65 - بوابة عالم الأموات

وصل ملك مملكة الرمال أولا إلى بوابة حجرية ضخمة خلفها يقبع نفق طويل إلى الأرض

كان ملك مملكة الرمال قد جاء في عربة ملكية مزخرفة بالذهب تحيط به مجموعة عربات في كل منها أحد الحراس الـ 10 له

كان في الأصل على صابر أن يغتال أحدهم ليكون مكانه، لكن اختيار الملك شخصيا له قد بدد هذا الجزء من الخطة وحفظ حياة الشخص الذي كان سيغتال

كانت الأحصنة التي تحمل العربات بيضاء بياض الثلج، وأسفلها اشتعلت نار تحلق بها في السماء

وصل ركب ملك مملكة الرمال المكان، نزل الملك من عربته الملكية وفورا أحاط به الحراس من كل جهة، كان من الواضح أن بقية الحراس أكثر موهبة وقوة من صابر، وخاصة شخص ضعف حجم صابر تحيط به هالة كثيفة جدا تفرج طبيعيا دون قصد من جسمه

كانت نظرته حادة جدا، وكان يرتدي الأسود وملثما فلا يظهر إلا عيناه

توجس منه صابر ريبة، وأخذ حذره تماما

لم يمضي إلا ساعة وبضع، حتى أتت من السماء سحابة سوداء تحمل زخم رعود وصواعق

لقد كان ركب إمبراطور إمبراطورية الوحوش أربوليس

كان في عربة ضخمة يجرها حصانان سوداوان هائلان يحلقان في السماء بصخب مدوي

نزلت تلك العربة أرضا فتركت حفرة مكان نزولها، فتحت أبوابها الثمانية خرج الإمبراطور محلقا في السماء ورافقه وراءه 3 من حراسه الشخصيين الأقوياء

كان كل واحد من حراسه يبعث رهبة وخوفا في قلوب الحاضرين

نزل الإمبراطور أربوليس أمام ملك مملكة الرمال، تصافحا ثم تعانقا

قال إمبراطور إمبراطورية الوحوش "أحسنت بالوصول إلى هنا أخي الكبير ! "

الصدمة ملأت صابر وكذلك ساهر الذي كان يستمع عبر الأداة، ملك مملكة الرمال هو الأخ الأكبر لإمبراطور إمبراطورية الوحوش !!! كيف يعقل هذا؟

رد الملك "سنمشي على الخطة كما اتفقنا، سأعطيك ما تريد في المقابل تعطيني ما أريد، لا خدع طفولية بيننا الآن صحيح؟"

قال الإمبراطور مبتسما "وكيف أخدع أخي الكبير؟ عندما كنت تأتي للمكان السري وتلعب معي وأنا صغير حينها كنت مشاغبا وأخدعك حتى أنال اهتمامك، أما الآن فالأمور اختلفت، نحن نتحدث عن الدخول لعالم الأموات، والذي نجهله حياله أكثر بكثير مما نعلمه"

ابتسم الملك، ثم ربت على كتف أخيه ومشيا معا نحو البوابة "هيا الآن لنفتح البوابة"

قال الإمبراطور "حسنا، ولكن علينا أولا أن نجربها على من أحضرت، كلهم خالدون صحيح؟"

أومأ الملك برأسه، ثم أمر أحد حراسه العشر بالتقدم نحو البوابة، بعدها أمره بلمس حافتها

أضاءت رموز غريبة على تلك البوابة، نزلت منها صاعقة برق وضربت ذلك الفتى، فحولته إلى رماد تماما

فتح الملك فمه قائلا "صاعقة الإبادة الفورية ! "

أضاف الإمبراطور "يبدو أن الختم الذي خلفه ملك الملوك ما زال قويا حتى في حالته الضعيفة هذه بعد مرور ملايين السنين، يبدو أنه زوده حتى بأداة لقتل الخالدين، يجب أن نستخرج الأداة من الختم أولا"

