5 - الفصل الرابع للمجلد الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل الرابع للمجلد الأول بعنوان :

لم أكن أعلم!


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حكايتهم (1.5)


حكاية 46 (2)


ولدت في عائلة طبيعية, ونشأت كأي طفل عادي.

هذه... كانت توقعاتي نحو حياتي المستقبلية أيضا.


ولكن, عائلتي العادية قد تدمرت في لحظة.

كجميع الريفيين الطبيعيين, عشنا على الزراعة,

ومثل كل عائلة ريفية, أصبحت عائلتنا في خطر عندما انخفض محصولنا.


في النهاية, بدأنا نقترض الأموال, وهذه... هي بداية دمار العائلة.


هل كنا منحوسين؟

قد صدف بأن نقترض الأموال من منظمة شريرة, تضاعفت ديوننا بمرور الأيام.


لم تُطبق القوانين على هؤلاء الأشخاص, ونحن لم نقدر على مجابهتهم.

في النهاية... لم يتمكن والدي من سداد ديونهم, لذا تم أخذهم بعيدا.

وبعدها... لم أقابلهم مرة أخرى.

لربما ماتوا.

لازلت صغيرة, ولكن أنا أعرف هذا بواسطة حدسي.


لربما حدث الأمر بعد تلك الحادثة, ولكن عواطفي قد ماتت بالكامل.

ذلك, حدث ببطء, اختفت مشاعري مع مرور الزمن.

حتى لو وصل الأمر لأعلى درجات الغضب...


عدت إلى المنطقة التي أعيش بها, وصمدت في تلك الأزقة المظلمة.


لطالما حاربت أي مجموعة أطفال عرضت عليّ الإنضمام إليهم.

متى كانت أول مرة قمت بهذا؟

في آخر مرة, أتى رجل إلي...


"أتريدين الإنضمام إلينا؟"

"من أنتم؟"


ابتسم الرجل وفتح فمه مجيبا.


"نحن منظمة شريرة, أنت ستموتين مثل أي أداة في النهاية,

ولكن... إن بقيت حية, ستجمعين بعض المال"


"سأنضم..."


هذا هو هدفي منذ البداية,

حتى لو لم تكن هاته المنظمة سببا في مقتل والديّ,

سأصبح أقوى, قضيت وقتي بالمنظمة مفكرة بهذه الطريقة.


كل يوم, تواجدت تدريبات وتمريانات قاسية, ولكن تحملت.


وذات يوم, وجدته,

أحد الرجال الذين هددوا والديّ, كنت في المكان المناسب.

ولكن, بقيت صبورة...


عشر سنوات, فقط عشر سنوات.

كنت مجرد طفلة آتية من الريف, لم أعتقد يوما بأن المنظمة ستكتشف خططي الإنتقامية.

بقيت مؤمنة بهذا إلى أن قابلت ذلك الشخص.

رئيس المدربين, ناران.


تم سحبي إليه مع طفلين آخرين, ثم تكلم قليلا,

وبتلك المحادثة القصيرة, تصلبت مكاني.

"يبدأ التمرين في السابعة صباحا,

وينتهي في السادسة مساء.

يمكنكم فعل أي شيء في الأوقات الأخرى.

وهذا المبنى هو ملكي, أنا أدير المبنى بأكمله بمفردي.

لا يهمني أي شيء تفعلونه هنا, لا حاجة لإخفاء أهدافكم الإنتقامية, رغباتكم, تاريخكم, انتقموا ممن تريدون عداي أنا

لا ترهقوا أنفسكم بإخفاء هذه الأمور"


إذًا... إنه يعلم.


استطيع القول بأن الطفلين الآخرين يحملون تاريخا مشابها, بدت ملامحهم مشابهة لملامح وجهي.

لذا... يبدو بأن الرجل مدرك لرغبتي الإنتقامية.


كيف أستجيب...

فكرت في كل الأمور, ولكن المدرب تكلم بلا أن يلقي نظرة علينا,

تكلم ببرود أثناء عمله على الأوراق.

"سيبدأ التدريب غدا...

إستريحوا جيدا"


أهذه قدرة تعويذة التنين الحقيقية؟

لقد أطعنا كلماته بكل هدوء وتوجهنا نحو الغرفة.


بعد لحظة صمت, تكلم 102.

"رفاق... أنتم أيضا؟"

حدقت نحو 102, سألنا بصوت مرتجف.

وأومأنا مجيبين عليه.

"الإنتقام"

"أنا... أبحث عن شيء ما"


بعد أن سمع 102 إجاباتنا حدق نحو السقف لثوان,

وبعدها فتح فمه متكلما.

"أنا.... آه, لا شيء"

ملأ الصمت المكان.

كنا نفكر بالأمر.

هل يعرف؟

لما اختارنا بالرغم من معرفته لحقيقتنا؟

ما الذي سيحدث؟


أنا لست خائفة من الموت, في الحقيقة, الحياة بالنسبة لي لا معنى لها.

