ما يلفت الانتباه في ذلك المكان كان 3 صناديق حمراء، في أيدي 3 تماثيل عملاقة


تقدم صابر بحذر محاولا فتح أحد الصناديق، لكن لم ينجح، كانت هناك كتابة مكتوبة على كل صندوق:


الصندوق الأول: الأصفر يجمل الرأس

الصندوق الثاني: القوة تعطى بكلمة

الصندوق الثالث: واحد دون الملايين


بدا الأمر كلغز ما، فكر صابر لهنيهة، ثم يئس من الأمر، فأكمل جولته في ذلك الكهف


رأى شيئا لامعا هناك، تقدم نحوه، كان عقدا من اللؤلؤ، أحيط برقبة تمثال عظيم، يحمل فأسا ذات حدين، بمجرد ما تقدم صابر وأخذ العقد، ومض ضوء غطى المكان


تكسر ذلك التمثال، وظهرت فتاة صغيرة نائمة، كانت مغمضة العينين، وتطفو، ذات شعر بنفسجي، ترتدي فستانا أبيضا خط بالأحمر


الفضول ملأ صابر، اقترب منها، بمجرد مد يده إليها، حتى فتحت عينيها، قائلة "من أنت أيها الفاني؟" موجة صادمة صدرت منها أطارت صابرا بعيدا، حتى الإمبراطور والملك ومرافقيهم تجهموا


بإحساسه بهذا الضغط، توجه الملك بسرعة لمكان أخيه، برؤيته للفتاة قال مذعورا "حارسة الحياة الأسطورية؟ ! "


تجهم وجه الإمبراطور فسأل أخيه "حارسة الحياة؟ من هي؟"


أجاب الملك "هي كيان أقرب إلى الملوك، كان من المرجح أن تكون ملكة الحياة، لكن اختفت فجأة"


نظرت الفتاة إلى الملك قائلة "أوه، هناك من يعرفني؟ حسنا سأكافؤكم على جرأتكم هذه، لقد استيقظت بسببكم"


بإشارة من يديها، انفجر كل المكان، وانحسر ماء البحيرة بضعة عشرات الأمتار، وقفت في الوسط وقالت "سأجرب قواي مجددا بعد فترة السبات هذه"


أومأت إلى الأرض، فخرجت تماثيل طينية، هجمت مباشرة على الجميع، تقدم أحد مرافقي الملك، وهاجم تمثال متوجه نحوه، صرخ الملك "لا، لا تفعل"، لكن الأوان كان قد فات، بمجرد ما لكم التمثال، حتى انساب الطين على جسده، ثم ضغطه، فانفجر جسده، بعدها عاد ذلك الطين على هيئة التمثال الأول


أسرع الملك وسجد على ركيتيه متضرعا "سيدتي ملكة الحياة، لم نكن ندري أنك هنا، وإلا ما أتينا وقوضنا سلامك الخاص، أرجو أن تغفري لنا، أنت بعد كل شيء ملكة الحياة، لا يليق بسموك أن تقتل بدل أن تمنح الحياة"


ارتعشت ملكة الحياة وبدأت بالبكاء "هذا ليس عدلا، إنه هذا الكلام مرة أخرى، أنت تتكلم مثل معلمي، ما الفائدة مني إذا لم أستطع القتل"


قال الملك "لقد منحك ملك الملوك لقب ملكة الحياة، يستحسن أن تحافظي على هذا اللقب، وإلا نزلت بك لعنة مخالفة ملك الملوك"


ارتجفت ملكة الحياة، ثم حلقت بعيدا قائلة "هذا ليس عدلا، أغربوا عن وجهي، هذا ليس عدلا"


بعد رحيل الملكة، تنفس الملك ومرافقوه الصعداء، استطاع ملك مملكة الرمال خداع ملكة الحياة بكلماته، وإلا كانوا سيموتون هنا جميعا


توجه الملك للبقية وقال "الآن، ابحثوا جيدا في هذا المكان، لابد أن نجد شيئا مفيدا طالما أن ملكة كانت هنا"


بدأ الجميع بالبحث، بعد فترة من الوقت، استخرج الإمبراطور أربوليس شيئا من تحت التراب، إنه أحد تلك الصناديق الحمراء مكتوب عليه "القوة تعطى بكلمة"


نادى أربوليس أخيه متسائلا، لكن حتى أخيه لم يعي المعنى، أو كيفية فتح الصندوق، حينها تدخل صابر قائلا "سيدي، لقد وجدت صندوقين آخرين وعليهم كتابتين مختلفين، وأظن أن الصناديق الثلاث مترابطة نوعا ما"


أمر الملك بالبحث عن الصندوقين، لم تمضي إلا ساعة من الوقت حتى تم إيجادهما


قام صابر بترتيبهم بحسب ما رآهم، بمجرد ما انتهى، ابتسم الملك قائلا "لغز سهل"


توجهت أنظار الجميع إلى الملك قائلين "ماذا؟"


قال الملك بهدوء "الأصفر يجمل الرأس معناه التاج، القوة تعطى بكلمة معناه الأمر، واحد دون الملايين معناه شخص مميز، وبجمع كل هذا نجد أن الحل هو الملك "


بمجرد لفظه للعبارة، حتى انفتحت الصناديق ثلاثتها، مصدرة ضوء طاغ، بعدها حلق من كل واحد من الصناديق، جزء من جوهرة خضراء، ثم تجمعت الأجزاء الثلاثة لتصبح جوهرة واحدة، ارتسمت على تلك الجوهرة رسم شجرة


ذهل الملك من ذلك قائلا "إنـ... إنـ... إنه مفتاح عالم الأبدية"


