لقد كانت نظرة منير نحوه مرعبة في حد ذاتها


كل ما ملأ تفكيره "فقط من هذا اللعين؟ وكيف من الممكن أن يكون قويا جدا، ألم أقتله قبل لحظة، ما الذي يحدث هنا...؟ ! "


تساؤلات عديدة ملأت قلب الأخ الملثم


في تلك اللحظة مد منير أصبعه وقام بفقع العين اليسرى للملثم


أمسك الملثم مكان عينه وصرخ من شدة الألم، لم يعرف أيصرخ من ألم فقدان ذراعه أم عينه


وضع منير قدمه على صدره وقال "حان وقت الأسئلة، إذا شعرت أنك تكذب عليه سأضاعف لك الألم" وقد كانت العين المفقوعة في السبابة اليمنى لمنير


الرعب ملأ كل شبر من جسد الشخص الملثم


قال منير "أولا: من أنتما ولما تريدان قتلي؟"


أجاب الملثم "نكرة... نكرة... نحن مجرد نكرة، أعمتنا الغيرة فأردنا... قتلك"


زاد منير من وطأت قدمه قليلا قائلا "هل تصدقني القول؟ ! " ورمقه بنظرة مرعبة


أجاب الفتى "أجل... أجل... أصدقك"


قال منير "جيد، إذا للسؤال الثاني: ما الذي يخطط له زعيم القرية؟"


أجاب "هذا... " ثم صمت


لم ينتظر منير كثيرا قبل أن يطأ ركبته اليسرى جاعلا إياها تخرج من الخلف


الألم ملأ كل جزء من الفتى، حتى أنه أغمي عليه


بعد فترة استيقظ، وجد نفسه مربوطا في شجرة، والدم قد توقف والكسور والجروح مضمدة


بمجرد ما رفع رأسه رأى منير أمامه قد أوقد نارا على الحطب، وبعض الأخشاب تحوي دما، كان من الواضح أن منير أوقف النزيف عن طريق كي مكانه


قال الفتى مرتعبا "ما الذي تريده مني؟ ! "


ابتسم منير قائلا "بعض الإجابات، وإلا لن يكون موتك يسيرا"


نهض وتوجه نحوه، جلس أمامه مباشرة ورفع ذقنه بيده وقال "أعيد السؤال مرة أخرى، ما الذي يخطط له زعيم القرية؟"


ارتعدت فرائس الفتى المقيد


في هذه اللحظة أدرك تمام الإدراك أنه لا جدوى من المقاومة


قال لمنير "الزعيم يخطط للقضاء على قبيلة السراب"


دهش منير "ماذا؟ ! "


إذا كان الزعيم يريد القضاء على قبيلة السراب فلماذا أراد تزويج ولده من ياسمين؟ هل يعقل أنه يخطط لمؤامرة ما؟


سأل منير "كيف يخطط للقضاء عليها؟"


أجاب الفتى "لا أدري التفاصيل، ولكن يبدو أن الزعيم وجد سر النهر المقدس ويخطط لاستعماله في خطته"


منير في نفسه "سر النهر المقدس؟"


سأل منير مرة أخرى "هل أنتم السبب في ما حدث للقرية؟"


أجاب "لا، لسنا نحن، ولكن الظروف كانت مواتية لعملية الاغتيال"


احتار منير، إذا لم يكونا على علاقة بالهجوم الذي حدث للقرية، إذا لا يعرفان الجناحان الذهبيان، هل هذا يعني أن الجناحان الذهبيان عامل خارجي لا دخل له في الخطة؟ !


سأل منير "هل أمركم الزعيم بقتلي؟"


أجاب الفتى "لا لم يأمرنا بذلك، ولكن من الطريقة التي ينظر بها لك كان ذلك مسألة وقت"


فكر منير قليلا ثم سأل "إذا كنتم تخططون للقضاء على قبيلة السراب، فهل تعرفون نقاط ضعفها؟"


أجاب الفتى المقيد "ليس ضروريا معرفة نقاط ضعفها، إذا أزلنا الوسيلة الوحيدة التي تضمن سلامتهم في غابة الضباب وهي النهر المقدس"


قال منير "ألا تخشون أنهم قد احتاطوا لذلك، فإذا لم تدرس عدوك جيدا، كثرت هفواتك وقت الصراع، تماما مثل ما قلته سابقا"


تجهم وجه الفتى، لكنه ظل صامتا


كسر منير صمته قائلا "لقد ذكرتما سابقا تقنية الاختباء في الظلال، وهي حقا تقنية تجسس قوية، فما هي هذه التقنية؟"