ولكن... أنا أريد الإنتقام.

هذا بلا معنى...

أنا لا أعرف معنى العيش في عالم مظلم إلّم يكن لي هدف.


لذا...


"لنقتله"

انذهل الطفلان بكلامي. فكروا لفترة.

بدا وكأن 102 اتخذ قراره.

تكلم بعزم


"أنا ضدّ هذا, فرغبتي هي... البقاء"

"أنا أيضا"

"حسنا... لا يهم"


لم نكن متأكدين حول قدرتنا لهزيمته أصلا.

في الحقيقة, يبدو بأنه لا يمكننا هزيمته.

لم أكن جادة عندما اقترحت الأمر.


عندما حاولت بدأ محادثة مرة أخرى.


طرق طرق


أصابتني القشعريرة أسفل ظهري.

لذا, اتخذت خنجرا بيدي.

لست أنا فقط, بل الجميع, أخرجوا أسلحتهم.

وأظهروا ملامحا جديّة.

في نفس اللحظة...


"سأدخل"


دخل المدرب الغرفة مثلما قال.


ألقى المدرب نظرة حولنا ثم تحدث بصوت أكثر برودة من العادة.

"ما الخطب؟"


في تلك اللحظة, تبادلنا النظرات جميعا.

وبعدها.

"الحريق, الجحيم!"

تجمعت طاقة حمراء على عصا 17.

وعندما تحولت الطاقة إلى شعلة وأوشكت على الإنطلاق,

ركل المدرب الأرض بقدمه.


و...


بووم!


"م, ماذا!"


صرخ 17 و102 من الصدمة.

حتى أنا كنت متفاجئة.

إن المبنى بأكمله يهتز.

الأمر غير منطقي.

ذلك الرجل بالتأكيد أقوى من شخص في الدرجة الأولى.

هذا ما اعتقدته, ولكن أدركت حقيقة تفكيري الخاطئ بعد انتهاء القتال.

لم تحدث أي أضرار خارج الغرفة.

وهذا يعني...

المدرب استخدم أدنى حد من الطاقة لردع الهجوم.


فعلت ذلك بلاوعي مني, لقد أطلقت الخنجر الذي بيدي اليسرى ناحيته.


هل ركزت جيدا؟

102 وأنا هاجمنا في اللحظة التي حوّل بها المدرب انتباهه للنار.

حتى بسرعتنا تلك, أخرج المدرب خنجرا وقام بأرجحته نحوي.


'سأضحي بيدي اليسرى!'


ضحيت بيدي اليسرى وأوقفت خنجر المدرب.

وبنفس الوقت, انطلق سيف 102 وخنجري ناحية المدرب.

ولكن المدرب أفلت خنجره وأمسك بشفرة سيف 102.


لم يُظهر المدرب ولو أنينا صغيرا. أرسل 102 ناحية 17.

وبنفس الوقت, رمى السيف الطويل في الهواء.


'لم أنتهي!'

كان العدو بلا سلاح.

ومقارنة بي, أنا أحمل خنجرا.

لن أتمكن من قتله, ولكن لربما يقتله الآخران إن أصبته بضررر كافٍ.

انطلقت نحو المدرب.

ولكن فجأة, رش المدرب دم يده نحوي.


'؟!'

كل ما أراه هو اللون الأحمر.

بعدها, شعرت بألم رهيب في معدتي!

ثم حلق جسدي ناحية الطفلين وسقطت عليهما.


كلانك!


سقط شيء أمامي,

كان... كانت مدة طويلة مذ حدث شيء مشابه,

لم تتمكن عيني من رؤيته, ولكن... سأعترف بهذا,

إن هبط السيف أقرب قليلا فإنه سيصيب قلبي بدلا من الأرض.


نبض قلبي بشدي, لقد أدركت شيئا ما.

'لا أريد الموت!!'

لأكون أكثر دقة, كنت أخشى الموت.

عندما أدركت هذه الحقيقة كنت ممتلئة بالخوف واستحقار الذات.

قطع صوت المدرب تفكيري.


"سأحضر الطعام, نظفوا الغرفة ريثما أعود"

ما هذا؟

ياله من صوت بارد.

إنه يشعرني وكأني عديمة الفائدة!


الخوف يملأ قلبي, أكره نفسي!

الرجل الذي جعلني أدرك هذه الحقائق لم يكن مبال بأي شيء.


عندما استرجعت وعيي, وجدت نفسي أنظف الغرفة بصحبة الطفلين الآخرين.

الأمر الأكثر متعة... هو أن الطعام الذي أكلته لذيذ جدا.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

والحمد للّه رب العالمين..

إن لاحظتم أي خطأ فأشيروا إليه لأصححه.


ترجمة: GhareebGH

2018/07/24 · 806 مشاهدة · 929 كلمة
GhaareebGH
نادي الروايات - 2024