بعد نصف ساعة، واصلنا الطريق نحو مقر أورك الجليد. كانت السماء مليئة بالغيوم الرمادية بأحجام وأشكال مختلفة، بينما مالت الشمس خلف السحب. كان الهواء شديد البرودة، وكل ما يمكنك رؤيته هو الثلوج التي تغطي كل مكان، وأشجار ضخمة، وطريق طويل ممتد. كما كانت هناك جثث لحيوانات ووحوش مختلفة، من بينها عقارب وذئاب ميتة متناثرة في أماكن عدة، مع آثار دماء هنا وهناك.
قال ستون:
"يجب أن يكون معسكر الأورك قريبًا."
وبعد عشرين دقيقة، وصلنا إلى منحدر، وفي نهايته قرية صغيرة تتكون من عشرة أكواخ جليدية. كان بالإمكان رؤية العديد من الغيلان تتجول حول المكان. أشار ستون نحو أحد الأكواخ قائلًا:
"انظروا إلى ذلك الكوخ الكبير."
رد الأمير فابيان بثقة:
"من المؤكد أنه منزل الأورك ثايد، سأقوم بشوائه!"
نظرنا إليه وضحك ثايد قائلًا:
"حسنًا، عنصر النار لديه أفضلية على عنصر الجليد."
تحدث ستون بحزم:
"سأنتقم من الأورك أو الغيلان، لا يهم من سيكون خصمي." (يطقطق أصابعه)
رد الأمير:
"حسنًا، أنا وستون سنهتم بباقي الغيلان، لكن ماذا عن الجدار الجليدي؟ إنه مليء بالأشواك، ولن يكون تحطيمه بالأمر السهل."
ابتسم إيلاريون قائلًا:
"الأمر بسيط، سنخترقه ونحرق القرية!"
نظر ثايد بحماس:
"فهمت، سيكون الأمر مليئًا بالإثارة!"
ضحكت بخفة وقلت:
"حسنًا، انتهى وقت الكلام، حان وقت العمل. ستون، ثايد، أعتمد عليكما!"
ستون، أريد منك صنع ثلاث صخور بأكبر حجم تستطيع.
أومأ ستون وقال:
"صنع ثلاث صخور ضخمة لن يكون شيئًا صعبًا، ستكون كافية!" ثم التفت إلى ثايد:
"سنحتاج إلى نيرانك."
قال فابيان:
"أنا وستون علينا استغلال الفوضى لقتل أكبر عدد من الغيلان."
بعد لحظات، قال ستون:
"انتهيت، الأمر أفضل مما توقعت! ثلاث كرات بحجم ثلاثة أمتار، وكتلتها شيء لا يستهان به، وحوافها حادة ومسننة كالسكاكين." ثم أضاف متسائلًا:
"لكن كيف سنشعلها؟"
ابتسمت وقلت:
"هنا يحين دوري!"
أخرجت قارورة صغيرة مصنوعة من الداخل من الفولاذ، ومن الخارج من خشب شجر بني اللون، وعليها نقوش فضية. كانت تحتوي على سائل أخضر قاتم ذو رائحة لاذعة. ابتعد الجميع بحذر وسأل ستون:
"ما هذا؟"
أجبت ببساطة:
"سم الحشرات الذي أخذته قبل قليل، لم أظن أنه سيحين وقته بهذه السرعة، وقمت بمزجه مع سم ثايد."
سكبت السائل على الصخور، ثم طلبت من ستون دفعها بمطرقته بعد إشعالها. التفت إلى ثايد وقلت:
"حسنًا، دورك يا فتى النار!"
أشعل ثايد الصخور الثلاثة، بينما قام ستون بالتحكم بها ودفعها نحو المنحدر مستخدمًا قوته الأرضية. توقفت الصخور عند الحافة، وعندها رفع ستون مطرقته الضخمة "مطرقة الخراب"، بينما استعد الجميع بأسلحتهم.
بدأ العد التنازلي: 3... 2... 1... هجوم!
تدحرجت الصخور المحترقة بجنون، مصدرةً صوتًا مزلزلًا. اخترقت الجدار الجليدي، واستمرت في التدحرج داخل القرية، مدمرةً الأكواخ وساحقة كل ما يقف في طريقها، سواء من الغيلان أو المنازل الخشبية الثقيلة المصنوعة من أشجار ضخمة.
وضع الخطة:
إيلاريون، ثايد، ستون، والأمير تناقشوا سريعًا عن الخطة:
سيكون دور ستون والأمير تشتيت وقتل قطيع الغيلان.
