قال الملك "احفظوا مكان عودتكم هذا، حتى نعود إليه لاحقا"

ثم انطلق كالسهم إلى غابة قريبة أسفلهم، لم تمضي ثوان حتى تبعه مرافقوه

بينما الإمبراطور أربوليس ذهب لبحيرة متجمدة قريبة على يمين الغابة

وقف الملك في بداية الغابة، يستطيع المرء أن يسمع أصوات أرواح متجولة داخل الغابة، كما أنه يستطيع أن يلمح للحظات أعينا حمراء في ظلامها، ويستشعر برودا قارسا آت منها

قال الملك الذي وقف خلفه المرافقون "اذهبوا لاتجاهات الغابة الأربعة، وأنا سأدخل من فوقها من وسطها، احملوا معكم هذا، إذا حدث شيء يهدد حياته اضغطوه، سأقوم بنصب نقطة مرجعية في وسط الغابة وسأؤمن محيطها، بضغطكم على الزر ستنتقلون تلقائيا لهاته النقطة، سنقضي أياما نستكشف مدى قوة الكائنات في هذه الغابة قبل أن نتعمق أكثر"

كانت الأدوات الأربع التي أعطاها الملك لمرافقيه عبارة عن أزرار دائرية في وسطها زر أصغر أحمر يلمع باستمرار

أخذ المرافقون الأزرار وانطلقوا نحو الاتجاهات الأربعة، بينما بقي صابر هناك ليدخل من تلك الجهة، وحلق الملك لأعلى حتى يجد وسط الغابة

كانت الغابة صغيرة نسبيا، لكن بالتأكيد أنها موحشة وغامضة

في الجهة الأخرى على البحيرة، يستطيع المرء أن يلمح كائنات ضوئية تهيم تحت البحيرة، أشبه بعرائس البحر، وضوء غريب شديد اللمعان أضاء أعماق تلك البحيرة في نقطة ما منها، يبدو وكأنه كنز ما

قام كل واحد من مرافقي الإمبراطور، بإخراج أدوات عبارة عن فقاعات في كل منها 3 فقاعات صغيرة أعلاها، وارتدوا تلك الفقاعات على رؤوسهم

حلق الإمبراطور أربوليس أعلى ذلك الضوء وانهال بقبضته الذي عززها بالطاقة على سطح البحيرة المتجمد، تشقق كل سطح البحيرة ثم تحطم إلى أشلاء

فور تحطمه صدر صوت جميل ولحن من البحر، لقد كانت عرائس البحر تمارس سحرها لتغوي كل من يسمعها وتقتله في أعماق تلك البحيرة

من حسن الحظ أن الفقاعات حالت دون وصول الأصوات إلى المرافقين، بخصوص الإمبراطور، فقد ارتدى أحد تلك الفقاعات بعدما حطم سطح البحيرة كله

برؤية أن أصواتهم لم جدي نفعها، تحول وجه تلك العرائس الحسن إلى مخلوق بشع ذو نابين حادين وعينين حمراوين وصوت شبيه بفحيح الأفاعي

بعض العرائس غصن لأعماق البحيرة، وبعضهن هجمن من فورهم على المرافقين

استدع المرافقين هالاتهم، كانوا جميعهم ضمن مستوى حاكم روحي، أخرجوا سيوفا حديدية سوداء متشابهة، تلويحة واحدة من تلك السيوف كانت قادرة على إصدار موجة هواء حادة قسمت تلك العرائس المهاجمات إلى أشلاء فتناثرت دماؤهم، حتى أن الجبل المقابل للبحيرة قطع إلى أشلاء بفعل تلويحة واحدة من تلك السيوف

أسفل الإمبراطور المحلق ظهرت عروسة بحر وأمست برجليه، أربوليس لم يتعب نفسه إطلاقا، فقد قام أحد المرافقين له بالتصرف، وقطعها لنصفين بسرعة

