الفصل الخامس : حقيقة الخائن : الجزء الاول :-
اول مرة قابلتها فيها مورا ، رولونيا كانت فتاة لم تكن تملك اي شيء .
===============
بعد مرور نصف عام على اتفاق مورا مع تجنيو ، مورا وصلتها اخبار عاجلة ، في معبد الدماء النقي تم اختيار فتاة غير مناسبة لتكون القديسة بواسطة اله الدماء النقي .
لقد اتضح ان القديسة الجديدة كانت فتاة يتيمة كانت تعمل كخادمة في المعبد ، لقد كانت فتاة بطيئة بدون اي مميزات ، و لم يكن يبدو حقاً ان دور القديسة مناسب لها ، حتى القديسة السابقه لم تكن تنوي ان تورث القوة لهذه الفتاة .
مورا ارادت ان تترك حضور الاجراءات المختلفة بشأن القديسة الجديده لويلن ، لكن كانت هناك قاعدة تشترط موافقة رئيسة المعابد لتتقاعد أي قديسة ، لذا بدون اي تفكير مورا اتجهت لمعبد الدماء النقي .
عندما وصلت وجدت القديسة الجديدة تغسل الملابس في بركة مياه خلف المعبد ، لقد تم اخبار مورا ان غسل الملابس كان واجب الفتاة الوحيد ، لقد كانت ترتدي زي خادمة رمادي اللون و يديها كانتا مشقوقتان جدا ، كان يبدو ان الفتاة كانت معتاده على غضب الاخرين منها و لهذا قد ارتسم على وجهها تعبير عميق من الخضوع .
انا ليس لدي اي وقت لاتحدث مع فتاة كهذه ، مورا فكرت و هي تبدأ بالكلام مع الفتاة الصغيرة .
" انتِ من تم اختياراها كقديسة الدماء الجديدة ؟ "
عندما سمعت الفتاة مورا تتحدث وقفت ثم استدارت ، لكن في اللحظه التي نظرت فيها مورا لعين رولونيا سارت رعشة خفيفة خلال جسدها ، لقد كانت علامة على انها تواجه محارب قوي ، شعور لا يدركه الا من لهم خبرة في القتال ، بالرغم من ان الفتاة كانت تبدو خجولة ، مورا شعرت انها بالفعل كانت تمتلك قوة يحسب حسابها .
" انا .... انا ..... انا آسفه ، انا التي كنت اسبب المشاكل ، انا آسفه . "
لقد اساءت الفهم بشأن شيء ما ، الفتاة حنت رأسها مجدداً و مجدداً .
" لدي شيء اريد ان اطلبه منك ." مورا بلطف امسكت بيد الفتاة. " هل يمكنك علاج الشقوق الموجودة على يدك بقوة الدماء النقي ؟ "
" هاه ؟ ماذا ؟ امم ... لقد تم اختياري بالخطأ لاكون قديسة لذا انا امم .. شيء كهذا انا ... "
" انا اسأل اذا كان بأمكانك فعلها ام لا ، حاولي اولاً "
" حسناً ، انا آسفه ، اممم.... "
الفتاة حدقت في اطراف اصابعها بصمت و تدفقت الطاقة الي يديها ، تحولت يديها بعد ذلك للون محمر و اصبحت ساخنة قبل ان تعالج نفسها امام عيني مورا .
بالرغم من انه قد تم اختياراها بواسطة اله الدماء النقي ، لم يكن من المفترض ان تستطيع استخدام قوتها مباشرة ، فقط بعد ان تخضع لتدريب لكيفية استخدام قوتها و بعد التحدث كثيراً مع اله الدماء النقي سوف تستطيع استخدام قوة القديسة ، لذا ان تستطيع فعل ذلك الان اظهر لمورا ان الفتاة كان لديها موهبة نادرة .
" انا مورا قديسة الجبال ، ما اسمك ؟ "
" اسمي .... رولونيا مانشيتا ، انا مجرد خادمة . "
مرة اخرى قد حنت رأسها مراراً و تكراراً ، و مورا تنظر للفتاة فكرت في شيء اخر ، منذ مدة مورا قد فكرت بفكرة ، ثم ادركت انها كانت مستحيلة ، مع ذلك مع وجود هذه الفتاة ربما اكون قادرة على النجاح ، مورا فكرت .
لقد كانت فكرة فظيعة .
=======================
لاحقاً بعد ذلك اليوم ، مورا قررت ان تهتم بالرولونيا في المعبد الرئيسي و اعطتها تعليماً خاصاً كقديسة ، لقد اعلنت انها خلال ثلاث سنوات ستدرب رولونيا لتكون واحدة من الزهور الستة .
