بمجرد ما استنشق منير رائحة الدماء ، تحول بؤبؤ عينيه ليشابه بؤبؤ القط ، و ومض من عينيه ضوء أصفر ، و طال شعره محمرا و طالت أظافره ، الظلام الذي كان أمامه أصبح واضحا جليا

بتلويحة واحدة قطعت أظافر يده اليمنى النبتة لأشلاء ثم اندفع مباشرة بسرعة جنونية و أمسك بشيء ما

إنها جنية حلم سعيد كانت تعتصر داخل قبضته اليمنى

كانت جميلة الهيئة ، ذات شعر أصفر قصير بجناحان ذهبيان شفافان قليلا

الجنية بدأت ببصق دماء زرقاء من فمها من شدة ألم عصرها و هي لا تكاد تصدق ما حدث قائلة في نفسها " من هو هذا الطفل ؟ و ما هذه الهيئة ؟ كيف استطاع رؤيتي حتى بعد استخدامي لسلاحي السري النبتة اللاحمة ؟ ! .... من المفترض أن لا يستطيع رؤيتي البشر العاديون إلا إذا امتلكوا تقنية " نظرة الأبعاد " ... الواضح أن هذا الطفل لم يدخل المستويات حتى فكيف استطاع فعلها ؟ ! "

كانت الجنية غارقة بين الألم و حيرتها ، ليشدد منير قبضته قليلا فتنفجر الجنية بالدم الأزرق و يقطع جسدها لأشلاء و كأن قنبلة بداخلها انفجرت

في الصباح أتى حارسان إلى القبو ليشاهدا منير مغمى عليه و الدم يملأ فمه و جثة الطفل دون رأس ، لكن الدم الأزرق و بقايا أشلاء الجنية كانتا قد اختفيتا بمجرد ما لامستهما الشمس من نافذة القبو الصغيرة

استعاد منير وعيه بعد لحظة ليجد نفسه مصلوبا وسط ساحة القلعة مجردا من لباسه إلا الأسفل

منير لم يستطع معرفة ماذا حدث و لا تذكر أي شيء بعد ملاحظته لجثة الطفل دون رأس

فتح منير عينيه ليشاهد حشدا من الجنود مجتمعين أمامه ، تنبعث منهم هالة قتل و كأنهم أرادوا الفتك بك

قال أحدهم " أيها القاتل المتوحش ، يجب أن يتم تقطيعك لأشلاء مثلما فعلت بذلك الطفل المسكين قاطعا رأسه "

" يجب أن تموت بأبشع طريقة "

" لا ، بل يجب أن يعذب طيلة الوقت ، فموته بسرعة يعني راحته "

تعالت الأصوات المطالبة بقتل منير و تعذيبه أشد أنواع التعذيب

تقدم أحد القادة و كان يبدو عليه الوقار ، بمجرد ما صعد على المنصة المصلوب فوقها منير سكت الجميع

توجه نحو منير " أنت قتلت طفلا بريئا ، بغرض تنشيط قواك السحرية ، و لكن يبدو أن طقوسك لم تسر كما توقعت فأغمي عليك ، شرب دم طفل بريء طريقة متوحشة حقا لكسب السحر ، لم أعتقد أن ما زال هناك من يستخدم هذه الطريقة ليومنا هذا ، لكنك ارتكبت خطأ واحدا ، الطفل الذي اخترته كان ابني "

نظرات حقد ممزوجة بالدموع ظهرت على وجه القائد و انهال بالضرب على جسد منير و هو مصلوب ، الغريب في الأمر أن منير لم يشعر أن ضرباته قوية جدا بالحكم على مظهره

أضاف القائد و الدموع في عينيه " أريد منك فقط أن تخبرني ماذا فعلت برأس ولدي ، عندها من الممكن أن أمنحك موتا سريعا "

