عندما رأى المعلومات التي ظهرت أمامه، ارتسمت على وجهه لمحة ارتباك واضحة. لم يفهم ماذا يحدث، أو كيف حدث ذلك أصلًا.

"هل هذا صحيح؟"

كان هذا أوّل خاطر تسلّل إلى عقله، بينما رفع يده ليفرك عينيه بقوة، وكأنه يحاول طرد الوهم. لكن الشاشة بقيت كما هي، ثابتة، متوهّجة بوميض خافت يبعث إحساسًا بالرهبة. بسرعة، أخذ نفسًا عميقًا، ثم قام بتوسيع المعلومات بعجلة.

[الاسم: جسد الفوضى

الرتبة: EX (فريد)

الوصف: جسد الفوضى هو الوحيد في العوالم الذي يحمل قوة الفوضى، قوة البداية والنهاية.

الخصائص:

تحويل جميع أنواع الطاقة إلى طاقة الفوضى (هي أصل كل شيء).

سرعة امتصاص تفوق العادي بعشر مرات.

ارتفاع قوة الجسد إلى خمسة أضعاف.

رؤية خيوط الهالة والطاقة السحرية أو أي نوع من الطاقة، مع القدرة على قطع أو تدمير تلك الخيوط لإبطال الهجمات.

مناعة ضد السموم، مع إمكانية تطوير المناعة باستخدام سموم أقوى من الحالية.

مقاومة وتكيّف تسمح له بتطوير مقاومات مختلفة مثل الحرارة، البرودة ، و القتال .

سرعة شفاء مذهلة مهما كان نوع الإصابة أو خطورتها، ما لم يُقطع أحد أطراف الجسد أو يُدمَّر القلب أو الرأس.

ابتلاع واندماج خصائص أنواع مختلفة من الأجساد في جسد الفوضى.]

شعر بدقات قلبه تتسارع بعنف، حتى كادت تخرق صدره، فيما كان صوت أنفاسه الثقيل يثقل الهواء من حوله. أصابعه ترتجف قليلًا، وحرارة جسده ترتفع تدريجيًا، وكأن شرارة غريبة تسري في عروقه، ينبعث منها وهج داخلي ترافقه رائحة خفيفة تشبه الحديد الساخن.

"هذا أمر غير متوقع حقًا... لم أتخيل إيقاظ بنية جسدية، بل وفريدة!"

انتشر شعور بالنشوة يسري في كل خلية من جسده، لكنه تركّز أكثر على طاقة الفوضى التي راحت تفيض بداخله كبركان هائج.

"أنا لا أذكر أنني سمعت عن هذه الطاقة من قبل..."

ارتسمت في أعماقه قناعة واضحة، إحساس غريزي يخبره أن أمر بنيته الجسدية وطاقة الفوضى لا يجب أن يعرفه أحد مهما حدث.

"شاشة الحالة."

ظهر أمامه إطار شفاف يتوهج ببرودة غامضة:

[الاسم: أريس

الألقاب: متدرّب كيمياء

المهنة: لم يتم فتحها

البنية الجسدية: جسد الفوضى

الصفة: الفوضى (ظلام / ضوء)

الموهبة: تقرّب سيف وسحر SS+ (موهبة تجعلك بارعًا للغاية في السيف والسحر معًا)

المهارات:

عين الملك – (تسمح لك بكشف جميع معلومات وجوهر الكائنات الحية والعناصر)]

نظر أريس إلى شاشة الحالة، ولاحظ التغيير بوضوح: لقب متدرب كيمياء ظهر في خانة الألقاب، كما تم عرض بنيته الجسدية، لكن الغريب أن الصفة أصبحت الفوضى، وفوق ذلك، اكتسب عنصر الضوء.

"غريب... لماذا أصبح لدي عنصر الضوء؟"

راح أريس يفكّر بتمعّن، بينما عيناه تراقبان وميض النظام، وفجأة لمع بريق غامض في حدقتيه.

"نعم... يجب أن يكون السبب هو أن عنصري الظلام والضوء هما أقدم عنصرين. وبما أن طاقة الفوضى أصل كل شيء، فإن امتلاكي عنصر الضوء يصبح أمرًا منطقيًا."

ارتفعت شفتا أريس قليلًا بابتسامة باردة، فيما لمع ضوء داكن في عينيه. الظلام والضوء... أصبحا جميعًا بين يديه.

"أتساءل... كيف سيشعر ريان عندما أقوم بسحقه بعنصره؟"

كان أريس يتخيّل المشهد بوضوح: ظلام كثيف يلتهم كل شيء، يتبعه نور ساطع يبدّد البقايا في اللحظة نفسها. مشهد يثير الرهبة والخوف.

كما يُقال: من فهم الظلام سيفهم معنى الضوء، لكن من فهم الضوء لن يفهم أبدًا الظلام.