الكثير من القديسات اعترضوا على قرار مورا ، بالرغم من ان رولونيا ربما يكون لديها مؤهلات القديسة لم يكن لديها مؤهلات لتكون محاربة ، و لا يهم كيف نظرت اليها كان واضحاً ان رولونيا غير مناسبة لتكون محاربة .
عندما كانت ترتبك او تخاف لم تكن تفعل اي شيء غير البكاء .
لذا اولاً مورا علمتها التقنيات اللازمة لتكون قديسة الدماء ، قوة معالجة جروح الاخرين ، قوة تحريك سوطها بأستخدام الدماء ، القدرة على تحليل الدم بلعقِهِ ، قدرة استخدام دماء الخصم لتُحدث اصابات قاتلة .
كما اعتقدت ، رولونيا كان لديها مهارة لا تصدق ، لم يكن عليها حتى ان تجهد نفسها كثيراً لتحفظ هذه القدرات.
بعد ذلك مورا جعلت رولونيا تلميذه لكثير من المحاربين الاقوياء حول العالم ، الفارس الكبير سترود كاهين علمها بشأن طريقة تفكير المحارب و علمها خطط القتال الاساسية للعبقري الاسطوري توماس هالدروي ، بعد ذلك مورا جعلتها تخضع لتدريب عند خبير الكيوما اترو سبيكر ، الذي قد علمها بشأن الكيوما .
لكن كما توقعت رولونيا لم يكن لديها ما تحتاج لتكون محاربة ، انها سوف تخاف اذا واجهت عدو ، و الذي جعله اسوء هو خوفها من ايذاء العدو ، لا يهم كم عدد التقنيات التي تعلمتها ، لم يكن يبدو ابداً انها ستصبح اقوى .
على المحارب ان يكون فخوراً ، و ليهزم عدو على المحارب ان يثق بقوته ، على اي حال رولونيا كانت فتاة لا تستطيع ان تفعل ذلك ابداً .
لمدة طويلة مساعدي القديسات قد كانوا يتنمرون على رولونيا في المعبد ، لقد كانت خرقاء ، ذاكرتها لم تكن جيده ، و لقد كبرت و هي تسمع انها لم تكن مفيدة ، نتيجة لذلك رولونيا صدقت بالفعل انها لا يمكنها فعل اي شيء .
" اذا لم يؤمن الشخص ان بأمكانه ان يصبح اقوى ، لن يصبح كذلك ابداً ."
" انظري يا رئيسه ، هذا يكفي ، هذه الطفلة لن تستطيع ابداً ان تكون واحده من الزهور الستة . " قالت ويلن لمورا في مرة كانوا يتدربون مع بعضهم فيها . " رولونيا غير مناسبة لتكون محاربة ، انها مناسبة لمساعدة الناس ."
" انتِ مخطئة ويلن ، انا اعرف انها ستكون محاربة ممتازة . " مورا قالت ، لكنها في الواقع لم تصدق هذا ايضاً .
" رولونيا طفلة جيدة ، انها مناسبة اكثر لتقنيات العلاج و الاحياء ، سيكون من الافضل لها ان تساعد الناس المبتلون بواسطة الاصابات و الامراض مثل تولو-سان ، لماذا لا تستطيعين فهم هذا ؟ "
ما كانت تقوله ويلن كان صحيح ، حتى مورا كانت تعرف هذا ، لكن لكي تنجح خطة مورا رولونيا كانت شيء ضروري ، يجب ان تصبح من افضل المحاربين في العالم و يجب ان يتم اختيارها كواحدة من ابطال الزهور الستة .
لقد كان من المستحيل عليها ان تخبر تفاصيل خطتها لويلن او رولونيا ، في الواقع لم يكن هناك شخص في العالم يمكنها ان تخبره عن خطتها لاستخدام رولونيا لقتل احد الزهور الستة .
" ثقي بي ويلن ، هذه الطفلة بالتأكيد ستكبر لتكون محاربه عظيمه ."
===================
بعد ان عادت رولونيا من الجبل الذي كان يعيش فيه خبير الكيوما اترو سبيكر ، مورا جعلتها تحضر الى غرفتها و قدمت لها الخمر ، بالرغم من انها كانت مرتبكة رولونيا قبلت و شربته لاول مرة في حياتها .
" رولونيا ، هل اردتي من قبل ان تكوني قوية ؟ "
" لمرة واحدة ، لكن هذا كان لفترة قصيرة . "
مورا تفاجئت .
