16 - الفصل الخامس - الجزء الثاني

الفصل الخامس : الجزء الثاني :-


اربعة اضواء كانت تتأرجح ذهاباً و اياباً في الوقت الذي كان يتحرك فيه الفريق في وادي الرئة النازفة ، ادليت والاخرين كانوا يركضون تجاه الزهرة الابدية بأقصى سرعة .


منذ ان علموا ان حاجز الملح قد اختفى لم تتصل بهم مورا مرة اخرى ، و تسائل ادليت عن سبب عدم تحدثها إليهم و ذلك جعل قلبه ينبض بسرعة من القلق .


عندما خرجوا من الوادي الجبل المظلم بالكامل ظهر امامهم ، ادليت كان بأمكانه ان يرى ان الحاجز قد اختفى بالفعل .


" لقد تدمر ، اليس كذلك نيا ؟ ما الذي كانت تقصده بأختفى ؟ " هانز سأل .


ادليت لم يستطع تخيل ما حدث ، الجبل كان هادئ و لم يسمعوا صوت كيوما او معركة او اي شيء .


=======

مورا صعدت قليلاً على الجبل للاعلى بعيداً عن الزهرة الابدية ، و حدقت ناحية الشرق ، كان بأمكانها بصعوبة رؤية اربعة اضواء ، متبقي فقط دقيقتين او ثلاثة حتى يصلوا الى الجبل ، مورا فكرت .


مورا مرة اخرى صاحت " ادليت ! الم تصل بعد ؟! "


الاضواء الاربعه توقفت للحظة ثم اكملوا بسرعة ، كان من الواضح ان صدى صوت مورا كان يصل اليهم .


" تجنيو هرب ! و الكيوما الاخرين غادروا معه ، لكن .... انا ... " قطعت جملتها عند هذا الحد ، اذا شرحت الموقف بطريقة منظمة جداً سيبدو الامر غير طبيعي ، " لكن كيوما لم اره من قبل جاء و هاجم الزهرة الابدية ! تباً ! "


مورا مرة اخرى تظاهرت بأنها لا تعرف ماذا تقول .


" اسرع و عد ! الكيوما يحاولون تحطيم حاجز الزهرة الابدية ! "


بعد ان صاحت ، مورا حطمت صخرة ثم ضربت الارض بيديها ، نيتها كانت ان تجعل الامر يبدو كأنه يوجد معركة تحدث ، ظلام الليل الصامت سيكون مريباً .


بعد ان ضربت الارض عدة مرات ، مورا تحركت ، اثنين من الكيوما الذين ارسلهم تجنيو لها كانوا يقفون منتظرين خلفها ، الاثنين كانا يملكان ذكاء كيوما عالي المستوى .


" انتما الاثنين تظاهرا انكما تقاتلاني ، اصرخا و اجعلا الامر يبدو اكنكما تحاولان قتلي ، فهمتما ؟ "


كلاهما اومأ .


" بعد القتال لمدة خمس دقائق فاليقتل كلاكما نفسه ، اذا لم تنفذا الكلام كل هذا سيكون بلا فائدة."


مورا ضربت الارض مرة اخرى ، لكنها حقاً كانت خائفة من ان تكون مخدوعة .


الاضواء الاربعة وصلت الجبل ، قليلاً بعد و سيدخلون المنطقة التي تستطيع رؤيتهم فيها بالنظر الثاني ، مورا زفرت و هدأت قلبها .


سوف تضع الان اللمسات الاخيرة لخطتها لتفريق ادليت و الاخرين .


" فريمي ! اين ذهبتي ؟ .... عودي ! ما الذي تحاولين فعله ؟" مورا صاحت ، بالتأكيد فريمي لم تذهب لاي مكان ، لقد كانت نائمة داخل حاجز الزهرة الابدية .


"فريمي ! اين ذهبتي ؟ ... ادليت ! اسرع و عد ! فريمي قد هربت . "


==========

" اين اختفى تجنيو ؟ " هانز سأل و هم يصعدون الجبل .



ادليت ايضاً كان يفكر في نفس الشيء ، حقيقة ان الحاجز قد تلاشى ليست الشيء الغريب الوحيد ، لقد كان من الغريب ايضاً اختفاء كل هؤلاء الكيوما في نفس الوقت .


