بمناسبة ان الرواية احتلت المركز الأول، ارفع لكم هذا الفصل المكون من 3 فصول في داخله للاستمتاع به.
تحذير محتوى: يتضمن هذا الفصل إشارات إلى اعتداءات جنسية وأحداث عنف ( جنسية ودموية) قد تكون مزعجة لبعض القراء. يرجى المتابعة بحذر.
الفصل 24: أرجوك اقتلني ولا تلمس جسدي!
وقف كايزر، ويو نينغ، وياو يانغ، وبقية العائلة يراقبون المشهد من مكمنهم، والقلوب تعتصرها قبضة من حديد. كانت المدينة تحتضر؛ شاهدوا بأم أعينهم كيف تُداس الكرامة، وكيف تُنتهك الأعراض بوحشية لا تمت للبشرية بصلة. دماء النساء، الرجال، الأطفال، وحتى العجائز، صبغت الأرض بلون قاني، بينما ارتسمت على وجوه القتلة ابتسامات نشوة مريضة، كأن صرخات الضحايا سيمفونية تطرب آذانهم.
لم تستطع "يو نينغ" الاحتمال أكثر. وقع نظرها على أحد فرسان "دوقية القروش الدموية" وهو يهم بالانقضاض على فتاة أخرى لتدنيسها. اهتز كيانها كأنثى وكأم، وانفجر بركان الغضب في صدرها محطماً كل حواجز الحذر.
"مت أيها الوحش القذر!"
صرخت يو نينغ بصوت شق عنان السماء، وانطلقت كالسهم المارق. انفجرت هالتها الملكية بقوة، محيطة جسدها بغلاف من الطاقة المتوهجة. وفي لمح البصر، كان سيفها قد اخترق جمجمة الفارس، ولم تتوقف عند هذا الحد، بل لوحت بسيفها في رقصة غضب جنونية، ممزقة جسد الفارس إلى أشلاء تناثرت في الهواء قبل أن تلامس الأرض.
توقف الزمن للحظة. ذهل الجنود، وتجمدت الضحكات. رفع الدوق كازمان حاجبيه بدهشة، متأملاً الفوضى التي أحدثتها هذه المرأة. كانت يو نينغ جميلة بجمال يخطف الأنفاس، وجهها يشع نوراً كأنه ملاك هبط من السماء، لكن غضبها جعلها تبدو كإلهة حرب منتقمة.
بدلاً من الغضب لمقتل فارسه، لمعت في عيني كازمان نظرة شهوة مظلمة وجارفة. تسارعت دقات قلبه، ليس حباً، بل رغبة في التملك والافتراس. "يا له من جمال فتاك... يا له من قوام..." تمتم كازمان وهو يلعق شفتيه، وعيناه تفترسان جسدها بنظرات وقحة. "لقد قاطعتِ متعة أحد رجالي، لذا... سأجعل عقابك أن تكوني متعتي الخاصة."
"سأقتلك! سأقتلك أيها الشيطان!" أطلقت يو نينغ، التي كانت في المستوى الأول من مرحلة "الملك"، كل طاقتها دفعة واحدة موجهة نصلها نحو قلب كازمان. كانت عيناها تشتعلان بنار الانتقام.
لكن الفارق في القوة كان مرعباً. لم يطرف جفن لكازمان، بل تحرك بسرعة خيالية تجاوزت إدراكها. اختفى من أمامها كأنه دخان، لتضرب هجمتها الهواء فقط. "ماذا؟!" اتسعت عينا يو نينغ بصدمة.
"أمسكتكِ." همس صوت بارد خلف أذنها مباشرة. وقبل أن تتمكن من الالتفات، كانت ذراع كازمان الفولاذية تلتف حول عنقها، وقيدت طاقته الطاغية حركتها بالكامل، جاعلة إياها عاجزة كدمية بين يديه.
"اتركني! ابتعد عني!" صرخت وهي تضرب ذراعه بيديها دون جدوى. ابتسم كازمان بسخرية واقترب بوجهه منها: "أتركك؟ ونحن لم نبدأ بعد؟"
فجأة، شق صوت جهوري هدير المعركة: "تقنية الغضب الأحمر: الحركة التاسعة والثلاثون... النيزك الدموي!"
سوووووووووووش!
