بعدما شفيت جراح منير وإصاباته، بقي في الكهف مخفيا هالته وطاقته، لقد ظل يفكر في إيجاد مخرج من هذه الفوضى


هو لم يحقق هدفه بتحذير قبيلة السراب من هجوم محتمل في 4 أيام، بدلا من ذلك وقع في فخ

مهما حاول منير معرفة العقل المدبر لم يستطع لذلك وضع الأمر جانبا مؤقتا


لكي ينهي اللعبة عليه إسقاط كل قطع الشطرنج حتى يحاصر الملك، وبهذا سيعرف العقل المدبر، لكن المشكلة تكمن هو لم يعرف عدد قطع الشطرنج التي حول الملك ولا مدى قوتها


لذلك قرر أن أنسب حل إما أن ينصب فخا بدوره أو البقاء متخفيا ينتظر الفرصة المناسبة للهجوم


في الخارج بحث زعيم قصر النار بجنون عن منير، كان يستطيع تتبع هالته، لكن يبدو وكأنها اختفت


وقف فجأة على الجرف بتعبير بشع قائلا "هل يعقل أنه دخل جرف الموت؟ سينتهي أمره بالتأكيد، فلم يسبق لأحد أن خرج حيا منه"


لقد تردد كثيرا في قرار دخوله أم مغادرته، فبعد كل شيء ليس من الصواب الاعتماد على الاحتمالات فقط في قضية موت وحياة، لو مات هنا، ستنتهي المشاكل، لكن لو بقي حيا فتلك قصة أخرى


صر على أسنانه، ثم أخرج لفيفة ما، فتحها وقام بتشكيل رمز ما بيده، فجأة خرج شعاع ضوء منها نحو السماء، كان هذا أمر استدعاء


لم تمضي إلا فترة قصيرة من الوقت، حتى حضر زعماء جميع القلاع الـ12 إلى هنا


قال زعيم قصر الغابة "ما الذي يريده الناري منا بطلبه الاجتماع هنا"


ابتسم زعيم قصر النار قائلا " أخي الغابي ذلك الجاسوس دخل إلى جرف الموت، لذلك أردت أن نوحد قوتنا ونتبعه لنتأكد من موته، فكما يعلم جميعنا، الدخول هنا خطر جدا حتى علينا"


قال زعيم قصر الرعد "الناري حذر جدا، لكن لماذا نحن بحاجة إلى الدخول في مكان مميت، ألا يعني هذا أن ذلك الجاسوس قد مات فعلا"


قال زعيم قصر النار "ليس من الحكمة الاعتماد على الحظ، فماذا لو نجى، كيف سنقابل الزعيم مرة أخرى؟"


تغير تعبير الجميع


فجأة قال زعيم قصر الغابة "لسنا بحاجة للدخول والبحث عشوائيا، فلنستخدم مهاراتنا فقط ونفحص المكان، لو وجدناه سنذهب مباشرة نحوه متجنبين المخاطر"


قال زعيم قصر النار "نحن لا نضمن أن تبقى مهاراتنا فعالة ولا تتحطم جراء المخاطر الخفية هناك، الدخول شخصيا يجعلنا أكثر ثقة"


مع ذلك يبدو وكأنه لم يصغي إليه أحد، لذلك امتعض بشدة


قام زعيم قصر الغابة باستدعاء حشرات صغيرة، ثم أراهم صورة منير وطلب منهم إيجاده

قام زعيم قصر الماء بنشر قطرات صغيرة في مكان الجرف، ثم جلس القرفصاء في المكان مركزا نحو أقل تغيير


قام زعيم قصر السحاب باستدعاء سحب مختلفة الأحجام وفرقهم فوق الجرف


قام زعيم قصر الأرض باستدعاء دود صغير وفعل نفس ما فعله زعيم قصر الغابة... كلهم فعل تقنياته لإيجاد منير، كان هذا أكثر أمنا بكثير من الدخول بأنفسهم بعشوائية لجرف الموت


