكنه الآن يواجه خمسين حاكماً وملوكاً دفعة واحدة! إنها ليست معركة، بل حكم بالإعدام.
بعد دقيقتين فقط، تحولت المدينة إلى مسلخ. تعالت صرخات الجنود وهم يسقطون كالذباب أمام القوة الغاشمة.
في أحد النزل الفاخرة داخل المدينة، كانت العائلة تحتمي ببعضها. "أمي، أنا خائفة... من هؤلاء؟" انكمشت الصغيرة 'يان' في حضن والدتها، وعيناها تفيضان بالدموع وهي تنظر إلى جدتها 'يو نينغ' وعمتها.
"لا تخافي يا ابنتي، لا تخافي، نحن هنا..." ضمتها 'يو نينغ' لصدرها، لكن قلبها كان يقرع كالطبل من الرعب.
همست في نفسها:"هذه الهالة... هناك أشخاص في نفس مستواي، بل أقوى. أكثر من أربعين هالة مرعبة تحيط بنا."
اقترب الشيخ كايزر، والعرق يتصبب من جبينه، وهمس بصوت مرتجف: "سيدتي، الوضع كارثي. أستشعر وجود ثلاثة ملوك بينهم. يجب أن نهرب من هنا فوراً." ابتلعت 'ياو يانغ' ريقها بصعوبة، وقالت بغضب يغلفه الخوف: "ملوك؟! يا إلهي، ماذا سنفعل الآن؟؟"
رد كايزر بقلق وهو يراقب السماء:"لا أعرف، لكن هجومهم على الحرس يعني أنهم أعداء لا يرحمون. تباً... هناك ملك في المستوى التاسع بينهم! من هؤلاء الشياطين؟"
خارج الأسوار، نفد صبر كازمان.
"تباً، ما كل هذا البطء؟"زمجر بغضب، وقبض على مقبض سيفه بكلتا يديه.
"تقنية الدم المقدس!"ما إن نطق بالكلمات حتى انفجرت طاقة حمراء هائلة من سيفه، متخذة شكل هلال دموي عملاق، اندفع مباشرة نحو أسوار المدينة.
بوووووم!
تحطمت الأسوار وكأنها مصنوعة من الورق، وتطايرت الحجارة والجنود في الهواء.
"هيا استمتعوا! هاهاهاها!" ضحك كازمان ضحكة مجنونة، وانطلق كالسهم إلى داخل المدينة، يقطف الأرواح أينما حل، وتبعه فرسانه كذئاب جائعة.
في دقيقة واحدة، اختلطت صرخات النساء والأطفال بعويل الرجال.
الشوارع تحولت للون الأحمر.
أمسك أحد الفرسان بفتاة شابة كانت تحاول الهرب، وجرها من شعرها بعنف وهي تصرخ مستغيثة.
نظر الفارس إلى كازمان بلهفة وحشية: "القائد، هل يمكنني...؟"
لم يتوقف كازمان عن القتل، بل لوح بيده دون اكتراث: "أجل، افعلوا ما يحلو لكم، هذه المدينة لكم!"
" شكرا لك! سيدي شكرا!" ما إن أنهى كلماته حتى ألقى بالفتاة على الأرض بقسوة جعلت عظامها تئن.
بدأ يزيل ملابسها بقوة، وينظر اليها بلهفة. وما أن ازال ملابسها حتى فرق رجليها وأخد يغتصبها بقسوة وحشية.
"أرجوك.. لا.. لا.. ارحمني!"صرخت الفتاة وهي ترتعد، والدموع تحفر أخاديد على وجهها الشاحب.
كانت في مقتبل العمر، لا تكاد تتجاوز العشرين، تتوسل التماسًا للرحمة من شيطان لا يعرف قلبه إلا السواد، بينما بدأت الدماء تنزف من جهازها التناسلي جراء عنفه المفرط.
"اصمتي!"زمجر الفارس بنفاذ صبر، مفعّلاً طاقته ليختم فمها، فخفت صوت صراخها وتحول إلى أنين مخنوق.
حاولت المسكينة التلوي بجسدها بحثاً عن مهرب، لكن قبضته كانت أقوى من أي مقاومة.
لم يكترث لتوسلات عينيها، بل انقض عليها كوحش هائج، منتهكاً براءتها ومدنساً شرفها بكل خسة.
استمر في طغيانه، غير عابئ بالألم الذي يعتصرها أو الدماء التي سالت منها بغزارة، حتى توقفت حركتها تماماً.
بعد لحظات كانت كالدهر، سكن جسدها، وأغمضت عينيها مودعة حياة لم ترَ منها سوى القسوة، وفاضت روحها إلى بارئها هرباً من هذا الجحيم.
نهض الفارس من فوق جثتها الهامدة، وبصق عليها باحتقار، ثم ركلها جانباً وعاد ليمسك سيفه متوجهاً نحو ساحة القتال، وكأن إزهاق روح بريئة لم يكن سوى نزهة عابرة.
_________
الي قالوا انه سيتم اعتراض قوات امبراطورية المياه الزرقاء المتجهة نحو الشمال من قبل قوات الأمير اقول لكم:
" يا صديقي الأمير عنده ملك واحد وحاكم كيف راح يدافع عن نفسه اولا "
سؤال الفصل هل يو نينغ وياو يانغ وكايزر ويان ووالدة يان سيخرجون من مدينة فيلين؟