ابتسم ثايد وهو يمشي ببطء نحو زملائه. تقدم نحو الغرفة وفتح بابها، لكنها كانت مظلمة بالكامل. أشعل شعلة صغيرة، وعندما توغل إلى الداخل، استطاع رؤية أحد أصدقائه، لوي.

كان لوي فتى وسيمًا ذا شعر أسود وعينين خضراوين. لوّح له ثايد بيده وقال:

"لم أرك منذ فترة."

رد لوي بصوت بطيء على غير المعتاد:

"لم ترني؟ آه، نعم… لم أرك أنا أيضًا منذ فترة."

راقب ثايد تعبير وجه لوي الغريب وشعر بشيء غير طبيعي. غرائزه أخبرته أن هناك خطبًا ما. قرر اختبار إحساسه، فتحدث ببطء وسأل:

"أين الجميع؟"

ابتسم لوي بلطف وقال:

"جميعهم نائمون في الغرفة، ألا تراهم؟ تعال، سأريك صندوقًا جميلًا وجدناه هنا."

ضحك ثايد بسخرية وقال:

"كيف تريدني أن أراهم والغرفة مظلمة إلى هذا الحد؟ وأيضًا، لماذا مشاعل الضوء مطفأة؟ ماذا، هل أنتم خفافيش؟

لو لم أحاول أن أستشعر وجودهم، لما عرفت أنهم هنا… وأنا لا أنوي إرهاق نفسي في وقت الراحة."

شعر ثايد بالغرابة من هدوء لوي؛ لأنه في العادة قليل الكلام، والآن يتحدث معه بارتباك وببطء وكأنه ليس في كامل قواه العقلية.

ثم غير الموضوع بسرعة وقال:

"بالمناسبة، هل تتذكر عندما كنا صغارًا، وأنقذتك من الكلاب البرية التي كانت تلاحقك؟"

ابتسم لوي بدفء وقال:

"أوه، نعم بالطبع. لقد ساعدتني كثيرًا عندما كنت صغيرًا. أعتذر عن المتاعب."

ضحك بشكل طبيعي، لكن ثايد لم يكن مرتاحًا. داخليًا، كان يعلم أن هذا الموقف لم يحدث قط. أراد أن يتأكد، فقال:

"وهل تتذكر عندما دفعت ديون عائلتك وأنقذتك، وشكرتني؟ حتى والدك جاء بنفسه ليشكرني. كان فقيرًا وتعيسًا، ولم يستطع فعل شيء سوى التوسل إليّ لأجد طريقة لسداد الدين."

أظهر لوي تعبيرًا متفاجئًا وقال:

"نعم… صحيح، لكن ماذا تحاول أن تقول؟"

ابتسم ثايد، أمسك بميدالية على شكل خنجر، واقترب من أذن لوي وقال بهدوء:

"لكن والدك كان ميتًا منذ ان كان عمرك سنتين … كيف استطعتَ مقابلته؟"

في لمح البصر، قطع ثايد رأس لوي، وتناثرت بقع الدماء على الأرض. لامس الرأس، فشعر ببرودته وكأنه ميت منذ فترة طويلة. فجأة، سمع صوتًا مروعًا… صوت صندوق يتحطم بعنف.

أطلق ثايد رصد مانا فورًا، فرأى ظلًا مشؤومًا يقترب. أشعل النيران على الفور وحاول الخروج، لكنه اكتشف أن الباب محاط بأسلاك من اللحم المشوه المعلق. شعر أنها قد تكون حارقة أو سامة، فابتعد عنها بحذر.

ثم سمع خطوات قوية. أشعل النيران على خنجريه وحاول تحطيم الجدران السميكة، لكنه توقف عن فكرته بسبب ضيق الوقت، خاصة أن رفاقه يحيطون به.

لمح ثمانية أشخاص بجانبه… زملاؤه في الصف. أدرك أنه محاصر. كانت هذه هي النهاية.

رفع خنجره واستهدف مستخدم عنصر الأرض، فطعنه في رقبته وأطلق ناره عليه واحرقه درجه فضيعه. كان سيقضي عليه تمامًا، لكنه لاحظ شيئًا غريبًا… أعينهم جميعًا كانت تنظر في نفس الاتجاه، وأفواههم تفتح في وقت واحد. وأصدروا صوتًا واحدًا يقشعر له الأبدان في وقت واحد!

فجأة، بدأ اثنان منهم في الانصهار معًا، مما أدى إلى إطلاق إبر مسننة غريبة من بطونهما.

كان الأمر وكأن المسخ كان يختبر قدرات ثايد.