ثايد سيدعم إيلاريون في قتل أورك الجليد.
بعد وصولهم، ذهب ستون لاستغلال الفرصة الذهبية، حيث إن أغلب الغيلان كانت تحت تأثير السم المهلوس وغير مستعدة، فانطلق لقتل المتشتتين وخلق الفوضى. في هذه الأثناء، توجه ثايد وإيلاريون نحو منزل الأورك.
رأوا منزلًا كبيرًا مصنوعًا من الخشب، تحيط به حفرة كبيرة لا يمكن رؤية ما بداخلها، وطريقه متعرج بلا أي بديل آخر. فوق المنزل، كانت هناك أسطح جليدية بأشكال غريبة، مما أكد أنه منزل أورك الجليد.
أمسك ثايد بميدالية صغيرة على شكل خنجرين، ووضع إبهامه عليها، فظهرت خناجره الخاصة. قام هو وإيلاريون بتسريع الوتيرة قدر الإمكان. وقبل أن يقتربوا، خرج الأورك وأنثى الأورك من المنزل.
كان الأورك يحمل هراوة ضخمة من الجليد. نظر إيلاريون إليه وعض شفتيه قائلًا:
"حسنًا، سيكون الوضع أكثر إزعاجًا مما أردت... لكن فليكن!"
نظر إيلاريون للخلف ليتأكد إن الأمير مع ستون يقومان بقتل الغيلان.
اندفع إيلاريون نحو الأورك، الذي لوّح بهراوته، لكن إيلاريون وجّه هجومًا بسيف "لهيب الفجر"، فقطع الهراوة بالكامل واقترب من عنق الأورك. لكن في اللحظة الأخيرة، قام الأورك بتجميد الهراوة وأغلق الفجوة، مما جعل السيف يتجمد أيضًا.
هجم ثايد بسرعة، تسلق على جسد أورك الجليد بخفة ومهارة، مستهدفًا عينه. صرخ الأورك بجنون، وبدت عليه ملامح الألم. تدفقت الدماء الحمراء. قفز ثايد إلى الأرض مبتعدًا.
لكن الأورك ضغط الأرض وجمّدها، مما جعل ثايد ينزلق! حاول ثايد استعادة توازنه، لكنه استمر في السقوط نحو الحفرة. غرس خناجره في الثلج بصعوبة كي لا يسقط. في هذه الأثناء، قام الأورك بتجميد عينه اليمنى ليوقف انتشار السم، ووضع هراوته حول رقبته لحماية نفسه.
استغل إيلاريون الموقف، وغرس سيف "سيد الظلام" في بطن الأورك وسحبه. عندها، أسرعت أنثى الأورك عندما رأت أورك الجليد يتأذى، وحاولت تحطيم رأس إيلاريون، لكنه ابتسم، تفادى بسرعة، واستغل انزلاق الثلج ليبتعد. ثم أخرج خناجره، مثل ثايد، وغرسها في الجليد.
حاول الأورك الهجوم على إيلاريون قبل أن يعود ثايد، لكن إيلاريون غلّف خنجره بسائل غامض - سم الحشرات. وما إن لوّح الأورك بهراوته، حتى ذابت فجأة! فقد كان سيف "لهيب الفجر" في حالة هجوم مضاد بسبب تعارض خصائص العناصر. بما أنه مرتبط بالشمس والضوء، فإن تجميده جعله يقاوم، وكان إيلاريون يعلم أنه سيتحرر بعد وقت قصير، لكن الأورك لم يكن يعلم ذلك.
في هذه اللحظة، رمى إيلاريون سيف "سيد الظلام" نحو الأورك الأنثى، مما جعل الأورك الذكر يتشتت ويلتفت نحوها. السيف أصابها في قدمها، مخترقًا ساقها. كان هذا فخًا من إيلاريون.
سمع صوت خناجر تُغرز في الحفرة، كان ثايد يستلقِ بسرعة مجنونة.
عندما حاول الأورك الهجوم، تفادى إيلاريون وطعن بطنه مرة أخرى، لكن هذه المرة بخنجر مغطى بسائل أخضر قاتم. جمد الأورك بطنه بالكامل،
لكنه فوجئ بأن الجروح لم تلتئم! كان هذا بسبب خاصية "سيد الظلام"، والتي لم يكن الأورك يعلمها.
//////////////////////////////////////////////////////////////
اسئله الكاتب
1) من صنع الصخور الثلاث
2)من اصابه الاورك في عينه