بعد برهة من مجزرة العرائس التي حدثت على تلك البحيرة، غاص الإمبراطور كالصاروخ، وغاص مرافقوه بجانبه محيطين به، استمر غوصهم نحو ذلك الضوء المشع

حتى أمرهم الإمبراطور بالتوقف فجأة، لقد كان ذلك الضوء محاطا بجدار دفاع سحري، يبدو أن هناك شيئا ما محميا هنا

لمس الإمبراطور الجدار السحري بأربعة أصابع وقال "تحطيم"، أحيل ذلك الدفاع السحري لرماد، واشتعلت نار فيه كله وتآكل جراءها، رغم أن الجدار تحت الماء إلا أنه واجه نارا قويا اشتعلت حتى تحت الماء

بينما يتقدمون أكثر، كانت هناك 3 كهوف تحت الماء، خرجت من كل كهف أفعى مائية خضراء عملاقة، لقد كانت عينا هذه الأفاعي عبارة عن دوائر

بسرعة تواصل الإمبراطور عقليا مع مرافقيه قائلا "مهما يحدث، لا تنظروا إلى أعينهم إطلاقا"

فورا أغمض الجميع أعينهم، وقاموا بنشر هالتهم حتى يصنعون مجال استشعار، فيرون كل شيء رغم إغماضهم لأعينهم

صرخت الأفاعي الثلاث معا، فتكونت 3 دوامات باشرت بسحب الجميع نحوها

قام أحد المرافقين، بتفعيل بنيته، لقد كانت البنية الزرقاء، تحول لماء وقسم نفسه بحيث أنه سمح لنفسه أن يسحب داخل الدوامات الثلاث معا

كانت الدوامات أمام أفواه الأفاعي، بمجرد ما وصل وسط الدوامات الثلاث معا، قام بإيصال بنيته المائية مع الدوامات الثلاث وشكل حبلا مائيا، وبسرعة قام بالتمدد ليشكل لجاما مائيا قام بختم أفواه الأفاعي بسرعة، وضمهم معا

بعدها، باستخدام سحر الماء، كون كرة عملاقة أحاطت برؤوس تلك الأفاعي، ثم بدأ بتضييق تلك الكرة المائية العملاقة

تحت ضغط هالة حاكم روحي وخبرته في استخدام تقنياته، انفجرت رؤوس تلك الأفاعي في نقطة ما من انحصار تلك الفقاعة، وملأت الدماء سطح البحيرة

عاد بعدها المرافق لهيئته العادية وانضم إلى جانب المرافقين الآخرين مع الإمبراطور

بعدها توجهوا كالصاروخ نحو القاع، وقفوا أمام الكهوف الثلاث تحت الماء

قام الإمبراطور بعمل 3 نسخ منه، وأدخلها للكهوف، وكذلك فعل المرافقون

بينما دخلت النسخ، بقي الأصليون أمام الكهوف، الفقاعات تمنحهم هواء لا نهائيا لذا تنفسهم سيكون طبيعيا جدا

كانوا جميعهم مغمضي أعينهم، لم تمضي دقائق حتى فتحوا أعينهم مندهشين

قال الإمبراطور "لم أتوقع أن الأمر سيكون صعبا من الآن، يجب أن أخبر أخي عن هذا"

سبح الأربعة خارجين من البحيرة

في نفس الوقت، توغل مرافقو الملك داخل البحيرة، كانوا يتعرضون لهجمات من مخلوقات ضعيفة، كسنجاب الليل الكامل، وفئران الألف سن، وبومة العقاب الأخير، صحيح أن هؤلاء مخلوقات ضعيفة، لكن استطاعوا إلحاق الضرر بالمرافقين، لولا خلودهم لعانوا من إصابات ثقيلة مع مرور الوقت

في وسط الغابة، قام الملك بتدمير الأشجار في دائرة قطرها 1 كيلومتر، صنع في الأرض أختاما وسط أختام، بشكل دوائر متداخل من الأصغر للأكبر

