رأى منير جناحان ذهبيان يزحفان على الأرض وكأنهما يتسللان


هذا المنظر أذهل منير، فقط ما نوع هذين الجناحين؟


بالتدقيق أكثر يبدو أن هناك جناحان ذهبيان آخران أصغر حجما وراء الأكبر حجما


دفع الفضول منير لأن يشغل بنيته البيضاء ليحفز إمكاناته الجسدية ويزداد سرعة متوجها نحو الجناحان


لكن قبل أن يصل لهما، أحس بشعور كأنه في النفق الزمكاني الذي دخله سابقا رفقة ملكة الدماء متوجهين نحو عالم الفوضى أحد العوالم الرئيسية الـ10 وصاحب المرتبة التاسعة في أقوى العوالم


شعر كأن تدفق الزمان والمكان قد تباطأ بشكل كبير


تساءل منير في نفسه "هل يعقل أنها تقنية ما للتحكم في الوقت؟"


بعد هنيهة من تفكير لحظي، شعر بطاقة سوداء تتجمع أمامه


بالتركيز أكثر، يبدو أن الطاقة تتجمع بين الجناحين الكبيرين


تجمعت الطاقة السوداء رويدا رويدا حتى أصبحت كرة سوداء، وتوجهت تلك الكرة بسرعة خاطفة نحو منير


أسرع منير وفعل سحر الضوء ليضاعف سرعته واستطاع في الثانية الأخيرة تجنب اصطدام الكرة به، لكن الكرة خدشت كتفه وتركت نوعا من الحروق عليه


بعد تجنب الكرة السوداء، سقط منير أرضا متدحرجا عدة أمتار من فرط السرعة وفقدان توازنه جراء الرجوع السريع لتدفق الوقت من بطيء لعادي


أسرع منير ونظر بسرعة للجناحان الذهبيان الكبيران والصغيران وهو ملقى على بطنه أرضا، متوقعا هجوما آخر عليه


لكن الجناحان أسرعا ودفنا نفسيهما تحت التراب واختفيا كأنهما لم يكونا هناك


الملاحظة الدقيقة لمنير أسفرت عن استنتاج أنه لم يكن هناك نوعين من الأجنحة، بل هما جناحان اثنان ذهبيان في الأعلى يكونان كبيران وفي الأسفل صغيران، إذا الجناحان الصغيران هما امتداد للجناحان الكبيران، وكلهما واحد


رغم لونهما الذهبي البراق الجميل، إلا أن شكلهما غريبا، وأيضا طريقة هجومهما أغرب، فقط ما هما هذان الجناحان؟


نهض منير، ونفض الغبار من على ثيابه، ونظر لكتفه الأيمن حيث أصابته الهجمة بحروق طفيفة


يبدو أن الكرة السوداء الغامضة تلك ساخنة جدا


وبينما هو غارق في التفكير، دوى انفجار ضخم داخل القرية

*بوووووم*


حتى أن مكان الانفجار أنار ليلا


أسرع منير نحو مكان الانفجار، ليجد أن أغلب القرية تم تفجيرها، وأن هناك حفرة كبيرة وسط القرية


كانت أشلاء الجثث والدماء والصرخات الحزينة متناثرة في كل مكان، وكذلك بعض الأكواخ مشتعلة


أسرع منير وساعد أحد الجرحى على النهوض، سائلا إياه "ما الأمر؟ ما الذي حدث؟"


أجاب ذلك الشخص "يبـ... دو... هجو...ما...على... القر... ية..." ثم لفظ أنفاسه الأخيرة


فتح منير حواسه كلها، فيبدو أن هناك هجوما على القرية


فجأة، رأى طفلا مرتعبا يختبيء في زاوية من الحطام هناك


توجه له وسأله "اهدأ، اهدأ... أخبرني، هل رأيت ما حدث؟"


قال له الطفل "جاءت كرة سوداء غريبة من السماء وانفجرت هنا"


فورا، أدرك منير أن الهجوم الذي تجنبه سابقا قد وصل للقرية وانفجر هنا


فقط من مدى انفجار الكرة، يبدو أنها لو أصابت منير لقامت بتفتيته


السؤال الوحيد الذي ملأ عقل منير هنا "فقط ما نوع تلكما الجناحان؟"


فجأة، شعر منير بنية قتل خلفه


التفت بسرعة مشددا حرسه ضد أي هجمة مباغتة


وجد فتى ملثما يكتسيه السواد في ثيابه، واقفا يديه خلف ظهره يحدق في منير


سأله منير "من أنت؟"


أجاب "لا حاجة لك لمعرفة اسمي، ستموت على أية حال"


فجأة، على يسار ويمين منير ظهرا سيفان متوجهان نحوه


أسرع منير مستخدما البنية البيضاء وحطم السيفان بيديه، ثم أمر ذلك الطفل فابتعد من المكان

قال له الفتى الملثم "يبدو أن المعلومات حولك صحيحة، تمتلك قوة جسدية خيالية فعلا، لكن..."