أمر الإمبراطور أحد حراسه الثلاث

تقدم ذلك الحارس ورسم على الأرض أمام البوابة ختما بشكل نصف دائري، ثم قام بلمس ذلك الختم، انبعث من الختم ضوء وطارت حروف الختم والتصقت بالبوابة

اهتزت تلك البوابة واهتز معها كل المكان، ظهرت سلاسل حديدية حول الجميع، ارتفعت في السماء وشكلت قفصا

تجهم الملك قائلا "قفص الموت، يجب أن أتدخل الآن"

حلق الملك إلى أعلى، استدعى سيفا ذهبيا وهاجا جدا، في وسطه خط أحمر

بمجرد ما رأى الإمبراطور السيف قال "سيف تحطيم الأساطير" ثم ابتسم ابتسامة خفيفة

ذلك السيف تمدد طولا، وضرب نقطة تجمع السلاسل في الأعلى، فتحركت طاقة من السيف نحو كل تلك السلاسل، جاعلة إياهم صديدا ثم تفتتوا

هنا، خرجت من أعلى البوابة أداة على شكل صاعقة بحجم اليد، لقد كانت تلك أداة "صاعقة الإبادة الفورية" أحد أدوات قتل الخالدين

اختفى الإمبراطور من مكانه وظهر فوق البوابة وأمسك بالأداة وأدخلها بسرعة لحيزه الفراغي

بعد هذا عاد الأخوان إلى أمام البوابة

أمر الملك شخصا آخر من حراسه بفعل مثل ما فعله الأول

هذه المرة ظهرت سهام من البوابة واخترقت الشخص من كل جانب، لكن كونه خالدا لم يمت، استمر في دفع طاقته نحو البوابة، بعد برهة بدأت البوابة بالانفتاح هذا أذهلهم أكثر

لكن لم يفرحوا طويلا، ظهر سيف عملاق، وخيال شخص ما داخل البوابة، وانهال ذلك السيف أرضا، قام بتقطيع ذلك الفتى، وعربة الملك، في حين تفادى الآخرون الهجوم، ثم أقفلت البوابة من جديد مرة أخرى

صنع انخفاض السيف واد عميقا في الأرض

خرجت من ذلك الوادي أيادي ظلامية عديدة وتفرعت نحو كل شخص، بالنسبة للملك والإمبراطور وحراسه الثلاث لم يواجهوا أي مشكلة بالفتك بتلك الأيادي قبل أن تلمسهم

لكن حراس الملك الثمانية الباقون واجهوا بعض المشاكل، حيث تم سحب ثلاثة منهم لذلك الوادي، وبقي خمسة يتصارعون

صرخ الإمبراطور أربوليس، وأخرج من حيزه قفازا، كان ذلك القفاز يبعث شرارات كهربائية وطاقة غريبة، لقد كان هذا "قفاز تعديل المصير" لقد كانت أداة أسطورية أمكنها حتى أن تواجه هجوم روحاني مقدس، أن تحطم دفاعه حتى

قام بلكم الأرض بذلك القفاز، فجأة الفج العميق الذي انفتح في الأرض انغلق من جديد، واختفت الأيادي معه

قال الإمبراطور أربوليس غاضبا "لقد ضقت ذرعا، سأحطم هذه البوابة وأدخل"

فأمسكه أخوه ملك مملكة الرمال قائلا "رويدك، إن من الواضح أن الخصم ملك الملوك أقوى كيان على مر التاريخ، لا تتوقع أن الأمر سيكون سهلا"

أخرج الملك أداة من قوسا وسهما ينتهي بقلب

قال الإمبراطور "أتنوي أن تستخدم قوس الحياة ضد ختم البوابة، في هذا مخاطرة كبيرة، إن تم كسر السهم فقد تفقد خلودك وتموت، إنه تقنية نهائية خطيرة وليس مزحة، تراجع عن فعلها أخي الكبير أرجوك"

ابتسم الملك قائلا "هل تظنني أحمقا، لن أرميه أنا"

أمر أحد الخمسة المتبقين لحراسة الملك، بأن يرمي السهم

قام ذلك الشخص برمي السهم بكل طاقته، حلق السهم مباشرة نحو البوابة، وصاحبه ذلك ريح وصواعق انهالت على البوابة