" لقد .... تعرفت على صديق عند اترو-سان ، هدفه كان ان يصبح واحد من الزهور الستة ... و لقد كان يعمل بجهد كبير جداً "
ماذا حدث عند اترو-سان ؟ ، مورا تسائلت .
" اذا اصبحتُ اقوى و تم اختياري كواحدة من الابطال ، سوف اصبح مفيدة له ، اليس كذلك !؟ " رولونيا هزت يديها بسرعه " آه ، لا يجب ان افكر هكذا ، واحدة من الزهور الستة ... هذه فكرة مستحيلة .... انتِ
مورا-سان او ويلن-سان ، عكس الاشخاص الاقوياء مثلكم من المستحيل ابداً ان اصبح .... "
" .. رولونيا "
مورا وقفت من على كرسيها ، امسكت بيد رولونيا و حنت رأسها .
" مورا-سان . لم.... لماذا ؟ "
" اعتقد ان ما افعله بكِ شيء لا يُغتفر . "
" اممم ... "
" ارجوكِ ، اصبحي اقوى من اجلي ، قاتلي الكيوما بجانبي ، انا احتاج اليكِ بشدة . "
" انا ، لكن ، لكن ... "
" يجب ان يكون انتِ ! " مورا صاحت و جسد رولونيا ارتجف من الصدمة " لا يمكنني ان اقول لما يجب ان يكون انتِ ، و لا يمكنني فعل شيء اخر عدا حني رأسي و الطلب ، لكن بالرغم من انني لا يمكنني ان اخبركِ اي شيء ، ارجوكِ اخبريني انكِ سوف تكونين اقوى ، انا احتاج اليكِ . "
رولونيا هزت رأسها و في صوت مرتعب قالت " مورا-سان ، انا خائفة ، انا لا اعرف ماذا يجب ان افعل ... هذه هي المرة الاولى التي يحتاجني فيها شخص ما . "
" توجد مرة اولى للجميع . "
" ... لكن .. "
كان يوجد صفة واحدة برولونيا تتميز بها اكثر من اي شخص اخر ، انها تصبح سعيدة عندما تكون مفيدة للآخرين اكثر من اي شخص اخر قابلته مورا .
" ماذا يجب ان افعل لو انني لا استطيع ؟ من الواضح انني غير مفيدة على اي حال . "
" ... ابذلي كل ما لديك ، هذا كل ما تحتاجين فعله ، لن اطلب اي شيء اخر . "
" ... فهمت ، سوف ابذل قصارى جهدي ، اذا حاولت بجد حقاً اعتقد انه حتى انا سأفعلها . "
رولونيا ابتسمت ابتسامة خفيفة ، لقد كانت مبتهجة لانه لاول مرة في حياتها كان يوجد شخص يعتمد عليها ، و كانت سعيدة ايضاً لانها اخيراً اصبحت مفيدة لشخص آخر ، و هذه كانت المرة الاولى التي رأت مورا رولونيا تبتسم فيها .
====================
رولونيا تغيرت قليلاً بعد ذلك ، لقد اصبحت تخاف اقل من المعتاد و عدد المرات التي كانت تعتذر فيها بدون سبب كان يقل ، بالاضافة الى انها كانت جادة بشأن ان تصبح اقوى .
ثم قبل سنة تقريباً رولونيا فعلت شيئاً غريباً في حلبة المعركة في المعبد الرئيسي .
دمية من القش كانت موجودة في منتصف الحلبة ، كان مكتوب عليها الجمله " كيوما ، شخص سيء جداً " على صدرها و رولونيا كانت تصرخ عليها .
" احمق! انا احتقرك ! الاعداء اشخاص سيئين ! "
ويلن كانت تقف خلفها .
" لا لا ! ضعي غضب اكثر فيها ، افعليها مجدداً ! "
" انا .. انا ... انا سوف اقتلك و اسحقك لقطع صغيرة ! " رولونيا في بعض الاحيان يكون عندها صعوبة في لفظ كلماتها ، كما لو انها ليست معتاده على الصراخ .
" لقد اصبحتي افضل قليلاً ، هذه هي النبرة الصحيحة ."
" انا ... انا سوف اقتلك ! ايها الشيطان المتعفن ! ايها الحقير ! انا سوف اوقف قلبك ! "
ويلن صدمت كتف رولونيا .
