101 - تحول التنين الكامل

عندما فتح اللفيفة، خرجت منها كل تلك الحروف الغريبة ودخل التمثال الذهبي، هذا الأخير دخل مباشرة عقل منير


جدير بالذكر أن قاعدة التمثال الذهبي كانت عبارة عن علبة ذهبية تحمل كتيب "تحول التنين"


في عقل منير ظهرت كتابة بالأحمر "تحول التنين الكامل"


صفحات الكتيب السابق أصبحت بلغة مفهومة وباستطاعة منير أن يقلبها في عقله كيفما يشاء


من الكتيب عرف منير أن تحول التنين الكامل يحوي 300 مستوى يعتمد كليا على امتصاص طاقات الكائنات الحية حتى يرتقي عبر المستويات، كما أنه عندما يعبر مجموعة من المستويات سيأخذ ميزة خاصة لها علاقة بتحول التنين


بالنظر إلى توفر طاقتي التنين الأسود وتنين الماء داخل منير، ارتقى مباشرة للمستوى العشرين، أين حصل على ميزتين: روح التنين، وهالة التابعين


كانت روح التنين توفر دفاعا عقليا متينا، وفي نفس الوقت إرهابا عميقا للخصم، كما أن لها بعض الخاصيات الأخرى


أما هالة التابعين، فهي أن يعترف به أنه في هرم السلسلة الغذائية بين الوحوش، وبالتالي يتابعونه ويأتمرون لأمره


طبعا لا يعني هذا أنه أصبح منيعا ضد كل الوحوش، وكلهم سيصبحون أتباعه، ولكن هذا يعتمد على مدى قوة منير، الوحوش الأضعف منه فقط سيتابعونه، وعلى حسب طاقاته تكون أعدادها والوقت اللازم لإتباعه


أكثر تغيير طرأ عند وصوله إلى المستوى العشرين، هو أن جسده وطاقته أصبحت عميقتان، جسده أصبح أكثر صلابة، بينما توسع مدى تخزين الطاقة كما أنها أصبحت أنقى بكثير من السابق


حتى السحر أصبح أنقى، جذور السحر توسعت وكذلك الفروع


كان تغييرا جوهريا تماما لمنير


في الواقع، كان يظن منير أنه سيتحول لتنين فعلا، أو أن على الأقل ستظهر مخالب تنين، أو ذيله، أو قرونه أو حتى حراشفه، لكن كان هذا بعيد المنال بأشواط كبيرة


كل ما تغير الآن هو جسده الطبيعي، كما أنه اكتسب ميزتان جديدتان


أصيب منير بالنشوة والحماس جراء هذا التغير


استدعى فورا روح التنين، لقد تغيرت هالته طبيعيا وأصبحت هالة تنين، كما أن روح التنين شفافة للغاية، حاليا، كانت روح التنين صغيرة بحجم يده، لكن أعطت ضغطا كبيرا، كان منير يأمرها فتحلق في اتجاهات مختلفة، كان يريد معرفة أقصى بعد يستطيع استخدامها فيه


بالصدفة عندما أغلق منير عينيه، اكتشف أنه يستطيع الرؤية من خلال روح التنين تلك لمسافات بعيدة، إلا أن جسده سيقع في خطر الهجوم المفاجيء عليه، إذ أن كل حواسه تغلق وتنقل إلى روح التنين


بعد مسافة كبيرة، لم يستطع منير المواصلة في التحكم في روح التنين، لذلك استدعاها عائدة إليه، رغم ذلك دهش فعلا من المسافة الكبيرة التي تستطيع الوصول لها


أمرها منير مرة أخرى، فاخترقت جدران القصر تماما كالشبح، ثم أمرها فحلقت عاليا جدا، حتى أنها خرجت من الجرف، بعد مسافة معينة قصوى، أرجعها منير، عرف أيضا أن مسافة التحليق في الأعلى هي نفسها المسافة في الأمام، مسافة كبيرة حقا


