أخذ المعلم منير و ذهب به إلى غرفته
دخلا غرفة المعلم رشيد
كانت الغرفة مليئة بأنواع الكتب و كأنها مكتبة مصغرة ، فوق السرير سيفين على شكل متقاطع و درع أزرق يغطيهما ، رسم على هذا السيف علامة أسد صفراء و أحيط محيط الدرع بنقوش صفراء
جلس المعلم محدقا لمنير لفترة ثم تنهد و قال " آه ، يا لك من محظوظ ، لم اصدق أن هذه الفكرة ستعمل معك دون المئات غيرك ، افرح يا منير قد حصلت على جسد خالد "
علامات الحيرة و الدهشة بدت على وجه منير
أضاف رشيد " الكتاب كان مفتاحا لتعزيز دمك ، بمجرد ما تقطر فيه قطرة من دمك ، يعمل كفخ لكل من يلمس دمك ، جربت هذه الطريقة مئات المرات ، حتى كادت تنفذ مني المحاولات و أصبح الكتاب فارغا ، أنت آخر محاولة تبقت لدي"
" في الماضي حاولت إرسال العديد من المجندين أمثالك إلى عالم الدماء ، في محاولة للسيطرة على قوة الملكة ، لكن كلهم باؤوا بالفشل ، لم يملكوا القوة الكافية لاستيعاب قوتها ، و بالتالي الفخ لم يتنشط من البداية ، فكانوا كقربان فقط للملكة ، أنت حالة خاصة ، أنت أقوى مجند مر علي في القوة العقلية ، رجحت أن حيزك العقلي سيكون كافيا للسيطرة على قوة الملكة ، لكن كانت النسبة ضئيلة جدا لأني لا أعلم ما مدى قوتها و لا الحد الأقصى لسعة حيزك العقلي "
" الآن الملكة مسجونة في عقلك على الأرجح ، لأن هذا أقوى شيء لديك ، لذا إن أصاب أحد جبهتك و تمكن من اختراقها مباشرة ، فستتحرر الملكة ، و هذا خطر جدا كونها ستكون في قمة غضبها "
" كونك لا تزال ضعيفا ، لا يمكنك أن تتحكم بقواها بمحض إرادتك ، لكن يبدو أن جسدك بطريقة ما استطاع امتصاص بعض خاصيات الملكة ، كخلود جسدها ، لكن من الخطر أن أتركك لوحدك قد تتحرك مشاعرك ثانية ، فتقتل عددا أكبر من البشر ، لا أعلم بخصوص جنية الحلم السعيد تلك لكن من المؤكد أن من أفرغ الطفل لآخر قطرة من الدم كان أنت ، أو بالأحرى هي ... يجب أن أضع عليك تعويذة بطقوس معينة حتى تتمكن من السيطرة على نفسك أمام الدماء "
سمع منير كل ذلك و الدهشة تعلوه ، لكنه سمع بحرص و استنتج أنه كان فأر تجربة بين يدي المعلم
كان لدى منير شك حول ماهية هذه التعويذة ، فمن الواضح أن رشيد يخفي عنه أكثر مما يبدي
غضب منير داخله لكنه كتم ذلك مبديا الدهشة فقط
قال منير " طقوس ؟ أي نوع من الطقوس و ما هي هذه التعويذة ؟ "
قال له المعلم رشيد " لن أخبرك بالتعويذة الآن ، لأنه لو ألقيتها بمستواك الضعيف هذا سينفجر جسمك ، و سنخسر فرصة السيطرة على قوى ملكة الدماء "
" أولا يجب عليك أن تبلغ المستوى الأرضي ، بعدها سأجري الطقوس و أعلمك التعويذة ، لكن حتى ذلك الوقت يجب أن لا تفارقني و ستنتقل للعيش معي في غرفتي من الآن فصاعدا "
" فلتبقي ما أخبرتك به سرا ، حقيقة سيطرتك على قوى ملكة الدماء تبقى بيننا فقط ، و إلا سيحدث ما لا يحمد عقباه "
" الآن سأقيس بنياتك مرة أخرى : العقلية 200 ، الجسدية 96 ، الروحية 86 ، السحرية X "
صدم المعلم رشيد بشدة ، فلأول مرة يقرأ مثل هذه البنيات
العقلية 200 ؟ هو بالفعل وصل للمستوى الأوسط في قوته العقلية لكنه لم يخترقه بعد ، يمكن لرشيد أن يتفهم زيادة قوته الجسدية بالضربات التي تلقاها من حسين و جسده خالد ، و كذلك الروحية بوجود روح ملكة الدماء داخله ، لكن حتى قوته السحرية أصبحت مجهولة ، لم يسبق لرشيد أبدا أن مر عليه شخص قوته السحري X ، فقط إلى أي مستوى قد وصلت قواه السحرية ؟ !