حتى أن زعيم قصر النار في الأخير استدعى حيوانات نارية مختلفة وفرقهم داخل الجرف


في داخل أحد الكهوف، بدأ منير في استكشاف الكهف


لقد كان الكهف مائلا باستمرار نحو أعماق الأرض، كان الجدران والأرضية والسقف حجرية وعادية لا شيء مميز


عندما وصل لنهاية الكهف وجد جثة وحش عملاق، يبدو أنها بدأت تتعفن، كما أنها قتلت على يد وحوش أخرى


شعر منير بحركة ما، ألغى تفعيل سحر الضوء الذي استخدمه لينير المكان، ثم اندمج مع الظلام باستخدام سحر الظلام


كانت هناك مداخل عديدة لنفس المساحة المتواجد فيها منير، من أحد المداخل أتت وحوش خضراء صغيرة الحجم لكن عضلية الشكل كان لديها عين واحدة فقط


عندما رآها منير تمتم في نفسه "وحوش ستوتيو؟ ! ما الذي تفعله هنا، هل يعقل أن هناك مستعمرة قريبة لهم هنا"


كانت الوحوش تقتطع أجزاء من اللحم من الجثة وتأخذها نحو مكان ما


وحوش ستوتيو كانت وحوش متطفلة، هي وحوش تقتات على الجثث ونادرا ما تهاجم بنفسها، هي حميمية جدا فيما بينها، وتدافع باستماتة على مستعمراتها، قوتها لا تكمن في أفرادها، بل بأعدادها المهولة التي تتواجد على شكل مستعمرات


بعد مدة شعرت تلك الوحوش فجأة بالخوف، فهربت حاملة معها بعض اللحم


حلقت كرة مضيئة نحو مكان الجثة، بدا وكأن الكرة المضيئة تنظر في اتجاهات مختلفة، ثم رحلت عن المكان باستخدام مدخل آخر


كان منير محتارا، فقط ما هي تلك الكرة المضيئة؟ ولماذا كانت وحوش ستوتيو خائفة منها؟


من حسن حظه أن اندماجه مع الظلام بسحر الظلام كان مثاليا، حتى تلك الكرة المضيئة لم تشعر به


بقي منير مختبئا في الظلال لفترة أطول، خلال تلك الفترة كان يأتي المزيد من وحوش ستوتيو لاقتطاع مزيد من اللحم وأخذه، أدرك منير أن هناك مستعمرة لهم هنا، نظرا لأعدادهم الكبيرة


كانت وحوش ستوتيو جبانة بطبعهم، لكن ما إن تدخل إلى حدود مستعمرتهم، حتى يتحول ذلك الجبن لتهور حقيقي، حيث أنه سيموت الآلاف منهم فقط لطرد الدخيل أو قتله إذا استطاعوا ذلك، لكن من جهة أخرى تكاثرهم سريع جدا، حيث تكون الأنثى وردية في الغالب، وعندما تكون جاهزة لعملية التكاثر تتحول للأحمر، وتضع بيضا يتراوح بين 10000 بيضة إلى 100000 بيضة، وتتكاثر 6 مرات في العام، لكن عندما تفقس تلك البيوض يبدأ قتال ملحمي بين المولودين حديثا لتحديد الأقوى وقائد ذلك الجيل، يموت خلاله الكثيرون، فيأكل الأقوى الأضعف حتى يكبر حجما، عندما يصلون لعمر 6 أشهر يتوقف القتال، لكن لا يبقى سوى ما يقارب 40 % من المولودين أحياء، بعدها تتغير طبيعتها من وحشية إلى مسالمة، كان هذا التغيير نابع من جيناتهم ولا يستطيعون التحكم فيه، فهو نابع من ضرورة الحفاظ على استمرارية النسل والبقاء


