"كيكيكيكي~"

في طريقي للخروج استفرغت ضحكاتي بكل قوتي ، ملتفتًا إلى إيليوت الذي كان يتلوى على الأرض المبتلة .

أنا خرجت من الزنزانة .

"كيكيكي……"

صدح ضحكي الأبليسي في الزقاق المظلم ، قد تفوق صدى تلك الضحكات على همسات الليل . ثم نظرت حولي …

بابتسامة شيطانية أعد قبعتي إلى مكانها في رأسي ، حيث كانت غير متزنة .

"هاه~"

في اللحظة التي قررت فيها أن أخطط لأعتقال هذا الهزيل في الزنزانة ، كنت مستمتعاً طول هذه الفترة .

"إنه أحمق ذو كبرياء مفرط~"

"إمعة غوسلين … سوف نرى جوهرك غداً~"

"ولكن الآن ، أنت محظوظ … تم امتصاص طاقتي"

"حسنا ، شاهد هذا الطفل فزاعة من حيوان مفترس ."

كنت اتمشى على الأرض الصخرية ، بخطوات خفيفة … تاركاً خلفي صبي غوسلين ، المعتقل الأليف للزنزانة .

ومن حولي تبرز الجدران الرديئة . نظرت إلى السقف …

"عند التفكير كثيراً … لقد اعطاني مركز متهالك …"

"هاه~ حقاً فقط متى يتخلى عن التفكير بجيبه~"

سار إيفريدات ، على الأراضي الحجرية . لم يكن هناك سوى همسات الليل وظلام يلتف حوله كالستار .

كانت تلك الأجواء مثيرة بالنسبة إلى إيفريدات .

"رفاق ، القائد الوسيم قد عاد~"

سمعت همس أصوات من بعيد ، وابتسمت بفخر وأعتدلت قليلاً في مكاني . لم يمر وقت طويل حتى بدأ التابعون يظهرون واحد تلو الآخر ، وجوهم تلمع بالترقب والاحترام ، والبعض الجشع والرغبة .

في مثل كل مرة ، أول شخص يلقي التحية هو المدعو"لياغ" ، شاب في منتصف العشرينات ، ذو مظهر طبيعي … إنه من الريف ، فلاح صغير مليء بالجشع …

شعرت برغبة متلهفة ، للضحك .

يحمل بيده قوس ممتد وعلى ظهره طماق محملة بالسهام . قفز إلي وهو يلوح بابتسامة مرحة وصوت ضحك مرتفع .

في كل الأحوال ، أظهر وكأنه المتحدث الرسمي للمجموعة .

"ليس سيء~"قمت بالهمس مع نفسي ، إنني مجرد عجوز حسود…

"قائدنا لقد عدت أخيرًا . كيف كانت زيارتك للزنزانة؟"

"كيكيكي……"

ضحكت من جديد ، وجلست أحد السلسلات الذهبية المعلقة على سيفي ، أخرجتها ومن بين أصابعي بدأت بلفها على صدري .

"إنه شخص ممتع ، على عكس الآخرين … حسناً ، يا لياغ …"

طالما إنني قائد هذه العصابة الملتوية ، لا بد أن اطلع على مقوماتهم .

"حسنًا ، لياغ ، ماذا عنك؟هل تطورت في فن الرماية؟"

ضاقت العيون ، أصبح وجه لياغ قاتم ، تأخر في الرد ، وبدأ بتفصيلٍ ممل ، يتحدث عن مشاكله في فن الرماية .

كنت استمع بانتباه .

"هذا متوقع~"

قد قمت بأخراج الهواء من فمي ، تبستمت بخفة كان التوتر يخيم على الزقاق المعتم .

"ما الذي سوف يحدث هذه المرة؟"

تعرضت للأستجواء من أحد اعضاء المجموعة ، هذا سخيف ولكن…

"ستكون تجربة مثيرة للغاية ، أنتم الحمقى!"

"دعوني أختبر تأنقكم وقدرتكم على القتال"

"…………"

وقف إيفريدات وحيداً متأنٕ في الأرض الواسعة ، علت السماء مشعة بالنجوم ، نظر نحو السماء ، حيث تزينت بنجومها اللامعة ، خالية من أي هموم .

المنظر كان مسالماً وهادئاً .

انبعث نسيم الهواء ممزوج برائحة الأزهار العليلة .

أمسك إيفريدات بقبعته البيضاء ، ثم ثبتها على رأسه بأحكام .