تحول لون السماء إلى الأحمر القاني. نظر كازمان جانباً ليجد هلالاً ضخماً من الطاقة المشتعلة يتجه نحوه بسرعة مرعبة، حاملاً نية قتل مركزة. "ماذا؟!" تشوه وجه كازمان من الصدمة. أدرك غريزياً أن هذه الهجمة تشكل خطراً حقيقياً عليه. لم يكن أمامه خيار سوى التراجع. أفلت يو نينغ واندفع للخلف بسرعته القصوى.
"هااااااااااااه!" زأر كازمان وهو يرى الهجمة تلاحقه كأنها تمتلك وعياً خاصاً. كلما زاد سرعته، زاد توهج الهجمة واقترابها. جمع طاقته في سيفه وصرخ: "درع البحر الدموي!"
اصطدمت القوتان ببعضهما البعض، محدثة انفجاراً مدوياً بدد هجمة كايزر، لكنه أجبر الدوق المغرور على التوقف واللهاث قليلاً.
استغل كايزر تلك الثانية، وانطلق بسرعة البرق ليلتقط يو نينغ، ثم تراجع بها مسافة آمنة ووضعها خلف ظهره، ليكون درعاً لها. "إنه قوي جداً..." تمتم كايزر، والعرق يتصبب من جبينه. كان يعلم في قرارة نفسه أن هذا الخصم يفوقه قوة بمراحل.
التفت كايزر نحو يو نينغ وابتسم ابتسامة حزينة، مودعاً: "من أجلك يا سيدتي، سأضحي بروحي. لا أريد أن يغضب السيد مني إذا مسك سوء... في لحظاتي الأخيرة، سأكون سيفك ودرعك."
قالت يو نينغ بجدية، وهي تتقدم لتقف بجانبه بدلاً من الاختباء خلفه: "لن تموت وحدك... سنقاتل معاً، ونموت معاً اليوم."
"هاهاهاهاها!" قهقه كازمان عالياً بعد أن نفض الغبار عن ملابسه. "هل أنتما زوجان؟ يا للرومانسية! هذا سيجعل الأمر أكثر متعة.. سأستمتع بها أمام عينيك قبل أن أقتلك."
ثم رفع صوته منادياً: "إلياس، ألدريك، إدوارد... تعالوا إليّ حالاً!"
في لحظات، هبط ثلاثة أشخاص من السماء، كانت هالاتهم تنضح بالدماء والقتل. كانوا الملوك الثلاثة الذين كانوا يذبحون أهل المدينة بلا هوادة. ركعوا أمام كازمان بطاعة عمياء: "نعم يا سيد العائلة."
أشار كازمان بسيفه نحو يو نينغ وقال بابتسامة خبيثة: "انهضوا... اليوم لدينا وليمة. هل ترون تلك الجميلة؟ سأستمتع بها أولاً، ثم سيكون الدور لك يا إلياس، ثم أنت يا ألدريك، وأخيراً أنت يا إدوارد."
عبس إدوارد وقال بنزق: "ولماذا أنا الثالث دائماً؟ هذا ليس عدلاً!"
تنهد كازمان بملل: "تباً لك، توقف عن التذمر. سأبدأ أنا، ثم يمكنكم التشارك فيها جميعاً."
رفع ألدريك، الذي كان يبدو الأكثر جنوناً بينهم، يده وقال بابتسامة بريئة مرعبة: "أنا أنسحب من هذا الترتيب."
عقد كازمان حاجبيه: "إذن لن تشارك؟"
ضحك ألدريك ضحكة هستيرية، وسال اللعاب من فمه وهو يحدق في يو نينغ بنظرة آكل لحوم البشر: "هذه مسألة ذوق يا سيدي... أنا لا أرغب في المضاجعة، أنا جائع فقط.. أريد أن أنتزع نهديها ومؤخرتها وآكلهما طازجين! هل تسمح لي بذلك بعد أن تنتهوا؟"
نظر إليه كازمان باشمئزاز ممزوج بالرضا: "غريب أطوار ومقزز كما عهدناك دائماً... لك ما تريد من البقايا."
سحب كازمان سيفه مرة أخرى، وتوجهت أنظار الشياطين الأربعة نحو كايزر ويو نينغ. "إذن... فلتبدأ الحفلة."