" هذه هي ! هذه هي الطريقة رولونيا ! "
" لقد فعلتها ويلن-سان "
كلاهما تعانقا في وسط حلبة المعركة ، لكن بسبب انها مللت من الانتظار مورا نادت عليهم اخيراً " الا بأس لو سألتكما ما الذي تفعلانه ؟ "
و هي تحك رأسها ويلن بدأت في التفسير " انظري ، الا تعتقدين ان رولونيا ينقصها الروح القتالية ، او ربما علي القول الرغبة في القتال ؟ لذا اذا فعلنا هذا و تدربت على التعبير عن غضبها بأتجاه الخصم اتسائل لو سنستطيع التعويض عن هذا . "
مورا اندهشت .
"امم ، مورا-سان ، اعتقد ان هذه فكرة جيدة حقاً ، ربما بهذه الطريقة سأصبح اقوى . "
" اذا كان يوجد نتائج اذاً لا بأس . " مورا قالت و هي تميل رأسها للجانب و هي تفكر .
" رولونيا يبدو حقاً انكِ لا تعرفين الكلمات التي تسبين بها احدهم ، يجب عليكِ ان تزيدي كلماتك . "
" صحيح ، انا آسفه . "
" لا بأس ، انا سوف اعلمك ، من المحتمل انه يوجد اكثر من مئة طريقة مختلفة في العالم لتخبرني شخصاً ما بأن يموت . "
" اهذا صحيح ...؟ ويلن-سان علميني من فضلك . "
و هما يحاولان مغادرة حلبة المعركة معاً ، مورا نادتهم ليتوقفوا .
" رولونيا ، انسيتي ؟ من المفترض انكِ ستتعلمين اليوم تقنيات الشفاء مني انا و تولو . "
"اوه .... هذا صحيح . آسفه ويلن-سان . "
" آه ، لا بأس ، اراكِ غداً ."
رولونيا رافقت مورا و بدأ الاثنان بالتحرك الى المنشأة الطبية التي كانت تولو تنتظر فيها .
" اليوم سيكون درس شديد ، سوف تشاركين ايضاً في جراحة مع تولو ، في الوقت الذي ستقطع فيه تولو الجزء المُصاب ، انتِ ستجعلين دماء المريض يستمر في التحرك و تُبقي قلبه ينبض ، سيكون عليكِ ان تمنعي دمه من الخروج بالاضافة لتقنية زيادة الدم خاصتك حتى لا ينزف المريض و يموت ، ابقي مركزة . "
" حسناً ! "
لقد تطورت رولونيا تطور ملحوظ ، لقد اتقنت الكثير من الاساليب العلاجية و قد تعلمت عن تكوين جسد الانسان بحماس ، قدرتها العلاجيه لم تعد اقل من مورا ، و بالرغم من انه كان تحسن بسيط لكنها اصبحت مقاتلة افضل .
مورا لاحظت شيء اخر لدى رولونيا ، حقيقة ان رولونيا كانت تبذل قصارى جهدها لتفعل افضل ما لديها كان مثير للاعجاب ، رولونيا كانت تضع كل ما لديها فيما تفعله اكثر من اي شخص قد قابلته مورا .
رولونيا قد تطورت كما خططت مورا تماماً و بعد عام وصلت للمرحلة التى لن يبدو غريباً فيها ان يتم اختياراها كواحدة من ابطال الزهرة الستة .
بالرغم من ذلك مورا لم تتمكن من ان اخبار رولونيا عن نيتها الحقيقية ، لم تتمكن من اخباراها ان السبب الحقيقي لتدريبها لها كان من اجل ان تقتل واحد الشجعان الستة .
سوف تكون كاذبة اذا قالت انها لم تشعر بألم بسبب الذنب ، بالرغم من ذلك مورا لم يكن لديها اي خيار اخر ، لاجل ابنتها التي تحبها و من اجل نفسها .
======================
" رولونيا ، لقد جاء الوقت اخيراً لتكوني مفيدة لي ." مورا همست و هي تتحرك نحو الزهرة الابدية ، عينيها كانت تنظران نحو الشرق حيثما كانت رولونيا .
======================
في وسط الظلام ادليت و الثلاثة الاخرين شقوا طريقهم نحو الهضبة على ايديهم و ركبهم ، بأستخدام ضوء الجواهر ليضيء لهم الارض ، الفريق كان يبحث عن الدليل الذي تحدث عنه ادليت .