صمت رشيد للحظة " اممممم ، يجب أن تواصل تدريبك قليلا جسديا ، و مع بنيتك الجسدية الخالدة ستتمكن من التطور أسرع ، ثم سأدرب روحك شخصيا "
قام المعلم بتدريبه تدريبا شاقا ، جعله يحمل أثقالا و يركض بها لساعات ، ثم جعله يقفز من فوق القلعة إلى الأرض حتى يدرب جسمه على تحمل الصدمات و أن لا يخترق بسهولة ، في أول الأمر كانت القفزات مؤلمة جدا لدرجة خروج عظامه من بعض أنحاء جسمه من الصدمة مع الأرض ، لكن مع مرور الوقت ، استطاع منير أن يقفز و يصل الأرض و هو على قدميه دون أي اثر جانبي
ثم قام بتعليمه المبارزة ، فالتدريبات العادية لم تعد تنفع لجسده الخالد ، في خلال تعلمه المبارزة ، قام رشيد بتمزيقه عدة مرات بالسيف ، لكن سرعة تعافي منير تصبح أسرع و أسرع ، حتى أصبحت أقوى ضربة من المعلم رشيد لا تترك أثرا على جسد منير العاري
بنية منير العضلية بدأت تتضخم أكثر و أكثر ، تدرب مع المعلم رشيد لـ 3 أشهر
أخذه رشيد في يوم ما ، إلى أحد كهوف الظلام التسع المتواجدة في المملكة الذهبية
رشيد " فلتدخل في وضعية تأمل يا منير "
أغمض منير عينيه و حاول أن يفرغ عقله تماما من أي شيء ، وجد نفسه في هيئة روح داخل عالم مظلم ، من بعيد هناك نور ، توجه منير لهناك
ملكة الدماء ، مقيدة بسلاسل حمراء متوهجة بالنار
كانت ملكة الدماء واقفة و مطأطأة رأسها ، و القيود النارية التفت حول ذراعيها و رجليها و وسطها
رفعت ملكة الدماء رأسها لترى منير على هيئة روح " أيها الوغد اللعين ، سأقتلك شر قتلة ، لقد خدعتني و تمكنت من ختمي هنا ، انتظر فقط حتى أتمكن من كسر الختم و أذيقك أشد أنواع العذاب "
كانت الملكة غاضبة و هي تتحرك من شدة الغضب محاولة كسر القيود لكن دو فائدة
صوت صدر من الظلام " لا تخف منها يا منير ، اذهب و ضع جبهتك على جبهتها ، ثم قم بجرح يدها و اشرب دمائها ، هكذا فقط سنتمكن من السيطرة عليها "
شحب وجه الملكة " من أنت ؟ لماذا تعرف هذه الطريقة ؟ سأقتلكم جميعا أيها المتآمرون ، فقط انتظروا "
كان ذلك صوت رشيد صادرا من الظلام
فعل منير ما قاله رشيد بالحرف الواحد
ومض من جبهتي منير و الملكة وميض أصفر في كل منهما اتصل هذان الوميضان مع بعض ، و شكلا دائرة كبيرة من الضوء ، انسابت الدماء من جرح الملكة نحو الدائرة ، ثم حلقت روح منير إلى داخل الدائرة و تغطت بالدماء
بعدها فتح منير عينيه ، ليجد نفسه منسدحا داخل الكهف و المعلم أمامه
ابتسم المعلم " أحسنت ، الآن لن تخرج على السيطرة أبدا "
" حسنا لنقيس بنياتك : العقلية 205 ، الجسدية 186 ، الروحية 150 ، السحرية X "
ابتسم رشيد " تهانينا اخترقت المستوى الأرضي ، الآن يمكننا تنفيذ الطقوس و تعليمك التعويذة ، لكن يجب أن نقوم بهذا داخل هذا الكهف ، و ليس في القلعة "
" سأذهب لجمع المكونات الضرورية للطقوس ، سأغيب عنك لـ 3 أيام بعدها سنجري الطقوس "
ابتسم منير بخفة ، فهذه فرصة لا تعوض النسبة له ...