خرجت هذه الكلمات ببرود من فم إيلاريون:
"قمت بإيذاء أول صديق لي وحليفي في الأكاديمية، لذلك لا تأمل الموت بسرعة."
اندفع الطفيلي نحوه بسرعة، موجِّهًا ضربة بيده الضخمة. قمت بالانحناء وتجنبها، وفي المقابل، شددت قبضتي ووجهت لكمة لأنفه. شعرت بعظام أنفه تُسحق تحت قبضتي، وتدفَّق سائل أحمر قاتم منه.
تراجعت بضع خطوات، وسقطت
قبضته حيث كنت أقف، فتصدَّعت الأرضية. تقدمت نحوه بسرعة، مسببًا له العديد من الجروح والإصابات بسيف "لهيب الفجر"، بعد أن ضخت فيه المانا. بدأ لون أبيض نقي يُغلف السيف، وبعدها تدفق الضوء النقي إلى جسدي. شعرت بعضلاتي تشتد، بينما أصبح جسدي أكثر خفة وسرعة.
تلوِيحة بعد تلوِيحة، أصبح جسد الطفيلي مشوهًا ومليئًا بالجروح، وبدأ ينزف الدم. مع كل هجمة، كنت أزداد خفةً وسرعةً وقوة. حاول الوحش مرارًا وتكرارًا مهاجمتي، لكنه كان بطيئًا، وحركاته كانت سهلة القراءة. كانت هجماته غير مصقولة، فتجنبت يده المشوهة بخطوة إلى الجانب، ووجَّهت قبضتي إلى فكه، محطِّمًا إياه. بدأ فمه بتسريب الدماء، وتطايرت بعض أسنانه.
هاجمني باستخدام عنصر البرق! أوَه، أيمكن لكتلة لحم أن تستخدم السحر؟ بدأ يهاجم بشكل عشوائي وجنوني، مما جعل تجنب ضرباته صعبًا، لأنها كانت فوضوية تمامًا. استمرت صواعق البرق في محاولة إصابتي.
"بطيء وممل."
بدا أن كلماتي تزيد من غضبه وجنونه، فاندفع نحوي بمجموعة من الضربات. بدأت حركاته تُصبح أسرع وأشد قوة. كتلة العضلات اللعينة بدأت تُغلف جسدها بعنصر البرق.
ازدادت هجماته سرعة، فارتطم ظهري بجدار القلعة. ابتعدت بسرعة، وارتطمت قبضته بالجدار بقوة مهولة، صانعًا حفرة واسعة فيه، بينما اهتزت الأرضية. هذه القوة ليست مزحة. تفاديت الهجوم ووجهت ضربة مضادة مستهدفًا رقبته، لكن قبل بضع سنتيمترات من إصابته، ارتدَّ "لهيب الفجر"! لقد أقام هذا اللعين حاجزًا من البرق لحماية رقبته.
"لستَ سيئًا... لستَ سيئًا..."
حسنًا، عليّ زيادة الوتيرة. أخذت نفسًا عميقًا واندفعت نحوه. سابقًا، كنت أستهدف نقاطًا غير حيوية بهدف إعطائه نهاية مؤلمة، لكن لا يمكنني السماح له بالتطور أكثر.
باستخدام قدرتي الفطرية، فور رؤيتي له يتقدم نحوي، جعلت الأرض الصلبة ثم سائلة فجأة، ففقدت كتلة العضلات توازنها. توجهت خلفه مستهدفًا أذنيه وقطعتهما. لن أكون غبيًّا وأستهدف رأسه أو رقبته، فمن المؤكد أنه وضع حاجزًا حولهما. بقطع أذنيه، سيصبح شبه أصم، مما سيجعله بطيئًا وتحركاته مشوهة.