صعق أربوليس "ماذا؟ مفتاح عالم الأبدية؟ عالم الملوك الفرعي؟"


أسرع الملك وأخذ الجوهرة وقال على جناح السرعة "يجب أن نغادر من هنا، إن هذا المفتاح خاص بملكة الحياة، وهذه فرصة لا تعوض، فلنغادر قبل أن تعود"


قال أربوليس "ماذا؟ نغادر؟ لا لن نفعل، سنتعمق أكثر نحو الجبال الوحشية، يجب أن نجد شيئا مهما ذا استعمال وقت الحاجة، وليس مجرد مفتاح لعالم ما"


الملك لم يناقشه، أخذ أتباعه وغادر المكان، توجه نحو الغابة، وخيم هناك


في نفس الوقت انطلق أربوليس نحو الجبال الوحشية


لقد كانت منطقة غائمة يدوي البرق والصواعق الرعدية فيها باستمرار دون توقف


بمجرد اقترابهم تعرضوا لهجوم من طرف طاقة حمراء، بخبرتهم تفادوا الهجوم دون مشكلة، لكن كلما تقدموا أكثر كلما أصبحت الهجمات أكثر كثافة، حتى وصول لنقطة لم يستطيعوا التقدم أكثر


قال أربوليس في نفسه "تبا، حتى بالنسبة لي من الصعب التقدم أكثر لوحدي، وخصوصا أن أتباعي أضعف مني... تبا، لا أملك خيارا آخر"


استدار إلى أتباعه وصرخ "فلنعد"


حلق الجميع عائدين، لكنهم تفاجؤا بعد تحليقهم لوقت طويل نسبيا أنهم في نفس المكان

قال أحد المرافقين "سيدي، ما الذي يحدث؟"


اعترى وجه أربوليس تعبير مرعب وقال "و... وهم الزمن؟"


كان يعرف على أن وهم الزمن هي تقنية دفاعية خاصة فقط بأراضي أقوام يدعون بـ "المعاقبين"، وهم أقوام عارضوا أحد الملوك، فتم نفيهم إلى الأرض السفلية


بسرعة رفع أربوليس رأسه نحو السماء متجهما "إذا هذه الأرض غارقة في لعنة الزمن، من يدخلها لا يمكنه الخروج منها ويتوقف الزمن عنده، حتى يموت وهو على هذه الحال ! "


تغيرت تعبيرات كل المرافقين فتساءلوا "ما الحيلة يا سيدي؟ أرجوك أنقذنا؟"


قال الإمبراطور أربوليس "ليس أمامنا خيار آخر، سوى أن نحاول أن نصل للسحب الداكنة هناك، إذا استطعنا كسر الحاجز الذي يغذي "وهم الزمن" سنستطيع كسر اللعنة"


في هذا الوقت، في الغابة


ملك مملكة الرمال، كان يتفحص الجوهرة باستغراب وشغف غريبين


تقدم صابر قائلا "جلالة الملك، لقد أعددنا الأكل، أرجو أن تتفضل معنا حتى تأكل سيدي"


أدخل الملك الجوهرة في حيزه الفضائي، ثم تقدم نحو موضع النار المشتعلة، برؤيته للحم المطبوخ، تغير تعبيره وقال "أيها الأغبياء، هل اصطدتم غربان التوأم الثلاثي؟ ! "


تعجب الجميع، قال أحد المرافقين "ما هو غراب التوأم الثلاثي هذا يا جلالة الملك؟"


قال الملك "من يقتل هذا الغراب سيصاب بلعنة التلاشي، وسيتلاشى من الوجود نهائيا، أو عليه أن لا يخرج من هذه الغابة أبدا حتى يتفادى موضوع تلاشيه، هذا أحد قوانين ملك الملوك التي وضعها في الأرض السفلية، وأنتم كسرتم هذا القانون؟"


أكمل الملك قائلا "من لم يصطد هذه الغربان؟"


لقد كان صابر هو الوحيد الذي لم يفعل، لذلك أجاب "أنا يا جلالة الملك"


قال الملك "جيد، أعطني بعضا من دمك"


قام صابر بفتح جرح في ذراعه، وأسال قطرات من دمه في قنينة زجاجية كانت مع الملك


أخذ الملك تلك القنينة ورجها ثلاث مرات، بعدها أخرج بعض الأعشاب من حيزه الفراغي، وخلطها مع الدم، ثم قام بطلي ذلك المزيج على لحم الغربان المطبوخ


قال الملك "الآن، فليأخذ كل واحد منكم قضمة واحدة"


كل واحد من الصائدين أخذ قضمة، فتكون على جباههم هلالين متعاكسين وبينهم حرف I


قال الملك "الآن، لقد أديتم قسما اتجاه هذه الحيوانات، أنكم قتلتموهم بغير عمد، ولذلك ستتحررون من اللعنة، لكن أولا يجب عليكم إيجاد سيد هذه الغابة، هو وحده من يمكنه أن يزيل اللعنة"


نظر لصابر وقال "اصطحبهم أنت، فأنت الكفيل لهم بدمك، ولا تقلق لن يصيبك مكروه ما دمت لا تتدخل فيما يفعله سيد هذه الغابة"


انحنى صابر للملك، لكنه قال في نفسه ممتعضا "تبا، وما دخلي أنا حتى تقحمني في هذا، أم أن دمك الملكي أغلى من أن تهبه لأتباعك أيها الأخرق"


مشى كل المرافقين أعمق في الغابة، تاركين الملك وحده في المخيم

2017/07/25 · 749 مشاهدة · 1149 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024