حاول منير تبرئة نفسه فأخبرهم بقصة الجنية و ما حدث للطفل لكن لا أحد صدقه ، فبعد كل شيء غابات الضباب مكان بعيد جدا ، و في مملكة أخرى حتى فكيف يعقل أن تتواجد إحدى جنيات الأحلام السعيدة هنا ، هذا كان أمرا مستبعدا

في هذه اللحظة ، فتحت بوابة القلعة البيضاء و دخلت كتيبة من الجنود ، يتقدمها معلم منير

صدم المعلم من المنظر الذي أمامه ، سأل أحد الجنود الذين هناك ، فهمس له بكل التفاصيل ، ابتسم المعلم ببرود و هو ينظر لمنير و كأنه أراد موته فعلا

أحس منير بالمرارة بداخله ، فقد اتهم ظلما و هو على وشك الموت و زيادة على كل هذا هو لم يأخذ انتقامه حتى و لم يعرف وجوه قتلة عائلته

بحلول وقت الظهيرة ، تقدم القائد لإعدام منير

أخذ القائد حربة و اندفع صوب منير

أغمض منير عينيه ، ذكريات ومضت في مخيلته ، متحسرا أنه لم يأخذ بثأره

* طعن *

الحربة اخترقت قلب منير و خرجت من ظهره ، اخرج القائد الحربة من جسده و الألم يعتصر قلبه

تعالت الهتافات بموت منير

بعدها الصمت عم المكان و دهش الجميع فكانت المفاجأة ، الثقب الذي خلفته الحربة بدأ يلتئم حتى أصبح جسده كما كان و كأن لم يصبه شيء

فتح الجميع أفواههم من الدهشة حتى المعلم

فتح منير عينيه معتقدا أنه في عالم آخر ، لكنه صدم عندما رأى أن لا شيء حدث له ، هو أحس بالحربة تخترق جسده و قلبه لكن هم لم يمت ؟ ! لم يكن هناك تفسير لهذا

التفت القائد لمنير مرة أخرى ، و قام بضربه بالحربة عدة مرات في مختلف أنحاء جسده قائلا " مت أيها الوحش ، مت " لكن هذه المرة سرعة الالتئام كانت أسرع من السابق بحيث أن الثقب يلتئم قبل أن يضرب الضربة الثانية

شعر منير بشيء غريب يحدث لكن لم يعرف ما هو

رمى القائد الحربة ، و استل سيفه و قطع رأس منير ، سقط رأسه فوق المنصة

ابتسم القائد " الآن من المستحيل أن لا تموت "

فجأة ، رابطة من الدم الطافي ربطت الرأس بالجسد ، ليعود الرأس و يلتصق بالجسد كما كان

ذهل الجميع من هذا المنظر

" من هو هذا الطفل ؟ "

" هل هو بشري حتى ؟ ! "

" لماذا لا يمكن قتله ، لماذا لا يموت هذا الوغد "

قال القائد " حسنا ، سأحرقك الآن ، فلنجرب إذا ما كنت منيعا ضد النار "

صرخة صدرت من وراء الجنود " انتظروا ، هناك احتمالية أن معه حق ، لما لا نحقق أكثر في هذا الموضوع ، و سيكون هذا الصبي تحت رعايتي ، و أنا اكفله " إنه معلم منير

تقدم المعلم و فتح له الجنود الطريق ، وصل إلى المنصة ، ربت على كتف القائد قائلا " لا تقلق يا حسين ، سأجد الفاعل ، فإذا كان شخصا آخر سأجلبه لك حيا كائنا من يكون لتفعل به من يشاء ، و إذا كان هذا الطفل فهو هنا معي و لن يهرب مني ستنال منه إن ثبت أنه الفاعل "

انحنى القائد للمعلم " كما أمرت ، أيها المعلم رشيد "

المعلم كان قد درب أغلب المتواجدين هنا ، و من ضمنهم القائد حسين

2017/07/22 · 1,288 مشاهدة · 960 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2025