"أعتقد أنني يجب أن أعيد النظر في التقنية التي سوف أمارسها."

كان أريس من قبل ينوي استعمال تقنية تأمل كان قد تعلمها في حياته السابقة من الجيش باستخدام نقاط جدارة، وبعدها قام بتحسينها بنفسه.

لكن الآن يبدو أنه يجب أن يغيّر خطته ويستعمل تقنية تأمل أخرى، لكن قبل ذلك كان عليه أن يسكت جوعه.

خرج أريس من أجل تناول الطعام في حانة قريبة، إلا أنه لاحظ وجود خطأ في أجواء المدينة؛ الحركة أقل، كما أن التجار لا يصرخون على بضائعهم، بل علقوا لافتات تعرض الأسعار، وكانت أغلى من المعتاد.

لم يتقدم أريس ليسأل عن السبب، بل استمر في سيره بهدوء. وعندما وصل إلى الحانة لاحظ أن الزبائن أقل من المعتاد والجميع صامتون.

اختار مكانًا غير واضح وطلب طعامًا، بينما كان يتناول وجبته كان يراقب أفعال الجميع، وأهم شيء لاحظه هو الخوف في عيونهم.

تمتم لنفسه بصوت خافت:

"ماذا يحدث في المدينة؟"

وبينما كان ينوي استدعاء النادل وسؤاله عمّا يجري، سمع حديثًا يتسرب من طاولة قريبة.

"هل حقًا نهاية العالم قادمة؟"

"يجب أن يكون الأمر كذلك، ألم ترَ ما حدث ليلة أمس؟"

"أرجوك، لا تذكر ذلك... السماء مظلمة وسحاب تشكّل على هيئة دومات تشبه العيون."

"يا رجل، وذلك الضغط... جعلني أركع أرضًا."

"لست وحدك، بل الجميع! حتى إن كثيرًا منهم أغمي عليهم."

كان أريس مستغربًا مما سمعه.

نهاية العالم، سحاب على شكل عيون، وضغط غامض... ماذا يحدث؟

حاول فهم الأمر، لكن ما سمعه لم يكن منطقيًا.

"يجب أن أفهم ما يحدث."

قرر أريس التوجّه إلى مكان آخر لسماع المزيد من أجل الفهم.

وهكذا دفع المال وغادر.

---

في قصر ضخم وفخم، كان هناك شاب بشعر ذهبي ناري وعيون صفراء تشبه الشموس، بشرته بيضاء، ويرتدي ملابس نبلاء فخمة. على صدره عُلّق شعار شمس فوق قلبه. كان يجلس على مكتب ضخم من الخشب المصقول، ينظر إلى وثائق، وحاجباه مقطوبان.

أمامه كان فارس يرتدي درعًا حديديًا يحمل شعار الشمس، يركع على ركبة واحدة.

"هل ارتفعت الأسعار بسبب ما حدث الليلة الماضية؟ كل سكان مدينة القلب يشعرون بالرعب... لا، يجب أن أقول إن كل من في الإمبراطورية الشمسية كذلك."

كان هذا ولي العهد آرثر، رجل عُرف بذكائه وهدوئه وعبقريته في السيف.

"إذن ما هي النتيجة التي توصّل لها جلالته؟"

كان صوته هادئًا ويحمل جلالة الإمبراطور المستقبلي.

"سموك، النتيجة التي تم الوصول إليها هي أن ما حدث قد يكون بسبب احتمال فتح أطلال قديمة."

أجاب الفارس بنبرة مطيعة.

"أطلال قديمة... أرى ذلك. أيضًا، اذهب إلى سيد مدينة القلب وأخبره أن يقوم بتهدئة الوضع."

"أمرك."

بعد ذلك خرج الفارس تاركًا آرثر وحيدًا.

"هاه... أطلال قديمة؟ كيف يمكن أن تكون سببًا في هذا الاضطراب؟"

شعر آرثر أن هذا هو الاستنتاج الوحيد الذي يستطيع والده الوصول إليه، لكن في أعماقه لم يقتنع تمامًا.

"تعال."

ما إن نطق بالكلمة حتى ظهر ظل أمامه كاشفًا عن شخص يرتدي ملابس سوداء، ركع مباشرة أمامه. هذه الوحدة الخاصة بآرثر تُعرف باسم "الخناجر".

"هل اكتشفتم شيئًا؟"

"لا، سموك. لم يتم العثور على سبب الشذوذ، وكل القنوات أكدت نفس الشيء."

خرج صوته باردًا كالجليد.

"أرى ذلك... أريدك أن تستمر في البحث. وأيضًا، كيف حال أختي؟ ماذا تفعل؟"

"أمرك سموك. أما بالنسبة للأميرة فلا شيء مميز، إلا أنها التقت ريان عدة مرات."

