غياب المعلم رشيد لـ 3 أيام سيتيح له وقتا ليحاول أن يكتشف ماهية الطقوس و التعويذة
في صباح غد استفاق منير من نومه ليجد أن معلمه قد ذهب ، بدأ فورا في البحث في حاجيات معلمه عله يكتشف شيئا ، توجه لرفوف الكتب ، وقعت عينيه على كتاب كتب في جانبه " الجيش الملكي للملكة الذهبية "
أخذ منير الكتاب و بدأ في القراءة و مما ورد فيه :
"... الجيش الملكي هو القوة العسكرية الأساسية في المملكة الذهبية ، يتألف من العديد من الكتائب لكن أقواها 5 كتائب رئيسية :
الكتيبة السوداء : هي أقوى كتيبة متواجدة فيه ، لا تنضم للمعارك ، عملها الرئيسي الاغتيالات ، أفرادها الأقوياء مجهولون للآن ، لكن الجنرال الروحي المتحكم بها يدعى " باهر " هو مختص في فنون الظلام و طاقته السحرية كبيرة جدا ، هم لا يقبلون بانضمام أحد إليهم ، بل يختارون الأشخاص بأنفسهم و يدربون بسرية ...
الكتيبة الحمراء : هي كتيبة مختصة في الهجوم المباشر في المعارك ، يعرف على أعضائها البنية الجسدية القوية و مهاراتهم في الفنون القتالية ، لأن معلمهم و قائدهم الجنرال الروحي " جاسر " هو أمهر شخص في الفنون القتالية في كل المملكة ، لتنضم إليهم وجب أن تجلب دم تنين للجنرال ...
الكتيبة الزرقاء : كتيبة مختصة بالهجوم بعيد المدى ، لأنهم يستعملون أسلحة سحرية خاصة مختومة بختم الكتيبة الزرقاء ، حيث لا أحد يستطيع استعمال تلك الأسلحة إلا إذا كان فردا من الكتيبة ، تقود الكتيبة الجنرال الروحي " بهار " و هي امرأة عبقرية في صنع الأسلحة ، للانضمام وجب أن تتمكن من إتقان صناعة الأختام
الكتيبة الصفراء : كتيبة مختصة بالاستراتيجيات ، تضم ألمع الأذكياء في المملكة الذهبية ، هي أصغر كتيبة من حيث العدد و كذلك يحكمها أصغر جنرال ، عدد أفرادها لا يتجاوز 10 أفراد ، قائدهم الجنرال العبقري " ساهر " ذو الـ 20 سنة ، لا تقبل انضمام أحد
الكتيبة الخضراء : كتيبة مختصة بالدفاع فقط ، عدد أفرادها يضم نصف الجيش تقريبا ، هم جنود عاديون يخضعون لإمرة الملك " بادر " شخصيا ، يقال أن الكتيبة تحتوي على بعض الأفراد المقنعين مجهولو الهوية لكن لم يتسنى لأحد التأكد من صحة هذه الشائعات ، الكتيبة لا يحكمها جنرال إنما الملك شخصيا و هو في مستوى ملك روحي ، يكفي أن تلتحق بالجيش بصفة عادية لتنضم
ملاحظة : كل الجنرالات إخوة للملك بادر ..."
بدأ منير يستوعب الأمر و فهم كيفية تسيير الأمور في المملكة الذهبية
إذ أن الملك بادر ، قد عين إخوته على رأس الجيوش ، حتى يبعدهم عن الحكم قليلا و يشتغلون بأمور أخرى ، و لضمان عدم انقلابهم قد أمسك أغلبية الجيش لنفسه ، و قد وضع فيه بعض الأشخاص كمراقبين بحيث لا يعرف مدى قوتهم أحد
إذا أراد منير أن يحصل على انتقامه ، يجب أن يرفع قوته سريعا ، حتى يتمكن من قتل تنين ، و جلب دمائه لجنرال الكتيبة الحمراء ، فعلى منير أن يتغلغل وسطهم حتى يعرفهم شخصيا و يلمس طبيعة أفراد تلك الكتيبة ، ليتمكن من إيجاد ثغرة و استغلالها لقتل الجنرال " جاسر "
المشكلة التي تواجه منير هي أن كل الجنرالات إخوة الملك ، فإذا تمكن من قتل أحدهم ، فسينتفض الإخوة الآخرين حتما ، ويبحثون عن قاتله ، سيضع منير نفسه في مشكلة كبيرة ، هذا إن تمكن من قتل الجنرال جاسر أصلا
بغية قتل شخص قوي مثل الجنرال الروحي جاسر و تفادي أمر ملاحقته ، أمامه أحد الخيارين :
- قتله بالذكاء دون القوة ، فيبدو موته طبيعيا كتسميمه بسم " رذاذ الجنيات " ، و هذا السم يختفي بمجرد لمس الجثة للشمس ، لكن عليه أن يذهب لغابات الضباب و أن يحصل على دماء أحد ملكات الجنيات ؛ الجنيات الوحيدات الموجودات في هذا العالم هن " جنيات الحلم السعيد " ، لكن ينبغي عليه أن يكون أقوى أولا ، فاضعف جنية حلم سعيد كادت أن تقتله في المواجهة السابقة
- أن يحصل على دعم حليف أقوى من المملكة الذهبية ، كإمبراطورية الوحوش ؛ هذا الأمر سيجعله بالتأكيد خائنا لبلده إذا تحالف مع الأعداء ، على أي حال ليس لدى منير شيء يخسره فقد سبق له خسارة كل شيء ، لكن هناك مشكلة واحدة : كيف سيستطيع التحالف مع إمبراطور الوحوش " أربوليس " ، هذا الإمبراطور يكره البشر و يفتك بهم بمجرد ما يراهم
على أي حال قرر منير تأجيل انتقامه قليلا ، فالأولية الآن للطقوس و التعويذة اللذان سيستخدمهما رشيد
استمر منير بالبحث أكثر في الغرفة دون فائدة
في صباح اليوم التالي ، بحث كعادته ...