خرج منير من القصر، وتوجه نحو أحد تجمعات الوحوش الوحشية، كان هناك مجموعة من الماعز المظلم، كانوا وحوشا جبانة تماما مثل وحوش ستوتيو، لكن ما يميزهم أنهم يستطيعون الطيران بفضل جناحان سوداوان في أعلى الظهر، كما أنهم يتميزون بقدرة شفاء عالية، وذيولهم كانت تستطيع ركوب الرياح، هذا ما يزيد من سرعتهم أثناء الطيران، بالمختصر كانت وحوشا معدة للهروب السريع، عندما يتعرضون للهجوم، لا يدافعون وإنما يهربون، حتى لو سقط أحدهم لا يدافعون عنه، ولكن يهربون فقط


تقدم منير بحذر، أخرج روحه، مع إخفاء هالته، ثم أمرها بالتوجه نحو أحد الماعز المظلم، الذي كان لوحده نوعا ما، لكنه قريب من القطيع، تلك الروح لم تهاجمه وقطعته، ولكن دخلت فيه، وقامت بامتصاص كل حيويته، كان يبدو وكأنه جف فجأة، حتى أن باقي القطيع، نظروا له بحيرة، لكن لم يهربوا، لم يعتبروا هذا هجوما، بالأحرى لم يكتشفوا أن هذا هجوم


حتى منير دهش من طريقة الهجوم هذه، إذ أنها تجاوزت خياله، فالروح كانت سريعة للغاية، كما أنها تخطت كل حواس الماعز المظلم، وطريقة هجومها بدت وكأن الضحية قد انخفضت حيويته فجأة، ساقطا أرضا كالغصن القديم


استدعى منير روحه مرة أخرى إليه، كانت تبدو شفافة كما السابق، بدا وكأنه لم يطرأ عليها أي تغيير، لكن كان منير يؤمن أن تلك الحيوية الممتصة دخلت روح التنين، لكن كانت قليلة فقط، لذا لم يطرأ أي تغيير


أخفى روحه، ثم استدعى هالة التابعين، تغيرت هالته، تضخمت وأصبحت كالقفص الذي أطبق على قطيع الماعز المظلم المتواجد أمامه، حاول القطيع الهرب دون جدوى، ثم ازداد الضغط عليهم فجأة، حتى ركعوا جميعا، تقدم منير بحذر شديد نحوهم، أمرهم بالوقوف في خطين متوازيين، ففعلوا


سعد منير لتمكنه من السيطرة على هذا القطيع، عندما تقدم وعاينهم، لاحظ أن هناك رمز تنين صغير جدا في أعينهم، قرر منير الابتعاد قليلا وألغى هالة التابعين، لدهشته سيطرته ما زالت فعالة على القطيع، ما لم يلغي شخصيا السيطرة لن تستطيع عصيان أوامره، كانت سيطرة فعالة للغاية، كانوا أشبه بالعبيد منهم للتابعين


سعد منير كثيرا بهذا الإنجاز


أخرج روح التنين مرة أخرى، أراد مقارنة سرعتها بسرعة الماعز المظلم، أمر أحد الماعز مع روح التنين للوصل لمكان معين، بعدها أمرهما بالقدوم إليه بأقصى سرعة لديهما، لدهشته، اختفت روح التنين وظهرت أمامه بسرعة خاطفة، بينما وصل الماعز المظلم إليه بعد ثواني


دهش منير حقا من هذا، لم يعرف أكانت السرعة كبيرة، أم استخدمت الروح الانتقال الآني، عينيه لم تلحظا الفرق


بعد مدة، فكر قليلا، ماذا عن الوحوش الروحية، أيمكنني السيطرة عليها؟


في نفس الوقت كان زعيم قصر النار في قصره، بدا غاضبا بشدة


"تبا، أين ذلك الغبي، منذ سقوطه في جرف الموت لم أجد له أثرا رغم كل محاولاتي، هناك احتمال أنه مات هناك وأن الوحوش أكلت جثته، لكن هناك شيء يقلقني حياله، أشعر أنه ما لم أتأكد من موته، فسيكون إزعاجا كبيرا في وقت لاحق"


رغم كل محاولات الزعماء لم يجدوا أثرا لمنير، لذلك استسلم أغلبهم معتقدين أنهم قد مات، لكن هذا الأمر لا ينطبق على زعيم قصر النار، فقد كان حذرا طوال حياته


