بعد ذهابي وترك الفريق، بدأت بالتوجه إلى مدخل القلعة الرئيسي. بدأت أرى العديد من الجنود يحملون أسلحتهم: سيوف، رماح، أقواس وسهام، وأخيرًا جنود ضخام البنية وعضليون يحملون فؤوسًا ضخمة بأيديهم، تشع منهم هالة ثقيلة وحادة.
عندما اقتربت منهم، وجدت العديد من العيون تنظر إليّ بازدراء، لكنني لم أهتم. رأيت شخصًا يرتدي درعًا فضيًا وخوذة فضية تحتوي على فتحة للرؤية، مع وشاح أحمر يغطي ظهره. كان يحمل فأسًا أسود ضخمًا. تحدث إليّ بصوته العميق المرتفع:
"يا فتى، ماذا تفعل هنا؟"
كان صوته مهيبًا، لكنني نظرت إليه بثبات، وبدون أدنى توتر أو تردد، قلت:
"ماذا تظن أنني أفعل؟ جئت للقتال أيضًا."
سمعت ضحكته الساخرة:
"أنت؟ بجسدك هذا؟"
أصبح صوتي أكثر غضبًا:
"جسدي كبير، لكن هل عقلك كبير أيضًا؟"
سمعت بعض الهمسات المنخفضة:
"يا فتى، أنت تعبث مع الشخص الخطأ."
رن صوت رخيم وعميق:
"يوليوس، توقف."
ساد الصمت في القاعة.
رد يوليوس بخضوع، وتبدد أسلوبه المتغطرس والمتكبر إلى هدوء واحترام:
"حاضر، ملكي."
نظرتُ إلى الملك، رجل في الأربعينيات من عمره، بشعر أشقر ولحية ذهبية تعطيه مظهرًا مهيبًا، وعينين زرقاوين عميقتين. كان حضوره ملكيًا، وكل كلمة قالها تحمل وزنًا ثقيلًا.
"يوليوس، اترك هذا الفتى، فقد أثبت نفسه. هو ورفاقه تمكنوا من هزيمة من كان من الصعب علينا قتلهم."
رد يوليوس بصوت خاضع تمامًا:
"حاضر، ملكي."
ثم سألني يوليوس:
"يا فتى، ما اسمك؟"
أجبته بثقة:
"يمكنك مناداتي ستون."
"اسم جميل، يا فتى."
بعد دقائق، توقف الجيش أمام القلعة. كان مكونًا من صف أمامي من حاملي الفؤوس الضخام، وخلفهم حاملو السيوف، الذين يرتدون دروعًا سوداء قاتمة، وسيوفهم معلقة على خصورهم. خلفهم، حاملو الرماح، الذين كانوا يحملون رماحًا معدنية ذات رؤوس مثلثة حمراء دموية.
رن صوت يوليوس العميق:
"يا فتى، مكانك معنا في الصف الأول."
قلت بغضب:
"قلت لك، اسمي ستون، ليس فتى!"
سألني:
"أين سلاحك؟ لا تقل لي إنك ستقاتل بهذه العصا المعدنية؟"
ابتسمت، وضعت طرف العصا على الأرض، وبدأت بامتصاص الصخور. بدأت معالم السلاح بالظهور: مطرقة ضخمة من الأمام، ومن الجهة الأخرى فأس عظيم. حملتها وقلت بقوة:
"هذا هو سلاحي، (مطرقة الخراب)."
قال يوليوس بدهشة:
"يا له من سلاح جميل."
رددت بسرعة:
"لا تحلم، لن أعطيك إياه."
رن صوت الملك المهيب بوضوح:
"استعدوا."
كان ينظر إلى الجيش من أعلى الأسوار، وإلى جانبه رماة السهام. نظر إلى امتداد السهول الخضراء التي ستُصبغ باللون الأحمر من دماء الأعداء.
ظهر ظل من طرف الغابة على بعد 200 متر. كان شخصًا... لا، كان الليتش.
بلغ طوله مترين تقريبًا، بجسد متحلل بشع، نصفه لحم متعفن، والنصف الآخر عظام مكشوفة. كان يحمل صولجانًا في قمته كرة بنفسجية، ووجهه مشوه بالكامل، حيث كانت جمجمته وعظام محجر عينيه مكشوفة. لم يكن هناك بياض في عينيه، فقط سواد، وبؤبؤ أخضر ملتهب.
رفع عصاه وضربها في الأرض، فانبثقت عشرات الوحوش، بلغ عددها أكثر من 150 وحشًا، بينما كان جيش القلعة يتكون من 70 مقاتلًا فقط:
50 جنديًا من مختلف مستعملي الأسلحة.
20 رامي سهام.