لكن ظهرت يد زرقاء عملاقة أمام البوابة، قامت بالإمساك بالسهم وحطمته إلى أشلاء

صرخ رامي السهم وحلقت روحه من جسده، قامت تلك اليد العملاقة بالإمساك بالروح وتحطيمها

كل ما حدث جعل صابرا يرتعد خوفا، حتى أنه كاد أن يبلل سرواله، حتى الروح لن تتمكن من الهروب من مصيرها أمام قوة الختم، كان هذا فعلا مرعبا جدا

كل محاولاتهم باءت بالفشل، فكر الملك قليلا ثم تقدم للبوابة

قال الملك "سيادة ملك الملوك المعظم، نحن من سلالتك الحكيمة، نطلب إذن الدخول إلى عالم الأموات حتى نحصل على كنز هناك، فهلا تفضل حاكم العوالم الموقر علينا بالسماح أن ندخل لأجل ذلك ! "

ظهر صوت مهيب قائلا "ارجعوا، لا دخول لأناس أحياء عالم الأموات، ارجعوا"

قال الملك "ماذا عن أن تدخل أرواحنا، ونحفظ في عنايتك أجسادنا من أن تمس بسوء في غياب أرواحنا عنها"

قال الصوت المهيب "صفقة مقبولة، فهيؤوا أنفسكم أيها الخالدون"

هنا، فهم الإمبراطور أربوليس الأمر، تحدي إرادة ملك الملوك بمثابة الانتحار، وما فعلوه توا كان تحديا لإرادته، لو كان الختم قويا بما فيه الكفاية لعوقبوا جميعا بالموت هنا وحالا، من حسن حضهم أن الختم ضعف مع مرور الوقت

كان الشائعة التي تقول أن الخالدين هم وحدهم من يسمح لهم بالدخول للأرض السفلية صحيحة نسبيا، فالأجساد دون الأرواح تبلى، إلا إذا كانت خالدة، فلو حاول شخص ما الدخول لعالم الأموات، هذا يعني أن سيدخل دون أن يتمكن من أن يخرج وبهذا سيموت فعلا ولا فائدة من دخوله

ظهرت من اللامكان، ريش بيضاء نقية، كل ريشة لمست رأس شخص ما، فخرج روحه من جسده فورا

خرج من تحت الأرض شيء كالصندوق العملاق، قام بجمع جثثهم الخالدة كلها، ثم اختفى في الأرض من جديد

جاءت ريح باردة دفعت تلك الأرواح للبوابة، بمجرد ما لمسوا الختم، حتى فتحت البوابة ودخلوا منها جميعا

كانوا كأنهم في مسار مضيء للغاية، مجرد ضوء أبيض لا نهائي يعمي العيون

دخل الملك وأربعة من مرافقيه بينهم صابر، وأيضا الإمبراطور ومرافقيه الثلاث

فجأة، انقشع ذلك الضوء، أصبحوا وكأنهم في حالتهم المادية، وكأن أجسادهم ردت لهم

كانوا كلهم محلقين، والمشهد أمامهم يحبس الأنفاس

العالم كله أسود، جباله سوداء، أنهاره وماؤه سوداوين، حتى أشجاره ونباته أسود، كان هناك في الأعلى قمرين، عن يمين قمر أحمر، وعن يسار قمر أبيض

كانت الحمم تتخلل المكان فتضيئه، وكانت هناك سلاسل محطمة هنا وهناك، وتتعالى أصوات صرخات مزرية طول الوقت

في الأفق الشمالي صواعق رعدية تدوي باستمرار، في الأفق الشرقي سحابة ممطرة بمطر لا نهائي، وفي الأفق الغربي، ظل شخص عملاق يرى من هنا حتى، وفي الأفق الجنوبي صمت تام ولا أثر لأي شيء

كان العالم يبدو خاو على عروشه، فالحياة كلها سوداء داخله، هذا إن وجدت حياة داخل عالم الأموات أصلا

2017/07/22 · 821 مشاهدة · 1283 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024