100 - المدينة المفقودة

الشياطين وطاقات التنانين لا تتوافقان


لطالما كانت التنانين خصوما للشياطين، وخاضت حروبا ضدها، خاصة عند ثورة ملك الشياطين الساقط، فيزيائيا طاقات الشياطين المظلمة غير المستقرة، لا تناسب أجساد التنانين النقية النبيلة، وكذلك طاقات التنانين النقية والمستقرة لا تناسب أجساد الشياطين الهمجية


لذلك عرف الوحش الروحي أن منير ليس شيطانا بمجرد تفاعل طاقة التنين داخله مع تمثال التنين الذهبي الصغير


لكن بطء إدراكه أدى لوفاته بطريقة دراماتيكية


كان هذا أول وحش روحي يقتله من 500 وحش المطلوبة للمستوى الانفجاري


قام منير بجمع جثة الوحش الروحي داخل عصا القصب التابعة سابقا لمعلمه رشيد


كانت تلك العصا تحمل خفايا عديدة، استطاع منير استخدام خاصية واحدة هي الحيز الفراغي الخاص بالعصا، واستطاع معرفة خاصية أخرى لكن لم يستطع استخدامها وهي الانتقال الآني


نظر منير لثانية نحو أنثى وحش ستوتيو تلك، التي ارتعبت لكن لم يفعل لها شيئا


فتح علبة ذهبية، في داخلها كان كتيب صغير، يحمل عنوان "تحول التنين"


قلب منير صفحاته ليأخذ نظرة سطحية عن هذا التحول، لكن لم يستطع حتى معرفة كيفية البدأ بالتدرب عليه


خزن ذلك في حيزه الفراغي، ثم فتح الخريطة المؤدية إلى المدينة المفقودة


كانت الخريطة تشير لقصر ضخم قابع وسط مدينة، وكانت هناك علامات حمراء منتشرة في مواقع عديدة في الخريطة، وكذلك هناك علامات سوداء متشابهة


أول ما على منير فعله، تحديد موقعه الحالي تبعا للخريطة، ثم ثانيا، عليه معرفة الاتجاه الصحيح، وأخيرا عليه السير بحذر وكشف معنى تلك العلامات المنتشرة في المدينة أولا، ثم في القصر ثانيا


كان عليه استرسال الأمور وعدم التسرع، وإلا فإن خطوة خاطئة نحو المجهول قد تؤدي لموته


دائما سيكون المجهول مرعبا، بغض النظر عن حقيقته، ولكن المجهول يعد أكبر خطر على أي شخص، مثله مثل السير في الظلام، حيث لا تعرف ماذا ستدوس أو ماذا أمامك حتى


أول ما فعله منير، هو الخروج من الكهف وإتباع الجرف، فهو الطريق الرئيسي بحسب الخريطة


كان يمشي في الظلام باستخدام سحر الظلام، مهما كانت عدد الوحوش التي يقابلها لم تستطع الكشف عنه


قد لاحظ تواجد أشكال حياة غريبة، مثل حشرات ليس فيها أي حياة لكنها تمشي، وديدان تخرج بعشوائية شديدة من جدران وأرضية الجرف، وحتى بعض الوحوش النارية المحلقة، والسحاب الغريب المتجول هنا وهناك


كان منير قد رأى بعض تلك الوحوش النارية خاصة ذلك النمر الضخم الذي يسير أمامه، قطعا هو سحر النار التابع لزعيم قصر النار لقبيلة السراب، إذا فتلك الحشرات والديدان والسحب كل منها سحر تابع لأحد زعماء القصور


أدرك منير سريعا بفطنته أنهم يبحثون عنه، لحسن الحظ هو يسير مستخدما سحر الظلام حتى الوحوش الوحشية والروحية التي تملك حواسا غريزية وإحساسا بالخطر أعلى، لن تكتشفه ما لم يظهر نفسه


ما لم يفهمه منير، كان زعيم قصر النار يدرك قطعا أنه يستخدم سحر الظلام، وأن هذه الأشكال من السحر لن تفيد أمامه، فلماذا أرسل الجميع سحرهم بالرغم من عدم إفادته؟


أدرك منير شيئا، يجب أن لا تكون خطتهم قد انتهت، بل ما زالت مستمرة وما زال هو طرفا فيها، ولكن من المؤكد أن زعيم قصر النار خائن لقبيلة السراب


لماذا؟ لأنه أخبر الجميع أن منير جاسوس من قبيلة الجلمود، ورغم علم الزعماء بذلك إلا أنهم أرسلوا سحرهم لتتبعه، ماذا يدل هذا؟ يدل على أنهم لا يعرفون أنه يستخدم سحر الظلام، وهذا يقود إلى أن أفراد قبيلة الجلمود ليسوا مميزين باستخدامهم لسحر الظلام كما صور ذلك زعيم قصر النار، إذا كان قد استخدم سحر الظلام كحجة فقط لمحاولة قتل منير، لإسكاته عن إبلاغ الزعيم حول مخططهم نحو قبيلته


ابتسم منير قليلا، لكنه أكمل بهدوء نحو المدينة المفقودة دون أن تتمكن تلك الوحوش السحرية من اكتشافه


ذهب منير لأقرب علامة حمراء موجودة، كانت العلامة على ضواحي المدينة، اقترب بهدوء للمكان، وجد فيها مجموعة من الوحوش السحرية تخيم هناك، ذهب لعلامة حمراء أخرى وجد أيضا وحوشا سحرية، وذهب لعلامة حمراء أخرى وجد هذه المرة قطيعا من الوحوش الوحشية


