انتشرت صدمة بين جميع الحاضرين، سواء بين آرثر وسيلينا وكاي وكيرا. اتسعت عيونهم من هول ما حدث، حتى ريان الذي لم يضع أحداً في عينه واستمر في التغزل بـأنيا، شعر بالصدمة.

"كيف حدث ذلك؟"

كان هذا السؤال يجول في أذهان جميع الطلاب، سواء النبلاء أو من عامة الناس. لم يفهم أحد منهم شيئاً.

ابتسم ألان قليلاً وتمتم في نفسه:

"هيهيه، جيد جداً، هذا أفضل مما توقعت."

بجانبه، كانت عيون أيلا الخضراء تلمع بـبريق، حيث ظهرت ذكريات لمعلّمها وآخر درس له قبل بداية رحلته الخاصة في درب السيف.

"أيلا، ماذا يعني السيف؟"

"أمم، معلم، هذا نفس السؤال عندما أصبحتُ تلميذتك."

"نعم، وأريد أن أعرف إجابتك بعد عشر سنوات. هل هي مثل ما قبل أو لا؟"

"حسناً، في الماضي كانت الإجابة هي أن السيف سلاح قاتل، أما الآن، فالسيف هو امتداد لجسدي."

"يبدو أنك وجدت إجابتك الخاصة."

أمالت أيلا رأسها قليلاً.

"ماذا تقصد؟"

"ما أقصده أن كل شخص لديه إجابته حول السيف، بل جميع الأسلحة."

"وأنت معلم، ما هي إجابتك؟"

"السيف امتداد لروحي."

شعرت أيلا بـارتباك خفيف.

"أيلا، لا تفكري كثيراً. عليكِ أن تدركي أن كل شخص يمتلك طريقه الخاص."

مرّت الذكريات بسرعة، وهي تشاهد أريس يقف بهدوء وسيفه أمامه. كانا مثل كيان واحد.

فجأة، تكلم أستاذ على جانب ألان:

"هذا مستحيل، يجب أن يكون هناك خلل في هذه الدمية."

كما تدخّل مُعلِّم على الجانب الآخر:

"نعم، هذا ما أعتقده، يبدو أننا سوف نعيد الاختبار مرة أخرى."

عندما سمع الحاضرون تدخّل المعلمين حول أنه هناك خطأ في دمية التدريب، انتشرت همساتهم:

"نعم، هذا يجب أن يكون صحيحاً."

"أجل، كيف يمكن أن يقطع دمية يعجز فارس نجمة واحدة عن قطعها؟"

انتشرت الأصوات في القاعة، وهم يشككون في حقيقة أن أريس قطع الدمية، حيث تجاهلوا حقيقية أنه ربما يمتلك قدرات تفوق فارس نجمة واحدة.

نظر أريس إلى الجميع وهم يشككون فيه، لكنه لم يتقدم من أجل الدفاع عن نفسه، بل وقف ينظر إلى مدير الأكاديمية وقديسة السيف.

"فهم يمتلكون الحق النهائي في النجاح أو الفشل، أما المعلمون الذين بدأوا هذا، فلم يهتم بهم."

نظر ألان وأيلا إلى أريس الهادئ والواثق من نفسه، كما لو أن من يتحدثون عنه ليس هو. وهذا رفع تقييم كليهما له بدرجة كبيرة.

فجأة، دوّى صرخة قوية:

"أغلقوا أفواهكم الكريهة أيها الفاشلون!"

كان هذا كاي الذي صرخ في وجه جميع الذين شككوا في أريس.

"هيا أيها الأوغاد! من أنتم لـتتحدثوا عن زعيمنا هكذا؟"

من خلفه، جاء صوت كيرا البارد وهي تخاطب الجميع.

كانت الأنظار تتجه نحوهم وهم يقفان أمام الجميع، بينما كان ظهرهما لـأريس.

آرثر الذي كان يشاهد العرض، أشرقت عيناه من أجل رؤية ما سيحدث.