كانوا يستطيعون بصعوبة سماع صوت الكيوما يقاتلون بعيداً ، على اي حال لقد كانوا قليلين جداً ، لماذا قرر العدو فجأة ان يتحرك الان ؟ ادليت تسائل ، في الثلاثون دقيقة التي ركضوا فيها من الهضبة للجبل ، الموقف على الجبل اصبح غريب بشكل غير طبيعي .


غير طبيعي ، هذه الكلمة كانت في عقل ادليت ، هل من الممكن ان كل هذا كان كذبة ؟ لا هذا ليس الوقت للتفكير في هذا ، سواء كانت حقيقة ام كذب هذا لا يغير حقيقة ان عليهم ان يعودوا للجبل بأسرع ما يمكن .


" فريمي ! الى اين انتِ ذاهبه ؟ " صاحت مورا .


شيئاً ما قد حدث مجدداً ، لكن هذه المرة اراد ان يسألها : لماذا تنادين فريمي بقوة صدى صوت الجبال ؟


"ادليت ! اسرع و عد فريمي هربت ! "


عندما سمع هذا ، ادليت توقف لا ارادياً .


"... ماذ.... "


فريمي قد هربت , في البداية ادليت لم يفهم اصلاً ما تعنيه هذه الكلمات .


"اد-كن ، لا يمكننا التوقف ، يجب علينا ان نسرع . " رولونيا سحبت يد ادليت ، لكن ادليت لم يتحرك ، هانز و جولدوف توقفوا ايضاً عندما رأوا ما حدث .


" فريمي قد توجهت للجنوب الغربي في الاتجاه الذي هرب فيه تجنيو! لا اعرف لماذا !"


" نيا ، ما الذي تفعله ؟ " هانز سأل .


جولدوف لم يقل شيئاً ، كان يبدو انه يفكر في شيء ما ، لكن في نفس الوقت كان يبدو انه لا يفكر في اي شيء ابداً .


"هانز ! جولدوف! اتجها للجنوب الغربي و اذهبا خلف فريمي! ادليت و رولونيا تعالا هنا للمساعدة ! " صوت مورا توقف .


" فريمي-سان ... هذا لا يمكن .." رولونيا همست و هي تنظر ناحية الزهرة الابدية .


" نيا ... اذا لقد كانت السابعة بعد كل شيء ؟ انا حقاً لست مرتاح بشأن هذه الاجابة ، نيا . "


" لا يمكن ان يكون الامر هكذا . " ادليت رد على هانز ، من المحتمل ان فريمي لديها خطة في عقلها ، و اذا لم يكن الامر هكذا ، اذا فأنها يتم استخدامها من تجنيو .


" هانز ، جولدوف هل بأمكاني ترك امر فريمي لكما ؟ "


جولدوف اومأ ، و هانز هز رأسه .


" فريمي تكرهني ، لذا اعتقد انه سيكون من الافضل ان تذهب انت . "


ادليت شعر ان هناك معنى اخر خلف كلامه ، على اي حال قبل ان يستطيع ان يسأل ، هانز سحب يد رولونيا و بدأ بالجري .


" نيا نيا ، رولونيا اسرعي ! "


" ان.. انتظر لحظة . "


قبل ان يدركا الامر ، هانز و رولونيا قد اختفيا .


" ... هيا بنا ادليت " جولدوف قال ، و قد اعاد ادليت الى رشده ، بعدها بدئا بالجري ناحية الجنوب الغربي كما قالت مورا .


===========


الاضواء الاربعة انقسمت الى مجموعتين ، واحد منهم كان متجه للجنوب الغربي و الاخر كان يتجه ناحية الزهرة الابدية .


لقد تجاوزت اصعب جزء ، مورا فكرت . قسم ادليت و الاخرين لمجموعتين كان اصعب شيء عليها فعله ، خطتها بأكملها كانت ستفشل اذا قرروا ان يكملوا كمجموعة واحدة او اذا ذهب شخص واحد فقط في الاتجاه الاخر و استمر الاخرين في طريقهم .


" ايها الكيوما ، ادليت و جولدوف متجهون مباشرة لمكانك " مورا قالت بصدى صوت الجبال للكيوما المتبقين الذين قد ارسلهم تجنيو ، بعد ذلك امرتهم " استمروا بأعاقتهم طالما انتم احياء ، بعد ذلك موتوا " .


الكيوما وقفوا على ارجلهم ، ادليت و جولدوف كانوا يسرعون بأتجاههم .


