13 - مهيب يواجه خطرين

درع ذو جوهرة حمراء و سيف قرمزي استدعيا ليكون على صدر و يد مهيب

تصادم كلا الزعيمان الروحيان ، فنتج عن تصادمهما موجة جعلت التراب يرتفع و دفعت بمنير للخلف ، فأحدث الضغط الناجم عن التصادم شقوقا في كل القلعة

انكسر سيف الفارس المقدس على الدرع ، و فورا تلقى ركلة من مهيب

قال الفارس المقدس " ما هذا السيف المهتريء ، أين سيفي ؟ " نظر حوله فوجد سيفه ملقى هناك ، بحركة من يده حلق السيف اتجاهه

أمسك بسيفه فانبعثت منه هالة تقشعر لها الأبدان

اندمج مهيب مع روحه بسرعة " روح قيصر الظلام " و رمى الدرع ذو الجوهرة الحمراء على الأرض قريبا منه و اختفى السيف القرمزي

غطي جسد مهيب بحراشف تنين الظلام و أتى في يده رمح حديد بدايته عبارة عن هلالين متعاكسين

تجهم الفارس المقدس قليلا " اوه ، لم أعتقد أنك تملك مثل هذه الروح القوية ، و مع ذلك أنت لست ندا لي "

لوح الفارس المقدس بسيفه فتلبدت السماء بغيوم سوداء و نزلت صاعقة على مهيب

قام مهيب بتشغيل درع أخضر عبر تدوير ذلك الرمح في الهواء فوقه

الصاعقة ضربت الدرع دون توقف و كأن ليس لها نهاية

في نفس الوقت و بسرعة خاطفة هجم الفارس المقدس على مهيب

قام مهيب بالتراجع للوراء تاركا الصاعقة تضرب الفارس المقدس

لكن الفارس المقدس أعاد توجيه الصاعقة بسرعة إلى حيث تراجع مهيب

بوووووم

الصاعقة أصابت صدر مهيب مباشرة لكنها لم تؤثر به ، الصوت القوي الناجم عن اصطدام الصاعقة بحراشف تنين الظلام ، جعل آذان منير تنفجر ، لكن سرعان ما عادت سليمة بفضل جسده الخالد

منير في هذه اللحظة الدهشة ملأت كل شبر من جسده

صوت داخلي " أيها الشقي ، هل تود مني أن أساعدك ؟ "

منير انعزل بغير إرادته و دخل لعقله ، كان ذلك صوت ملكة الدماء

قال منير " كيف ستساعدينني و يداي الاثنتان قطعتا دون رجعة ؟ لا أنت تخدعينني فقط "

ابتسمت الملكة " أيها الشقي ، الفضة ليست نقطة ضعف قاتلة للأجساد الخالدة ، هي فقط مؤقتة ، عليك تركيز عقلك في استعادة الطرف الذي فقدته ، ثم سيعود من جديد "

منير " حقا ؟ ! هل هذا فقط ؟ "

ابتسمت الملكة بخبث مرة أخرى " لكن يجب عليك أن تطلق طاقتي حتى تستطيع فعل ذلك ، هل ترى تلك الدوائر الست الموجودة على هذا الختم ، المس إحداها فقط ، و ستتمكن من استعادة أطرافك "

قام منير بلمس أحد تلك الدوائر فتحولت للون الأخضر

شعر منير بطاقة مجنونة تجري في جسمه ، قام بالتركيز قليلا فاستعاد طرفاه

فتح منير عينيه قائلا في نفسه " لا أدري كيف أشكرك أيتها الملكة "

فجأة شعر كأنه لم يعد يستطيع السيطرة على طاقة الملكة في جسده ، فجلس يتلوى من الألم

بالعودة للمعركة ، كان القتال جنونيا و سرعتهما أكثر جنونا ، فالعين العادية لا يمكن لها ملاحظتهما

استمر الفارس المقدس في تفادي كل ضربات ذلك الرمح ، بينما أصيب مهيب ببعض الخدوش جراء سيف الفارس المقدس ، و لولا حراشف تنين الظلام القاسية لكان قتل منذ وقت طويل ، فبعد كل شيء هو ليس ندا للفارس المقدس في قتال مباشر ، فهذا الفارس هو أمهر من حمل السيف عبر كل تاريخ المملكة الذهبية

امتعض قليلا مهيب من هذا الأمر ، فهو لم يستطع نيل أي تقدم ضد خصمه

شعر الفارس المقدس بشعور غريب قائلا في نفسه " لماذا هذا الشخص يكتفي بالدفاع ؟ أيعقل أني تفوقت عليه بهذه السرعة ؟ لا هذا مستحيل "

فجأة اختفى مهيب من أمامه ، و انتبه الفارس المقدس لرجليه ، طبقة كرستالية حمراء بدأت تتصاعد محاولة تغطية كامل جسده

التفت بسرعة لمهيب " أيها المخادع ، كنت تكسب الوقت فقط لختمي ، لم تقاتل بإنصاف أبدا ، أيها الوغد "

انبعث من سيفه وميض أبيض وهاج جعل مهيب يغطي عينيه ، و عندما انقشع وجد مهيب سيف الفارس المقدس قد اخترق كتفه

قال الفارس المقدس " اللعنة ، لولا أن رجلي مقيدين لتمكنت من تعديل زاوية الضربة "