تصاعدت هالة حمراء من الفتى الملثم، وظهر أمامه سيف ناري


أمسك الفتى بالسيف وتوجه مباشرة نحو منير


لوح بسيفه مرارا وتكرارا، لكن منير استطاع تفادي كل هجماته باستخدام سرعة البنية البيضاء وحدها


قال الفتى الملثم في نفسه "يبدو أن سرعته أيضا كبيرة"


شدد الفتى قبضته على السيف، فاندلعت من السيف نيران، لفحت وجه منير بينما كان السيف متوجها نحو رأسه فتفاداه منير


تراجع منير بسرعة ووقف على مسافة آمنة من الفتى الملثم


قال الفتى "مهاراتك ليست سيئة، لكن لن يفيدك الدفاع فقط"


ظهرت ثلاث سيوف نارية طائرة، أحدها خلف منير والآخران عن يمينه ويساره وسيف رابع في يد الفتى الملثم أمام منير، أي أن الجهات الأربع محاطة بالسيوف النارية


قال الفتى "فلنرى كيف ستتعامل مع هذا؟ ! "


توجهت الهجمات من الاتجاهات الأربع نحو منير


قال منير "يا لها من مهارة تافهة"


وقف منير ثابتا في مكانه، الهجمات الأربع لمسته مباشرة


ضحك ذلك الفتى "ههههه، يا لك من غبي، أن تستقبل هجماتي بجسدك وحدك، يبدو أنني رفعت من شأنك كثيـ..."


لم يكمل كلماته حتى صدر ضوء من منير، ثم تبعه انفجار أرسل ذلك الفتى محلقا عدة أمتار حتى أنه دمر أحد الأشجار القريبة


كان ذلك الانفجار الميزة التي حصل عليها منير من المستوى الانفجاري جراء تجاوزه حدوده مرارا وتكرارا في مواجهة سرعة السفر عبر الزمن وقوة امتصاص الثقوب السوداء داخل النفق الزمكاني السابق


أصبح الفتى مضرجا بدمائه ولم يقوى على الحراك واستلقى متكئا على جذع الشجرة المحطم متفاجئا مما حدث


تقدم منير نحوه بخطى ثابتة مفعلا بنيته البيضاء، وكانت خلفه نار القرية تلتهب، مما أعطاه منظرا مهيبا تحت سواد الليل


أماط الفتى اللثام من على وجهه وابتسم "يبدو أني لم أكن ندا لك منذ البداية، أعترف أنك قوي جدا، لكن لا يعني أني هزمت"


بمجرد انتهائه من كلماته، ظهر خيال وراء منير


*بووووش*


الدم صبغ الأرض، يد شخص ما اخترقت ظهر منير من الخلف


سقط منير أرضا بلا حراك


ظهر خيال ذلك الشخص، لقد كان مثل الفتى السابق، هو أيضا ملثما بالسواد


قال الفتى الملثم للآخر "يبدو أنك عانيت كثيرا، لقد أخبرتك سابقا مهما كان الخصم قويا إذا تعاونا نستطيع أن نقتله، فنحن إخوة الظلال بعد كل شيء"


ابتسم الشخص المصاب قائلا "لولا تقنية الاختباء في الظلال، التي مكنتك من أن تختبيء في ظله متفاديا حواسه، لما تمكنا من قتله، إنه قوي جدا"


قال الملثم"الحرب خدعة، عدم معرفته بأعدائه كلفه حياته، لا يلقى اللوم علينا بل على عدم يقظته"


قم نظر للآخر وقال "يجب أن نذهب الآن ونعالج جراحك هذه، ثم نساعد زعيم القرية حتى نتمكن من أن نتحصل على سارة لاحقا" هنا ومضت من عينيه نظرة شريرة


لقد كان الفتيان هما نفسهما اللذان أضمرا نية قتل منير سابقا


تقدم الملثم وساعد أخيه المضرج بالدماء على النهوض


بمجرد ما استدارا راحلين حتى سمعا "مثير للاهتمام حقا"


التفتا بسرعة، ولكن كانا بطيئان، الملثم فقط ذراعه التي كان يتكيء عليها أخيه، والمصاب سابقا، تم قسمه لنصفين من الرأس إلى ما بين الرجلين


مليء الأخ الملثم ذعرا، وتراجع عدة خطوات للوراء وهو يصرخ ممسكا مكان الذراع اليسرى التي قطعت قبل أن يسقط أرضا وتخونه ركبتاه عن الوقوف


لم ير أصلا ما هو الهجوم ناهيك عن من هاجمه


أصدر صوتا مرتعبا "مـ...ن...أنـ...ت؟ ! "


ظهر خلفه خيال ما وأمسك به من كتفه اليمنى قائلا "سترى الرعب الحقيقي الآن"


طبعا ذلك الشخص كان منير

2018/05/03 · 1,058 مشاهدة · 1036 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024