بينما كان كازمان يستعد للانقضاض، لمح طيفاً آخر يظهر من العدم بجانب كايزر. كانت امرأة لا تقل جمالاً وبهاءً عن يو نينغ، وتشع منها هالة ملكية مماثلة. عقدت يو نينغ حاجبيها باستغراب ونظرت إلى رفيقتها: "ياو يانغ؟ لماذا أتيتِ؟ كان عليكِ الهرب!"
ردت ياو يانغ ونظراتها تشتعل حقداً، ليس تجاه يو نينغ بل تجاه الوحوش المحيطين بهم: "أتريدين مني أن أقف متفرجة بينما يقوم هؤلاء الحثالة بتدنيسك؟ لن يحدث هذا."
تلألأت الدموع في عيني يو نينغ، لكنها سرعان ما مسحتها وابتسمت ابتسامة كسيرة: "هذا... حسناً، إذا كان الموت قدرنا، فلنمت معاً."
ثم حولت يو نينغ نظرها نحو كازمان، وتغيرت ملامحها من الخوف إلى اليقين المرعب، وصرخت بصوت يشبه النبوءة السوداء: "اسمع يا هذا... قد أموت اليوم، أجل، ولكن لن تكون ميتة سهلة. والأهم من ذلك، عندما يعلم زوجي بما حدث... تذكر كلماتي جيداً: ستموت، وستموت عائلتك، سيباد نسلك، ستحرق مملكتك، وستمحى إمبراطوريتك عن بكرة أبيها! أي كائن حي، أي حشرة، أي عرق ينبض بالحياة وله صلة بك سيُفنى من هذا الوجود! هاهاهاهاها!" ضحكت يو نينغ ضحكة امتزج فيها اليأس بالغضب، والفرحة المريضة وهي تتخيل انتقام جيمس القادم.
تردد صدى كلماتها في الأرجاء، وسرت قشعريرة باردة في أجساد الجميع. كان وصفها للإبادة شاملاً ودموياً لدرجة أن حتى هؤلاء القتلة ابتلعوا ريقهم بخوف غريزي.
في مكان آخر بعيد وهادئ: "تشووو!" عطس جيمس بقوة وهو يحك أنفه، ونظر إلى رقعة الشطرنج أمامه بملل، حيث كان يلعب مع فيليب في فناء المنزل الآمن. "تباً... يبدو أن أحدهم يتحدث عني بسوء من ورائي." تمتم جيمس دون أن يدرك أن العالم يحترق في مكان آخر.
عودة إلى ساحة الموت: حاول كازمان طرد الخوف الذي تسلل إلى قلبه بضحكة هستيرية مصطنعة: "هااه؟ تقولين زوجك؟ حسناً، بعد أن أستمتع بكِ سأستخرج المعلومات من جمجمتك، وسأبحث عن هذا الزوج وأقتلع رجولته وأطعمها للكلاب!"
لم يضع كازمان وقتاً، وانطلق كالسهم نحوهم، ولم يكن وحده. لم يكتفِ بإلياس وإدوارد وألدريك، بل أصدر أمراً صامتاً جعل جيش الدوقية بأكمله يتحرك. آلاف الفرسان، وعشرات الحكام المحلقين في السماء، والجنود المشاة، كلهم اندفعوا كسيل من الجراد الأسود نحو ثلاثة أشخاص فقط.
في تلك اللحظة، توقف الزمن في عيني كايزر. رأى الآلاف من هجمات التشي الملونة، والسيوف المشرعة، ونية القتل التي تغطي السماء. أدرك الحقيقة المرة: الموت قادم لا محالة، وبعد ثانية واحدة فقط.
اتخذ قراره في جزء من الثانية. بسرعة خاطفة، استدار كايزر نحو السيدتين، وبحركة ناعمة ولكن حازمة، ضرب بكفيه على بطنيهما دافعاً إياهما بقوة، لتقذفهما الضربة إلى الخلف مسافة عشرين متراً بعيداً عن مركز الخطر.
صُدمت يو نينغ وياو يانغ، وتسمر المهاجمون للحظة من تصرفه الغريب. وقف كايزر وحيداً في مواجهة الطوفان. نظر إلى الموت القادم بابتسامة هادئة، بينما بدأ النور يسطع من منطقة "الدانتيان" أسفل سرته.