ضرب الأرض بقوة مطلقًا هجمة جليدية، جمدت الأرضية بسرعة وتوجهت نحوي. قفزت إلى أحد الجدران وتمسكت بأحد مشاعل الضوء بسرعة. هذا الوغد يستمر في مفاجأتي! البرق والجليد؟ كيف؟ هل إذا تركته لفترة أطول سيستخدم عنصرًا ثالثًا؟ كيف كانت قوة هذا الشيء قبل أن يتحوَّل؟
قفزت على الأرض، وفور ملامسة قدمي لها، تبدَّد الجليد. قدرتي الفطرية ليست شيئًا يُستهان به. هذه المرة، أصبح الوحش أكثر هدوءًا، لم يندفع كالمرات السابقة. هذه القمامة تتطور أسرع من اللازم... عليَّ أن أكون جادًّا من الآن فصاعدًا.
قام بصنع سيوف من الجليد، وغطَّاها بطبقة من عنصر البرق! اقشعرَّ جسدي... هجوم مركب؟ لم يكن يعرف استخدام السحر منذ بضع دقائق، والآن يقوم بهجوم مركب؟ أي منطق هذا؟!
اندفعت نحوه بقوة. عليَّ استهداف قلبه، فهو يحمي رأسه بحاجز البرق. اندفعت السيوف نحوي بسرعة، بالكاد استطعت التعامل معها. سيفٌ بعد سيف... لولا تعزيز "لهيب الفجر"، لكنتُ في وضع لا يُحسد عليه.
شدَدت عضلات جسدي بقوة ووجَّهت هجومًا قويًّا نحو قلبه لإنهاء الأمر مرة وللأبد. لكن الوحش، بدلاً من مهاجمتي، وضع يده على قلبه. كانت يده ضخمة وعضلية، بحجم فرع شجرة كبيرة. من المستحيل اختراقه بهذه الضربة... أو هذا ما كان يظنه.
بدلاً من مهاجمة قلبه، وجَّهت هجومًا جانبيًّا نحو عينيه، فاخترق طرف سيفي وجهه من اليمين، مزِّقًا إحدى عينيه، ثم انحرف مخترقًا أنفه بعمق، وانتهى في عينه الأخرى.
تراجعت بسرعة، متجنبًا أي هجوم أو خدعة قد تكون لديه. هذا اللعين يتطور بسرعة مرعبة! تحوَّلت عيناه الزرقاوان والخضراوان إلى حمراء دموية مشوهة، تم قطعها بعمق، جاعلةً إياه فاقد البصر.
استمر الطفيلي بالصراخ بجنون، موجِّهًا هجمات عشوائية خطيرة. لا يمكن الاستهانة بها، فكل ضربة حملت كميات هائلة من المانا. وقفت أنظر إليه...
بدأ الوحش في حالة مزرية.
"حسنًا، حان وقت الجد، لنتخلص منه والعودة إلى فابيان."
استمررت في التحرك بسرعة مبتعدًا عنه، ثم قمت بركل مجموعة من الأشياء، جامعًا إياها في مكان واحد.
كانت كتلة العضلات المحترقة قادمة باتجاهي، فقمت بالإمساك بحشرتين من أجنحة الموت، والتي واجهناها في وقت سابق. ركلتهما قبل بضع ثوانٍ ورميتهما باتجاه كتلة العضلات. بمجرد ملامسة الحشرات للحاجز الكهربائي، انفجرت، مُحدثةً انفجارًا قويًا.
تقدمت نحوه بسرعة، مستغلًا الثغرة. مترٌ واحدٌ فقط كان يفصل بيننا. امتدت يده الضخمة العضلية من وسط الغبار، متجهةً نحو وجهي بسرعة وقوة مهولة.
لا بأس، كل هذا جزء من خطتي.
قمت بربط يده بحبل أسود، ثم سحبتها بقوة نحو رقبته، وربطت الحبل حولها بإحكام. همست في أذنه ببضع كلمات، ثم ابتعدت عنه بضعة أمتار.
بمجرد أن تركت الحبل وألغيت قدرتي الفطرية، عاد إلى وضعه الأصلي. ظهر رمحٌ أسود بطول مترين، ونهايته الحادة كانت كسيفٍ ربما بطول نصف متر أو أكثر بقليل. ربطت الجزء الحاد حول رقبته كحلقة دائرية، بحيث إن تحرك ولو قليلًا، سيتسبب ذلك في جرحٍ خطير.