سيلينا التي كانت تراقب أريس وهو يقف بهدوء وسط عاصفة من التشكيك في قدرته، خف غضبها وتحوّل إلى مزيد من الاهتمام لتغذية بذرة اهتمام في قلبها حول أريس.

ريان الذي كان ينظر، سمع صوت معلمته في رأسه:

"ريان، هذا الشاب خطير جداً."

لم يفهم ريان لماذا كان هذا التقييم لمعلمته لهذا الشاب مرتفعاً.

"ما الخطير فيه؟ حتى أنا أستطيع فعل ذلك طالما أبذل جهدي!"

"ريان، لا أعرف، لكن حدسي يخبرني بذلك."

لكن ريان لم يشعر بتوتر بسبب كلمات معلمته وأعاد تركيزه لـأنيا التي ما زالت تفتح فمها من الصدمة من قدرة أريس.

أما أريس، الذي سمع كلمات كاي وكيرا، فلم ينظر إلى الخلف.

"كاي، كيرا، يكفي."

صوت هادئ يجعل من يسمع يصمت ويخفض رأسه احتراماً.

"لكن..."

قبل أن يتكلّم كاي وكيرا، صمتا كلاهما في الوقت نفسه ورأساهما منخفضان.

لم يفهم أحد ماذا يحدث هنا، كان من الواضح أنهما كانا سوف يتجادلان، لكن صمتا فجأة. السبب الحقيقي أنهما رأيا إسقاط ظل أريس، حيث حرّك رأسه ونظر إليهما مباشرة.

نظر أريس إلى المراقب وتكلّم بهدوء:

"ماذا يجب أن نفعل الآن؟"

عندما سمع المراقب كلمات أريس، استيقظ من صدمته ونظر إلى أريس بتمعّن، وهو يحاول تذكّر حركة سيفه وهي تقطع الدمية، كما لو أنها تقطع زبدة. كان يعرف حقيقة أن الدمية لم تكن معطلة، بل كانت في أفضل حالتها، حيث تم صيانتها خصيصاً من أجل هذا الاختبار، وقد طلبها مدير الأكاديمية خصيصاً.

فجأة، خطرت له فكرة:

"هل يمكن أن المدير كان يعرف أن هذا سوف يحدث؟ إذن، هذا وحش صغير... مدير الأكاديمية كان يعرف أنه سيكون هنا!"

حوّل المراقب رأسه ونظر إلى المدير الذي ابتسم له وأومأ برأسه موافقة على فكرته.

"أريس يتأهل بدرجة كاملة!"

انتشر صوت المراقب في القاعة بأسرها مثل طبول الحرب.

انتشرت الفوضى بين الطلاب:

"كيف ذلك؟"

"أليست الدمية معطلة؟"

وهكذا، أصبحت عاصفة نقاشات بينهم. وقف أحد المعلمين وأراد الاحتجاج، لكن ألان رفع يده بإشارة من أجل التوقف.

بمجرد رؤية الطلاب للإشارة، توقفوا. كان المدير قد أعلن أن هذه النتيجة صحيحة.

بعد هدوء القاعة، تكلّم المراقب مرة أخرى:

"حسناً، هنا نعلن نهاية اختبار النخبة، وغداً سوف يتم الإعلان عن الناجحين وفصولهم. أما الآن، ليحافظ الجميع على الهدوء في طريق الخروج."

هكذا انتهى الاختبار، وبينما كان أريس يستعد للخروج، ظهرت شاشة زرقاء مألوفة أمامه.

[دينغ دينغ]

[تم الانتهاء من تحديث النظام]

عندما رأى هذه الشاشة، شعر بـالسعادة، حيث كانت نهاية تحديث النظام في وقته.

تخيّل لو بقي لمدة أطول، لكان هذا النظام عديم الفائدة. من أجل فهم وظيفة النظام جيداً، قرر العودة إلى المنزل بسرعة، ولم يكن خائفاً من اختفاء كاي وكيرا.

بين الحشد، اختفى أريس مثل ضباب يختفي مع نسيم الرياح.