"سأدمر نواتي العزيزة... سأحرق روحي وجسدي. لن أموت وحيداً، سأجر معي المئات منكم إلى قاع الجحيم!"
ترددت في داخله كلمات الوداع الأخيرة، ونزلت دمعة وحيدة من عينه: "إلى اللقاء يا سيدي... سامحني، سامح ضعفي. لم أستطع حماية زوجاتك كما يجب، أنا نادم جداً... لكنني أقسم أنني لن أسمح لهم بلمسهما وأنا أتنفس. الموت أهون عليّ من رؤية عارهن."
نظر كازمان إلى كايزر باستغراب ممزوج بالرعب: "هل هو مجنون؟ لماذا يبتسم في وجه الموت؟"
وصلت الهجمات. آلاف النصول والطاقات اصطدمت بجسد كايزر، لكن في تلك اللحظة، انفجر صوته بضحكة زلزلت الأرض: "هاهاهاهاهاهاه! فلترافقوني جميعاً إلى الجحيييييم!"
كراااااااك! صوت تحطم شيء جوهري سُمع بوضوح. دمر كايزر نواته الملكية بملء إرادته.
اتسعت عينا كازمان حد التمزق، وصرخ بصوت مبحوح من شدة الرعب: "ماذا؟! إنه يدمر نواته! تراجعوا!!! تراجعوا فوراً أيها الحمقى!!"
لكن الأوان كان قد فات. تدمير "النواة الجوهرية" لمتدرب في مرحلة "الملك" يولد انفجاراً يضاهي هجمة كاملة من "إمبراطور". إنها قوة فناء شامل.
انفجرت كرة من الضوء الذهبي الحارق من جسد كايزر، متسعة بسرعة الضوء لتبتلع كل شيء في محيطها. حاول كازمان وبعض الحكام الهرب، لكن المئات من الجنود والفرسان كانوا أقرب مما ينبغي.
"آآآآآآآآآآآآآآآآه!" "ما هذا؟! جسدي!! إنه يذوب!! أنقذوني!" "سيدي!! لاااااا!"
تحولت صرخات الحرب إلى سيمفونية من العويل المرعب. الجنود الذين ابتلعهم الضوء الذهبي لم يُقتلوا فحسب، بل تبخروا. ذابت دروعهم، انصهرت جلودهم، وتفتت عظامهم وتحولت إلى رماد في أجزاء من الثانية.
اهتزت الأرض بعنف، وتصاعد عمود من الضوء وصل إلى عنان السماء. عندما انقشع الغبار والضوء، ساد صمت مطبق ومخيف.
ظهرت حفرة عملاقة، قطرها يتجاوز العشرين متراً، لكن عمقها سحيق كأنها بوابة إلى الهاوية. اختفى المئات من المهاجمين تماماً، لم يبقَ لهم أثر.
وفي مركز هذا الدمار، كان المشهد الأكثر رهبة.
كان كايزر لا يزال واقفاً.
لم يسقط.
كان جسده متفحماً، والدماء تسيل من عينيه، وأذنيه، وفمه، ومن كل مسام جلده المحترق. عيناه مغلقتان، وروحه قد غادرت جسده منذ اللحظة الأولى للانفجار.
لقد مات واقفاً، شامخاً كالجبل.
والأكثر إعجازاً، أنه حتى في لحظة انفجاره وفناء وعيه، سيطر على طاقته المتفجرة ببراعة مستحيلة ليوجه الانفجار كله نحو الأعداء، مانعاً ذرة غبار واحدة من أن تمس يو نينغ وياو يانغ اللتين كانتا تقفان خلفه بذهول.
مات كايزر، معتقداً أن تضحيته ستشتري الوقت الكافي ليصل سيده وينقذ ما تبقى.
تك... تك... سقطت دموع "يو نينغ" على الأرض القاحلة قبل أن تنهار ركبتيها. كان المشهد أمامها يفوق قدرة العقل على الاستيعاب؛ "كايزر"، الحارس الوفي، واقفٌ كتمثال من الفحم، روحه غادرت جسده، لكنه لا يزال يحميهم بظله حتى بعد فنائه. بجوارها، كانت "ياو يانغ" تنتحب بصمت، والنيران تلتهم قلبها حسرةً وألماً.
