الفصل 28: طقطقة الجحيم [1]
تجمدت الدماء في عروقهم، واستحالت نظراتهم إلى رعبٍ خالص ينهش في أرواحهم. لم يكونوا مجرد مقاتلين؛ كانوا نخبة النخبة، أسياداً اعتادوا الدوس على الضعفاء.
كان كازمان، أقواهم، يقف شامخاً في المستوى التاسع من الملوكية، وحشاً بشرياً قادراً على مقارعة إمبراطور منخفض المستوى، وحتى أمام إمبراطور متوسط المستوى، كان يمتلك المهارة للهروب مضحياً بذراع أو ساق.
لكن الآن... تحطم المنطق، وتم سحق الكبرياء تحت وطأة رعب لا يوصف.
بفرقعة إصبع بسيطة، كانت أطراف كازمان وجنرالاته ومرؤوسيه تنفصل عن أجسادهم بعنف، تتطاير في الهواء وسط نوافير من الدماء القانية التي صبغت السماء باللون الأحمر.
وبفرقعة أخرى، تعود الأطراف لتلتصق بأجسادهم وكأن الزمن قد عاد للوراء، فقط ليتم تمزيقها مجدداً. لم تكن معركة، بل كانت مجزرة من طرف واحد، تلاعباً بقوانين الوجود واللحم الحي.
صوت تمزق العضلات وتهشم العظام كان يتردد بوضوح مقزز، ورائحة الحديد الصدئ ملأت المكان، خانقةً أنفاسهم.
"مـ.. ماذا فعلت؟ مـ.. من هـ.. ذا؟"
خرج صوت كازمان متهدجاً، مخنوقاً بالدماء التي تسيل من فمه ومن أطرافه المرتجفة.
كان الألم يمزق وعيه، لكن الرعب من الكيان الواقف أمامه كان أشد فتكاً. رفع بصره المرتجف نحو جيمس، وعيناه غارقتان في اليأس.
كان جيمس يقف هناك، ثابتاً كالجبل، لم يتحرك شعرة، وعلى وجهه ابتسامة.
لم تكن ابتسامة بشرية عادية؛ كانت ابتسامة شيطان حقيقي، ابتسامة وعدت بجحيم لا مفر منه، ابتسامة من أقسم على أن يحرق العالم بمن فيه لأجل انتقامه.
"فووووووش!"
دون أن يخطو خطوة واحدة، رفع جيمس راحة يده ببطء، ثم أنزلها نحو الأرض بضغط ساحق كأنما يُنزل السماء فوق رؤوسهم.
استجابت الفيزياء لإرادته فوراً؛ تجمعت الأطراف المبتورة وعادت لأصحابها في مشهد مرعب، لكنهم لم يسقطوا كالموتى، بل نزلوا ببطء شديد، معلقين في الهواء كدمى مكسورة، يهبطون كريشة طائر عاجزة أمام إعصار.
أحس الجميع بضغط روحي هائل يسحق أكتافهم، قوة قاهرة أجبرت أجسادهم المرتجفة على الرضوخ.
تك.. تك.. تك..
ارتطمت الركب بالأرض في إيقاع مرعب وموحد. نزل الجميع، الملوك والجنرالات، مطأطئين رؤوسهم، عيونهم جاحظة من الهلع، أجسادهم مبللة بالعرق البارد والدماء الساخنة، عاجزين حتى عن رفع أعينهم أمام هذا الطاغية.
ساد صمت الموت، لا يسمع فيه سوى صوت قطرات الدم وهي تسقط من ملابسهم على التراب، قبل أن يخرقه صوت جيمس الهادئ، هدوء ما قبل الإبادة:
"الجهة اليمنى..." أشار بيده بحركة خفيفة، فانزاحت مجموعة منهم رغماً عنها كأن يداً خفية تجرهم، وجوههم شاحبة كالأموات، "للذين شاهدوا بصمت."
ثم حرك يده للجهة الأخرى، وعيناه تلمعان ببريق وحشي:
"الجهة اليسرى... للأشخاص الذين كانوا يضحكون، ويتلذذون، وتمنوا لو كانوا مكان المغتصبين."