كانت يده الأخرى ضعيفة بالكاد تستطيع حمله، إذ لم تكن سوى مجموعة صغيرة من العضلات والعظام البارزة، مما بالكاد كان يجعله متوازنًا ليقف دون أن يسقط على الأرض. كان عليه تحرير نفسه ليتمكن من الوقوف بشكل صحيح.
بدأ الوحش في دفع يده بعيدًا عن رقبته بغضب، بدا وكأنه فقد كل قواه العقلية، يصرخ بجنون محاولًا تحرير نفسه. لكن كلما أبعد يده، بدأت حافة الرمح الحادة في اختراق رقبته من الخلف، وبدأت الدماء في التدفق.
استمر في الصراخ والمحاولات المحمومة لتحرير نفسه، ظنًا منه أن النجاة ممكنة بهذه الطريقة. ظللت أنظر إليه وهو يمضي إلى موته المحتوم، مبتسمًا بسخرية.
بدأت بركة من الدماء تتجمع تحته، واصطدمت الحلقة بعاموده الفقري. جُن جنونه حين أدرك ما أوقفه عن تحرير نفسه، واستمر في سحب يده ودفعها بقوة. لكن نتيجةً لذلك، سُمع صوت تكسّر وتمزّق العضلات حول رقبته، وتضاعفت كمية الدماء المتدفقة.
أشفقت عليه.
كان هناك شقٌّ عظيم في رقبته، وصوت تصادم حواف الرمح بعاموده الفقري كان واضحًا.
كش ملك.
حاول أن يقرّب يده إلى كتفه، ثم بقوةٍ هائلة دفعها للأمام، متحررًا... لكن!
ارتطم شيءٌ بالأرض. لم يكن سوى رأسه!
تدفقت الدماء بجنون، كنافورة.
سقط جسده المشوّه والمحروق على الأرض، واستمررت في مراقبته. كنت أستطيع رؤية سيف سيد الظلام، فقمت بطعنه في منتصف صدره، كإجراء احترازي للتأكد من موت المحكوم.
تجنبت المغادرة بسرعة وأخذت سيد الظلام بحذر، تحسّبًا لاحتمال امتلاكه هجومًا أخيرًا كورقة رابحة، ربما هجومًا انتحاريًا أو أمرًا آخر. بعد دقيقة، توقف تدفق الدماء، ثم ذهبت إليه.
اختفى جسده العضلي الضخم، ولم يتبقَ سوى عضلات هزيلة وجسد ناشف، بدا كالمومياء.
شعرت بشعورٍ مشؤوم وخطير فور اقترابي منه. كان سيد الظلام يشعّ بظلام أثيري قاتم.
شعرت بالدهشة...
هل قام السيف بامتصاص المانا من جسده؟
بدت جثته كالمومياء، وترددت قليلًا قبل الإمساك بالسيف. كانت هناك هالة مظلمة وكثيفة تحيط به. هذا الوغد... لقد امتص كل ذرة مانا داخل جسده!
بمجرد أن أمسكت به، شعرت بقشعريرةٍ اجتاحت جسدي.
شعورٌ غير مألوف...
شعرت بالبرد وكأنني وسط عاصفة ثلجية بلا ملابس.
استمر جسدي في الارتعاش والاهتزاز لدقيقةٍ كاملة، ثم تبدد الشعور تدريجيًا. كنت أتصبب عرقًا، فمسحته سريعًا، ثم وضعت السيف في غمده.
اختفت الهالة، لكنني ما زلت أشعر بها داخل جسدي... لا بد أن هذه هي الخاصية
التي تحدث عنها خالي ألبرت، عن قدرة السيف على امتصاص المانا سواء من الحامل أو أي كائن آخر يحملها...
/////////////////////////////////////////////////////
اسئله الكاتب
1) اي سيف قام بمتصاص السحر
2)ماذا كان سلاح الذي وضعه ايلاريون حول رقبته