لم يكن هناك شعوراً بالارتياح داخله ، فالهدوء الخارجي والطمئنية تعكس عذاباً غريباً عليه .

في تلك اللحظات ، بدأ أيفريدات في التفكير بشكل غير منتظم ، مرتبط بأمور غريبة .

شعر بنفسه يتوه في أفكاره ، مما أغرقه في الهذيان .

لم يكن ممسكاً بسيفه ، ومحمل بسلاحه .

أنزع النظارات من عينه ، ليرى موجات البحر المتناغمة أمامه .

عينيه الجاحضة تكاد أن تفقد الأنسانية ، مصبوغة بالألوان الرمادي والأبيض .

تحركت شفتيه المتيبسة .

تسللت كلمة إلى ذهنه ، ليحيكها فمه .

"عزيزتي~"

توقف للحظة ، وكأنه يتواصل مع شخص غائب .

"لقد عدت …"

سأل بخجل وهو يتلمس وجهه"هل … أنتِ بخير؟"

الكلمات تنبعث من فمه دون تحكم ،"عزيزتي … لماذا لستِ هنا؟"

"…………"

"…………"

"أنتِ لستِ موجودة …"

"عزيزتي لماذا … لم تنتظريني؟"

"…………"

تبدلت ملامح وجهه مع كل كلمة ينطقها ،"لقد قدمتُ … ولكن أين أنتِ؟"

أستمرت تلك الحالة للحظات ، حيث كان يرى أمامه تفاصيلاً من حياته تظهر بشكل غير منتظم ، كأنها لمحات من أحلام متقطعة.

شهق إيفريدات بعمق ، وبدأ يستعيد تركيزه تدريجياً .

"لماذا أتذكر الآن …"

"لدي مهمة الآن ... يجب أن أنجزها"، قال لنفسه بصوت هادئ.

التف للخلف ، ليعود إلى واقعه .

ويستعد لقدوم تابعيه ، حيث أنه قد أمرهم بجلب عبوات الأسنس ، للقيام ببعض الأختبارات والتدريبات ، في هذه المنطقة .

عبث إيفريدات في أنفه ، حتى قدوم تابعيه .

بعد فترة قصيرة ، وصل أفرداد المجموعة إلى المنطقة .

"لقد تأخرتم … حمقى!"

صرخ إيفريدات بنبرة منزعجة في وجوه تابعيه .

في تلك اللحظة ، قدم شخص يدعى"بابر"من بين أفراد المجموعة ، يتسم جسده بالضخامة … وبالرغم من صغر سنه مقارنة بالبقية ، كان وجهه مشوهاّ بندبة قديمة تشق تعابيره .

إنه رجل قوي ، يتحدث بقبضته ، مما جعله يبدو أحياناً ساذجاً مقارنةً مع الرامي لياغ .

"ولكنه مفيد …"تمتم إيفريدات مع نفسه .

كان يرتدي ملابساً رثة ، وصدره شبه عارٍ … يبدو كأنه متسول متسول مخيف .

"هاه~ هذا ممتع …"استنشق إيفردات الهواء وابتسم بشدة .

"كيكيكي…"

"تحدث~ أنت الآن ماذا لديك؟"

"سيدي…"

بابر أخذ بالأعتذار ، مطئطئ برأسه ، بجانبي قدمي .

قام بالأسف ، بصوت منخفض .

"ممتع~!ممتع~!ممتع~!ممتع~!هذا الأمر ممتع جداً~!"

"سيدي؟…"

توسل بصوت مبحوح"سيدي … نعتذر على التقصير"

"سيدي، سامحنا. إننا مجرد مجموعة من الحمقى الهواة"

ركل–!

حركت قدمي لأعلى ، ورفعتها باتجاه جمجمة بابر .

"ممل …"

'ماذا كنت اتوقع؟…"

"إنك ساذج حقًا!"

"فقط جسدك مهم بالنسبة لي!!"

"لماذا تتصرف هكذا؟!"

كان ساذجًا لاعتقاده أنني قد ارتكب شيئًا مؤذيًا ضد أتباعي . إنهم ليسوا أتباعي حرفيًا ، ولكنهم بالنسبة لي مجرد حمقى . يجب أن أقوم بتعليمهم وتوجيههم لبعض الوقت .

ظهر لياغ من خلف المجموعة ، وحمل بيده حقيبة رمادية .

