وجهة نظر ستون
في قلب قرية الغيلان، كان ستون يسفك دماءهم بلا رحمة، يقتل الصغار والكبار على حد سواء. دخل عددًا كبيرًا من المنازل ليجد سكانها في حالة من الذعر والتسمم، بينما كان الصغار يحاولون الهرب، لكنه لم يترك لهم فرصة، إذ كان يقتلهم بقسوة. كان هذا هو الواقع، واقع لا يمكن التسامح معه، فلا سلام يمكن تحقيقه مع عدو لن يكف عن القتل أبدًا.
تعالت أصوات تحطم المنازل، وبكاء الصغار كان يملأ المكان، لكن وسط الفوضى، ظهر غول مختلف عن البقية. كان ضخمًا، مميزًا بلونه الأقرب إلى الأبيض. عندما رأى ستون هذا الغول يقترب وسط بكاء الأطفال، ابتسم. كان الغول بالغًا قويًا وفخورًا بنفسه، واستنتج ستون أنه الأقوى بعد قائد الغيلان.
لم يكن الغول يحمل سلاحًا، لكن من يظنه عاجزًا سيكون مخطئًا تمامًا. كانت يداه سلاحه الحقيقي. ركض نحوه بهياج، وعلى الرغم من أن ظهره تلامس النار السامة، إلا أنه لم يمت أو يضعف. بل على العكس، تألقت عيناه ببريق الجنون الحاد. صرخ بشكل هائج واندفع باتجاه ستون.
لم يتردد ستون، فاستخدم سحره في التلاعب بالأرض، مستهلكًا الحجارة ليجعلها تطير نحو الأورك كأنها شظايا زجاجية حادة. كانت هذه إحدى حيله، لكنه كان يعلم أن هذا الهجوم لن يكون كافيًا ضد أورك اللهب، بسبب قوته الجسدية الخارقة وجلده المدمر. نزف الأورك، لكنه لم يتوقف عن الهجوم.
كان الأمير فابيان بجانب ستون، فابتسم الأخير وسأله:
"فابيان، هل لديك ضربة قاضية؟"
ثم تابع قائلًا بنبرة جادة:
"لا تجب على سؤالي، فقط استخدمها حتى لو كان الأمر مستحيلًا. علينا قتله مهما كلف الأمر."
كانت نبرة ستون جادة، مما جعل فابيان يشعر بجدية الأمر. فرفع فابيان سيفه، وأطلق مانا الضوء بأعلى مراحلها ليشكل شفرة حادة قاطعة. كان سحر الضوء فريدًا بعدة استخدامات، وهذا كان أحدها. لم يكن إطلاقه لكمية هائلة من الطاقة ممكنًا لولا قدرة سيفه الخاصة.
عندما اندفع الأورك، وجّه فابيان الشفرة نحوه وقطع ذراعه. أطلق الأورك هديرًا مؤلمًا وكأنه يصرخ بحزن، لكنه لم يتراجع، بل اقترب من الأمير وهو يلهث، محاولًا عضه وتمزيق يده. حاول الأمير تفادي الهجوم، لكنه لم يكن هناك وقت لتفادي الهجوم المباغت.
قال ستون:
"عمل جيد، دع الباقي لي."
ثم قفز للأعلى، مستخدمًا مطرقته الغريبة التي تشبه المطرقة والفأس في نفس الوقت.
السبب وراء سهولة استخدامه لسحر الأرض دون استنزاف طاقته بسرعة، كان أنه لا يصنع العناصر من العدم، بل يتلاعب بها. كما أن مطرقته ساعدته في سحب الصخور والتلاعب بها بسهولة، مما أعطاه تفوقًا على مستخدمي السحر الأقل مهارة.
شدَّ عضلاته تجهيزًا لهذه الضربة، ثم هوت مطرقته الثقيلة على صدر الأورك، محطمة عظامه وأعضاءه الداخلية. كان الأمير واقفًا على مسافة، مستعدًا لتوجيه هجوم آخر للتأكد من موت الأورك الشاب.
بينما الأورك ينزف بشدة، كان ساقطًا على الأرض يحتضر. لكن فجأة، نظر ستون إلى يديه، فوجدهما متجمدتين. صُدم، وفكر قائلًا:
"متى؟ وكيف؟!"
لم يتوقع أبدًا أن يتجمد في اللحظة التي فقد فيها الأورك وعيه. شعر بقشعريرة من البرد القارس، فاتجه نحو فابيان وسأله:
"ساعدني على إزالة هذا الجليد."
بدأ فابيان في إذابة الجليد، مانحًا ستون شعورًا دافئًا ومريحًا. لم يضيع ستون الوقت، فحمل مطرقته على الفور، وجعلها مسننة ليحطم رأس الأورك تمامًا. كانت الضربة عنيفة، لكنها لم تكن خيارًا، بل ضرورة.
قال فابيان:
"قمت بعمل جيد، ستون. دعنا نذهب للقاء إيلاريون وثايد."
---
وجهة نظر ثايد
كان ثايد يتسلق بسرعة، مستجيبًا بمهارة لكل العقبات، وكأنه محترف في التسلق منذ سنوات. تخطى الثلوج والصخور المزعجة ببراعة، وأخيرًا... عاد.
ابتسم بسخرية عندما وقف أمام الأنثى، ثم رفع صوته قائلًا:
"هل اعتقدتِ أنكِ ستتخلصين مني بمجرد تجميد الأرض؟ هذا مؤسف، عليكِ أن تبذلي جهدًا أكبر من ذلك!"
كان الجو ضبابيًا، وبدأ القتال العنيف بين ثايد والأنثى. في تلك الأثناء، كان إيلاريون يبحث عن سيف "لهيب الفجر" بعد أن خرج من تأثير هراوة الأورك.
كانت تضاريس المكان غريبة، إذ كانت هناك خمس حفر ضيقة، بعضها كان باردًا للغاية. الجو الضبابي زاد من صعوبة رؤية ما في الأسفل. كان إيلاريون قلقًا من سقوط لهيب الفجر في إحدى الحفر. صحيح أنه تخلص من الأورك الذكر، لكن الأنثى ما زالت تشكل خطرًا.
لكن هذا الشعور القاتم تبدد عندما لمح ثايد، فرفع إيلاريون صوته قائلًا:
"سأقدم لك دعمًا!"
وضع يده على الأرض المتجمدة، وعكس حالتها من البرودة الشديدة إلى حرارة عالية، مما جعل الثلوج تذوب مؤقتًا. كان يعلم أن تأثير قدرته مؤقت، إذ إن تغيير الطبيعة بالكامل كان سيفرض عليه تأثيرًا جانبيًا لقدراته الفطرية. فبمجرد استخدامه قدرته على أورك اللهب لوقت قصير، فقد سمعه للحظات، وإذا تجاوز حدوده، فقد يفقد بصره أو سمعه لفترة طويلة.
بدأ الجليد يذوب، وابتسم إيلاريون عندما لمح سيفًا أبيض لامعًا.
لقد كان "لهيب الفجر"!
لكنه بدأ بالسقوط نحو إحدى الحفر.
صرخ إيلاريون بيأس:
"لا... لا... لاااااااااا!"
////////////////////////////////////////////////////////
اسئله الكاتب
1) في بداية فصل كانت وجهه نظر من
2 من كان يقاتل انثى الاورك