لقد كان هناك العديد من الآثار بسبب المعركة ، كان يوجد العديد من جثث الكيوما ، الاسهم السامة التي القاها ادليت ، الرصاصات التي اطلقتها فريمي ، آثار قدم مورا ، و الاماكن التي قد خدشها سوط رولونيا ، و هو يتفقدهم كلهم ادليت بحث في ذاكرته و بحث عن المكان الذي من المفترض انه يكون به دليل ، لقد بحث في المنطقة بحذر و هو يحرك يديه خلال العشب القليل الذي كان ينمو على الارض و يحرك اصابعه بسرعه خلال الرمال الجافة .
يجب عليهم ايضاً ان يكونوا منتبهين لحركتهم ، ادليت و الاخرين كان يبحثون عن شيء صغير جداً ، اذا ركلوه بالخطأ من المحتمل انه سيطير لمكان ما ، و اذا خطوا عليه من المحتمل انه سيُسحق .
الوقت الذي قد اتفقوا عليه مع مورا و الاخرين كان يقترب ، ادليت نظر ناحية الغرب و هو على الارض ، يتسائل اذا كان رفاقه مازلوا بخير و اذا كان تجنيو مازل داخل الحاجز .
" نيا !"
بعد عشر دقائق تقريباً من بدأهم في البحث هانز كان يُحدث الكثير من الاصوات مُشتكياً .
" كن هادئاً ، العدو سيعود . "
" لقد نفذ صبري ، انا اكره هذا النوع من العمل جداً ، نيا "
" ادليت ما الذي فكرت فيه ؟ اي نوع من الادلة تبحث عنه ؟ "
" الشرح سيكون مضيعة للوقت . "
" لكنك فكرت في شيء ما ، حل للغز تجنيو صحيح ؟ اخبرني بهذا فقط . "
الامر لم يكن هكذا على الاطلاق ، الفكرة التي جائت لادليت كانت غريبة جداً ، و ان لم يكن قد رأى دليلاً بعينيه لم يكن ليصدقها .
" توقف عن البحث ، يجب علينا ان نسرع و نعود ، انا قلق عما يحدث هناك . "
" لا بأس " ردت رولونيا " مورا-سان موجودة في الزهرة الابدية ، اذا حدث شيء ما ستكون قادرة على التصرف ."
"... رولونيا ، لماذا تثقين في مورا هكذا ؟ انها مشكوك بها ايضاً . "
" انها شخص عظيم ، ان تكون هي العدو ..... امر غير ممكن . "
هانز لم يرد و استمر في الاستلقاء على الارض ، و هو يحك رقبته .
==============
مورا لاحظت شيء غريب بقدرة النظر الثاني ، سبع كيوما قد اقتربوا من الزهرة الابدية و قد توقفوا قبل المنطقة التي يجب ان يصدهم الحاجز فيها بقليل .
" ماذا تريدون ؟ "
" لقد تم امرنا من قبل تجنيو-ساما بأن نساعدك في قتل واحد ابطال الزهرة الستة ." الواحد الذي تكلم كان الكيوما الذي يشبه انسان من صخر الذي كان يتحدث مع تجنيو .
تجينو قد خطط لهذا جيداً ! مورا فكرت و جسدها يرتجف .
" يبدو اننا قد ضيعنا وقتنا بالمجيء الى هنا ، تجنيو-ساما قد توقع هذا ، لقد رآكِ تحملين فريمي سابقاً ."
على اي حال ، مورا اشارت للكيوما بيديها و قالت في صوت بارد " غادروا هذا المكان الان ثم اذهبوا للجزء الجنوبي من الجبل و ادعوا انكم ميتين ، انتظروا اوامري هناك . "
" .... انت لم تقتليهم بعد ؟ لماذا ؟ "
" لا احتاج ان اخبرك . "
" الا تريدين انقاذ ابنتك ؟ "
" ... اذا لم تستمع الى اوامري ، سوف اوقف خطتي لقتل واحد من الزهور ، اذا كشفتم حقيقة اني السابعة انا سوف استسلم ، اهذا واضح ؟ "
الكيوما حدقوا بها للحظة ، مورا لم تكن تعرف مدى ذكائهم ، لكنها كانت تعتقد انهم يفكرون في طلبها و يتسائلون ما الذي تنوي ان تفعله .
" سوف نتبع تعليماتك ، نحن الان ننتظر اوامرك . "
" اذهبوا بسرعة ، ام انكم تريدون ان تموتوا هنا ؟ "
بدأ الكيوما يتحركون فوراً .
حسناً اذاً ، من المؤكد ان تشامو قد سمعت اطلاق النار و من المؤكد انها ستعود قريباً ، يجب ان اسرع و استعد .
تجنيو قد قال انه متبقي لها يومين حتى الموعد النهائي ، ادليت و الاخرين كانوا مشغولين بحل لغز تجنيو ، و تشامو لم تشك بها بعد ، لذا الليلة كانت فرصتها الوحيدة .
