إيلاريون

بعد أن افترقنا، كان ثايد وستون قريبين مني. كنت أفكر... مضى نصف ساعة على ذهاب ثايد للقاء زملاء الأكاديمية، بينما ستون مضى على ذهابه خمسون دقيقة. رنت هذه الكلمات داخل رأسي، تعود لأستاذتنا أوليفيا:

"تم إكمال الهدف."

"تم القضاء على الليتش."

ابتسمت. عمل جيد، ستون.

بعدها جاء خبر آخر: "تم القضاء على زميل."

من تم القضاء عليه؟ هل هو ستون؟ أحد زملائنا؟ وضعت يدي أسفل فكي، ثم فكرت: حتى ثايد تأخر... ناديت على فابيان:

- "أين توجد غرفة الزملاء؟"

فكر فابيان لبضع ثوانٍ، ثم أخرج ورقة وقلم ورسم عليها الطريق.

- "حسنًا، فابيان..."

قبل أن أنهي كلامي، رن صوت الأستاذة أوليفيا كالمعتاد:

"المهمة الأخيرة: القضاء على الشبح."

اللعنة! أين يمكن العثور على شبح؟ على عكس الأورك أو الليتش، اللذين سيظهران أنفسهما، الشبح سيفعل العكس... سيخفي نفسه.

أخذت نفسًا عميقًا محاولًا تهدئة نفسي.

- فابيان: "إيلاريون، ما الخطب؟"

- إيلاريون: "فابيان، هل تثق بي؟"

- فابيان: "نعم، أثق بك."

فاجأني رده السريع، وبدون تردد.

- "حسنًا، هناك شبح داخل القلعة، متخفٍ في جسد أحد البشر."

أصبح وجه فابيان قاتمًا.

- "كيف عرفت؟"

- "حسنًا، كان سرًا، لكن بما أنك تثق بي، سأثق بك وأخبرك."

- فابيان: "شكرًا لك."

- "أحد زملائنا يملك قدرة على التخاطر، وهو يتواصل مع قائد النقابة. هذه المعلومة حصلت عليها منه، وعرفت عدد الأورك والليتش معه."

أصبح وجه فابيان أكثر جدية.

- "حسنًا، الأمر منطقي الآن."

إذا، الشبح لديه ثلاثة أهداف سهلة للسيطرة عليها:

كبار السن.

- "هل يوجد كبار سن في هذه القلعة؟"

- فابيان: "لا، جميع كبار السن موجودون في مستشفى بعيدة عن هنا."

أشخاص لديهم مانا منخفضة أو مشاكل في مسارات السحر.

- فابيان: "الجميع في القلعة جنود، وهم في ذروة استخدام الأسلحة والسحر."

- إيلاريون: "ماذا عن الملكة؟"

- "الملكة تستطيع استخدام السحر، لذا الأمر صعب."

- فابيان: "إيلاريون، لم أرك تستعمل السحر في القتال أو بشكل واضح."

بدأت أفكر... لا أريد الكذب عليه، وإلا سيُدمَّر كل ما فعلته منذ البداية لاكتساب ثقته.

- "فعلاً، لدي مسارات المانا متضررة، لكني متأكد أن الشبح ليس بداخلي. يمكنك التأكد."

مددت كفي، فأمسكه فابيان كمصافحة، وبدأ بضخ المانا داخل جسدي.

كان سحر الضوء دافئًا، لكن شعرت بألم طفيف يجتاح جسدي. سرت مانا فابيان في جميع أنحاء جسدي. لم تكن تقنية هجومية، بل مجرد رصد للمانا والتأكد من عدم وجود شيء غريب داخل الجسد.

بعد دقيقة، فتح فابيان عينيه.

- "لا شيء... آسف على هذا الفعل."

- "لا بأس، الأمر كان ضروريًا."

الأطفال.

- "هل يوجد أطفال داخل القلعة؟"

شعر فابيان بقشعريرة.

- "ميري... مستحيل! مستحيل أن يكون الشبح بداخلها!"

