عدتُ إلى المطبخ، وجدت خالتي تعد الشاي، جلسنا وشربنا الشاي. بعد الانتهاء، قمت بتوديعهم لإكمال الطريق إلى العاصمة.

بعد توديعي والرحيل من منزل خالي، وحصولي على هدية قيمة، مضى بعض الوقت، وبدأت الذكريات تعود لي مع اقترابي من العاصمة الملكية. فَاليريا ما زالت تبقى راقية كما في طفولتي.

صوت العربة وهي تسير، النافذة مزخرفة بخشب البلوط، المنازل تصبح أشد جمالًا وأناقة مع مرور الوقت وتجاوز الكثير من المسافة. وأخيرًا، رأيت تلك الجدران العالية الممتلئة بالقوة والصلابة على طولها، كأن هناك العديد من الجنود يقفون شامخين لحماية العاصمة من كل تهديد.

وصلتُ أمام بوابة العاصمة، نزلتُ من العربة، قمت بدفع المال لسائق العربة وشكرته.

تقدمتُ نحو البوابة، في طوابير تحتوي على العديد من العوائل، سواء من العامة أو النبلاء. وصل لي الدور أثناء الانتظار. كان سيد حراس البوابة ضخمًا، وذو بنية عضلية وهالة حادة وثقيلة، على ظهره فأس، وكان هناك رجل آخر خلفه، من الواضح أنه سياف.

تم سؤالي عن بعض الأسئلة: اسمي، عمري، وسبب زيارتي للعاصمة الملكية. بالتأكيد كان سيكون هذا صعبًا بدون شارتي، من الجيد أنها معي، فقد اختصرت عليّ الكثير من الخطوات. بالتأكيد أخذ بعض الوقت لفحصها والتأكد من أنها ليست مسروقة وإثبات ملكيتها لي. أعاد لي شارتي وقام بفتح الطريق لي للدخول، قمت بشكره وتقدمت.

كانت نسمة الرياح تأتي على وجهي، وضعتُ أول خطوة منذ عشر سنين في العاصمة الملكية. حدث الكثير، وسيحدث أكثر من ذلك مستقبلًا.

بدأتُ في السير ناحية الأكاديمية الملكية، حسنًا، لن أستطيع مقاومة تجربة العديد من الأشياء المذهلة.

العديد من أكشاك الطعام، محلات الملابس ذات التصاميم الخلابة، محلات الأسلحة، كانت شيئًا لم أستطع مقاومته، دخلت فقط لأنظر. وجدتُ العديد من السيوف من مختلف الأنواع والأوزان، الخناجر، منها التقليدية ومنها المسحورة.

بالتأكيد، كانت الأسلحة المسحورة أفضل وأكثر خطورة، لكنها ليست زهيدة السعر. حسنًا، سأتوقف، لو استمررت برؤية وتقييم كل ما أراه، لن أخرج من هذا المحل.

كانت أجواء العاصمة مملوءة بالنشاط والحيوية، تبعث شعورًا بالطمأنينة والسعادة. رؤية العوائل وأطفالهم سعداء، رؤية أصحاب المتاجر يعملون، حركة الخيول الكثيرة، على غير المعتاد في حياتي، كأنها إيقاع موسيقي.

نظرتُ إلى الساعة، ما زالت التاسعة صباحًا، موعد الاختبارات يبدأ في الثانية عشرة، لدي وقت بما يكفي للوصول. سأتجول لرؤية الآثار التاريخية للمملكة.

قمتُ بسؤال المارة، فأخبروني بالعديد من الأماكن: تمثال الإمبراطور وبعض الأماكن التي أثارت اهتمامي. من الجيد أن تمثال الإمبراطور لم يكن بعيدًا، ربما عشر أو خمس عشرة دقيقة للوصول.

قمتُ بشراء شيء لأشربه بينما أسير، كانت السماء زرقاء تحتوي على بعض الغيوم البيضاء النقية.

بدأت معالم التمثال تظهر، تمثال ذهبي بارتفاع 5-7 أمتار، بمظهر مليء بالقوة والصلابة. كان لتمثال الإمبراطور لحية كثيفة وجسد قوي ضخم، صدر مرفوع، ملابس مصنوعة من الرخام الفاخر، كانت بعناية وتبرز أصغر التفاصيل، سيف ودرع عظيمان كانا يضيفان مظهر أهمية وعظمة لهذا الرجل.

بالتأكيد قدومي إلى هنا كان شيئًا يستحق. حسنًا، يجب أن أذهب لتناول شيء، ثم الذهاب إلى الأكاديمية، لا يجب أن أتأخر عن أول يوم في الأكاديمية.

