تلك الأنثى دخلت في متاهة من الأنفاق المحفورة من طرف وحوش ستوتيو ومرت خلال ذلك بالعديد من الأعشاش الفرعية، لكن منير لم يملك الوقت لسرقة ما تحويه تلك الأعشاش، كان يحاول فقط إشباع فضوله اتجاه تلك الأنثى لذلك راقبها، في الأخير وقفت أمام صخرة كبيرة، مدت يدها اليمنى وخرج منها ضوء ما، فجأة تحركت تلك الصخرة نحو اليسار لتفسح المجال للدخول نحو غرفة سرية، كانت تلك غرفة الملك
طبعا منير المتابع لها من الوراء دهش من ذلك، لم يعلم إطلاقا أن وحوش ستوتيو يمكنهم صنع غرفة سرية ووضع طريقة دخول فريدة عليها
نظرت تلك الأنثى في كل الاتجاهات، قبل أن تدخل أخيرا حيث تبعها منير من الظلال خطوة بخطوة
كانت الغرفة السرية أو غرفة الملك، واسعة نسبيا، وكانت كل أنواع الجواهر والأسلحة حتى بعض الأدوية والجرعات الغريبة والمخطوطات الذهبية منتشرة في كل مكان
كان في آخر الغرفة كرسي أحمر مزين بالذهب والجواهر، من الواضح أنه كرسي الملك
ولدهشة منير، جلست تلك الأنثى على الكرسي بأريحية، هذا قاده إلى استنتاج أن من يحكم هذه المجموعة من وحوش ستوتيو ملكة وليس ملك على غير العادة، وهذا أمر غريب جدا
لم تمضي إلا برهة من الوقت، حتى حدث شيء أغرب، خرجت كرة مضيئة صغيرة من جسد تلك الأنثى، بدت تماما مثل تلك الكرة المضيئة التي رآها سابقا، ولكن هذه أصغر
حلقت الكرة المضيئة بجانب الأنثى، لكن تلك الأنثى بدا عليها الرعب والخوف الشديدين
فجأة ودون سابق إنذار تكلمت تلك الكرة بصوت طفولي "لا حاجة للخوف مني، أنا فقط اختبأت في جسدك، وقد جعلتك الملكة بعد قتل الملك السابق، وجعلت مستعمرتك أقوى، يجب أن تكوني مليئة بالفخر أنك تلقيت المساعدة من وحش روحي مثلي"
سقطت الأنثى من على الكرسي مرتعبة وجسدها كله يرتعش
نظر الوحش الروحي لها قائلا "في الحقيقية، لو لم أكن ملاحقا لما اضطررت لأن آخذ جسدك، ولكن بما أنه تحتم علي فعلها، فيجب أن أستمتع بهذا الوقت، صحيح أنكم وحوش قمامة أدنى مرتبة ولا يحق لكم التواجد في هذه الحياة إطلاقا، لكن ما زال التلاعب بكم أمرا مثيرا وممتعا ها هاهاها"
بعدها توقفه عن الضحك، عم الصمت المكان، لكن تلك الأنثى لم تتوقع عن الارتعاش
"بالتفكير في أن يجرؤ أحدهم على سرقة ممتلكاتي، فلن أدخر حياته بسهولة كائنا من كان"
شعر الوحش الروحي بهالة مظلمة موجودة في المكان، أطلق موجة ضوئية قائلا "من هناك"
من الظلام، خرج شكل أسود مغطى بالسواد، حتى أن له قرنان سوداوان
بالنظر لذلك الشكل ارتعب الوحش الروحي قائلا "شيطان؟ ألم تنقرض الشياطين؟ هناك شيطان فعلا أمامي ! "
قال ذلك الشكل "يبدو أنك استطعت استفزازي، بما أنك لن تدخر حياتي بسهولة فأريد أن أرى كيف تنوي أن تأخذها"
ارتعب ذلك الوحش الروحي حتى أن شدة إضاءته قلت، لسنا في حاجة إلى أن نذكر مدى رعب أنثى ستوتيو تلك
قال الوحش الروحي مرعوبا "سعادتك، لم أكن أعلم أنك من أخذ الكنوز، إذا فلتعتبرهم هدية لك مني، وإذا أردت أكثر يمكنني إعطاؤك المزيد"