'هذا الصعلوك~ غالباً ما يتخذ الخطوات الحسنة'

تحدث لياغ بصوت متحفظ قليلاً"القائد … الوسيم ، لقد جلبت ما طلبته"

نظرت نحوه بعيني ، وكان يرتجف .

"حسناً …"

أخذته الحقيبة من يده بلطف .

"الجميع ، اجلسوا حولي!…"

في ثناء الليل القاتم ، قد أطاع الجميع واجتمعوا على الأرض المغطاة بالعشب .

كنت واقفاً وسط هؤلاء الأطفال .

"اليوم … أنتم الحمقى ، سوف تبدأ رحلتكم نحو عالم الازدهار"

تحدث بنبرة لطيفة غير مألوفة ، إنني قلق من جعل هؤلاء هؤلاء يشعرون بالرهبة الآن ، هؤلاء الأطفال من الريف . أبناء الريف جبناء .

"ستمررون اختبارًا سيساعدكم في تطوير قدراتكم . عليكم أن تظهروا بأفضل حال ."

فجأة ، استخرج إيفريدات عبوة زجاجية من الحقيبة ، تحمل سائلاً يتلألأ بألوانه المتعددة ، هذا السائل منشط لخلايا الأسنس داخل أجسادهم .

"هل أحدٌ منكم يعرف قيمتها؟"

ألقوا نظراتهم الشغوفة بين بعضهم ، حتى بابر الساذج نظر بفضول .

"قيمتها…"

تحدث لياغ أولاً ، رغم الجشع البريء .

"أكبر من قيمة وطني…"

ضحكت بصوتٍ عالٍ واستهزأت "هاها، وما هو وطنكم؟"

سخرية ممتعة ، ثم أكملت"أنتم لا تستحقون شيئًا، أيها الحمقى . هذه العبوة تكلف أكثر مما تستحقونه أنتم ورؤوسكم البائسة جميعًا!"

"هااه!"

"سيدي ماهو سعر هذا؟…"سأل بابر بفضول .

"ستمائة ألف إيكوين من الفئة الذهبية ."

"غالٍ!"

صرخ الآخرون بدهشة .

"سيدي، هل هذا الشيء يستحق؟"

سأل لياغ .

يستحق؟ياله من سؤال سخيف–!

صارت أصوات المجموعة مبحوحة ، معبرين عن دهشتهم من قيمة تلك العبوة .

"بالطبع، هذا السائل يعزز من جودة الأسنس ."

"وبالطبع ، أنتم الحمقى أبناء الريف ، لم تعرفوا ذلك~"

"كيكيكي~"

واصلت بالضحك والأستهزاء .

"أنت ، لياغ … تعال قف أمامي"دعا إيفريدات لياغ نحوه .

لياغ نهض من مكانه ووقف أمامي "قائدنا الوسيم~"

قال بابتسامة متملقة .

هذا المتملق اللطيف–!

قمت بسحب يده ووضع عبوة الأسنس في يده .

"أشربها، وقبل أن تفعل ذلك ، قم بشرح فئات الأسنس"

"هااه... حسنًا سيدي ، سأفعل ذلك"

قام لياغ بشرح فئات الأسنس لباقي الأفراد ، ولاحظت أن اسلوبه كان يظهر بوضوح كونه الأكثر ثقافة من بينهم .

كنت أستمع بانتباه للشرح .

يُعتبر الأسنس موروثًا قديمًا يمتد إلى عصور غابرة ، فهذه الطاقة السحرية تجمع بين العلم والسحر .

يتحكم الأفراد النادرين في الأسنس بألوانه المتلألئة لتحقيق أهدافهم .

ينقسم الأسنس لعدة فئات مختلفة .

فبعضهم يستخدمها لزيادة قوتهم البدنية والدفاعية ، بينما يستخدم آخرون الأسنس للسيطرة على العناصر وإشعال النيران أو إحداث العواصف .

لياغ قدم تلك المعلومات بإجمال واختصار كبير ، ولكنها كانت كافية لإشاعة تفاعل واهتمام الأطفال .

ولكن هذه القوى ، ليست بتلك البساطة …

"لياغ ، في يدك وسيلة لتغير العالم ."

.

.

.

.

.

.

.

قد كان من المفترض أن يكون الفصل من منظور الشخصية الرئيسية للرواية"لوريان"إيليوت"

ولكن كان من الأفضل أن اتوسع في العالم .

القادم سيكون أفضل ، ثقو بي ~

2023/08/07 · 79 مشاهدة · 1379 كلمة
Toad
نادي الروايات - 2025