إيلاريون
بعد أن انتهيت من الطفيلي، قررت العودة إلى فابيان. استغرقت كتلة العضلات وقتًا للقضاء عليه. استدرت فوجدت مجموعة من الوحوش في وضع لا يُحسد عليه. ابتسمت في عقلي، "هم جبل من المانا يمكن امتصاصها."
اقتربت من أحد الوحوش، بدا كأنه خفاش كبير بحجم شراع قارب. قمت بركله على ظهره، فبرزت أرجله القصيرة. ضحكت، "لديه ابتسامة غبية مضحكة."
غرست سيف يد الظلام داخل قلبه، وبدأ السيف بامتصاص المانا. كانت الهالة حوله تتموج لنصف دقيقة، ثم توقفت. أصبحت جثة الوحش الشبيه بالخفاش جافة، كأنه مخلل.
استمررت في هذا الأمر لعشر دقائق، حتى أصبحت الهالة حول سيد الظلال هائلة، تبث شعورًا مشؤومًا وخطيرًا. شعرت بقشعريرة تسري في جسدي، "ماذا سيحدث لو أصبت وحشًا به بشكل مباشر؟"
علي العودة إلى فابيان الآن.
---
قبل 25 دقيقة...
افترقت عن إيلاريون، كان شخصًا غريبًا، لم أستطع قراءة ما يدور في رأسه. بدا كأنه "كلما ظننت أنك أمسكت بحقيقته، وجدتها تتلاشى كالدخان بين أصابعك."
لكن رغم ذلك، كان من السهل التحدث معه، لم يكن شخصًا مغرورًا أو متكبرًا. الأمر نفسه ينطبق على ثايد وستون، رغم اختلاف شخصياتهم، إلا أنهم بدوا كأصدقاء جدد.
استمريت في السير في ممرات القلعة. قام العديد من الجنود بتحيتي، وبادلتهم الشكر على عملهم الجاد. بعد 15 دقيقة، وصلت إلى الغرفة التي يحرسها جنديان. قالا بصوت جاد:
"من أنت؟"
بعد اقترابي، استدركا:
"نعتذر، أمير فابيان!"
رددت: "لا بأس، لكن احرصا على عدم دخول أي شخص إلى الغرفة."
مشيت خطوتين ثم أضفت:
"حسنًا، دعونا نستثني شابًا بشعر أسود وعيون سوداء، اسمه إيلاريون. اسمحوا له بالدخول في حال مجيئه إلى هنا."
أخذت نفسًا عميقًا، كان شعور القلق ينهش جسدي. مجرد التفكير في الأمر جعلني أشعر بالغضب.
"هذا خطئي... في حال وجدت فعلاً الشبح داخل جسد ميري."
طرقت باب الغرفة، سمعت صوتًا لطيفًا من الداخل.
"هذه أنا، ميري، فابيان!"
بعد ثوانٍ، فتحت ميري الباب. كانت شقيقتي الصغيرة، تبلغ من العمر ست سنوات، بشعر أسود طويل لامع وعيون خضراء كبيرة. عانقتها بلطف، سمعت ضحكة خافتة.
كانت تحمل دُبًّا بحجمها، بالكاد تستطيع حمله. ضحكت:
"ما زلتِ لا تستطيعين حمل الدب!"
نفخت ميري خدودها بغضب، "أخي، توقف!"
ضحكت: "آسف، آسف، لكن لا يوجد شيء ألطف من شقيقتي الصغيرة."
تحول عبوسها إلى ابتسامة كبيرة بلهاء.
"ميري، هل تثقين في أخيك؟"
ردت بصوتها الطفولي الصغير، "هيهي، بالتأكيد!"
"يمكنك إغلاق عينيك، لدي لكِ مفاجأة."
بدأت بالقفز بحماس، ثم توقفت أمامي ومدّت يديها الاثنين للأمام.
أخذت نفسًا عميقًا، "أرجوكِ، أرجوكِ، أن يكون الأمر جيدًا."
وضعت المانا في كف يدي، نظرت إليها بقلق وألم واضطراب في داخلي. وضعت يدي على قلبها، حيث يكون الشبح المتغذي على المانا التي ينتجها جسدها.
فور ملامستي لها، بصقت ميري دماء من فمها.
نظرت إلي بدهشة، ثم تحولت ملامحها إلى ألم وحسرة وخذلان. رأيت تعابير وجهها وشعرت بألم ينهش قلبي. عضضت على شفتي بقوة، شعرت بطعم الحديد في فمي.
"اللعنة!"
بدأ شيء أبيض بالخروج من جسدها، ثم أُغمي عليها. كان الشبح كتلة قمامة بيضاء بطول 1.80 متر، بلا أقدام، بعين واحدة كبيرة حمراء قرمزية، دون بياض، فقط سواد قاتم. كان فمه أفقيًا بأسنان بدت كأنها خناجر.
حملت ميري بسرعة. كان الباب يُفتح بالسحب، لكن لم يكن لدي وقت لذلك، فحطمته بركلة.