ركض بسرعة، شقلب جسده في الهواء، وتفادى الحواف الحادة المتجهة نحو ساقيه. حاول إحداث أكبر قدر ممكن من الضوضاء، لكن عندما أشعل النيران لإنارة المكان، اكتشف أن أسلاك اللحم القبيح قد تغلغلت في أرجاء الغرفة، ما يعني أنها قد تمنع خروج الصوت.

كان في وضع لا يُحسد عليه. لا يمكنه المخاطرة بالهجوم دون معرفة طبيعة الوحش المسيطر على زملائه. كما لم يكن يريد التفكير في احتمال أنهم قد يتمكنون من استخدام عنصر خطر مثل البرق. البرق سريع وذو قوه تدميريه لايستهان بها كالنار، وله تأثيرات مزعجة، مما يجعله سلاحًا مرعبًا لمن هم دون المستوى المعني المطلق.

تنهد داخليًا وقال:

"لحسن الحظ، قتلت لوي… كان لديه عنصر البرق."

لكن فجأة، سمع صوت التصاق اللحم وأصواتًا مزعجة للغاية. زاد من وهج ناره ليتمكن من رؤية الغرفة بالكامل، ثم تأكد من أمر غريب… الوحش بدأ بالانصهار مجددًا، ولكن هذه المرة، انصهر جميعهم بسرعة كبيرة! لم تتح لثايد حتى فرصة الهجوم.

وبينما كانوا ينصهرون ليشكلوا مسخًا أكثر بشاعة، تمزقت ملابس المسخ بعد اندماج ثمانية طلاب، مظهرًا قبيحًا وكأنه كتلة دموية متشكلة بالقوة.

الأكثر رعبًا، أن المسخ كان له ثلاثة رؤوس بأعين سوداء وبؤبؤ أحمر، وكانت بشرتهم حمراء كلحم ملطخ بالدم. كان هناك خمسة وجوه في أماكن مختلفة من أنحاء جسده، وكان بطول أكثر من مترين وذو كتلة عضلية ضخمة، لكن هذا لم يستمر طويلًا.

انفصل جزءان عن الجسم الرئيسي. أدرك ثايد أن للاندماج حدودًا، فركض بسرعة، ووجه طعنته، وشق جلد المسخ. صدر صوت مرعب جعله يقشعر، لكنه واصل هجومه. استهدف الرؤوس القبيحة الثلاثة، وقطعها، لكنها لم تسقط!

في اللحظة التي قطع فيها رؤوسهم، خرجت كتلة من اللحم وأعادت تكوين الرؤوس، مما زاد من إزعاجه. سيكون القتال صعبًا… صعبًا بجنون.

لم يتحرك الوحش، لم يتعب، لم يظهر أي ضعف. في تلك اللحظة، أدرك ثايد أنه أخطأ.

كان يفترض أن نقطة ضعفه هي الرأس، لكنه كان مخطئًا. آخر استنتاج تمسك به هو أن الكائن المسيطر على الطلاب كان مجرد بيادق له… هل يمكن أن يكون الطفيلي الذي تحدث عنه إيلاريون وفابيان؟

لكن، قبل أن يتمكن من التصرف، تعافى الوحش وأعاد تجديد رأسه. لمعت أعينه الحمراء وسط الظلام، وفجأة… انطلقت صاعقة قوية أصابت ثايد وأفقدته وعيه جزئيًا!

تعرض لكمة قوية في بطنه، لكنها لم تقتله. كان الوحش يختبر لياقته على ثايد. استيقظ الأخير واقترب من الجدار، حاول تحطيمه بتغليف المانا بيديه بقوة، ونجح في تدميره. فكر داخليًا:

"يجب أن أهرب بسرعة وأحصل على المساعدة… هذا ليس شخصًا واحدًا، بل عدة أشخاص!"

بينما كان يقترب من الخروج، تحولت أسلاك اللحم على الجدار إلى إبر مسننة وانقضت عليه! حاول تفاديها، لكن الأمر كان صادمًا ومؤلمًا للغاية. إحدى الإبر اخترقت عينه اليسرى، مما جعله يصرخ بحرقة!

صرخ ثايد وشتم، فقد توازنه وسقط على وجهه باتجاه الإبر اللحمية الحادة، مما تسبب في تشوه وجهه بشكل فظيع. نزلت الدموع من عينيه، لكنه لم يفقد تركيزه بالكامل…

//////////////////////////////////////

1)ماأسم الزميل

2) الوحوش كم رأس كان له

2025/03/25 · 14 مشاهدة · 908 كلمة
Alifox.
نادي الروايات - 2025