"لوريان؟…"

كان صدى اسمي يتردد في الأرجاء ، ذلك الصوت الرقيق والعطوف يلامس قلبي برقّة وحنان …

كم أشتاق إليه؟

"لوريان!…"

كانت نفسي غارقة في بحر من الأحلام ، مستمتعاً بلحظاتي في عالم النوم .

كم أفتقد ذلك الشعور؟

تلاشى الشعور بالشرود والألم الذي يعتري ذهني .

"استيقظ-!"

"لرويان-!!"

"سوف تتأخر-!!!"

الصوت … العطوف أصبح متجذراً في أذني ، ولكن هل تحول ذلك الصوت العذب إلى عاصفة غضب؟

إنه تناقض عجيب ، إن الكلمات صارخة بلهجة مختلفة .

يجب أن أستفيق الآن …

تحركت عضلات جفني ببطء ، شعرت بوخز طفيف في عيني ، لكني تجاهلت ذلك وكرّست تركيزي على الهيئة المتواجد أمامي .

"أمي؟…"

"لماذا؟…أنتِ هنا؟"

قابلتني نظرة أمي بعبوس وغضب ، وهي تحدق بي .

"حسناً ، هل ستظلين عابسة بهذا الشكل؟…"

"لا تشغلين بالك عني؟"

ازداد العبوس بوجه أمي …

"أصمت-!"

"حسنا~"

لقد قمت بأثارة غضبها …

"هل أنتِ غاضبة لأني سأغادر؟"

"بالطبع!…"

"حقاً أمي ، لا تكوني مستاءة ، سأعود للزيارة كثيراً … ولن يكون هناك مشكلة في البقاء على اتصال~"

كنت اتحدث بلهجة حيوية قليلاً ، أيضاً أنا تحدث مع أمي بجدية وصدق ، فأنا لم لا أنوي تجاهل عائلتي ، واثارة قلقهم .

لكن … في ذلك اليوم ، عندما غادرت المنزل وتركت عائلتي خلفي ، انبعث الضيق والألم من داخلي ، نذير شؤم .

في الأربعة سنين حاولت تحسين نفسي ، وتطوير نفسي كشخصٍ مستقل .

لكني فشلت ، وشعرت بالعار حينها ولكوني ضعيف … اضطُررت لهجر عائلتي .

أدرك جيد أنني أصبحت انانياً …

واليوم ، ها أنا هنا …

بعيداً عن عائلتي ، بعيداً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى .

محجوز داخل زنزانة قذرة وباردة ، مظلمة كثيراً ، وتحفز الجنون .

أشعر بالأسف الشديد … أريد أن أتوجه بالأعتذار إلى أفراد عائلتي.

أدرك أنني فشلت كأبن وأني أصبحت ضعيفاً ، حتى غير قادرٍ على مواجهتهم .

كان مصطلح"إمعة"يعبر بدقة عن حالتي .

تماماً مثلما كان ينطبق على إيليوت غوسلين .

يظهر هذا الصبي الصغير في الرواية ، الذي لا يمتلك خبرة بهذه العالم ، يتصرف بجهل وسذاجة .

حتى أصبح هو بالنهاية مجرد لعبة بأيدي الآخرين ، معرضاً للتأثير من قبلهم ، استمرت حياته لستة عشر عاماً ، عام بعد عام تنهار شخصيتة ويفقد هويته وكيانه الأنساني ، حتى أصبح معتوه يتستمع بالملاذات .

معتوهٌ ، كسائرِ الآخرينِ من حولِهِ .

إمعة غوسلين ، صبي غوسلين المدلل ، نقمة غوسلين .

هذه تسميات عديدة اطلقها الناس عليه ، كانت أكثر من مجرد مجموعة من الألقاب ؛ حيث تجاوز أحدهم الحدود ووصفه بابن زنى ، مهيناً شخصيات غوسلين الآخرين دون قصد .

"ذلك الرجل الأحمق ، لا شكّ في ذلك ، لقد مات مباشرةً"

على الرغم من ذلك ، إيليوت غوسلين ، الشاب ذو المظهر المميز و الشعر البلاتيني الأسود ، لم يكن هناك شيءٌ واضح ومفصل عن شخصيته ، وما مرّ به …

خاصةً وأنني لم أمنحه الأهتمام الكافي في تطويره .

‏لم أكتب شيئاً واضحاً وكافياً عن ماضي إيليوت ، لأنّه شخصية جانبية في رواية رديئة .

"سحقاً-!!!"

ذكرتُ تغييره بشكلٍ سخيف في الرواية ، وكتبت أشياءً عشوائية في روايتي عن شخصية "إيليوت غوسلين".

لذلك لم أوضح الحادثة المؤثرة التي تعرض لها إيليوت والتي غيرت مجرى حياته ، حيث تعرض للأختطاف في فترة من حياته ، وأصبح مصاباً نفسياً جسدياً .

إن إيليوت غوسلين في الرواية ، ضريراً في عينه اليسرى ، وفاقداً لبعض أصابع قدمه .

عند ذكرِ ذلك ، شعرتُ بوجودِ فئرانٍ تعبثُ بأمعائي .

إن الحادثة التي فرضت التغيير على إيليوت ، هي هذه التي أمرّ بها.