الملك، وبعض الجنود داخل القلعة كاحتياط.
أصبحت وجوه الجنود مهيبة، خالية من أي ذرة فكاهة.
بدأت المعركة!
تحركت الوحوش بجنون ووحشية، هدفها الوحيد القضاء على البشر أمامها. شددت عضلاتي، وأصبح الطقس بجانبي أكثر سخونة. نظرت إلى اليسار، كانت فؤوس الجنود تتحول إلى اللون الأحمر، وكأنها حمم، حيث كانوا يستخدمون سحر اللهب داخلها.
اصطدمت الفؤوس بأجساد الوحوش، ناثرة الدماء في كل مكان. تصادم الأسلحة، انسكاب الدماء، وتناثر الأحشاء... استمرت الوحوش بالهجوم بجنون: ذئاب نارية، عقارب ثلجية، دببة جليدية، غيلان، وحشرات ضخمة.
بالقرب من الليتش، كان هناك أربعة من الأورك:
ثلاثة من عنصر الثلج.
واحد من عنصر النار، بحالة مزرية، بلا عيون وذراع مقطوعة.
لم يكن الأورك الجليديون في حال أفضل.
لوّحت بسلاحي وقطعت ثلاثة من الغيلان، فتطاير دمهم الأخضر عليّ. حاول أحد العقارب الثلجية مهاجمتي، لكنه لم يستطع الاختباء على العشب الأخضر. حولت سلاحي إلى مطرقة، ولوحت بها بضربة علوية، ساحقًا العقرب، محدثًا صوت تكسر العظام وتهشم درعه الأبيض الثلجي.
استمر تبادل الأدوار بين حاملي السيوف والرماح لأخذ وقت لاستعادة أنفاسهم، لكننا في الخطوط الأمامية لم يكن لدينا ذلك الخيار.
اندفعت مجموعة من الذئاب النارية، والتفّت حول التشكيلة، وازداد ضغط الوحوش بشدة، وأصبح الاستمرار صعبًا.
رن صوت من أعلى جدار القلعة:
"اكسروا التشكيلة! اقضوا عليهم!"
ابتسمت بسعادة:
"أخيرًا! سأتحرر!"
اندفعت إلى الأمام، وركلت أحد الغيلان بقوة. لوحت بفأسي، قاطعًا مجموعة من الوحوش. الدماء تلطخ الأرض. الشيء الوحيد الذي يُسمع هو تحطم العظام وصراخ الجنود الغاضب.
لكن فجأة، سمعت صوتًا عاليًا!
استدرت لرؤية السبب، فوجدت الأورك الجليدي يركضون باتجاه القلعة!
"اللعنة! الليتش القبيح ذكي، استغل الوقت لإرهاق الجنود ببيادقه، والآن يستخدم قوته الرئيسية!"
أول من واجهته كان أورك الجليد. كان يحمل هراوة جليدية بحجم شجرة! بالكاد استطعت تفادي ضربته، ثم سددت ضربة بمطرقني، فسمعت صوت كسر عظام يده، لكنه رد بضربة قوية. لم أتمكن من تفاديها تمامًا، وبالكاد بصدها، مما دفعني للخلف عدة خطوات. ارتعشت يدي.
"أيها القرد الغبي، سأريك الجحيم!"
اندفعت إليه بأقصى ما لدي. تلاحمت مطرقتي مع هراوة الجليدية، محدثة صوتًا مدويًا.
"لا فائدة، هذا الغوريلا لا يشعر بالألم! عليّ إنهاؤه بضربة واحدة!"
رأيت هراوة ثلجية قادمة باتجاهي بقوة، لم أكن في وضع يسمح لي بتفاديها.
"اللعنة!"
استعددت لتلقي الضربة، لكن...
رن صوت قوي بالقرب من رأسي!
كان يوليوس قد أوقف سلاح الأورك الجليدي!
كان يوليوس قد أوقف سلاح الأورك الجليدي بفأسه، الذي كان يشع بهالة ثقيلة. كان فأسه بلون الأحمر الذهبي، وعند اصطدامه بعصا الأورك، نتج ضغط قوي حولهما.
صرخ يوليوس:
"اقضِ عليه، يا فتى!"
صرخت بأقصى ما لدي، وضعت كل قوتي في تل
ك الهجمة.
في تلك اللحظة، قمت بشطر جسد الأورك إلى نصفين.
شعرت بإرهاق شديد في ساقي، لكن يوليوس أمسك بي وقال:
"عمل عظيم، يا فتى."
رددت بغضب:
"اسمي ستون!"
/////////////////////////////////////////////
اسئله الكاتب
1) ماسم الجندي ذو الفأس
2 اين كان مكان ستون في ترتيب الجيش