في وسط تلك الدوائر، وفي الدائرة الأصغر، نصب عمودا خشبيا مشتعلا بنار زرقاء

وفي آخر الدوائر، في الدائرة الأكبر، نصب في الاتجاهات الأربع أحجارا تحمل سحرا مميزا خاصا بالملك

وجلس ينتظر وصول مرافقيه وإخباره عما واجهوا

بعد برهة، انتقل أحدهم إلى المكان، كان قد ضغط على الزر

هرع الملك إليه فورا وسأله قائلا "ماذا واجهت أخبرني؟"

قال ذلك الفتى مرتعدا "إنها روح "سحابة الظلام" كان تتبعني وأرادت الفتك بي لولا أنني تجنبت هجومها في آخر لحظة عبر ضغطي على الزر"

صفعه الملك قائلا "أحمق ! ... أخبرني بسرعة من أي اتجاه أتيت؟"

قال الفتى الواضع يده على موضع الصفعة "من... من الشرق"

تحول الملك إلى دخان أسود، وحلق نحو الشرق، لم تمضي فترة حتى لمح "سحابة الظلام"

قام بالتجسد أمامها، وفعل روحه "روح سيد الأرواح" ظهر خلفه شخص يبدو عجوزا بشعر طويل غطى وجهه حتى، يحمل معه سيفين عن يمين وعن شمال، ومملوء بالوشوم على جسده

فتح ذلك الروح فمه، وامتص "روح سحابة الظلام"

بعدها ألغى الملك روحه، وحلق عائدا للمركز

بعد برهة، وصل الآخرون سريعا تباعا، وكان صابر آخر من يصل

جمعهم الملك وهم بالكلام، لكن قوطع من طرف أخيه الإمبراطور أربوليس الذي جاء محلقا من أعلى الغابة ونزل أمام الملك

قال الإمبراطور "أخي، لقد وجدت كنزا أسطوريا، لكنه مختوم بختم من أحد الملوك، لن نتمكن من كسره، لكن بحسب الختم، لا يسمح بالأرواح ولوج المكان، يعني حتى نحن الذين نملك أرواحا وفي المستويات الروحية لا يسمح لنا بدخول المكان، يجب أن ترسل معي أحد مرافقيك الذي لم يدخلوا المستويات الروحية حتى يتمكن من دخول الختم دون مشكلة"

نظر الملك إليهم، وأشار إلى صابر قائلا "أنت، اذهب معه وأحضر الكنز ولو كلفك هذا حياتك"

أومأ صابر بالموافقة، قام أحد المرافقين للإمبراطور بضمه إليه، ثم حلق به إلى أعلى البحيرة

زوده بفقاعة، ودخل هو وإياه والمرافقين الآخرين والإمبراطور مرة أخرى إلى قاع البحيرة

في الأسفل، دخل الجميع الكهف الأوسط، فقد عرفوا من نسخهم مما سبق أنه طريق أكثر مباشرة إلى الكنز

تواصل الإمبراطور مع صابر قائلا "اعبر من هنا، قم بفتح الصناديق هناك وكن حذرا، فعسى أن يكونوا فخاخا، بعد عبورك لن نتمكن من مساعدتك للأسف"

عبر صابر الختم دون مشكلة، فقط ومض الختم بضوء خفيف

كان أمامه مجموعة تماثيل ضخمة، وتحت كل تمثال دروع فرسان حديديين محفوظين بطريقة رائعة دون صدأ

كان أسفل التماثيل، ذهب وجواهر وأسلحة عتيقة متناثرة هنا وهناك، وكان هناك أيضا مخطوطات ملقاة في الأرجاء

كان بين يدي كل تمثال أو فوقه، صندوق ضخم مغلق بإحكام، على صابر أن يفتح كل صندوق بحذر ليرى ماذا يوجد فيهم

من الممكن أن يكافأ أو يجازى، إذا كان أحد الصناديق فخا من الممكن أن يكون هذا آخر شيء يفعله في حياته

2017/07/22 · 858 مشاهدة · 1209 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024