- "فابيان، اذهب وتأكد من ميري. اجعل الأمر طبيعيًا، وتأكد من طرد الشبح من جسدها إذا كان قد سيطر عليها."

انطلقنا في اتجاهات مختلفة. بدأت بالركض وأنا أنظر إلى الخريطة.

عند وصولي إلى مدخل القاعة، كانت هناك نيران هائجة تندفع من إحدى الغرف، تتحرك بجنون في جميع الاتجاهات، محرقة كل ما يقف أمامها. احتميت خلف أحد الأعمدة، كانت الحرارة مرتفعة بجنون.

- "ما الذي حدث بحق الجحيم؟!"

رن صوت مألوف داخل رأسي:

"تم القضاء على زميل."

"تم القضاء على زميل."

"تم القضاء على زميل."

"تم القضاء على زميل."

"تم القضاء على زميل."

"تم القضاء على زميل."

"تم القضاء على زميل."

بعد أن هدأت النيران، أصبح كل شيء متفحمًا. احترقت الكراسي والمناضد، وأصبحت الجدران سوداء شديدة السواد.

كان هناك شيء ملتصق بالجدار. بعد التركيز، أدركت أنه الليتش، وكان في حالة سيئة. كان هناك فأس مغروس في صدره، بدا كأنه مزهرية قبيحة.

ثم سمعت صوت خطوات...

رطم... رطم...

شيء كان يسير وسط ما تبقى من النيران. كان الدخان يمنع رؤيتي، لكن جسدًا ضخمًا بدأ يتضح مع اقترابه من الخروج من الضباب.

بعد رؤيته، بدا كأنه كتلة من العضلات المحترقة. نصف جسده كان في حالة يُرثى لها، بينما النصف الآخر كان في حالة جيدة جدًا. نصفه الأيمن كان مشوهًا بشدة؛ فقد تم حرق جانب وجهه بالكامل، مما شوه ملامحه. أنفه كان نصفه فقط موجودًا، ويمكن رؤية العظام المحيطة بعينه. أذنه كانت مقطوعة بشكل مريع وتنزف دماء، بينما فمه كشف عن صف من الأسنان البارزة، حيث اختفت الشفاه في نصفه الأيمن، في حين كانت موجودة في النصف الأيسر، مما منحه مظهرًا بشعًا ونشازًا.

رقبته كانت في حالة جيدة من كلا الجانبين، لكن يده كانت في حالة مزرية، بالكاد يستطيع تحريكها. بدت كأنها مجرد جلد رقيق وعظام ملتصقة. أما صدره، فقد كان مشوهًا؛ لحمه محترق بشدة، متحولًا إلى لون أسود قاتم، تتصاعد منه أبخرة. ولا يمكن تجاهل الحفرة التي يمكن من خلالها رؤية قلبه ينبض، والذي كان ضعف حجم القلب الطبيعي، بالإضافة إلى بعض الأضلاع المكسورة بشكل مرعب.

عيناه كانتا بلونين مختلفين؛ إحداهما زرقاء بلون السماء، والأخرى خضراء بلون العشب، لكن كلتيهما كانتا قاتمتين وبلا حياة. أما نصفه السفلي، ورغم كونه في وضع سيئ، لم يكن فيه شيء يستحق الذكر.

ضحكت ساخرًا. لقد أحرق ثايد هذا الكائن القبيح، بينما تكفل ستون بالقضاء على الليتش.

أصبحت نبرة إيلاريون أكثر برودة وحدة. أغلق عينيه، وأخذ نفسًا عميقًا، ثم زفره ببطء. نظر إلى الطفيلي بنظرة خالية من المشاعر.

"انتهى وقت المزاح... حان وقت العمل."

/////////////////////////////////////////////////////////////

اسئله الكاتب

1)كم زميل تم القضاء عليه دفعه واحدة

2) ماكانت اللون عيون الوحوش

2025/03/25 · 6 مشاهدة · 805 كلمة
Alifox.
نادي الروايات - 2025