[تحذير: محتوى صادم للكبار فقط (+18)] يحتوي هذا الفصل على مشاهد دموية عنيفة جدا ووصف دقيق للجثث والتشوهات، بالإضافة إلى إشارات صريحة لجرائم اغتصاب وتعذيب وحشي. المشاهد قد تكون مقززة ومزعجة للغاية لأصحاب القلوب الضعيفة أو النفسيات الحساسة. القراءة على مسؤوليتك الخاصة.

الفصل 26: الدماء المتخثرة

لم تكن "فيلين" مدينة بعد الآن... كانت بركة سباحة من الدماء والأحشاء. رائحة الحديد الصدئ (رائحة الدم) كانت قوية لدرجة أنها تحرق الأنفاس، ممتزجة برائحة فضلات الأجساد التي خرجت لحظة الموت.

في زاوية مظلمة، حيث تكدست الذباب الأزرق، كان المشهد الأول للجحيم: جثة "يو نينغ". لم تعد تشبه البشر. كانت ملقاة بوضعية ملتوية، ساقاها متباعدتان بكسور غير طبيعية في عظام الحوض.

المنطقة السفلية لم تكن مجرد دماء، بل كانت "هريسة" من اللحم الممزق. لقد تم تمزيق جهازها التناسلي بوحشية باستخدام أدوات حادة وربما مخالب، حتى اختلط اللحم بالعظم، وملأت الدماء المتخثرة السوداء فجوة جسدها.

فمها كان مفتوحاً على آخره، وقد قُطع لسانها، وامتلأ جوف حلقها بالدم الغليظ الذي منع صراخها الأخير. أما عيناها... يا لهول المنظر.

كانت المقلتان قد جحظتا خارج المحجرين، معلقتين بخيوط عصبية رفيعة، تحدقان في الفراغ برعب أبدي، وقد تحولت الشعيرات الدموية فيهما إلى اللون الأسود من شدة ضغط الألم والصدمة.

على الجانب الآخر، كان المشهد أكثر تقززاً وغرابة: جثة زوجة "ياو يانغ". كانت مصلوبة على جدار خشبي بمسامير صدئة اخترقت كفيها.

الجزء السفلي منها كان مشابهاً ليو نينغ، كتلة من اللحم المفروم والدماء الفاسدة. لكن صدرها... كان لوحة لشيطان.

ثديها الأيمن لم يكن موجوداً؛ مكان الجلد الناعم، كان هناك قطع أملس ونظيف، يكشف القفص الصدري الأبيض وعضلات الصدر الحمراء النابضة، وكأن سيفاً حاداً جزه بضربة واحدة دقيقة.

أما ثديها الأيسر... فقد كان منظراً يقلب المعدة. لم يُقطع بسكين، بل كان هناك آثار "أسنان".

لقد تم عضه ونهشه وانتزاعه من مكانه بفم بشري أو وحشي، تاركاً حواواف الجلد مشرشرة وممزقة، والدهون الصفراء تتدلى مختلطة بالدم.

وجهها؟ لم يكن هناك وجه. لقد سُلخ جلد وجهها بالكامل، تاركاً العضلات الحمراء مكشوفة، وتبدو كجمجمة وحش يبتسم ابتسامة دموية عريضة بلا شفاة.

وعلى بعد خطوات، بجانب نزل محطم: جثة الحفيدة الصغيرة "يان".

كانت كومة صغيرة من اللحم. أطرافها... ذراعاها وساقاها... كانت ملقاة بعيداً عن جسدها كقمامة، مقطوعة بطريقة همجية، العظام بارزة من اللحم والجلد يتدلى منها.

أما رأسها... فلم يعد رأساً. كان يبدو وكأن صخرة بوزن طن سقطت عليه. الجمجمة كانت مسحوقة تماماً، "عجينة" مختلطة من المادة الدماغية البيضاء والوردي، وشظايا العظام البيضاء الحادة، والشعر الملطخ بالدم والوحل.

عين واحدة فقط كانت سليمة، ملقاة على الأرض بجانب الرأس المهروس، تنظر للسماء باتهام صامت.

وبالقرب منها، جثة "يانا" (زوجة جيلان). لم يكن هناك إنش واحد في جسدها سليم.

بدت وكأنها مرت عبر مفرمة لحم. مئات، بل آلاف الطعنات الصغيرة حولت جسدها إلى غربال.

الجلد كان ممزقاً لدرجة أنك لا تستطيع التمييز بين القماش واللحم.

الأحشاء كانت خارجة من بطنها، أمعاؤها الدقيقة والغليظة ملتفة حول عنقها كحبل مشنقة، ولون جسدها تحول للأزرق والأسود من شدة الكدمات والنزيف.

الأرضية تحتهم لم تكن تراباً، بل كانت سجادة من جثث المدنيين، أطفال وشيوخ، مقطعي الرؤوس، مبقوري البطون، أطرافهم متناثرة في كل مكان.