"..هيا بنا .." مرة اخرى مورا بدأت تتحرك ، نزلت من على الجبل و بدأت تتحرك لمكان رولونيا بأقصى سرعة .


الخطأ الوحيد في خطتها كان ان رولونيا اصبحت مع هانز .




في الاصل مورا كانت تخطط لقتل ادليت ، لقد كان اضعف من مورا و اذا واجهته واحد ضد واحد سوف تستطيع ان تهزمه تماماً ، بالاضافة الى ان ادليت متفائل جداً و ساذج ، اذا استطاعت ان تضربه فجأة من المحتمل ان تستطيع قتله بلا اي مجهود .


حتى اذا كان خصمها جولدوف كان من الممكن ان تنجح ، سيكون خصماً اقوى من ادليت ، لكن سيظل هناك فرصة .


لكن هانز خصم صعب ، لقد كان يحذر من ارخاء دفاعه و غالباً الهجوم المفاجئ لن ينفع ضده ، و الاهم من هذا ان قدرته القتالية بلا شك افضل من مورا .


لكن بطريقة غريبة مورا لم تكن خائفة ، بما انها القت بكل شيء بعيداً لم يعد هناك اي شيء لتخاف منه ، اما انها ستنجح في انقاذ شينيرا و تموت ، او تفشل في انقاذها و تموت ، تلك كانت الاختيارات الوحيدة المتاحة لها .


صنعت قبضتين بيديها ثم انطلقت لاسفل الجبل ، لم تعد تحتاج لاستخدام قدرة النظر الثاني لرؤية الضوئين ، احتاج الى الفوز في اللحظة التي اراه فيها ، مورا فكرت ، قتل هانز قبل ان يسحب سيفه كان املها الوحيد .


" مورا-سان ؟" رولونيا نادتها .


في هذه اللحظه مورا انطلقت ناحية هانز بقبضتيها ، بالرغم من ذلك ، قبل ان تستطيع ضربه ، هانز القى الجوهرة المضيئة على مورا ، الحجر كان يبعث ضوء قوي جداً حرق عين مورا .


"ايغ ! "


بسبب ان عينيها اعتادت على الظلام ، الضوء الشديد كان مربكاً .

مورا غطت عينيها بيديها و عادت خطوة للخلف .


"هانز-سان ! ما الذي تفعله ؟! "


في اثناء كلام رولونيا ، مورا تدحرجت على الارض الى الجانب الاخر ، لقد سمعت اجزاء من شعرها تنقطع و عرفت فوراً ان الموت كان قريب منها .


"نياهيهي ، لقد فشلتي نيا ."


مورا استطاعت بالكاد فتح عينيها قليلاً ، لكنها استطاعت ان تفهم ان هانز كان يلف سيفيه .


" هانز-سان ! ما الذي تفعله ؟! مورا-سان ! هل هذه اصابات ؟ "


رولونيا سحبت سوطها و جهزته ، روؤيتها لمورا و هي مغطاة بالدماء جعلها تفقد قدرتها على الكلام ، لم تستطع فهم ما يحدث ، و حدوث الامر فجأة جعل ارجلها ترتعش ، عينيها كانت تندفع ذهباً و اياباً بين مورا و هانز .


" اذا كنت ادليت ، كان سيتم خداعي نيا ، انه مغفل حقاً و كان سيكون في مأزق و انتِ كنتِ ستسفادين من هذا "


و هي تتحمل الالم ، مورا وقفت وقفة قتال .


" هانز ، لقد استطعت كشفك اخيراً ، و بما ان هويتك الحقيقية قد كشفت ، سيكون من الافضل لك ان تستسلم . "


مورا كانت تحاول ان تخدع رولونيا ، اذا استطاعت جعل رولونيا تساعدها ، سوف يكونون قادرين على هزم هانز ، اثنين على واحد .


"نينيا ؟ تستطيعين اختلاق الاكاذيب بسرعة بطريقة جيدة ، لقد كنت اظن انكِ امرأة ساذجة قد عاشت بطريقة مريحة ، بدون ان تعرف اي شيء عن العالم ، لكنكِ ترتجلياً جيداً ، نيا . "


هانز لم يكن قلقاً ابداً .


" ماذا تقصد ؟ ما الذي يحدث ؟ " رولونيا سألت ، و كان يبدو انها ستبكي .