توجهت بسرعة نحو الحارسين، وأعطيتهما جسد ميري النحيل والشاحب.
"اللعنة، فقدت الكثير من الدماء!"
صرخت: "خذوها إلى الطبيب الملكي بسرعة!"
بدؤوا بالركض فورًا.
أخرجت سيف القمر، وبدأت المانا تتدفق بعنف من جسدي.
"أقسم أن أمنحك موتًا مريحًا!"
امتلأ قلبي بالغضب، بينما ظلت فكرة واحدة تدور في عقلي:
"اجعل هذا الوغد يعاني بأكبر قدر ممكن!"
اندفعت بسرعة نحو الشبح، ولوّحت بسيفي بسرعة هائلة، لكن الشبح لم يفعل شيئًا، فقط ظل ينظر إلي بازدراء.
"وغد لعين!"
مر السيف عبر جسد الشبح دون أي مقاومة، فأقشعر جسدي.
رفع يده التي بدت كمخالب، وتموجت إحدى أذرعه متحولة إلى مطرقة. بالكاد وضعت سيفي بين الهجوم وجسدي، فارتطم بقوة، محطّمًا الجدار خلفي.
"هذا مستحيل... لا يمكن أن يكون غير قابل للهزيمة!"
بدأ الشبح بالهجوم، شعرت بوابل من الضربات تنهال علي. بالكاد استطعت صدها، لكن الجروح والخدوش بدأت تتراكم على جسدي.
عززت جسدي بالمانا ووجهت هجومًا مضادًا خلال وابل هجماته، لكن هذه المرة، قام الشبح بصد هجماتي.
"هاه... إذًا هجمات المانا تؤثر عليه!"
ضخخت المزيد من المانا في سيف القمر.
"حان دوري للهجوم... بأسلوب عائلتنا الملكية، أسلوب يمتد لمئات السنين!"
{أسلوب تنين الضوء}
بدأت بالتحرك بسرعة في القاعة الكبيرة المخصصة للتدريب، هجمةً بعد هجمة، جميعها بزوايا واتجاهات غريبة، ومن الصعب تجنبها.
هذه الحثالة كان يتحرك بطريقة غريبة، متجنبًا أخطر الهجمات، والضربات التي أصبته بها كانت سطحية. شعرت بشيء خاطئ، ابتعدت بضع أمتار، وبدأت أشعر بالإرهاق. شعرت أن القتال مضى عليه ساعات.
بدأت الأرض تتجمد حول الشبح... "تُس! عنصر الجليد، سيئ! سيحد فقط من حركتي."
اعترفت... قتاله بمفردي ضرب من الجنون، عليّ العثور على إيلاريون! بدأت بالتوجه للبحث عنه.
صوت خطوات... خطوة... خطوة...
نظرت إلى الخلف، كان إيلاريون!
الأمر أفضل بكثير الآن، بدلًا من البحث عنه... هو من وجدني!
إيلاريون: "بف! ضحكتُ، لا بد أنك عانيت."
فابيان: "يمكنني قول الشيء ذاته لك أيضًا."
إيلاريون: "ماذا تقصد؟"
ايلاريون: "هذه دماء الطفيلي وبعض الوحوش..."
فابيان "وغد... وحش!"
ايلاريون: "شكرًا على كلماتك اللطيفة."
لكن بعدها... تبددت ملامحه، وتحولت إلى برودٍ حاد، قشعرّ جسدي، لم أرَ إيلاريون بهذه الملامح الباردة والجادة من قبل.
فابيان: "إيلاريون، قم بتغ-"
إيلاريون: "أعلم!"
أخرج إيلاريون سيف "لهيب الفجر"، كان يحيط به هالة بيضاء دافئة، لكنها حارقة لمن ليست في صف حاملها.
بدأت ملامح الشبح تتغير، بدا وكأنه قلق، غير مرتاح للضيف المفاجئ.
إيلاريون: "حسنًا، دعني أتعامل معه. عالج جروحك."
أخرج فابيان حجرًا أبيض من جيبه، ثم تقدم إيلاريون بضع خطوات، شدّ عضلات جسده
وغلف جسده بمانا، وتعزيز سيف "لهيب الفجر" بطاقة هائلة.
في لحظة... اختفى! وظهر أمام الشبح، بتلويحة بالكاد تفاداها الشبح... أو هذا ما ظن.
إيلاريون قام بقطع ذراعه! اختفى الشبح وظهر على مسافة أمتار، تدفقت دماء سوداء لامعة، بدا عليه التفاجؤ والغضب. تحركت صفوف أسنانه بطريقة غريبة ومقززة.
إيلاريون: "آه... هل هذا انتقال؟ هل انتقلت؟"
ايلاريون: "لستَ سيئًا... لستَ سيئًا..."
قام الشبح بتجديد يده، لكنه بدأ وكأنه يعاني لإعادتها. فتح يده، فانفجرت العديد من بلورات الجليد باتجاه إيلاريون، الذي تقدم نحوها، تفادى بعضها بسهولة، وأُجبر على قطع البعض الآخر.