كان هناك العديد من الاشياء يجب ان تفعلها ، يجب ان تجعل فريمي و تشامو عاجزين ، ثم ستخدع أدليت و الاخرين و تجعلهم ينقسمون لمجموعتين ، ثم ستصنع موقف تكون فيه هي و رولونيا و هدفها المقصود حاضرين ، بعد ذلك سوف يتقاتلون مع ذلك الشخص و يفوزون ، اذا لم تستطع انجاز كل هذه الاشياء خطتها ستفشل .
مورا حددت مكان تشامو بقدرة النظر الثاني لقد كان معها خمس جيوما و كانت تركب على جيوما رخوي عملاق .
" فريمي ! لقد قتلتي اوبا-تشان ! . "
تشامو كان تتجه مباشرة نحو المكان الذي كان فيه تجنيو عندما كان الحاجز مازال يعمل ، لكن عندما وصلت هناك و لم تجد احداً اصبحت مرتبكة .
" اوبا-تشان ! اين انتِ ؟! هل متِ ؟ "
لقد امرت الجيوما بأن يبحثوا في المكان و في ذلك الوقت اسرعت هي بنفسها للمنطقه التي كانت فوق الجيوما العملاق بقليل .
في نفس الوقت مورا قامت بحمل جسد فريمي على كتفها و وضعتها داخل الكهف ، ثم اخرجت انبوب حديدي من حقيبتها و حطمته مما جعل السائل الذي كان بداخله يتناثر حولها ، بعد ذلك مورا ركلت بعض التراب لتجعل السائل ينتشر اكثر في الكهف .
" اوبا-تشان ، هل انتِ ميتة حقاً ؟ غبية! لما مُتِ ؟! "
بأستخدام النظر الثاني مورا كانت تستطيع ان ترى ان تشامو كانت مازلت تبحث عنها .
" اوبا-تشان حمقاء! بلهاء! ضيعفة! عديمة الفائدة! "
مورا لم تكن تعلم اذا كانت تشامو تشتمها ام قلقة عليها ، لكن بالرغم من هذا مورا ابتسمت .
عندها فكرت تشامو في شيء ما ، لقد رفعت تنورتها و نظرت على العلامه على فخذها .
"آه ، انت على قيد الحياة . "
يبدو ان تشامو قد تذكرت اخيراً انه عندما يموت احد الابطال سوف تختفي بتلة من على العلامة .
عرق بارد بدأ ينتشر على جسد مورا بأكمله ، يجب عليها ان تجعل اقوى قديسة حالياً عاجزة ، و اذا لم يكن الحظ بجانبها سوف تُقتل مورا في لحظة .
مورا استخدمت قدرة صوت الجبال و صاحت " ادليت! تشامو! عودوا ! انه فخ ! . "
" اوبا-تشان ؟ "
مورا قد استخدمت قدرة صدى الصوت حتى لا يسمعها احد غير تشامو ، ادليت و الاخرين كانوا بعيدين عند الهضبة لن يستطيعوا سماعها .
" اين ؟ اين انتِ ؟ "
" الزهرة ... " مورا اوقفت نفسها في المنتصف ، و قالت هذه الكلمة فقط . كما توقعت ، تشامو امرت كل الجيوما ان يتجهوا الى الزهرة الابدية حالاً .
مورا غطت الزهرة الابدية المضيئة بقطعة قماش ، ثم تلت تعويذة لتطفيء ضوء جوهرتها .
" اوبا-تشان ! ماذا حدث ؟! "
تشامو اسرعت نحو حاجز الزهرة الابدية ، و عندما رأت انه لا يوجد احد في المنطقة اسرعت نحو الكهف .
" لا تقتربي من هنا تشامو! " مورا صاحت .
تشامو توقفت عند مدخل الكهف " ما الامر اوبا-تشان ؟ لما المكان مظلم هكذا ؟ "
" ... لا تدخلي ، لا تصنعي اي ضوء . "
"ماذا حدث ؟ "
مورا لم تجب ، عليها ان تماطل لبعض الوقت .
تشامو لم تلاحظ ان مورا قد نشرت مادة كيميائية داخل الكهف المظلم ، لقد كان دواء طلبته مورا من تولو .
في الاصل لقد كان دواء يمنع الالم من الاصابات و يحمي الجسد من الامراض المعديه ، في الواقع لقد كانت قادرة على استخدامه من قبل ، لقد استخدمته عندما اصيب ادليت من القتال ضد ناشيتانيا .