"مورا هي السابعة ، انها تريد ان تقتلني . "


" هانز هو السابع ، لقد خطط لقتلك ، رولونيا ! "


كلاهما هانز و مورا صاحا في نفس الوقت ، بالرغم من ان رولونيا قارنت تعبيرات وجههم ، لم تستطع التحرك .


ربما حتى شخص مثلها سيستطيع ان يفهم كم كان الموقف غريباً ، ربما تكون مدركة ان مورا كانت تكذب .


لكن رولونيا قابلت هانز هذا الصباح فقط ، في حين انها قد قضت عامين و نصف مع مورا ، حتى اذا اعتقدت ان مورا كان مشكوكاً بها لن تستطيع ان تقاتلها .


" رولونيا ، يمكنكِ المشاهدة من هناك ، لكن ان حاولتي التدخل سوف اقتلك ، نيا . "


هانز تقدم نحو مورا ببطأ ، تقدمه كان مليء بحركات لا هدف منها .


رولونيا اخذت خطوة للخلف ، و في هذه اللحظة مورا ادركت انه سيكون من المستحيل ان تجعلها تقاتل بجانبها .


" رولونيا ، لا تدخلي " مورا قالت و هي تنظر لعيني رولونيا " ثقي بي "


اللحظة التالية ، اسرع من ما تستطيع ان تراه العين ، هانز قفز نحو مورا ، لقد ضرب عند قدميها ، و قد استطاعت صدها بالقطعة الحديدة الموجودة في حذائها ، لكن هذا الهجوم فقط قد شل ساقها بأكملها .


" انيانيانيانيانيانيانيانيا ! " هانز هاجم مرة بعد الاخرى نحو مورا ، لقد كان مثل قطة تطارد ذيل يتحرك بسرعة ، بعد ذلك ابتسم كقطة سعيدة .


=========


" اسمعت هذا ؟ جولدوف ؟ "


ادليت نظر خلفه و هم يركضون ، كان يستطيع ان يسمع بصعوبة ما كان يبدو كجدال ، اصوات بشرية كان ترن خلال الجبل الصامت .


جولدوف كان ينظر في نفس الاتجاه ايضاً ، هو ايضاً قد لاحظ شيئاً غريباً ، لفترة من الوقت كلاهما لم يسمع صوت مورا من خلال قدرتها ، و بالرغم من ان كلاهما قد نادا على فريمي العديد من المرات ، لم يكن هناك اي رد ، و ايضاً لم يروا تجنيو او الكيوما خاصته .


في اثناء انطلاقهم ، كلاهما قد مرا على جثة كيوما على شكل فهد ، كان يبدو ان فريمي قد اطلقت رصاصة في رأسه ، لكن عندما تفقده ادليت وجد ان جسده كان بارداً .


" هذا غريب بعد كل شيء ، الكلام الذي تقوله مورا غير منطقي تماماً ."


و بهذه الجملة ادليت قد قرر ان يقبض على مورا و يسألها عن ما يحدث بتفصيل اكثر ، من المتحمل ان ما قالته عن هروب فريمي كان كذبة .


" هل فريمي و تشامو بخير ؟ "


ادليت تفقد العلامة الموجودة على ظهر يده اليمنى ، جميع البتلات الستة كانت لا تزال موجودة ، مما يعني ان جميع الستة مازلوا احياء .


" انهم هنا . "


جولدوف قد سحب رمحه ، و في نفس الوقت قد حاصرهم خمس كيوما ، ادليت وضع ظهره على جولدوف و جهز سيفه و اسهمه السامة .


لكن الكيوما لم يتقدموا و يهاجموا ، لقد تحركوا للامام ببطيء فقط ، ادليت رمى سهم عليهم في اللحظه التي وجد فيها ثغرة ، اصطدمت بكيوما قرد عملاق ، ثم عندما تحرك للجانب ، ادليت اسرع للامام و مزقه لقطع صغيرة ، لكن عندها اندفع نحوه كيوما على شكل انسان من صخر بقبضتيه .


بعد تبادل ثلاث ضربات مع الكيوما ، قام بالتراجع للخلف ، تاركاً مسافة بينهما ، و عندما لم يهاجم الكيوما مرة اخرى ادليت ادرك ان هدفهم كان ابقائهم مشغولين ، بعد ذلك اصبح كل شيء عن هدف مورا واضحاً ، لقد تعاونت مع الكيوما و قد امرت الزهور الستة لتستطيع تفريقهم .