وفي وسط هذا المسرح الدموي المقزز، في "بركة الدماء" الكبرى... وقفوا هناك. كازمان، الدرك، إلياس، إدوارد، وقادة جيش الإمبراطورية.

لم يكونوا خائفين. لم يكونوا مشمئزين.

كانوا يبتسمون.

بعضهم كان يمسح دماء الضحايا عن نصل سيفه بقطعة قماش حريرية ببرود.

والبعض الآخر كان يضحك ويشير إلى جثة "يو نينغ" المشوهة، يتبادلون النكات وكأنهم في نزهة، أحذيتهم الثقيلة تغوص في دماء ولحم عائلة جيمس، غير مبالين بالجحيم الذي أيقظوه للتو.

"ألم ترَ كيف كانت تستغيث؟ ذلك الصوت... آه، كان كالموسيقى." قال إدوارد وهو يركل جثة "يو نينغ" بقدمه، ثم انحنى والتقط قطعة من لحم فخذها الممزق بأطراف أصابعه، يتفحصها بابتسامة خبيثة. "صوت تمزق رحمها كان الأجمل، كانت تصرخ باسم زوجها وكأنه سيسمعها من الجحيم."

"أجل، كانت صاخبة..." أجاب إلياس وهو ينظر باشمئزاز مصطنع، ليس من القتل، بل من المنظر أمامه. أشار بيده نحو جثة "ياو يانغ" التي سُلخ وجهها. "ولكن انظر إلى ما فعله هذا المعتوه 'الدرك'. لقد سلخ جلد وجهها بالكامل وهي حية! اللعنة، إنه مريض، حتى أنا تقيأت من المنظر."

"تباً لكما، أنتما لا تفهمان شيئاً... إنه الفن! إنه الفــــــــــــــــــــــــــن الأحمر الخالص!" رفع "الدرك" ذراعيه الملطختين بالدماء حتى الإبطين نحو السماء، ودار حول نفسه كراقص باليه مجنون وسط بركة الدماء، بينما كانت قطرات الدم تتطاير من عباءته على وجوه الجنود. "انظر إلى تداخل العضلات الحمراء مع العظم الأبيض! انظر كيف تبتسم جمجمتها الآن للأبد! أليس هذا أجمل من وجهها المغرور السابق؟" ضحك الدرك بصوت مبحوح ولعق الدم عن شفتيه بتلذذ مقزز.

"أجل... فـ.. فن رائع، ولكن..." تكلم أحد القادة العسكريين الذي كان يقف خلفهم، وكان وجهه شاحباً كالموتى، يرتجف وسيفه يهتز في غمده. "ألم تسمعوا ماذا قالت تلك المرأة قبل أن يقطع السيد الدرك لسانها؟ كلماتها... كانت تحمل يقيناً مرعباً."

توقف الدرك عن الرقص، واستدار ببطء نحو القائد، والابتسامة الدموية تشق وجهه: "ماذا؟ تهديداتها؟ تباً، من هي العائلة التي قد توجد في إمبراطورية مينغ الضعيفة هذه وتستطيع الوقوف أمامنا؟ نحن لسنا مجرد جنود، نحن كوارث تمشي على الأرض! حتى إمبراطور هذه الإمبراطورية القذرة بنفسه سيركع ليمسح دماءنا عن أحذيته إذا واجهنا!" انفجر الدرك ضاحكاً بفخر وغطرسة، متباهياً بقوة عائلته وجبروته، غير مبالٍ بالأشلاء التي يدوس عليها.

"أجل... ليس هناك شخص في هذا العالم السفلي قادر على لمس شعرة منا." تكلم "كازمان" أخيراً، صوته كان هادئاً، لكنه كان يحاول يائساً طرد صدى صوت "ياو نينغ" من رأسه.

كانت كلماتها تتردد في ذهنه كجرس جنائزي، تلك اللحظة حين كانت أطرافها تقطع، ورغم الألم الذي لا يطاق، رفعت رأسها بعينين جاحظتين وصرخت بآخر نفس: "هاهاها... آآآرغ... انتظروا فقط! هذا الألم... ستشعرون بأضعافه! إنه قادم... وحشكم قادم... ليتني كنت سأحضر لأراكم تؤكلون أحياء! اللعنة عليكم جميعاً... هاهاها!"

حاول كازمان والجميع إقناع أنفسهم بالمنطق.

"كايزر" كان يمتلك قوة ملكية، و"ياو يانغ" و"يو نينغ" كانتا تمتلكان هالات نبيلة وقوة لا يستهان بها،

وملامحهما توحي بأصول من عائلات عريقة ومرعبة. المنطق يقول إن خلفهم ظهراً قوياً.

ولكن... الغرور كان أقوى.

سرعان ما هز كازمان رأسه طارداً الأفكار، وابتسم بسخرية وهو ينظر إلى الأشلاء المتناثرة: "مجرد كلاب تنبح قبل الموت... لا توجد عائلة حقيقية تختبئ في هذا المستنقع المسمى إمبراطورية مينغ."

2025/12/05 · 187 مشاهدة · 965 كلمة
Moncef_
نادي الروايات - 2025