تجمد الهواء في صدورهم، وتوقفت قلوبهم عن النبض للحظة عندما ركز جيمس نظره المرعب نحو المنتصف، حيث كازمان وحاشيته المقربة الغارقين في دمائهم، وقال بنبرة تقطر دموية وكراهية:
"أما الوسط... فللذين اغتصبوا وقتلوا بأيديهم.. أولئك القذرة الذين تلطخت أياديهم بدم زوجاتي."
عاد جيمس ليجلس على الكرسي ببطء وثقل، وكأنه إمبراطور الظلام يعتلي عرش الجماجم. لم يكن جلوساً للراحة، بل كان وضعية حكم مطلق.
"السؤال الأول..." خرج صوته هادئاً، بارداً كجليد القبور، "من قائدكم هنا؟"
ساد صمتٌ خانق، صمتٌ يمكن سماع صوت دقات القلوب المذعورة خلاله. لم يجرؤ أحد على النطق، لكن لغة العيون كانت فاضحة. اتجهت أنظار الجميع، في حركة لا إرادية تحركها غريزة البقاء، نحو كازمان.
كان كازمان يرتجف، جسده القوي الذي طالما تفاخر به أصبح كومة من اللحم المرتعد. نظر حوله، فوجد إلياس، إدوارد، والدرك...
جميع قادته ينظرون إليه بنظرات تحمل معنى واحداً مرعباً: ها هو ذا، خذه واتركنا. نظرات مرؤوسيه كانت تصرخ بصمت: أنت السبب.
بدأ جيمس العد، ولم يكن مجرد أرقام، بل كان تنازلياً لحياتهم.
"واحد..."
تجمد الهواء.
"اثنان..."
توسعت حدقات أعينهم، وحاولوا نطق الكلمات لكن الخوف ألجم ألسنتهم.
"ثلاثة..."
بمجرد أن لفظ جيمس الرقم الأخير، ولم ينطق أحد بكلمة…
طق.
فرقع جيمس إصبعه. كان الصوت خافتاً، لكنه دوى في آذانهم كصوت انكسار العالم. صُدم الجميع للحظة، ينتظرون الألم، لكن ما حدث كان أسوأ من أي قطع أو ضرب.
بدأ الأمر بحكة جنونية.
"أغغغغغ!"
فجأة، بدأت جلودهم تنتفخ وتتمزق من تلقاء نفسها. مسام جلودهم لم تعد تفرز العرق، بل دماً وقيحاً يغلي.
"إنه هو! إنه كازمان! ارحمني! لا لا لا!"
"ذاك! إنه هو! أرجوك لا! لا!"
تعالت الصرخات بجنون، لكن الأوان كان قد فات. بأظافرهم، بدأوا يحكون أجسادهم بعنف هيستيري، ومع كل حكة، كانت طبقات الجلد تنسلخ بالكامل وتنسل بين أصابعهم كقماش مبلل مهترئ، كاشفة عن اللحم الأحمر العاري والعضلات النابضة تحتها.
منظر مرعب يفوق الوصف؛ الدماء تختلط بالقيح الأصفر، ورائحة شواء اللحم الحي تفوح في المكان.
"آاااااااااااه! جلدي! شيطان! إنه شيطان!"
"أرجوك! أرجوك كفى! كفى! هههءهءهءهء!"
"آااااااااااه! أمي! كفى هههءهءهء!"
بكى الجميع كالأطفال، يحكون جلودهم فتسقط قطعاً على الأرض، يموتون عذاباً وهم يرون أجسادهم تتحلل وهم أحياء.
"إنه أنا! أرجوك ارحمني! أرجوك هءههء!"
صرخ كازمان أخيراً، صرخة ممزوجة بالنشيج والذل. كان قادراً على تحمل ألم قطع أطرافه بفضل تدريبه العالي، لكن ألم سلخه من جلده حياً، شعور الهواء البارد يلامس أعصابه العارية مباشرة، كان شيئاً لم يستطع عقله تحمله. نظر إلى ذراعه، فرأى جلده ينزلق عنها كقفاز، والدم يسيل ببطء لزج.