تردد الفتى في الجواب، لكنه قال أخيرا "هي تقنية متوارثة في عائلتنا، تسمح لنا بدمج أنفسنا في ظل أي شيء، بحيث نتشابه وذلك الظل في كل شيء، من المستحيل كشف طاقتنا مهما بلغت قوة العدو"


أشاد منير في قلبه بمدى روعة هذه التقنية، هي حقا تقنية تجسس واغتيال ممتازة


أكمل الفتى قائلا "لا تعتقد أن بإمكانك تعلمها أبدا، فاللفيفة التي تحوي التقنية مخبأة في مكان سري حتى أنا لا أعرفه"


قال منير "إذا كيف تدربت عليها؟"


أجاب "لقد مررها لي الزعيم شخصيا لفترة من الوقت ثم استرجعها"


عم الصمت المكان للحظة، قبل أن يكسره منير قائلا "آه، تذكرت، هل تعلم شيئا عن قبيلة الجلمود؟"


أجاب الفتى محتارا "قبيلة الجلمود؟ ! ما الذي تريد أن تعرفه عن قبيلة تم إبادتها بالفعل"


قال منير "هل كانت تقوم بأي أشياء مشبوهة وغير طبيعية، أو لاحظتم علامات غريبة على أفرادها مؤخرا قبل أن تتم إبادتهم؟ ! "


قال الفتى "في الواقع قبل أن تتم إبادتهم، سمعت أنهم كانوا مهتمين بمنجم ما في جبل "المغناطيس" يبدو أن هناك معدنا ما اهتموا به بشدة"


أضاءت عيني منير بتعبير غريب، مع ذلك سأل الفتى "جبل المغناطيس؟ أين يقع هذا الجبل؟"


قال الفتى "يقع وراء قصر ملكة جنيات الأحلام"


دهش منير "وراء قصر ملكة جنيات الأحلام؟ كيف استطاع إذا أفراد قبيلة الجلمود الوصول لجبل المغناطيس هذا؟"


أجاب الفتى "هذا سر لا يعرفه أحد، لكنها تضل مجرد شائعات، منطقيا هي غير صحيحة"


وقف منير وقال للفتى "حسنا، الآن انتهى دورك"


بسرعة خاطفة قطع منير الحبال التي تربط الفتى


دهش الفتى قائلا "هل أنت تحررني، ألن تقتلني؟"


قال منير مبتسما بمكر "لا داعي للاستعجال"


بسرعة خاطفة أيضا، قام منير بضرب نقطتين يمين العمود الفقري وأخريين يساره وخامسة عليه مباشرة


شعر الفتى بأن روحه تقبض والألم يقطعها تقطيعا


نظر لمنير قائلا "أنت، ما الذي فعلته بي؟"


ابتسم منير وقال "لا حاجة للقلق، لقد قمت بسحب روحك فقط" وبحركة من يده خرجت روح الفتى ماسكا إياها من الرأس باستخدام لرؤوس أصابعه الخمس


طبعا، كانت هذه تقنية ختم الروح، التي علمها له الشيخ الشبحي سابقا


أمسك منير تلك الروح، ثم أخرج أداة روحية عبارة عن سيف ثقيل ضخم، كان أحد الأدوات التي وجدها في برج القمر الأحمر في العالم السفلي


هو سيف عادي ليس مميزا، في الأصل هو خاص بالمبتدئين، ختم منير روح الفتى في السيف الثقيل باستخدام تقنية ختم الروح، فظهر شكل باهت على السيف، كأنه شخص ما


لوح منير بالسيف نحو شجرة قريبة، فحدث أمر لا يصدق


اندمج السيف مع ظل الشجرة، يبدو أن السيف أخذ تقنية الروح وهي تقنية الاختباء في الظلال


لقد أراد منير تجربة تقنية ختم الروح فقط، لينظر إلى مدى إتقانه لها، خصوصا أن خصمه في حالة يرثى لها، لكن لم يتوقع أن ينجح بامتياز ويضيف سلاحا سريا لجعبته


سعد منير بهذا الانجاز غير المتوقع


ابتسم، ثم تحول لضوء وتوجه نحو مكان القرية المدمر حاليا


في الطريق استذكر شيئا


قال منير "تبا، لقد نسيت أمره مرة أخرى، لقد أخبرتني ملكة الدماء أن ألتقي بالشيخ الشبحي"


كان لقاء الشيخ الشبحي أمرا منسيا تماما في عقل منير لتطور الأحداث معه


لكن تذكره أخيرا


وحان وقت اللقاء

2018/05/04 · 979 مشاهدة · 984 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024