في الغالب تتجمع مستعمرة وحوش ستوتيو على كنوز ما، فهم يحبون الأشياء اللامعة، كما أنهم معتادين على سرقة الكنوز وبيوض الوحوش، وإعادتها للعش الرئيسي للمستعمرة


كل تلك المعلومات كانت بفضل مكتبة القلعة البيضاء


بعد مدة من المراقبة المطولة، قرر منير التحرك، لمعت عيناه بينما يفكر في كمية الكنوز التي جمعتها وحوش ستوتيو هذه على مر السنين


باستخدام سحر الظلام، يستطيع التسلل إلى العش، وسرقة الكنوز دون قتال حتى


ولكن هل سيكون الأمر حقا بهذه السهولة؟


اختفى منير بين ظلال الكهف بسهولة وتقدم بثبات وببطء نحو المستعمرة


كلما تقدم أكثر ازدادت أعداد وحوش ستوتيو، حتى أنه بدأت رتب أخرى منها بالظهور


رتب وحوش ستوتيو تبدأ من الأقل إلى الأعلى: المستكشفين، الحماة، الملك


كانت أعداد المستكشفين أعلى بكثير إلا أنهم يستخدمون جسدهم المجرد، بينما كان الحماة نخبة المحاربين ويمكنهم استخدام الأسلحة، والملك كان أقواهم حيث أنه بتميز باستخدام سحر واحد فقط


عند اقترابه، وجد مقرا فرعيا يحميه 20 حامي ملتفين حول العش الصغير المملوء بالجواهر الذهبية وبعض الأسلحة وكذا بعض البيض، كانوا كلهم يحملون الرماح وسيف على خصرهم، صحيح أن الأدوات صغيرة لكن الحدة عالية


طبعا، تبعا لحجمهم هم يقبعون أسفل السلسلة الغذائية بالرغم من تمكنهم من استخدام الأسلحة وحتى السحر بالنسبة للملك


كان منير حذرا، فالمشكلة لا تكمن في قتلهم، بل في أن رائحة الدماء قد تجلب وحوشا أكثر، لذلك كان من الحكمة عدم قتلهم إلا إذا اضطر لذلك


أخفى نفسه جيدا في الظلال، انتظر بصبر لإيجاد فرصة لدخول العش، حتى تراءت له الفرصة، انتهزها بسرعة كبيرة، وأخذ كل الأشياء إلى إل حيزه الفضائي


عندما شعر الحماة بشيء غريب، التفوا وراءهم، ليجدوا العش فارغا، حتى البيض أخذه منير


اهتاج الحماة وتفرقوا في كل مكان باحثين عن المجرم، بينما بقي منير في الظلال أعلى الكهف ينظر لهم بهدوء


لم تمضي إلا فترة قصيرة، حتى أتى أحد وحوش ستوتيو، بالأحرى كانت أنثى، وكانت تفوقهم في الحجم ضعفين، عندما رأت ما حدث للعش، أطلقت صرخة ارتعب منها كل وحوش ستوتيو الآخرين


في الحال تقدم الحماة العشرين نحوها، وسجدوا أمامها مرتعبين، تحدثوا فيما بينهم بلغتهم، لكن كان من الواضح أنها غاضبة، حتى أنها استلت سيف أحدهم، وقامت بقطع رؤوس الـ 20 حام


هذا أدهش منير، على حسب ما قرأ، كانت وحوش ستوتيو مجتمعا ذكريا، يعني تتحكم فيه الذكور، لكن كيف لأنثى أن تقطع رؤوس الحماة؟ هذا ليس طبيعيا !


شعر منير بالإثارة متمتما "هذا مثير حقا"


استطاعت الأنثى تهدأت غضبها قليلا، مع ذلك لم يختفي بالكامل، استدارت وذهبت لاتجاه ما، حيث تبعها منير

2018/07/06 · 911 مشاهدة · 1222 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024