لم ينتظر إلياس أكثر، فصرخ برعب شديد وهو يحاول إبعاد الجلد المنسلخ عن وجهه:
"إنه هو! دوق إمبراطورية المياه الزرقاء! كازمان فلندغان! دوق عائلة القروش الدموية!"
وصرخ إدوارد بجانبه، وصوته يخرج كعواء حيوان ذبيح:
"أرجوك اعفُ عن حياتي! أرجوك! أرجوك!"
وسط هذه سيمفونية الصراخ واللحم المنسلخ، كان هناك شخص واحد مختلف.
"......"
كان الدرك ينظر إلى جيمس بصمت. عيناه، رغم الألم الذي لا يطاق والجلد الذي ينسلخ عن وجنتيه، كانتا مثبتتين على الجالس على الكرسي.
كان الدرك يعرف... كان يرى ما وراء القناع. هذا الشخص الجالس أمامه ليس مجرد منتقم غاضب.
إنه مريض نفسي.
أدرك الدرك بوضوح تام أن ما يفعله جيمس ليس انتقاماً لزوجاته فقط.
إنه شيء أسود متراكم في أعماقه منذ زمن بعيد، وحش حبيس وجد أخيراً ذريعة للخروج. إنه لا يعذبهم ليحصل على إجابات، بل يعذبهم ليفرغ سواد قلبه.
ظل الدرك ينظر بصمت، جلده ينسلخ عن جسده قطعة قطعة، وهو يستمع لصرخات الجميع، مدركاً أنهم وقعوا في يد كيان لا يعرف معنى الرحمة.
طق.. طق.
فرقع جيمس أصابعه مرة أخرى بخفة.
في تلك اللحظة، انعكست المعجزة الدموية.
الجلد المنسلخ زحف عائداً ليغطي اللحم العاري، والأنسجة المتمزقة التحمت بسرعة جنونية.
اختفى الألم فجأة، وعادت أجسادهم سليمة معافاة كما كانت، وكأن الجحيم الذي عاشوه قبل ثانية لم يكن سوى كابوس عابر. لكن ذاكرة الألم كانت لا تزال محفورة في عقولهم.
"أحسنتم..." قال جيمس بنبرة ناعمة، وهو يعاود الاسترخاء على كرسيه، "إذا سألت، فستجيبون بسرعة.. إنني لا أحب الانتظار."
كان المشهد أمامهم سريالياً لدرجة الجنون. جيمس يبتسم، ولم تكن مجرد ابتسامة، بل كانت ابتسامة فاتنة، بريئة، وجميلة جداً، تتناقض بشكل صارخ مع هالة الموت المحيطة به.
داعبت نسمات الهواء شعره الأبيض الطويل، فتمايل بخفة حول وجهه الوسيم. لكن أسفل هذا الوجه الملائكي، كان الجحيم متجسداً. صدره العاري العريض كان لوحة مخضبة باللون الأحمر، مغطى بالكامل بدماء زوجاته التي احتضنها.
أما فمه... فكان منظره يخلع القلوب؛ شفتاه ملطختان بدماء كثيفة، دماء امتزجت بدموعه عندما قبل زوجاته قبلة الوداع. حتى سرواله الأبيض الأنيق، كان الآن مبقعاً بزهور دموية متناثرة.
أكمل جيمس حديثه، وعيناه تشعان ببريق مرعب وسط ابتسامته الساحرة:
"ولعلمكم، لدي القدرة على تقطيع أجسادكم ملايين المرات. سأقطعها، وأسلخها، وأطحن عظامكم. أي عذاب قد تتخيلونه، أو تظنون أنني غير قادر على فعله... فأنتم مخطئون تماماً."
ضحك جيمس بخفة، ضحكة صافية رقصت مع شعره الأبيض الذي يجره الهواء، لكن كلماته التالية كانت أثقل من جبال العالم:
"ولعلمكم أيضاً، لدي القدرة على شفائكم مراراً وتكراراً إلى الأبد. لذا.. لا تتمنوا الموت أبداً، فالموت هنا ليس حقاً لكم."