=========


في الظلام ، كان يوجد وحش يندفع نحو مورا بصمت ، بما انها لم تكن تحمل اي ضوء ، مورا لم تستطع ان ترى الوحش جيداً ، و الضوء الذي كانت تحمله رولونيا كان يظهره بصعوبة .


"انيا ! " صرخ هانز .


جسده كان منحني للاسفل لدرجة انه كان يخدش الارض ، هانز ركض نحو مورا بسرعة مخيفة ، بعد ذلك دفع سيفيه للامام محاولاً ان يدخلهما بين اقدام مورا .


لم يكن بأستطاعتها صد الهجوم لذا قامت بالقفز بعيداً و هربت من السيوف ، بعد ذلك هانز قام بغرز واحد من السيفين في الارض ليوقف جسده و دفع السيف الاخر في الهواء نحو مورا ، جسد هانز كان مرن بشكل مدهش و الذي سمح له بأن يطلق هجوماً لا يصدق من وضعية غير معقولة .


"جيه! "


مورا قاطعت يديها في الهواء ، و صدت الهجوم بقفازاتها ، بالرغم من كونها امرأة مورا كانت كبيرة قليلاً ، و الاهم من ذلك لقد كانت ترتدي قفازات حديدة و درع ، بالرغم من ذلك ، ضربة هانز ارسلتها طائرة للخلف بسهولة .


هانز انطلق كالقطة و هاجم بلا رحمة ضربة تابعة للضربة الاولى ، في الهواء مورا حاولت يائسة ان تصد ضربة هانز بيديها المدرعتين ، القوة و الصوت المنطلقين من تأثير الضربة جعل هانز يهديء قليلاً ، و بدون تفكير رولونيا التي كانت تقف و تشاهد غطت اذنيها ، لقد جعل هذا هجوم هانز التالي ابطأ قليلاً .


"نياها ! "


هابطة على قدميها ، مورا ادارت ظهرها لهانز و بدأت بالجري بعيداً ، يجب ان يكون هناك مسافة بينهما حتى تستطيع ان تعيد اتخاذ وضعيتها القتالية ، مورا كانت تدافع و هجمات هانز المتوحشة لم تتح لها الفرصة لتهاجم .


مورا لم تعتقد ابداً انه يوجد فارق كبير هكذا بينهما ، مورا كانت قديسة بالرغم من ان ذلك غير كامل ، لقد كانت شخص يقاتل بقوة مأخوذة من الالهه ، قوتها الجسدية و قدراتها الحركية كانت بعيدة عن اي بشري عادي .


و هانز لم يكن اكثر من مجرد انسان من لحم و دم .


" لن ادعكِ تهربين ! "


مورا بطريقة ما كانت تصد هجماته بقفازاتها ، لكن هانز لم يتح لها اي فرصة لتبتعد عنه .


" انيا! "


" ... ا ... م ... ماذا يجب علي ان ... "


بينما كان هانز و مورا يتحركان بسرعة شرقاً و غرباً ، رولونيا كانت تتبعهما .


لم يكن بأستطاعة مورا ان تستخدم الدواء الذي استخدمته على تشامو و فريمي ، لانها اذا فعلت هذا رولونيا ستتأثر ايضاً ، حتى تنتهي المعركة يجب على رولونيا ان تكون آمنة .


و هي تصد احد سيوف هانز ، قامت مورا بركل هانز يائسة ، هانز صد الضربة بسيفه الاخر ثم قفز قفزة كبيرة للخلف ، و في اللحظة التي كان فيها مسافة بينهما رولونيا اسرعت بينهما و هي تمسك بسوطها .


" مورا-سان ، هانز-سان ، انتظرا لحظة ارجوكما ! "


" نيا ، الم تسمعيني و انا اقول لكِ ان تبقي بعيدة ، نيا؟ "


ابتسامة هانز كانت مخيفة قليلاً ، و هذه صفة مميزة للقطط ، لقد كان الامر كأنه يقول انه سيمزق رولونيا لقطع .


" دعونا نتكلم مع بعضنا ، انتظرا اد-كن ليعود و سنتكلم حينها "



هذه هي رولونيا ، مورا فكرت ، بالرغم من انها شعرت بالاسف من اجل الفتاة ، لقد من المستحيل لمورا ان تفعل هذا ، لم يكن هناك اي طريقة اخرى لتنقذ ابنتها غير قتل هانز .


" نيا ، انتِ هادئة جداً نيا ، اذا كنتِ كما كنتِ بعد الظهر كنتِ ستأتين و تصرخين في وجهي . " قال هانز .