تولو قد امالت رأسها من الارتباك عندما طلبت منها مورا صنع كمية كبيرة من الدواء ، الدواء كان قوي للغاية ، بأسقاط نصف قطرة منه داخل الماء سوف ينتج جرعة كافية و فعالة ، مع ذلك اذا وضع السائل الاصلي على الجسد مباشرة ستكون قادرة على ايذاء الشخص قليلاً .
بالاضافة لذلك ، كأثر جانبي الدواء سيستنزف طاقة الشخص و يسبب حالة تشبه الثمل ، حتى اذا استنشق الشخص ادخنة الدواء ، الدواء كان قوي كفاية لجعله يسقط على قدميه .
تولو قد اخبرت مورا انه بالرغم من كونه دواء جيد ، لا يمكنها ان تحضره لارض الشيطان العاوي ، بالرغم من ذلك مورا قد ملئت انبوب حديدي بهذه المادة الكيميائية و حملته معها .
" ... لا يمكن لتشامو ان تصنع اي ضوء ؟ ماذا تقصدين ؟ " تشامو سألت .
" لا يمكنكِ الدخول لا تفعلي شيئاً . "
" لهذا تشامو تسأل ، ماذا حدث ؟! "
مورا لم تجرأ على اخباراها اي معلومة ، يجب عليها ان تبقي تشامو حيث ما كانت ، حتى تستطيع استنشاق الادخنة الكيميائية و يحدث التأثير الجانبي .
مورا قد استخدمت الدواء على نفسها عدة مرات لتكون مناعة ضد الدواء حتى لا تفقد قوتها عندما يأتي الوقت ، و ذلك الوقت كان الان ، كل استعدادتها كانت من اجل هذه الليلة ، اليوم الذي ستقتل فيه واحد من ابطال الزهرة الستة .
" انا اعيقها ، لذا لا تقتربي . "
" آسفه اوبا-تشان ، لكن لا يمكن لتشامو ان تجلس ولا تفعل شيئاً . " قالت تشامو و دخلت الكهف ببطيء .
مورا كانت منحنيه عميقاً داخل الكهف و تحدق بتشامو من الظلام .
" ما الذي تعيقيه ؟ اين فريمي ؟"
" فريمي .... لقد هربت . "
ذلك كان عندما توقفت تشامو و نظرت لمورا .
" هاي اوبا-تشان ، شيئاً ما ليس صحيح ."
لقد لاحظت ، لكن لقد تأخر الوقت بالفعل ، مورا وقفت و انطلقت بسرعه نحو تشامو ، تشامو حاولت ان تقفز للخلف لتبتعد عنها لكن قدمها تعثرت و سقطت على الارض .
الجيوما بدأوا في الهجوم على مورا في نفس الوقت ، جيوما اطلق مادة حامضية و جيوما يشبه الاميبا اطلق مجساته نحو مورا ، و في الوقت الذي كان جسدها يحرقها و ذراعيها ممسوكة مورا لفت يديها حول حلق تشامو .
كان هناك سببين جعلاها تنتظر داخل الكهف ، الاول كان ليُحدث الدواء اقوى تأثير له ، و الثاني كان لكي لا يستطيع كل الجيوما ان يهاجموها في نفس الوقت .
مورا وضعت اصابعها على الشريان السباتي 1 و ضغطت بقوة ، لكن ليس بقوة كافية لتحطيمه ، لقد احتاج الامر لحظه واحده حتى فقدت تشامو وعيها ، و عندما فقدت الوعي الجيوما خاصتها تحولوا الى وحل و عادوا مجددا داخل فمها .
" ... اييغ .. " مورا تأوهت ، حتى بعد المناعة التي قوتها ، لقد بدأت تشعر بتأثير الدواء ، على اي حال قتالها وصل بصعوبة لنقطة المنتصف .
ما تبقى لها الان كان اللحظة الحاسمة ، قتل واحد من الابطال الستة .
1 الشريان السباتي هو أحد الشرايين الرئيسية المنبثقة عن قوس الأبهر والذي يجري جانب الرقبة ليزود الرأس والدماغ بالدم .
==================
رولونيا توقفت عن البحث على الهضبة و رفعت رأسها ، اربعتهم كانوا يبحثون عن ادلة لوقت طويل و غالباً عينيها و رقبتها كانتا متعبتين .
" لا يمكنني العثور عليه ، اد-كن " رولونيا قالت بصوت متعب .