بينما هو يفكر، إذ جاءه أحد قادته مذعورا يخبره "سيدي الزعيم، الجزء الذي نحميه من الضباب العائم الخط الدفاعي الأول لقبيلتنا قد تم اختراقه من مجموعة من الشخصيات المجهولة"


بمجرد ما أكمل كلامه، كرة نارية عملاقة اتجهت نحوه، جعلته رمادا على الفور


تغير مزاج زعيم قصر النار فابتسم "لقد حان الوقت أخيرا"


فجأة أرسل رسالة بالتخاطر لشخص ما "فلتقم بالاستعدادات حالا"


في نفس الوقت وصلت نفس رسالة الاختراق لباقي القصور الـ 12، الذين أرسلوا مباشرة الرسالة لزعيم القبيلة، الذي بدوره أرسل رسالة لهم "فعلوا جميعا مصفوفة الأبعاد"


كانت مصفوفة الأبعاد، تخلق أوهاما غير نهائية، بمجرد ما يسقط الخصم فيها، حتى لو كسر الحلم سيستبدل بحلم آخر، حتى يستنفذ قوته وبالتالي يقبضون عليه أو يقتلونه


لكن مصفوفة الأبعاد، كانت تحتاج لـ 13 شخص من مستوى روحي حتى يتم تفعيلها، ولهذا هي منوطة بقادة القصور الـ 13 مع احتساب قصر النار


وصلت رسالة أخرى من الزعيم "أيها الزعماء، فلتأمروا القادة باستدعاء العمالقة المحاربين، فليكونوا في أرض الأحلام حتى يقيسوا قوة العدو، لكن قبل ذلك استدعوا سراب الأشباح وفعلوه في القلاع الخارجية، لنرى كفاءة الأعداء"


كانت في الواقع خطة ذكية، فبمجرد تجاوز الأعداء الضباب العائم، سيواجهون القلاع أين سيوجد سراب الأشباح، إذا تمكنوا من تجاوزه ودخلوا أرض الأحلام، فسيواجهون العمالقة المحاربين، وإذا هزموهم وفتحوا الباب الأرضي، فستفعل الفخاخ في الممر، ولو تجاوزوهم، فهناك العديد من البوابات التي تؤدي إلى أرض القبيلة، لكن يتم التحكم بتدفق المسار من قبل شيوخ القبيلة، في العادة التدفق يكون ثابتا، لكن في حالات الطواريء يمكنهم تغيير التدفق لأماكن مميتة أخرى، وإذا نجحوا بمعجزة ما من تجاوز البوابات فسيدخلون مصفوفة الأبعاد، أين سيعلقون للأبد


كان زعيم قبيلة السراب يقصد تقليل قوة الأعداء ومنع أي احتمالات مفاجئة وإمساك الأقوى فقط الذي سيتجاوز خطوط الدفاع هذه


لهذا بقيت قبيلة السراب في القمة، ليس من السهل أبدا إسقاطها وكل تلك الدفاعات متواجدة


كانت قبيلة السراب منيعة تماما ضد أي هجوم، مهما بلغ قوة الخصم


فحتى لو وصل إلى أراضيها، فكل ما سيجده سلالم تؤدي لأماكن مختلفة، في الأخير قصر ضخم لو دخلوه، فسيتفعل دفاع آخر، فقط بالدخول للبوابة الرسمية الموجودة في القصر الضخم سيتمكنون من الدخول مباشرة لأراضي القبيلة


كان دفاعا متكونا من عدة طبقات، كل طبقة أصعب من الأخرى


يمكن القول أن زعيم قبيلة السراب كان شخصا ذكيا بالفعل، لأنه بنى حصنا لا مثيل له يقهر أي قوى


لكن ما لم يتوقعه، الخيانة، ومن أعلى المراتب


إن الخيانة سم مرير قاتل، قد يدمر كل ما بني في سنوات في لحظة، لكن إن لم تقتلك الخيانة فستجعلك أقوى، وإن حطمتك بعد عدم النجاح في قتلك، فاعلم أنك ضعيف من البداية


تلك الخيانة، الكابوس المرعب الذي لم يتوقعه زعيم قبيلة السراب

2018/07/09 · 932 مشاهدة · 1305 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024