ركّز ثايد على النجاة والهروب بسرعة. فقد إحساسه المعتاد بالمكان، ولم يكن يستطيع الرؤية بإحدى عينيه. بالطبع، لو لم يكن يحمي جسده بالمانا، لكان الوضع أسوأ.

بدأ بالركض، وعزز قدميه متجاهلًا كل أساليب حماية الجسد بالمانا التي تعلّمها. كان هذا تصرفًا نابعًا من غريزة البقاء. ذهب واختبأ خلف الحائط الجانبي للقلعة، ارتاح قليلًا، ثم أخرج قنينة الماء الخضراء الخاصة به وبدأ بالشرب، لكن فجأة، بدأ بالسعال بقوة. أدرك ثايد: "هل تسممت؟"

فجأة، تحطم الجدار وخرجت يد أمسكت بقدمه اليسرى وضغطتها، مما جعلها تلتوي فورًا. ركض ثايد وهو يلعن داخليًا، بينما كان الوحش يطلق الكهرباء بشكل عشوائي وخطير، لكنه لم يتمكن من إصابة ثايد. بدا أن الوحش غير قادر على تحديد موقعه بدقة، لكن الأمر الذي شغل تفكير ثايد هو: "كيف عرف مكاني؟ أنا متأكد من عدم استطاعته قدرته على السماعه أو طريقة تجعله يكتشف مكاني بسهولة!"

ركض بلا هدف، حتى وصل إلى الحمام، حيث رأى أنه مكان جيد للهروب السريع. يستطيع تحطيم الزجاج والخروج من القلعة، أو الدخول إلى فتحات التهوية والفرار. بدأ ثايد يستشعر المكان، لكن عندما رأى وجهه في المرآة، لم يركز على تشوه وجهه، بل على قطع اللحم الحادة العالقة به.

تذكر أن الغرفة التي واجه فيها الوحش كانت مغطاة باللحم، وأدرك أنه كان يستشعره عن طريق الأنسجة المتصلة به داخل وجهه. لكنه لم يتمكن من تنفيذ هجوم دقيق مثل الصاعقة المرعبة.

"بمعنى آخر، الوحش جزء من أسلاك اللحم... وإذا لم أدمر كل هذه الأجزاء المقرفة، فلن يموت."

بلا تردد، وضع شيئًا في فمه ليكتم صراخه، ثم بدأ بقطع أجزاء اللحم من وجهه، حتى تلك التي كانت داخل عينه، مما اضطره إلى اقتلاع مقلته تمامًا. أزال كل شيء ضار، ثم غطى عينه اليسرى بالكامل باستخدام معداته الطبية للطوارئ. ألقى بعينه واللحم القبيح في الحمام، ثم غادر يائسًا للبحث عن ستون أو إيلاريون.

"لن أستطيع قتل الوحش نهائيًا بينما جسدي بهذه الحالة."

كان جسده يلتوي من الألم، ووجهه وصدره يحترقان بشكل مرعب. دخل قاعه مدمرة بدأت في حاله سيئه على أمل أن يجد أحدًا بداخلها لكنه وجد ستون مستلقياعلى الأرض كان جسده في حالة يُرثى لها، بدءًا من يديه، إذ كانت كلتاهما مكسورتين بشدة. كان وجهه وطرفه العلوي مملوءًا بالدماء، أما قدماه فكانتا مكسورتين بطريقة لن ترغب في أن تحدث حتى لألدّ أعدائك.

وبجانبه جثة الأورك اللهب المقتول سابقًا.

نظر ثايد إلى ستون، وتلاشت كل تعابير وجهه. كان من النادر أن يفعل ذلك. اقترب منه وقال: "هل حقًا متّ بهذه السهولة؟"

اقترب من الجثة ونظر إلى عينيه التي كانت شاحبه نحو السقف، ممتلئة بالطموح والفخر. تنهد داخليًا، ثم قال: "لا أستطيع فعل شيء... لقد مات حقًا."

عبس أكثر، أراد البكاء بسبب الألم الفظيع، لكنه لم يستطع. فجأة، بدأ أنفه ينزف، وشعر أن صدره يصرخ وكأنه يستنجد. أراد الاستسلام، لكن منظر ستون ملأه بالعزيمة مجددًا.

"ماذا فعل ستون؟"

نظر إلى جثة الليتش التي لم يلاحظها في البداية بسبب ضعف رؤيته بعينه الأخرى. استطاع أخيرًا أن يرى المطرقة التي كانت داخل جسد الليتش. على الرغم من الألم الحارق الذي كان يتغلغل بجسده، ابتسم ابتسامة خفيفة وقال:

"لقد أديت واجبك... وحان دوري الآن."

قرر أنه للمرة الأخيرة، سيذهب إلى غرفة الوحش ويحرق كل شيء بالنار. قرر استخدام زيته الخاص لإشعال نيران أقوى. لم يكن ليستعمله في الظروف العادية، لأن العدو لن ينتظر حتى يصب الزيت عليه، لكن إحراق غرفة بأكملها سيكون أمرًا سهلًا.

تحرك ببطء، وعاد من حيث أتى. وبينما كان يمشي، ظهر ظل ضخم ذو وجوه مشوهة وأعين بلا رؤية. كان جسده منصهرًا بطريقة مرعبة. توقف ثايد ولم يتحرك، ثم استند إلى الجدار متيقنًا أن الوحش لم يدركه بعد. بدأ المسخ بالابتعاد ببطء للبحث عن فريسته.

لكنه توجه نحو الحمام... المكان الذي ألقى فيه ثايد قطع اللحم الدخيلة.

"اللعنة..."

إذا تحقق الوحش من الحمام، فسيعود إلى الغرفة، وسيكون من الصعب تنفيذ الخطة. جسد ثايد كان قد استُهلك تمامًا بسبب السم، حتى مع تعزيز قدميه، كان بالكاد قادرًا على التحمل. ابتسم ابتسامة مؤلمة، واقترب من الغرفة.

فتح الزيت، وصبه على رأسه وجسده وهو يبتسم بسخرية.

"هذه النهاية."

قفز نحو الغرفة وأشعل النار في جسده، مما أدى إلى تحطم جوهرة النار داخله، وانفجار طاقة المانا بالكامل. اشتعل الزيت بحرارة مجنونة وانتشرت النيران بسرعة، مما تسبب في احتراق جميع أسلاك اللحم القبيحة داخل الغرفة.

قبل أن يفقد وعيه تمامًا، سمع هديرًا قبيحًا ينبعث من الوحش ذي الروؤس الثلاثة. ابتسم ثايد وقال:

"خذ موتك أيها المسخ القبيح."

بدأ الوحش يتفكك ويتحطم. وعلى الرغم من عزيمة ثايد وخطته المحكمة، لم يمت الوحش تمامًا، لكن الانصهار دُمر بشكل مثالي.

تبقى جزآن فقط من أصل سبعة... أما البقية فقد ماتوا تمامًا.

كل ما تبقى

كان فوضى... فوضى لا تنتهي.

نيران هادئة، ولكنها فوضوية.

///////////////////////////////////////////////////////

قومو بتوجيه كلمة الى محارب ثايد

2025/03/25 · 8 مشاهدة · 733 كلمة
Alifox.
نادي الروايات - 2025