" آه .. اممم"


مورا كانت تعرف ان صراخ رولونيا كان فقط عادة تفعلها لتعزز ارادتها على القتال ، لقد كانت لا تزال فتاة خجولة و جبانة ، بدون فعلها لهذه الطقوس لن تستطيع القتال .


" نيا ، لا شيء من هذا يهم على اي حال ، لقد بدأت استمتع الآن ، لا تدخلي . "


" انت تستمتع ... "


" انها طبيعتي ان اريد ان اقتل الخصوم الاقوياء حين اراهم ، نيا ، الحصول على اصدقاء ليس سيئاً ، لكن اكثر ما احبه هو قتل الآخرين ."


رولونيا اخذت خطوة الى الخلف ، هانز كان يخيفها .


"... ابتعدي من هنا رولونيا ، هذا الشخص مجرد وحش . "


مورا جهزت قبضتيها ، لكن رولونيا لم تقل اي شيء ، ما كان في عينيها لم يكن ثقة ، لقد كان شعور بالشك .


" تعالى الي هانز ! "


"نياهاهاها ، حتى اذا اخبرتيني ان لا افعل هذا لن يوقفني . "


هانز قفز عالياً في الهواء ، عندها مورا نزلت للاسفل و شابكت يديها مع بعضها حتى تحمي وجهها ، و بجسدها القريب من الارض حاولت يائسة ان تنجو من هجوم هانز المنطلق نحوها .


==========


الخمسة كيوما كانوا جميعهم خصوم اقوياء ، ادليت قضى على واحد و جولدوف هزم الاربعة الآخرين و كان بينهم الكيوما الصخري ، ثم بعد التأكد ان كلهم توقفوا عن الحركة جولدوف تكلم .


" ماذا يجب ان نفعل ادليت ؟ "


كانوا يستطيعون بصعوبة سماع صوت معادن تتصادم ببعضها عند الجبل ، لم يكن مثل صوت القتال مع كيوما ، مورا و هانز كانا يتقاتلان ، و الذي جعل حقيقة ان مورا خدعتهم واضحة .


هل يجب علينا الذهاب و مساعدة هانز و رولونيا ؟ ادليت تسائل ، لكنه اعاد التفكير في الامر بسرعة .


" انهم بخير هناك ، شخص مثل هانز سيكون قادر على الصمود ، هانز قوي جداً ، بالرغم من ذلك بالتأكيد يوجد خط صغير يفصل بينه و بين اقوى رجل في العالم . "


" اذاً ماذا ؟ "


ليوفر وقت الاجابة ، ادليت بدأ بالجري .


حالياً قلقه كان على فريمي و تشامو ، ادليت تفقد العلامة على يده و تأكد ان كل البتلات كانت موجودة ، في هذه اللحظة كل الابطال كانوا على قيد الحياة .


امامهم كان يوجد الزهرة الابدية ، ادليت لم يكن يعرف ماذا حدث هناك ، لكن ربما كان يوجد دليل من نوعاً ما هناك .


"... مورا هي السابعة ، لكن لماذا بدأت التحرك الان ؟ "


بينما ادليت كان يجري بدأ يفكر في كلمات مورا و تصرفاتها في عقله ، لقد كان مشكوكاً بها بالتأكيد ، لكن اذا كانت هي السابعة حقاً اذا فأن تصرفاتها حتى الان تربكه .


بعد قليل من الوقت استطاعوا ان يصلوا الى الزهرة الابدية ، عندما دخل الكهف وجد فريمي و تشامو .


" هل انتِ بخير ؟ "


لقد ساعد فريمي على النهوض و قد تأوهت قليلاً و هي تفتح عينيها ببطأ ، كانت تبدو كأنها بدأت بالنوم الآن .


" لا يوجد داعي للقلق " همست فريمي " انا بخير . "


بعد ذلك قامت بالوقوف على قدميها و امسكت ببندقيتها .


" ماذا حدث ؟ "


" لقد خُدعت من مورا و فقدت الوعي ، و قد افقت الآن ، ليس لدي اي فكرة عن اي شيء اخر ، لا اعرف لماذا هاجمتني او لما لم تقتلني . "


"... تشامو بخير ايضاً " جولدوف قال و هو يتفقد الزهرة الصغيرة ، لقد كانت نائمة فقط ، و لم يكن يبدو ان لديها اي اصابات كبيرة .