عندما سأل آرثر عن أخته وسمع أنها التقت ريان، رفع حاجبه بهدوء.

"يبدو أن أختي ليست عديمة الفائدة تمامًا، على الأقل استعملت جسدها لسحب عبقري شهوني لصفها."

ابتسم آرثر بازدراء. كانت أخته من أب فقط، ولم تحمل مؤهلات لتكون منافسته، لكنها كانت مفضلة لدى الإمبراطور. غير أنها ليست ذكية في السياسة، وعادة ما تعتمد على الإمبراطور أو أمها.

أما بالنسبة لريان، فقد أظهر عبقرية، إلا أن عيوبه كانت في ضيق أفقه وشهواته.

"استمر في المراقبة. أيضًا، ماذا فعلتم في قضية قتل عصابة الدب البني؟"

ساد الصمت.

"لا شيء، أليس كذلك؟"

"نعم، سموك."

"إذن لماذا تنفعون؟!"

هنا تحول صوت آرثر إلى برود قاسٍ.

"سموك، اغفر لي... لكن لا تقلق، نحن نراقب بقية العصابات."

"لماذا؟"

"لأن مرؤوسي يعتقدون أن شخصًا بمهارة كهذه سيهاجم بقية العصابات."

عندما سمع الإجابة اعتقد أنها منطقية، فهدأ قليلًا.

أشار بيده للرحيل، وعندما رأى الخنجر ذلك شعر بخفة واختفى من أمامه.

كان سبب اهتمام آرثر بمن أباد عصابة الدب البني هو إدراكه لمهارته. شخص كهذا يجب أن يكون تحته.

لكن للأسف، في النهاية، لن يستطع. لأن ذلك الشخص لم يكن سوى أريس... الشخص الذي تسبب في اضطراب العالم فقط بمجرد إيقاظ بنيته الجسدية.

كما أن أريس لا يحب آرثر

عاد أريس إلى منزله وهو ما يزال يشعر بصدمة من المعلومات التي جمعها، حيث كان العالم على وشك الدمار بسبب ما حدث.

غير أنه كان مغمىً عليه في ذلك الوقت ولم يرَ ما جرى بعينيه.

لكن أريس كان يعرف أن هذا ليس صحيحًا، لأن ذلك لم يحدث في حياته السابقة، وكل ما وقع هذه المرة تزامن مع إيقاظ بنية جسد الفوضى.

لذلك، فهم أريس الأمر بوضوح: هو السبب في هذا الشذوذ، وهو من تسبب بالفوضى في مدينة القلب.

تمتم بصوت مبحوح، وعيناه تتأملان الفراغ:

"بصراحة... يبدو أنني قلّلت من قوة بنية جسد الفوضى."

وبعد أن سمع صدى كلماته يتردد في الغرفة الهادئة، أدرك تمامًا أنه لا يجب، بل لا يمكن، أن يذكر جسد الفوضى أو طاقة الفوضى أمام أي أحد.

جلس على سريره الخشبي، وملامحه غارقة في التفكير العميق. كانت أصابعه تنقر على فخذيه بلا وعي، بينما أنفاسه الحارة تصطدم بالهواء البارد وتترك ضبابًا خفيفًا.

"هناك تقنية تأمل واحدة... كان عقلي ينجذب نحوها."

في حياته السابقة، وخلال رحلة إلى أطلال قديمة، عثر بالصدفة على تقنية تأمل غريبة، لم يتم ذكر رتبتها مطلقًا، بينما كانت شروطها قاسية للغاية. من أجل استعمالها، كان يجب أن يبدأ المرء من نقطة إنسان عادي تمامًا، وهذا ما لم يستطع أريس فعله وقتها، إذ كان قد وصل بالفعل إلى رتبة فارس بخمس نجوم.

ومع ذلك، استعان بها كمصدر إلهام لتطوير تقنيته الخاصة، والتي سمحت له باختراق حدوده والوصول إلى رتبة ثمانية نجوم.

رفع رأسه ببطء، وعيناه تلمعان بعزم صلب كالفولاذ:

"حسنًا... تم تقرير الأمر. سأمارس تقنية تأمل الخلق."

في تلك اللحظة، أغمض عينيه، ليغرق مباشرة في ذكرياته القديمة، مسترجعًا كل تفصيل صغير عن تلك التقنية قبل أن يبدأ في ممارستها.

شعر بدقات قلبه تتسارع شيئًا فشيئًا، بينما عقله يغوص في أعماق بحرٍ من الصور والرموز القديمة، ورائحة غبار الأطلال البعيدة تكاد تنبعث من ذاكرته.

2025/09/17 · 66 مشاهدة · 1458 كلمة
sir
نادي الروايات - 2025