ادليت وضع يده على جبهته و فكر ، ربما قد دمر تجنيو كل الادلة بالفعل ، لذا ربما يجب علينا ان نستسلم و ان نعود للكهف ، لقد تأخروا بالفعل عن الوقت الذي حددوه .
" هل سيكون الامر بخير لو عدت انا ؟ " هانز سأل و هو يحك مؤخرته .
" اممم ... كطلب مني انا ... هل يمكنك ان تحاول اكثر قليلاً ؟ "
" اذا اعطيتني بعض المال سأحاول قليلاً ، نيا يمكنك ان تسميه دفع مقدماً . "
" اسف ، لكن ليس لدي اي مال .. "
ادليت نظر نحو الجبل الذي كان به الزهرة الابدية ، لم يصل لهم اي شيء من مورا بعد ، لذا من المحتمل انه لا يوجد اي اخبار جيدة لارسالها او انهم في موقف صعب .
و ادليت يحدق بعيداً ، جولدوف نزل للاسفل عند قدمي هانز ،لقد التقط شيئاً كان مدفوناً هناك و اراه لادليت.
" ... هل هذا هو ؟ "
ادليت نظر للقطعة المغطاة بالتراب ، ثم اخرج المادة الكيميائية التي تتفاعل مع اثار الكيوما و رش السائل عليها ، ادليت ابتلع ريقة عندما تحول لونها للبرتقالي .
" هل تعرف ما هو هذا الشيء ؟ " جولدوف سأل .
" نيا ، ما الذي عثرت عليه ؟ " هانز وقف اخيراً .
لكن ادليت لم يسمع اي شيء مما قالاه ، شعور من الابتهاج كان يصعد من معدته و جعل جسده يرتجف .
" لقد حصلنا عليه " ادليت قال " لقد حصلنا عليه اخيراً " ادليت وضع القطعة في احد الاكياس الموجود على وسطه و دفع هانز " هيا بنا لنعد . "
ادليت في الحال اسرع بعيداً عن الهضبة و الثلاثة الاخرين تبعوه بسرعة .
" انا الان فهمت هيئة تجنيو الحقيقية ، كل ما تبقي هو التفكير في طريقة لقتله " ادليت قال بضحكة مكتومة " حسناً اسمعوا ، هيئة تجنيو الحقيقة ..... "
" انتظر ! "
و هم يركضوا و ادليت بدأ بالحديث ، رولونيا قاطعته .
" ... عودوا ! "
بسبب قلق ادليت ، لم يلاحظ الصوت ، لقد كانت قدرة صوت الجبال الخاصة بمورا قادمة من عند الجبل ، و عندما سمعها قلبه تجمد في لحظة .
"... سيكون على مناقشة هيئة تجنيو الحقيقة ان تؤجل قليلاً " هانز قال و سحب سيفه .
==============
مورا اعطت فريمي و تشامو الفاقدين للوعي مخدر لتمنعهم من الاستيقاظ لبعض الوقت ، ثم خرجت من الكهف و جلست على صخرة ، و وضعت يدها على رأسها المهتز ، لكن رأسها لم يكن يؤلمها من التعب او الدوار .
" ... هل انا متأكدة حقاً من هذا ؟ " سألت نفسها .
انتِ مثيرة للشفقة ، سخرت من نفسها ، بالرغم من انها قد قررت ان تفعل اي شيء من اجل ابنتها ، كانت لا تزال تتردد .
اوجه رفاقها مرت امامها واحدة تلو الاخرى ، لقد كانوا لا يُعتمد عليهم و جعلوها تشعر بالقلق ، و كان هناك اوقات جعلوها تشعر بالغضب ، مع ذلك لقد كانوا جميعاً شباب جيدين ، سوف يهزمون الماجين بالتأكيد و ينقذون العالم من اجلها .
و بما ان الامور ستنتهي هكذا ، بإمكان مورا بالتأكيد ان تقتل واحد منهم ، بعد ان وصلت لهذا الاستنتاج اوجه عائلتها الذين لا يمكن لها ان تراهم مجدداً ظهرت امامها .
انسي امرهم ، قالت لنفسها . انها لا تستحق ان تراهم مجدداً ، من هذه النقطة سوف تتحول الى شيطان ، لا هذا ليس صحيحاً ، لقد اصبحت شيطاناً بالفعل منذ وقت طويل .
مورا وقفت ، ثم استخدمت قدرة صوت الجبال و صاحت " ادليت ! حاجز الملح قد اختفى ! "
اعطت لنفسها بعض الوقت قبل تصيح مرة اخرى " عُد ! الحاجز قد اختفى ! "