بدا ذلك الشيطان وكأنه يفكر قائلا "اممممم، أريد كل ما هو هنا"
رغم عبوس الوحش الروحي إلا أنه قال "بالطبع، بالطبع سعادتك، فلتأخذ ما تريد، جنب حياتي الفقيرة هذه واعفو عن زلة لساني جراء جهلي"
لم يتردد ذلك الشيطان لثانية، واختفى بين الظلام، في أقل من 5 ثواني، تم إفراغ تلك الغرفة، حتى الكرسي تم أخذه
ظهر الشيطان فجأة بجانب الوحش الروحي قائلا "غفرت حياتك، لكن أن أعفو عنك تماما تحتاج لتقديم شيء آخر"
قال الوحش الروحي مرتعبا "ما الذي يريده سعادتك، سأفعل ما بوسعي لإعطائك ذلك"
قال الشيطان "حسنا فلتخبرني حول الوحوش الوحشية والوحوش الروحية المتواجدة هنا"
" هناك 120 نوع من الوحوش الوحشية هنا، تتراوح تصنيفاتهم من الأدنى للأعلى، المراتب القصوى والسامية والحكيمة لا توجد في جرف الموت، كما أن هناك 3 أصناف من الوحوش الروحية وهي سيدة هذا المكان، في كل صنف هناك ما يقارب الـ 70 فرد في المتوسط، رغم أننا كلنا من الرتب الأدنى، لكن الوحوش الروحية الأدني أقوى من الوحوش الوحشية الأعلى، ليس بسبب القوة الجسدية ولكن بسبب الطبيعة الجسدية، فلا يمكن للهجمات العادية لمسنا، حتى لو كان الوحش في المرتبة الأعلى لا يمكنه لمسنا بقوته الجسدية مهما بلغت، بينما يمكن لبعضنا السيطرة على أجساد الوحوش الوحشية الأعلى"
قال الشيطان "كما أعرف أن رتب الوحوش الوحشية تنقسم إلى الرتب: الأدنى، الأوسط، الأعلى، الأقصى، الأسمى، الأحكم، وكل رتبة من هذه تحوي 10 مستويات، الرتبة الأقصى هي من تفتح باب السحر للوحوش، ولكن أهي نفسها رتب الوحوش الروحية، وبما تتميزون"
ابتسم الوحش الروحي متفاخرا "أرجو من سعادتك أن لا تقارنا بقطع القمامة تلك، نحن الوحوش الروحية نتشابه نسبيا في الرتب لكن هناك اختلافات جذرية، فرتبنا هي: الأدنى، الأوسط، الأعلى فقط، بما أننا نتميز بالحكمة واستخدام السحر منذ نحن في الرتبة الأدنى، فرتبتنا الأدنى تقارن بالرتبة الأقصى، والأوسط بالأسمى، والأعلى بالأحكم، نحن مولودون بميزة جسدنا التي تجعلنا أقوى من أي وحش وحشي طبيعي، أو ذو موهبة متوسطة"
"لكن في الحقيقة نحن لا نقارن أبدا بالوحوش المقدسة، إطلاقا لا نقارن بهم"
قال الشيطان متفاجئا "أيمكنك الشرح حولهم؟"
"بالرغم من أني لا أعلم الكثير عنهم، ولكن الوحوش المقدسة لا تملك رتبا، ولكن قوتها تكون على حسب السن وطبيعة الدماء التي تجري في عروقها، يمكن لوليد حديث فقس من بيضته لتوه، أن يأكل بسهولة وحش روحي أدنى، كما يمكنه اللعب قتالا مع وحش روحي أوسط، ويمكنه تحمل هجوم واحد من وحش روحي أعلى، كما يستحيل علينا السيطرة على أجسادهم، فطاقتهم الروحية موهوبة من السماء، ستتفتت أرواحنا بمجرد الدخول إلى جسد وحش مقدس"
قال الشيطان "لقد سمعت أن هناك أنواعا أخرى من الوحوش مثل وحوش الجحيم، والوحوش السماوية"