ذهبت لاختيار مطعم يعطي تجربة فريدة، سألتُ بعض الأطفال عن مطعم يقدم وجبات بأسعار مقبولة وطعم جيد، أخبروني عن مطعم يبعد مسافة ليست بقليلة، أتمنى أن يكون يستحق كل هذا العناء.

وصلت، لكن لم يكن مطعمًا، بل عبارة عن محل صغير في زقاق، شعرتُ بالريبة لأنه لم يكن هناك زبائن.

رأيتُ رجلًا يمسك بزجاجة خمر يقف هناك، تحدثت: "مرحبًا، يا سيدي."

نظر لي وقال: "لا تحاول سرقتي، لا أملك مالًا، ابحث عن شخص آخر لسرقته."

صُدمت، هذا الرجل لا يمزح، يظن أني أريد سرقته! لم أستطع كبح نفسي، ضحكت، فأُصيب الرجل بالإحراج، لأنه ظن أني إيلاريون سيسرقه.

قال: "اجلس، سأجلب لك الطعام، من المهم أن تملك مالًا."

قمتُ بالرد عليه: "لا تقلق."

قام بتقديم بعض الأرز والحساء، أخذتُ رشفة من الحساء، اللعنة! ممّ مصنوع؟! من حمم بركانية؟! لماذا هذا الحساء ساخن لهذه الدرجة؟!

نظر إليّ بدونية: "شباب هذه الأيام لا يتحملون القليل من الحرارة."

قمتُ بالرد عليه: "لو كنت تريد قتلي، لم يكن عليك إحضار هذا الحساء القاتل، سأشنق نفسي طوعًا."

نظر إليّ بطرف عينه: "حسنًا، عليك إنهاء الطعام."

وقفتُ من مكاني وطلبت الحساب، صُدمت من السعر، عشر عملات برونزية.

"هذا طعام رخيص." بالتأكيد لم أقل ذلك بصوت عالٍ، لستُ شريرًا لهذه الدرجة.

قمتُ بدفع الحساب وشكرته، بدأتُ أشعر بالانزعاج، أين أنا؟ بالتأكيد لن أعود في نفس الطريق، لا يوجد طريق مختصر.

ظللتُ واقفًا مكاني أفكر، بعد بعض الوقت، شعرتُ بوجود شخص، فجأة، قام ذلك الشخص بوخزي بإصبعه.

من هذا الشخص المزعج الذي يقوم بوخزي؟ نظرتُ للخلف، كان شابًا حسن المظهر، ذو شعر أحمر وعيون عسلية، كان ما زال يستمر بوخزي بإصبعه.

كنتُ سأقوم بضربه، لولا أني في العاصمة الملكية ولا أريد القيام بمشاكل في أول يوم لي.

أخيرًا، توقف عن وخزي وقال بصوت مليء بالحماس: "هل أنت ذاهب للأكاديمية؟ أولًا، ملابسك راقية ولا تليق بالزقاق، ثانيًا، لو كنت مجرد بلطجي، لن ترتدي ذلك وتمشي بكل ثقة مع سيوفك باهظة الثمن، ستخاف بالتأكيد أن ينهبك أحدهم. ثالثًا، ظللت تبحث هنا لفترة، لا يبدو أنك تعرف المنطقة. رابعًا، تبدو أكبر سنًا مني، لذا ربما تكون قد أكملت جمع أموال الاختبار هذه الفترة وقررتَ أن تأتي للعاصمة."

عندما فكرتُ بتخميناته، تذكرتُ صاحب المحل في الزقاق الذي ظن أنني أتيت لأسلبه. فكرتُ بالأمر قليلًا، واستنتجتُ أنه يخفي شيئًا ما. ليس من الطبيعي أن يدخل زبون، وعلى الفور تقول له: "لا تنهبني، لا أملك مالًا."

ظل السبب مجهولًا، هل لديه أموال سرية سرقها؟ أو شيء قيم كسلاح مسحور أو قطعة مسحورة من النوع الذي يطمح إليه الأغنياء؟ وشكّ بي بسبب مظهري.

توقفتُ عن التفكير، نظرتُ للفتى الذي أمامي، وقمتُ بالرد عليه: "حسنًا، لستُ مخطئًا، أنا ذاهب للأكاديمية."

سألته: "هل أنت ذاهب للأكاديمية أيضًا؟"

قال: "نعم."

قلت له: "أنا إيلاريون إدوارد، سعيد بلقائك."

قام بالرد: "أنا ثايد ليرغ، سررت بلقائك أيضًا."

تصافحنا.

اسئله الكاتب ( اسئله)

///////////////////////

1. كم كان وقت بدء الاختبار.؟

2. كم كان سعر الطعام.؟

2025/01/24 · 35 مشاهدة · 910 كلمة
Alifox.
نادي الروايات - 2025