سيصبحُ إيليوت شريرًا بسبب حادثة الاختطاف . وكل ما قمت به هو كتابة تلك الاحداث بشكل سخيف في روايتي ، الآن تعرضت لخطرٍ غير متوقع بالنسبة لي .

"إيفريدات-!"

تلك شخصية لم يتم ذكرها بأي شكل في الرواية ، حتى حين تم اختطاف إيليوت ، لم يظهر .

كنت أفكر بكيفية تجنب هذا المصير …

أنا أصبحت إيليوت غوسلين الآن ، وفي الحدث المصيري والرئيسي للشخصية .

نظرت نحو قدمي ، كانت أصابع قدمي متيبسةً ، والدماء جافة من على أصابعي ، كان المنظر بشعاً ، كنت أشعر بالألم في جسدي ، و الحرقة على اصابعي .

لن اجعله يتمادى ، ذلك المعتل … قد أخبرني أنه سيقوم بعمل حلاقة لشعري .

كنت قلقاً . لقد وجدت نفسي في أحداث سابقة لم تذكر بالتفصيل ، في روايتي .

داخل جسد إيليوت أعيش هذه الوقائع التي ستحدث إلى إيليوت؟

كيف سأتجنبها؟

كنتُ مضطرباً … كنتُ أفكر كثيرًا، طوال الأيام التي تعرضت فيها للأذى ، لم يخطر على ذهني، فكرةٌ واضحة ،شيءٌ منطقيٌ للهروبِ من هذا المصير ...

هل يجب أن أدرك هذا؟هل يجب أن أقبل بأنني الآن إيليوت غوسلين .

إن إيفريدات ، سيتمادى في أفعاله .

ولن يكون من غير المتوقّعِ أن اتحول إلى إيليوت غوسلين مئة بالمئة .

شريراً ووغداً مثله سأموت مثل موته كخسيس .

"كيف يمكنني النجاة؟"

هذا السؤال يدور في عقلي دون توقف .

حتى الآن ، شعرتُ إنني لو استمريت سأصاب باليأس .

"سحقاً ، فقط لو لم يكن هذا المعتوه النادل المخبول!…"

كنت لا أعلم شيئاً عنه ، عن كيفية جعلي أتواجد هنا … وبالأخص في عالم روايتي ، هل يريدني أن أشعر بنوع من الندم؟

مضحك ، كيف لي أن أفعل شيء كهذا .

أريد العودة فقط ، والأعتذار لعائلتي ، ومحاولة الأستقرار معهم…

فجأة استوقفتني الضوضاء ، ذبذبات كهربائية …

ظهرتْ شاشةٌ تفاعلية على الحائط ، أمامي .

أصبح ذهني ، جافًا من هذه المقاطعة .

كان تصميم الشاشة التفاعلية غريباً .

اللون الأسود ، مشبع داخل التصميم في الشاشة ذات الحواف الرفيعة .

مخطوطة ، محفورة على الشاشة ، مكتوبة ومنقوشة بخط رمادي مميز .

ما قرأته عليها جعلني أغلي من الغضب .

||[السيد لوريان المحترم ، لقد افتتحنا المقهى لأجلك ، فأنت عميلنا العزيز ، نتمنى أن يكون المقهى في حسن ضنك ، لا تنس تقييمك للخدمة … ذلك سوف يجعلنا ممتنين]||

||[النادل المخبول~]||

سرعان ما ظهر أسمه ، شعرتُ برغبة جامحة لأرتكابِ جريمةِ قتل ، سأصلخُك كالكلب ، حين أرآك .

كنت غاضبًا بشدة ، وكيف أن هذا الداعر هو سبب معاناتي الآن …

سحقًا لكل شيء … أصبحت بعيد عن عائلتي ، وأشعر بالكراهية من وجودي بهوية مختلفة عن شخصي .

كان رأسي منخفضاً ، حتى رفعت بصري للأعلى ووجدت إعلانًا آخر…

كانَ محتواه …

||[السيد لوريان المحترم ، تعاني من اليأس ، مؤسف كيف يتحول البلطجي الخسيس إلى إمعة حرفياً … ولكن لا تحزن ، النادل المخبول ، قرر المزايدة عليك ، قائلاً بأنك سوف تبلي بلاءً حسنًا في جلب المتعة لنا .]||

||[السيد لوريانَ المحترم ، إمعة غوسلين ، قرر النادل المخبول مدّ يده للمساعدة ، هل سوف توافق؟]||

||[نعم/لا]||

.

.

.

.

.

.

.

.

.

السلام عليكم … من قرأ لهذا الحد ، رأيك بمستوى الرواية ، لقد عرضت هذا الحد لعدد من الأشخاص وقيمواها 7/10 .

لدي مشكلة في اضافة تفاصيل للأحداث ، مثل المكان والزمان ، تبدو محجوبة على ذهني ، لا اعرف كيفية وصف مكان يوجد فيه شخصية بطريقة واضحة ومبهمة ، ارجوا من شخص ما أن يوضح لي ماذا افعل ، سوف اكون ممتن .

2023/08/15 · 64 مشاهدة · 1132 كلمة
Toad
نادي الروايات - 2025