كان كاي وكيرا يبحثان عنه، لكن دون فائدة، وكذلك سيلينا وآرثر.

أريس، الذي اختفى مثل شبح، كان قد وصل بفعل قدميه إلى شوارع المدينة الصاخب قلبها، حيث كان يتجول بين أكشاك الطعام المتنوعة.

راودته في البداية فكرة التوجه نحو منزله، لكن بطنه اعترضت بشدة، طالبةً بوجبة شهية. لاحظ أريس أجواء المدينة؛ فقد كانت في أعلى نشاطها وصخبها، إلا أنه في الخفاء، كانت الأمور تتعقد أكثر فأكثر، لتصبح شبكة عنكبوت تقيد المدينة بأسرها.

"يبدو أن الثعبان لم يتقبل فكرة أن حياته أصبحت تحت سيطرة شخص آخر." تمتم أريس بخفوت.

لم يهتم أريس بما سيفعله روبن؛ سواء بحث عن علاج السام الذي هو غير موجود في هذه الفترة الزمنية أو نفذ أوامره. كان أريس يسير وفي يده سيخ لحم مشوي تفوح منه رائحة الشواء والبهارات الغنية، وهو يشعر بالدفء المريح في راحة يده.

"إن لم ينجح في تنفذ ما طلبته ، هذا يعني أنه قمامة ويجب تغييره."

أخذ أريس قضمة كبيرة من السيخ، متذوقًا نكهة اللحم المتبل والمدخن. كان على وشك الدخول في أحد الأزقة المظلمة من أجل اختصار الطريق، لكنه لمح فجأة أحد معارفه. كانت امرأة عجوز؛ هي نفسها التي اشترى منها قلادة الظل و صندوق التوليف.

كان أمامها قطعة قماش باهتة تعرض عدة أشياء مختلفة، بعضها لامع والآخر عتيق. مباشرة، استعمل عين الملك. إن كان هناك أكثر شيء افتقده أريس في النظام، فستكون عين الملك هذه.

للأسف، كل شيء معروض كان عاديًا وبلا قيمة، باستثناء شيء واحد كان يكمن في الزاوية، يشبه قناعًا مصنوعًا من خشب شجرة قديمة تم نقش صورة عيون عليه على شكل خطين مقوسين غائرين.

[الاسم: قناع شيطان

النوع: إكسسوار

الفئة: نادر

الوظيفة:

* إخفاء المعلومات الخاصة من جميع وسائل التجسس.

* تغيير شكل جسدك مهما كان نوع العرق أو الجنس أو العمر.

* ابتلاع هوية الأشخاص الذين يتحولهم وسرقة ذكرياتهم وعاداتهم.

الوصف: قناع شيطان صنع من شجرة شربت دماء الشياطين لألف عام، على يدي رجل مجنون أراد أن يسرق هوية ملك.

(تحذير: احذر أن يتم ابتلاعك من قبل قناع الشيطان، لأنه سوف يصبح أنت).]

عندما رأى أريس معلومات قناع الشيطان، صدم جسده بخفة؛ تذكر قصة سمعها في حياته السابقة، حيث أن خادمًا في إحدى العائلات النبيلة تنكر بهوية سيده وتسبب في العديد من المذابح، وتحول العبد إلى طائفة الطاعون.

"هل يمكن أن يكون هذا القناع هو سبب ما حدث في حياتي السابقة؟" تساءل في داخله، بينما شدّ قبضته على سيخ اللحم المتبقي.

لم يفكر أريس كثيرًا؛ سواء كان هو السبب أم لا، فهذه فرصة ثمينة ولن يتركها لأي شخص مهما كان.

"إنه يوم حظي حقًا!"

غيّر أريس خطوته سريعًا ، واتجه نحو المرأة العجوز من أجل شراء قناع الشيطان، ثم العودة إلى منزله.

____

اتمنى ان يعجبكم فصل

لقد وصلت رواية الي مرتبة 9 .

بصراحة لم أتوقع ذلك.

2025/09/29 · 86 مشاهدة · 1250 كلمة
sir
نادي الروايات - 2025