" جولدوف ، سوف نعالجها لاحقاً ، يجب علينا ان نذهب و نمسك بمورا ! "


بعد ذلك ادليت و فريمي ركضوا خارج الكهف و جولدوف تبعهم و هو يحمل تشامو بين يديه .


========


بعد القتال لثلاث دقائق فقط ، بدأت تظهر فكرة غير مريحة في عقل مورا ، من المستحيل ان افوز .


مورا كانت تمتلك العديد من المهارات قبل ان يتم اختياراها كواحده من الزهور الستة ، و قد طورت ايضا العديد من الاسلحة الجديدة مع القديسات ، بالرغم من هذا ، مورا لم تقاتل خصم يستطيع التحرك بسرعة و غرابة مثل هانز .


جسد مورا قد تمزق ، الدم كان يتدفق الى الخارج من الشريان المقطوع على ذراعها و كان لديها ضلوع مكسورة من كل الركلات التي تلقتها على جانبيها ، ساقها كان بها جروح بليغة و كانت تشك في استطاعتها على الجري مرة اخرى ، بالاضافة الى كل الدم الذي كان يخرج من رأسها ، عينيها بدأت تصبح ضبابيه و بدأ يصبح صعباً عليها ان تلمح هانز حتى .


" مورا-سان ، ارجوكِ اوقفي هذا القتال ، ليس لديكِ اي فرصة امامه . " قالت رولونيا .


عندها توقف هانز عن الاقتراب " نياهي ، انتِ مازلتِ بجانبها ؟ "


" نحن لا نعرف اذا كانت مورا-سان هي السابعة او اذا كنت انتَ مخطأ و كان هناك سوء تفاهم من نوع ما ، لذا ارجوك توقف . "


" لا ، انها سوف تموت هنا ، نيا . "


"...هانز-سان "


اعين مورا الضعيفة حدقت برولونيا ، ثم بصوت يظهر نيتها على القتل قالت " ابتعدي من هنا ! القتال لم ينتهي بعد."


" اذا سيكون الامر هكذا ، هيا بنا نيا . " هانز قال ، ثم بدأ بالجري .


مورا رفعت قفازيها لتغطي وجهها ، ثم حنت ركبتيها و نزلت للاسفل لتصبح كالكرة ، ثم و بهذا الشكل المتلوي مورا قفزت للخلف ، لقد كانت تحاول انت تحمي جسدها كالسلحفاة .


"" لن تهربي ! "


كل ضربة من ضربات هانز المتتالية كانت تحاول ان تمر من خلال الثغرات الموجودة في دفاع مورا ، لكن بأقل حركة ممكنة مورا استمرت بالتحمل ، حتى لا تتلقى ضربة قاتلة .


"كو ! " مورا بصقت و هي تقفز للخلف ، الم شديد كان يجري في جسدها .


كانت تستمر في التحرك يائسة حتى لا ينتهي بها الامر محاصرة من هانز ، مع ذلك ، جسدها باكمله كان مغطى بالاصابات و لم يكن لديها اي طاقة للقتال .


على الجانب الاخر ، رولونيا كانت تقف و تشاهد قتالهم ، غير قادرة على فعل اي شيء .


هانز كان حذر ، لم يكن عديم الصبر و لم يكن متسرعاً ، لقد كان ببساطة ينتظر طاقة مورا ان تنفذ ، هانز كان يستيطع ان يعرف ماذا تحاول مورا ان تفعل ، لقد كانت تنتظر اللحظة التي سيكون فيها ثغرة في دفاعه ، عندها ستبدأ هجومها ، هذه كانت الطريقة الوحيدة التي يمكن ان تفوز مورا بها .


" انيا ، الا تظنين ان وقت استسلامك قد حان ؟ نيا " هانز لف سيوفه ، " حسناً ، انا آسف لكن لقد تأخر الوقت ، لا يمكنني فعل اي شيء اخر غير ان امرح قليلاً ، احتاج ان انهي هذا بأن اقتلك الان . "


بعد ذلك هانز استكمل هجومه ، مورا حمت جسدها مثل السلحفاة ، تحاول ان تصمد قليلا حالياً .


مورا لم تكن مثل هانز ، انها تحتاج ان تسرع ، ادليت و جولدوف قد يصلون في اي لحظة و من المحتمل انهم قد عرفوا بالفعل انها خدعتهم ، سوف يمسكون بمورا ثم يقتلوها .