قال الوحش الروحي "تلك محض أساطير فلم يسبق لنا مقابلة أي أحد منهم، إن الأساطير تتحدث حتى عن أصناف أخرى مثل الوحوش القديمة والوحوش الخالدة، وهم في قمة الهرم الغذائي، لكن في الواقع هم غير موجودون أبدا محض خيال"
ابتسم الشيطان قائلا "إذا أنت من أي صنف من الوحوش الروحية؟"
تفاجأ ذلك الوحش الروحي قائلا "ألا يعلم سعادتك فعلا؟ أنا من الصنف الأزرق، هذا يعني أني من المستوى الأول، لكني قوي كفاية لأن أهزم أغلب الوحوش الوحشية هنا"
قال الشيطان "إذا كنت قويا كما تدعي، فلماذا سيطرة على أدنى أصناف الحياة هؤلاء، هم مجرد قمامة"
تحرج الوحش الروحي، لكنه قال أخيرا "في الواقع، لقد سرقت كنزا من زعيم صنفنا، لذلك تمت ملاحقتي، وظهرت أمامي هذه الأنثى، فقمت بالاختباء داخل جسدها، فقد كانت هي الخيار الوحيد والأفضل"
قال الشيطان "فعلا هي الخيار الأفضل، من المستحيل أن يتوقع أفراد صنفك أن تختبيء بداخل قمامة، فهم لا يعيرون وزنا لهذه الأنواع التي هي عار على الحياة، إذا ما هو الكنز الذي سرقته؟"
تردد ذلك الوحش الروحي "اعذرني لا أستطيع أن أقول لسعادتك"
هالة ظلامية غلفت ذلك الوحش الروحي، قال الشيطان "لا تختبر صبري" ارتعب الوحش الروحي وفي الأخير قال " لقد كان كنز يدعى "تحول التنين" لقد وجدناه في المدينة المفقودة داخل جرف الموت"
توسعت عينا الشيطان قائلا "تحول التنين؟ المدينة المفقودة؟"
"فلتدلني حالا على موقعها"
قال الوحش الروحي "لا ينبغي أن تذهب سعادتك، فالمدينة المفقودة مكسية برائحة الموت، من يدخلها هناك احتمال 90 % أن يموت"
ضحك الشيطان ضحكة شريرة وقال "أنت لطيف للغاية أن تخاف علي، لكن لا عليك، فلتدلني على مكانها الآن وإلا تراجعت عن العفو عن حياتك"
تجهم الوحش الروحي قائلا "لو أعطيتك خريطة المدينة التي سرقتها رفقة "تحول التنين" فهل ستدعني أرحل"
قال الشيطان "حسنا سأدعك ترحل لو فعلت ذلك"
أخرج الوحش الروحي الخريطة وأعطاها للشيطان قائلا "خذها، الآن سأرحل"
أخذ الشيطان الخريطة، ابتسم بمكر وقال "انتظر"
توقف الوحش الروحي وقال "ماذا يريد سعادتك؟"
قال الشيطان "سلمني "تحول التنين""
تغير وجه الوحش الروحي قائلا "ماذا، ما الذي قلته؟ ! "
أعاد الشيطان قوله "سلمني 'تحول التنين'، أو فلتمت الآن"
ارتعد جسد الوحش الروحي قائلا في نفسه "حقا لا ينبغي الثقة في الشياطين" مع ذلك، سرعان ما أخرج تمثالا ذهبيا لتنين
بمجرد ما خرج التمثال، حتى ظهرت طاقة تنين قوية من الشيطان، وحلق التمثال لوحده مندمجا في جسد الشيطان
اندهش الوحش الروحي، لكنه أدرك أخيرا "أأنت حقا شيطان؟ ! "
لكن دهشته لم تدم طويلا حتى أتاه سهم ضوئي اخترقه مباشرة
نظر لذلك الشيطان وهو يلفظ أنفاسه، حيث قال له الشيطان "هل عرفت ذلك الآن فقط؟"
انقشع ذلك الظلام حول الشيطان واختفى القرنان الظلاميان، لقد كان حقا منير
في نفس الوقت مات الوحش الروحي، جراء غبائه وعدم التحقيق بسرعة إن كان هذا حقا شيطان أو مجرد سحر ظلام، مات بسبب خوفه الغريزي من الشياطين