انتبه فجأة للدرع و الفأسين ، درع عليه رسم أسد ، بالتأكيد هذا الدرع ليس من صنع المملكة الذهبية ، فالمملكة الذهبية تمنع رسم الحيوانات ، لأن بعض وحوش إمبراطورية الوحوش ، يستطيعون تحويل الرسم إلى حيوان حقيقي ، و بالتالي سيكون هذا مساعدة للعدو إذا استعملت الرسوم في المعارك ، فالوحيدون الذين يستطيعون هزيمة الرسوم المتحولة ، هم مستعملي سحر الماء أو نحوه ، و هؤلاء يعدون على الأصابع في المملكة الذهبية
تقدم منير نحو الدرع و السيفين ، لمس الدرع فصدمته موجة سحرية ، فرجع للخلف ، إنه ختم سحري
منير بطبيعة الحال لم يعرف كيفية كسر الختم ، فكر قليلا ، ثم ذهب لمكتبة القلعة
الجميع كانوا ينظرون لمنير بنية قتل و خوف مع بعض ، فهو الشخص الوحيد الذي رأوه يطعن و يقطع رأسه ثم يعود للحياة و تلتئم جروحه ، و الآن و قد دخل للمستوى الأرضي فهو أصبح أقوى من أغلب الجنود هنا ، لذا لم يعبثوا معه
المكتبة ... قسم الأختام ... قسم الأسلحة ... " كتاب أختام الدروع "
قرأ فهرس الكتاب لكن لم يجد ما يريده ، أخذ كتابا آخر ... ثم آخر ... و آخر ... دون جدوى
عاد لغرفة المعلم و نام
في صباح اليوم التالي ، استمر في البحث في المكتبة
وجد ورقة رثة مكتوب عليها الأختام السرية العشر
قرأها ، من ضمنها " ... و أما " ختم الأسد " فهو يستعمل على أكثر من سلاح يجمعون معا ، و يجب أن تكون هذه الأسلحة قد سبق و اتسخت بدماء الوحوش ، يفعل الختم عبر تنشيط الدماء القديمة للوحوش ثم يتم ترديد التعويذة التالية : " أنا قاتل الوحوش ، أأمركم أن تخفوا سري ، و أن لا تفضحوا أمري ، و هاهي دمائي قسم لكم ، على أنكم سترتاحون أبدا هنا ، و لن تتسخون بدماء أحد " ثم يسكب مقدارا من دمائه على كل سلاح و يسكب بعدها دماء من أسد قتله ، فيتكون الختم
الختم مصمم لإخفاء أسرار منشئه، منشؤه يمكن أن يحرر الختم في أي لحظة بقطرة واحدة من دمه ، و رغم ذلك طريقة كسر الختم ، تحتاج من الشخص أن يضحي بأحد أعضائه و يرميها على الختم فيتبخر العضو المرمي ، حينها ستتسخ أحد الأسلحة بالدم و تكسر التعويذة و ينفتح الختم
إعادة إنشائه من جديد تستلزم قول هذه التعويذة للسلاح الذي اتسخ بدم شخص آخر
" أنا الفاعل أقر بخطئي ، السماء و الأرض شاهدتان على أني لن أفعلها مرة أخرى ، و هاهي ذراعي ثمنا "
يستبدل الشخص ترتيلة " ذراعه " بأي طرف يريده ثم يقطع ذلك الطرف الذي ذكره في التعويذة ، هذا هو الثمن لمن يريد كسر " ختم الأسد " و هو خسارة طرفين من أطراف جسده ... "
فكر منير بداخله " هل ستتجدد أطرافي إن قطعت إحداها و تبخرت بفعل قوة الختم ؟ ! يجب أن أجرب ذلك قبل تنفيذه على الختم ، حتى لا يكتشف أمري "
خرج منير من المكتبة و توجه نحو أحد أبراج حراسة القلعة
قال للحارس " القائد حسين يناديك "
ذهب الحارس بسرعة ، جلس منير أمام كلب الحراسة و استل خنجره و قطع الأصبع الصغير لرجله اليسرى و أعطاه بسرعة للكلب فابتلعه ، هو لا يريد تكون رابطة دماء فترجع الأصبع ، هو يريد أن يكتشف إذا ما أمكنه أن يبرز طرفا جديد في مكان الطرف الذي بتر و تبخر
فجأة ظهر فعلا أصبع جديد في مكان الأصبع المبتور
ابتسم منير قائلا " جيد ، علي فعلها الليلة و بسرعة فلا أملك المزيد من الوقت ، غدا سيعود المعلم رشيد "