لكن اذا هاجمت سوف تهزم ، هانز لم يفوت اي ثغرة في تحركاتها ، لذا الشيء الوحيد الذي بأمكانها القيام به للنجاة كان ان تستمر في الدفاع .


مورا لا تستطيع الاستسلام ، يجب عليها ان تنقذ شينيرا ، بعد ان خسرت كل شيء ، هذه الرغبة كانت الشيء الوحيد المتبقي لمورا ، اذا تخلت عن هذا حتى ستصبح مورا لا شيء .


" انتم القديسات قاسيات نيا ، سوف افقد ثقتي في نفسي اذا لم تموتي قريباً نيا . "


هجمات هانز اصبحت اقوى ، و مورا قد تأكدت الآن انه يريد ان ينهي الامور .


واحد من سيوفه خدش رأسها ، مزيلاً معه جزء من رأسها و شعرها ، بعد ذلك الهجوم هانز قطع قدميها و سقطت على ركبتيها ، ثم قام هانز بمحاصرتها من الخلف .


مورا اغلقت عينيها و استخدمت نظرها الثاني لكي تنظر على المنطقة كلها ، لا يمكن ان تفوت اللحظة التي يهاجم فيها هانز من الخلف .


"انيانيا ! "


هانز صوب الى منتصف ظهرها ، تحت ضلوعها قليلاً ، في المكان الذي توجد فيه كليتاها ، عندما يريد القتلة ان يتأكدوا من قتل احدهم من الخلف ، سوف يصوبون نحو كليتيهِ بالتأكيد .


مباشرةً بعد ان دخل طرف سيف هانز في ظهر مورا ، مورا لفت جسدها قليلاً ، السيف ابتعد قليلاً عن كليتها ، و بأستخدام كل القوة التي كانت متبقية عندها ، مورا وضعت كل قوتها في ظهرها .


" آاااااااه" قامت بالصراخ و رمت جسدها للخلف ناحية سيف هانز .


سيفه دخل من ظهرها و مزق جزء من عند قلبها ، مما ارسل رعشة باردة خلال جسدها ، لكن بوضع كل قوتها في عضلات ظهرها ، حاولت ان توقف سيفه .


في نفس الوقت قامت بمد قدمها بكل قوتها و قامت بالدفع للخلف عكس اتجاه السيف الذي يطعنها ، بمعنى آخر ، لقد كانت تستعمل كل طاقتها لترمي جسدها في السيف ، اذا كان لديها لحم انسان طبيعي كان سيمزقها السيف و تموت ببساطة .


"نياجِه!"


خلفها كانت تستطيع ان تسمع صوت تمزيق ، عندما استخدمت النظر الثاني لكي ترى خلفها ، عرفت انه كان صوت معصم هانز يتمزق .


بعدها توقف سيف هانز داخل عضلات مورا .


سيف هانز انزلق من يده اليسرى و في نفس الوقت استدارات مورا بسرعه و قامت برمي ركلة نحو وجهه .


هانز انحنى للخلف و قدمها قامت بخدش ذقنه فقط ، في اللحظة التالية بدأ جسد هانز يهتز بعنف ، مورا قد قامت بركله بكل قوتها ، لذا و فقط بخدش بسيط قد استطاعت ان تفقده توازنه .


و في لحظة مورا قامت بخلع قفازاتها و طاردت هانز الذي كان يتراجع بسبب الدفعة ، ثم قامت بالأمساك بطرف ملابسه و قامت بسحبه ناحيتها بكل ما تملك من قوة .


"مورا-سان" رولونيا صرخت .


مورا ضربت صدر هانز بكفها و استطاعت ان تسمع ضلوعه تتحطم ، بعد ذلك هانز اصطدم بالارض ، لقد ضربت الجانب الايسر من صدر هانز ، اذا تم ضرب هذه المنطقة بقوة كافية يمكن ان توقف القلب مؤقتاً و تجعل الضحية تفقد وعيها ، لا يهم كم مرن الانسان جسده ، لا يمكن لهم ان يصمدوا ضد هذا الهجوم .


بعد ذلك مورا سحبت السيف الذي كان في ظهرها و وضعته على جسد هانز ، ثم وضعت شفرة السيف على شريان هانز السباتي و قامت بالضغط به على جلده .







2018/07/01 · 670 مشاهدة · 4431 كلمة
Mikoto
نادي الروايات - 2025