صرخ الفارس المقدس " آآآآه ، سأعود من جديد و إلى ذلك الحين لا تدع أحدا يقتلك غيري " ثم صعدت طبقت الكريستال الحمراء إلى رأسه مغطية كامل جسده ، ثم تحولت لضوء و اختفت داخل الجوهرة الحمراء للدرع ، و سقط جسد حسين على الأرض

اختفى كذلك السيف الذي كان في كتف مهيب ، تاركا جرحا عميقا و جاعلا من يد مهيب اليمنى خارج الخدمة لفترة ، تنفس مهيب بعمق و ألغى روحه و عاد إلى هيئته الطبيعية ، هو لا يزال غير مصدق أن هناك سيف استطاع اختراق حراشف تنين الظلام ، لابد أن الفارس المقدس لم يكن يقاتل بكل قوته

و في تلك اللحظة هيئة غريبة وثبت أمامه و خدشته في وجهه ، مسببة جرحا كاد أن يأخذ عينيه ، لولا ردة فعله السريعة ، حاول ملاحقة تلك الهيئة لكن لم يستطع متابعتها بعينيه ، ثم ضربة أخرى تركت 5 جروح وراء أسفل رجله اليمنى ، توالت تلك الضربات الخاطفة عليه مسببة جروحا له

انتبه لشكل الجروح على ذراعه اليسرى ، إنها تشبه خدوشا لأظافر حيوان ما ، هل يعقل أن وحشا من مملكة الوحوش تسلل إلى هنا

صرخ مهيب " البنية البيضاء " تضخمت عضلاته كثيرا و تشققت الأرض من تحته

بسماعها لتلك الكلمات ، توقفت تلك الهيئة قليلا ، إنه منير بطاقة الملكة التي خرجت عن السيطرة

كأن منير تذكر أن تلك البنية قد قام بها والده ، لكن بسرعة الطاقة سيطرت عليه من جديد

في اللحظة التي توقف فيها ، استطاع مهيب رؤيته بوضوح ، إنه ليس وحش لكنه بشري بهيئة غريبة ، لقد شاهد مثل هذه الهيئة عندما كان يتأمل ، لكن أن يراها مباشرة أمامه شيء آخر تماما

زاد مهيب من سرعته متفاديا الهجمات ، سدد لكمة على منير ، لكن سرعة منير ازدادت فجأة لتتفوق على سرعته حتى وهو في البنية البيضاء

كل لكمة يسددها مهيب تترك أثرا واضحا على القلعة ، جدران القلعة ملأت بالثقوب جراء لكمات مهيب

قام مهيب بالوقوف في مكان واحد و أغمض عينيه ، شعر بتحركات منير بشكل أفضل و بمجرد ما هاجمه منير ، ألقى لكمة على ذراعه ، مرسلا منير محلقا ليصطدم في أحد أبراج الحراسة و يخرج من الجهة الأخرى

كان مهيب متأكدا من أن هذه الضربة قوية كفاية لتجعله غير قادر على الحراك لذا ألغى بنيته

اختفى و ظهر في المكان الذي هبط فيه منير ، لم يجده هناك ، نظر في الأرجاء لكن لم يعثر عليه

تعالت صرخات من مدينة التنين الأبيض ، أغمض مهيب بسرعة عينيه ليعرف ماذا يحدث

الناس تقتل عشوائيا في الشوارع ، ركز أكثر إنه منير يقتل أي شخص يراه

قال مهيب " لن أدعم تفلت بهذا بسهولة " ثم صرخ قائلا " البنية السوداء " بمجرد تفعيلها الزمن توقف ، في الحقيقة هو لم يتوقف فعليا و لكن سرعة مهيب أظهرت له كأن الزمن توقف

توجه بسرعة خاطفة لمنير ، كان منير محلقا في السماء و أظافره و جسده مليئان بالدم

قام بتسديد عدة لكمات على منير ، ثم ألغى البنية السوداء ، أرسل منير محلقا لداخل القلعة البيضاء

بعد لحظة ، شغل مهيب البنية السوداء مرة أخرى ، و توجه صوب منير ، وجد منير متكآ على جدار متحطم ، مد يده لإمساك رأس منير ، فجأة الدم الذي كان في الأرجاء تجمع ، و انبعثت هالة مرعبة من منير ، رجع مهيب للوراء سريعا واستدعى " روح قيصر الظلام " ، كان مهيب لا يزال مفعلا البنية السوداء ، تجمع ذلك الدم على شكل كرة عملاقة ثم دخل كله فم منير على شكل خيط طويل من الدم

فجأة نهض منير و لوح بيده ، اثر عظيم ترك في الأرض من تلويحته المتوجهة نحو مهيب ، مهيب شعر بضغط لا مثيل له قام بصد التلويحة برمحه لكنه رغم هذا دفعته التلويحة للوراء قليلا

قام منير بتحريك أصبعه ، خيوط حمراء ظهرت من العدم و توجهت صوب مهيب ، أصبح ذلك الدرع المصنوع من حراشف تنين الظلام فتاتا بمجرد ما لمسته تلك الخيوط ، صعق مهيب من هذا فلأول مرة يواجه خصما يمكنه التحرك تحت بنيته السوداء المفعلة ، و أيضا أمكنه تحطيم درعه القوي بمثل هذه السهولة ، فقط ما نوع هذا الشخص الذي أمامه ؟

2017/07/22 · 1,253 مشاهدة · 1292 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2025