ثم مال بجذعه قليلاً للأمام، وكأنه يقدم عرضاً مغرياً:
"ولكن... من كان منضبطاً، مطيعاً، وصادقاً... سأمنحه الجائزة الكبرى. سأقتله وأنهي هذا العذاب له. اتفقنا؟"
نظر إليه الجميع، من كازمان إلى أصغر جندي، ونظراتهم تحمل مزيجاً من الرعب واليأس المطلق. لقد أدركوا الحقيقة الآن.
الرجل الجالس أمامهم ليس بشراً، ولا حتى وحشاً... إنه عاهل للكوارث. علموا يقيناً أنه قادر على تنفيذ كل تهديد نطق به.
في تلك اللحظة، تمنى كل واحد منهم لو أن الزمن يعود للوراء، لو أنهم قطعوا أيديهم قبل أن تمتد لتفعل تلك الشناعة التي أودت بهم إلى هذا المصير الأسود.
"أنت.. تعال إلى..."
بُترت عبارة جيمس في حلقه، وتجمّدت إصبعه في الهواء وهو يشير نحو كازمان.
فجأة، وبلا سابق إنذار، هوى جسدٌ كثقل الجبال خلف صفوف الجنود، ارتطامٌ عنيف جعل الأرض تئن وتنشق لتبتلع ساقي القادم حتى الركبتين، وكأن التربة نفسها تحاول الهرب من وطأة أقدامه.
لم يكن غباراً ما أحاط به، بل هالةٌ دموية لزجة وخانقة، فاحت منها رائحة الموت. التفت الجميع بقلوبٍ واجفة، وحين وقعت أنظارهم على وجهه، شهقوا فزعاً؛ لم تبقَ هناك ملامح، لقد مُسخ وجهه تماماً تحت وطأة حزنٍ يفتت الصخر وغضبٍ سوداوي؛ كانت عيناه جمرتين تسبحان في الدموع والدماء.
تراجع كازمان خطوتين للوراء، وقد سرت برودة القبر في أوصاله، يهمس لنفسه وصوته يختنق رعباً من ذلك الكيان المحطم:
"من هذا المسخ؟ أي جحيم قذفه نحونا؟ يا إلهي، إنه يتنفس دماراً..."
وسط هذا الصمت الجنائزي، انبعث صوت جيلان، مبحوحاً، مكسوراً، وكأنه يقتلع الكلمات من بين أحشائه الممزقة، بينما تفجرت منه طاقة هائلة كادت تسحق عظام الواقفين:
"أبي.. أين أمي؟"
"هي حية.. أليس كذلك؟"
نطقها جيلان بصوتٍ متهدج، وقد خمدت نيران غضبه فجأة لتفسح المجال لابتسامةٍ باهتة ومرتجفة.
نظر أمامه بعينين تلمعان ببريق طفولي ساذج، كغريق يتشبث بقشة، رافضاً تصديق أن أمه، وابنته، وزوجته قد مسهنّ سوء. أراد أن يصدق كذبته، أن يغسل الدماء عن واقعه.
تابع جيلان وهو يوجه نظره نحو جيمس، وابتسامته تتسع ببلاهةٍ مؤلمة وكأنه فقد عقله للتو:
"أبي.. الحمد لله، كنت أعلم في قرارة نفسي أن كل شيء بخير، لم يمسسهم سوء، صحيح؟"
كانت لحظة صمتٍ ثقيلة، قبل أن يشقها صوت جيمس وهو يضع يداً فوق أخرى ببرودٍ استفزازي، ثم انفجر في ضحكةٍ هستيرية جعلت الهواء يرتجف:
"بخير؟ تسأل إن كانت بخير؟"
تغيرت نبرته إلى فحيح سام:
"أمك المُصانة.. لقد تناوب عليها الرجال واحداً تلو الآخر وانتهكوا شرفها بوحشية، ولم يكتفوا بذلك.. بل غرسوا السيوف في أحشائها، مزقوا رحمها واقتلعوا جوهرة طاقتها وهي تنظر إليهم.. أمك ماتت ميتة شنيعة يا جيلان!"