عرف منير أن تلك العلامات الحمراء تمثل تجمعات الوحوش


ذهب الآن لعلامة سوداء، وجد بئرا، كان عاديا جدا، مبني من الصخور


نظر للبئر في الأسفل كل ما رآه كان ظلاما، أرسل كرة صغيرة من سحر الضوء، لكن سرعان ما اختفت عن ناظريه من عمق البئر


من حسن حظه أن عرض البئر كان صغيرا، يمكنه النزول بالتدريج لو فتح يديه ورجليه متعلقا بجوانب البئر نزولا، وهذا ما فعله


نزل بحذر شديد جدا ولمدة طويلة، كان بين الحين والآخر يرسل كرة سحر ضوء صغيرة، ليعرف عمق البئر ونهايته، وأخيرا وصل لنهاية البئر، التي هي عبارة عن تجمع ماء صغير


كان المكان رطبا، لكن الغريب، كان هناك ممر يؤدي لمكان ما


كان الممر، منظما بالحجارة وليس عشوائيا


مشى منير داخله، اختلط مع الظلام الموجود، ولأنه استخدم سحر الظلام أمكنه الرؤية


سابقا، أثناء دخوله للبئر، اكتشف اكتشافا جديدا بخصوص سحر الظلام


عندما يدمج نفسه مع الظلام، بنيته الفيزيائية تختفي حيث أنه لا يمكنه لمس شيء ولا يمكن لأي شيء لمسه، لهذا لم يستطع النزول اعتمادا على سحر الظلام، لأنه لم يعتد بعد على بنيته غير الفيزيائية المدموجة مع الظلام حتى أنه لا يستطيع النزول بها لعمق لا يعرف مداه، ربما هذا ناجم من عدم إتقانه الفعلي لسحر الظلام


إلا أن مجرد المشي أمر عادي، لذلك أمكنه الآن استخدام سحر الظلام بحرية


في آخر الممر، وجد بابا معدنيا ضخما


حاول بشتى الأساليب أن يفتحه دون أن يتمكن، وفي الأخير استخدم طاقة تنين الظلام، فتمكن من فتحه


أول ما قابله تمثال تنين ضخم أزرق اللون، كان يملك 3 قرون وأظافر ضخمة، كما أنه كانت هناك أشواك على ظهره


تفاجأ منير "تمثال تنين آخر، ما الأمر مع هذا المكان، لماذا تتواجد العديد من التنانين"


أدرك بسرعة ما فاته، كان هذا المكان تحت سيطرة التنانين، كانت مملكتهم، من الطبيعي تواجد العديد منهم


بمجرد ما لمس منير التمثال باستخدام طاقة تنين الظلام، حتى توهج ذلك التمثال وخرج منه تنين أزرق، ودخل مباشرة جسد منير


شعر منير بأن طاقة أخرى تغزو جسده، لكن سرعان ما سيطرة طاقة تنين الظلام على الطاقة الجديدة


بعد برهة من تحمل العذاب، تنهد منير وقال "تنين الماء؟" كانت الطاقة التي دخلت لمنير تنين الماء قطعا، حيث أنه شعر بأن سحر الماء لديه أصبح أنقى حتى أنه شعر أن الفرع الثالث لسحر الماء سحر السحاب قد امتلأ بالطاقة


كان بإمكانه استخدام 3 فروع لسحر الماء الآن: سحر الجليد، سحر الدماء، سحر السحاب، لسوء الحظ ختم الشيخ الشبحي سحر الماء، لا يمكنه كسر الختم إلا إذا وصل الفرع الثالث من سحر الضوء، سحر الشمس


لم يستطع حتى التدرب على السحر الجديد


امتعض منير بشدة، لكنه تقبل الأمر


كانت تلك الغرفة تحوي تمثالا فقط، في تلك الغرفة كانت هناك فتحة في السقف، توجه نحوها منير


فتحها وصعد، وجد نفسه أمام قصر مهيب كتب عليه "قصر الجلمود"


كان يستحق القصر اسمه فعلا، فكل المدينة حوله تحولت لخراب ومجرد أطلال، بينما بقي واقفا


من المنظر حوله، عرف أن معركة كبيرة حدثت هنا، يبدو أن هذا كان مقر قبيلة الجلمود سابقا


يا لها من فرصة، ابتسم منير ابتسامة شديدة، كان يستطيع الآن إلقاء نظرة عن عدوه


كان باب القصر محطما، لذلك دخل مباشرة، بحث في الطابق الأرضي ودخل الغرف فيه، لكن دون جدوى، كل شيء نهب هنا لم تترك حتى الأواني ولا الصور التي كانت معلقة


صعد الدرج شبه الحلزوني، وبحث كل شبر من القصر دون جدوى


استاء منير، قصر بهذا الحجم دون فائدة، يبدو أن من أغاروا على المكان قاموا بأخذ كل شيء


بينما ينزل ممتعضا، انتبه فجأة لباب أسفل الأرض


قام بفتح ذلك الباب ودخل للمخزن السري للقصر


كان أيضا فارغا تماما، لكن في تلك اللحظة خرج التمثال الذهبي الصغير من جسد منير تلقائيا، وومض أمامه


من الأرض تحته صعد عمود يحوي تمثال غريبا يحمل لفيفة


كان التمثال وكأنه حشرة ولكن أعطت هيبة أكبر، كانت عينيها حمراوين ومخالبها الاثنان في كل يد مع أنيابها الطويلة وجسدها المعدني، كانت هيبة لا تصدق لحشرة، لكنها كانت مجرد تمثال


أخذ منير اللفيفة التي تحملها التي كتب عليها "أسرار التحول"

2018/07/08 · 955 مشاهدة · 1219 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024