فور وصوله إلى الشبح، وجه ركلة معززة بمانا عنصر الماء، لكن الشبح انتقل مجددًا.
بف!
ضحك إيلاريون بشدة: "ماذا تكون؟ دجاجة؟!"
كان فابيان ينظر وهو متفاجئ... هل يسخر من الشبح؟
الثواني السابقة كانت صادمة بالنسبة له... ما لم يستطع فابيان فعله في عشر دقائق، فعله إيلاريون في بضع هجمات فقط!
أعاد هذا له حماسته، وطاقته للاستمرار في القتال.
قام بتعزيز جسده وسيف "القمر"، ووقف بجانبه، ليسمع صوت إيلاريون بلطف:
إيلاريون: "أهلًا بعودتك... دعنا نقضي على هذا المهرج وننهي المهمة."
بدأت كلماته تعطيه أملًا لا يمكن وصفه... وتجعل الشبح في حالة معنوية سيئة.
اندفعا معًا في هجمات متزامنة!
رأى ايلاريون طريقة فابيان في القتال... لم يكن أسلوبه مبهمًا كما اعتقد.
بدأت الجراح والخدوش تظهر على جسد الشبح، فقام ايلاريون بصنع ثغرة من خلال جعله يزيد تركيزه عليه.
وفي لحظة... طعنه فابيان بجانبه بعمق، مخترقًا أحشاءه!
سحب ايلاريون نفسه بعيدًا بضع أمتار، لكن فجأة... امتدت أشواك هائلة من الأرض!
ايلاريون، كان جادًا: "إياك أن تموت! سيذهب تعب كل من ثايد وستون هباءً!"
رأى نظرات الذهول في عينيه، ثم تمتم بتوتر: "لا تمزح بهذه الطريقة... هم بخير، صحيح؟"
إيلاريون: "تنهد... هم في حالة سيئة، فعلوا كل هذا لحمايتك... وحماية عائلتك."
لكن فجأة...!
شعر كلاهما بشعور مشؤوم وخطير... ضباب أبيض كثيف بدأ بالظهور.
إيلاريون: "حسنًا... بدأ يأخذ الأمور بجدية، سيكون الأمر مملًا إن مات بهذه الطريقة."
اختفى حضور الشبح، حتى برصد المانا، لم يكن الأمر سهلًا.
فابيان: "ابقَ بقربي!"
لكن فجأة...
شعر به على بعد ثلاثة أمتار، أو أكثر! ومن العدم، امتدت ذراع تشبه المنجل، مستهدفةً عينيه!
بالكاد استطاع تفاديها، لكنها جرحت جبهته، وبدأت الدماء بالنزول.
مسح الدماء، ثم طقطق عنقه: "حسنًا... هل سنلعب لعبة القط والفأر؟"
لكن...
اختفى الشبح مرة أخرى!
ايلاريون شعرت بشيء بجانب رأسه، فأماله جانبًا بسرعة، وطعن بسيف "لهيب الفجر"، حيث من المفترض أن يكون...
لكن لا شيء... فقط قطع الضباب!
سمعت صوت فابيان يرتعش، شعرت بشيء دافئ يسيل على جانب وجهه... ثم ألمٍ شديد...
ذلك الوحش...!
قام بقطع أذني!
ظهر على مسافة، كان يضع أذني في فمه، بلسانه الأرجواني كان يحركها داخله... بأسنانه الحادة، بدأ بالضغط عليها... وأخيرًا... ابتلعها!
صرخ فابيان: "وحش! لعين! معتوه!"
إيلاريون، ببرود: "اهدأ، فابيان... هذا ما يريده. أن نفقد هدوءنا، وبعدها ستبدأ الثغرات في الظهور، ويتم القضاء علينا."
إيلاريون: "فابيان، قم بتوجيه مجموعة هجمات، أجبره على الانتقال... أريد التأكد من شيء ما."
وقف فابيان أمامه، بدأت مانا الضوء تتجمع في سيف "القمر"، وباستخدام رصد المانا بلكاد كان يستطيع شعور به بدأ باستهداف الشبح.
استمر الشبح بالتنقل وتفادي الهجمات، لكن هذا دفع إيلاريون للتساؤل...
"لماذا لا يتجنبها فقط عن طريق الانتقال؟"
ابتسم بسخرية بسيطة: "فقط... لديه وقتٌ محدود لإعادة استخدامها."
في اللحظة التي اختفى بها، بدأ يعرف كيف وأين سيظهر...
إيلاريون، وهمس: "عرفت كيف سنقضي عليه... فقط اصنع لي معروفًا، وأجبره على الانتقال، ثم وجه له أقصى ضربة لديك، واترك الباقي لي!"
/////////////////////////////////////
اسئله الكاتب
1)ما اسم تقنيه السيافه العائله ملكية
2 في اي جسد كان الشبح مختبئ