"أيها الغبي!" صرخت يو نينغ بصوت مخنوق بالبكاء، وهي تنظر إلى جثته الواقفة. "لماذا لم تأخذنا معك؟ هل تركتنا لنواجه هؤلاء الوحوش وحدنا؟ هل تركتنا لهذا العار؟"
لم يطل نحيبها، فقد انقشع الدخان ليظهر كازمان وشياطينه الثلاثة، ووجوههم مسودة من الغضب والحقد، يخطون فوق رماد جنودهم الموتى.
"أيتها العاهرة الملعونة!" زمجر كازمان بصوت يشبه الرعد، وانقض عليها بسرعة لم تستطع عيناها متابعتها. امتدت يده كالمخلب الحديدي لتعتصر خصلات شعرها الحريري، رافعاً وجهها إليه بقسوة، قبل أن يضرب رأسها بالأرض بعنف جعل العالم يدور من حولها.
في الجانب الآخر، كان "ألدريك" يمارس وحشيته على "ياو يانغ"، ممزقاً ثيابها بعنف، وعيناه تلمعان ببريق الجنون.
"والآن... سأصب جام غضبي كله عليكِ!" صرخ كازمان وهو يمزق ما تبقى من رداء يو نينغ العلوي، كاشفاً عن جسدها للهواء البارد ولنظراته الدنيئة. حاولت يو نينغ المقاومة، حاولت استجماع أي ذرة من طاقتها للهرب أو حتى للموت بكرامة، لكن كازمان كان أسرع وأقسى.
بحركة خاطفة، غرس كازمان أصابعه المشبعة بالطاقة السوداء في منطقة "الدانتيان" أسفل بطنها. كراااك! صوت تحطم مكتوم تردد في جسدها. لم يكن انفجاراً، بل كان انهياراً. دمر جوهر طاقتها، ومعه دمر أملها الأخير في المقاومة أو تفجير نفسها. تحولت من ملكة قوية إلى امرأة عاجزة تماماً.
"لا... لا! أرجوك اقتلني!" صرخت يو نينغ بهستيريا، والدموع تحفر أخاديد على وجهها المختلط بالتراب. "لا تلمسني... أرجوك اقتلني ودعني أرحل! لا تفعل هذا!"
تجاهل كازمان توسلاتها التي كانت تزيد من نشوته المريضة. رماها على الأرض كدمية مكسورة، وصفعها بقوة أخرست صوتها للحظة. "اخرسي أيتها الحثالة!"
انقض عليها بثقله، دافناً إياها في التراب، وبدأ في انتهاكها بوحشية مطلقة، غير عابئ بصرخاتها المكتومة أو دموعها التي جفت من الرعب. حاولت يو نينغ تحريك يديها، حاولت خدش وجهه، لكن "إلياس" تقدم ببرود ووضع قدميه الثقيلتين على معصميها، مثبتاً إياها في الأرض كالمصلوبة، بينما داس "إدوارد" بقدمه على بطنها ليزيد من عذابها وشل حركتها بالكامل.
"هيهي..." ضحك كازمان بنشوة شيطانية، ناسياً آلاف الجنود الذين ماتوا للتو، فكل ما يهمه هو إشباع رغبته الانتقامية وتدنيس شرف عدوه.
"آآآآآآه! توقف! لا... يو نينغ! لاااااااا!" صرخت ياو يانغ وهي تشاهد رفيقتها تُغتصب وتُداس كرامتها أمام عينيها، حاولت الاندفاع نحوها، لكن جسدها طار في الهواء إثر ركلة قوية، لترتطم بالأرض بقوة حطمت أضلاعها.
هبط "ألدريك" فوقها بابتسامة مرعبة، وغرس قدمه في بطنها ببطء وتلذذ. طرااااخ! تحطم جوهر طاقة ياو يانغ هو الآخر، وسرى العجز في أوصالها. همس ألدريك وهو ينظر في عينيها اليائستين: "لا تصرخي من أجلها... فأنتِ معي هنا، وستتمنين الموت ألف مرة قبل أن أنتهي منكِ."
غرق العالم في سواد حالك، ولم يبقَ في تلك الساحة سوى ضحكات الشياطين وأنين الملائكة الذين كُسرت أجنحتهم، في انتظار انتقامٍ قد يأتي أو لا يأتي.