في تلك اللحظة، لم يسمع جيلان صوتاً، بل شعر بضغطٍ هائل داخل جمجمته كأن رأسه ينفجر من الداخل.
جحظت عيناه حتى كادتا تخرجان من محجريهما، وتوقف الزمن، وتجمد الدم في عروقه.
الشيء الذي كان يفر منه في كوابيسه، قد وقع للتو.
لكن جيمس لم يرحم شتاته، بل لوح بيده مقاطعاً صدمته بابتسامة شيطانية:
"انتظر.. لا تفقد عقلك الآن، فالوجبة الرئيسية لم تأتِ بعد."
وصل إليه جيمس في طرفة عين وهمس بتلذذ:
"ابنتك الصغيرة.. تلك الملاك؟ تم تهشيم جمجمتها الغضة بالكامل، وقطعت أطرافها الصغيرة إرباً إرباً حتى لم نعد نميز ملامحها."
عاد جيمس ليقهقه بجنون وهو يراقب جيلان.
أما جيلان، فقد تسمر في مكانه. اختفت الابتسامة، واختفى الغضب، واختفت الحياة.
لم يعد بشراً واقفاً، بل بقايا جسدٍ غادرته الروح، تمثالاً من اللحم والدم تحطمت دواخله إلى الأبد.
"آه.. آه.. زوجتك المسكينة، كيف تهرّأ جسدها وتخضب بألف سيف حتى غدا كالغربال! آه يا جيلان.. يا بني!"
نطق جيمس بتلك الكلمات ونشيجه يمزق سكون المكان، ثم طأطأ رأسه وكأن ثقل العالم قد استقر فوق كتفيه.
وفجأة، كُسر الصمت بإيقاع رتيب ومخيف..
طق.. طق.. طق.
بدأ جيمس يفرقع أصابعه بتواتر متسارع، ومع كل فرقعة، كانت قوانين الجاذبية تتلاشى، ليرتفع جميع من حوله طافين في الهواء كدمى خاوية. ر
فع جيمس رأسه، وعيناه تشتعلان بجحيم من الغضب، وصرخ بصوت زلزل الأركان:
"آه.. يا أبناء العاهرة! تذوقوا العذاب!"
ومع صرخته التي شقت عنان السماء، تحول الهواء حولهم إلى شفرات غير مرئية.
سُمع صوت تمزق اللحم الحاد
زييييك،
تلاه صوت تهشم العظام. وهُم معلقون بين السماء والأرض، بُترت أطرافهم، وذابت جلودهم وتسلخت عن لحمهم الحي وكأنها شمع يتعرض للنار، لتتساقط الأشلاء نحو الأرض.
تعالت الصرخات، مزيج مرعب من الألم والذهول: "آاااااه.. أرغغغغغ!"
كانوا يفتحون أفواههم محاولين استيعاب الألم الذي يفوق طاقة البشر، لكن العذاب الحقيقي كان يكمن في "الشفاء".
فمع كل فرقعة جديدة من أصابع جيمس، كانت الأطراف المبتورة تعود، والجلود المذابة تلتئم في ثوانٍ معدودة، فقط ليعيد تمزيقهم من جديد.
دخلوا في حلقة مفرغة من الجحيم؛ جلود تذوب، عظام تتكسر، ثم شفاء فوري ليعود الألم بنفس الحدة.
توقفت عقولهم عن العمل، وعجزت أدمغتهم عن ترجمة هذا الكم الهائل من العذاب، فظلوا يصرخون بلا صوت، أجساداً تُمزق وتُبنى مراراً وتكراراً تحت رحمة إصبعه.
********
ملاحظة منصفية: جيمس تم تغير جسده بواسطة التجسد السماوي،(روح شاهد الفصل الي بعنوان التجسد السماوي وبتعرف).
ببساطة جسده تغير بالكامل ولديه الحين القدرة في التحكم بالجاذبية، والتحكم في الفيزياء وأشياء أخرى مع تقدم القصة بتعرفوها …
تدخل غاضب: التعليقات معدومة ، وهذا يعني اني راح انام، دا الفصل اذا ما جاب 20 تعليق فلا تنتظر فصول أخرى بليل🗿