ما إن ترسخت بذرة جمع فريقه الخاص، حتى لمعت عيون أريس ببريق خافت يشبه شرارة وميضة في الظلام.

"مع عين الملك أستطيع إيجاد أصحاب المواهب التي لم تتميز في حياتي السابقة."

لأول مرة شعر أريس منذ عودته بالزمن بأملٍ غريب يتسلل إلى صدره، ثم أعاد نظره إلى النظام الذي حصل عليه بعد عودته.

كان قد استعمل "شاشة الحالة" مرة واحدة فقط، و"عين الملك" قليلًا.

تكونت فكرة في ذهنه، فتمتم في داخله:

"هل هذا النظام يحتوي فقط على شاشة الحالة وعين الملك؟"

ظهر سؤال في عقله، فحين ظهرت شاشة الحالة لأول مرة لم يفحص النظام جيدًا، خاصة أن عقله كان مثقلًا بالكثير من الأمور في ذلك الوقت.

"مخزن."

نطقها أريس كما يفعل من أجل استدعاء شاشة الحالة، لكن لم يظهر شيء.

قطب حاجبيه بشك وهو يتمتم:

"غريب... هل يعني هذا أنه توجد فقط شاشة الحالة؟ أم أن النظام يمتلك وظيفة أخرى لكنني أخطأت في نطق الاسم؟ ربما بدل (مخزن) يجب أن يكون (مستودع)..."

وفجأةً، انبعث أمامه ضوء أزرق بارد، وظهرت شاشة جديدة تدل على "مستودع".

تسمر أريس مكانه وعيناه تتسعان، فقد احتوى المستودع على مئة غرفة فضاء، كل واحدة بحجم 100×100 مكعب.

ابتلع لعابه ببطء وشعر بقشعريرة في جسده، ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة نادرة.

"هههههه... لم أتوقع أن ينجح! هذا يجعل حمل أغراضي سهلًا جدًا، خاصة أن معدات التخزين غالية ونادرة."

كانت هناك العديد من أدوات التخزين في هذا العالم، لكنها نادرة للغاية وباهظة الثمن. في حياته السابقة لم يمتلك أريس أبدًا أداة تخزين، بل حتى لم يرَ واحدة بعينيه.

تنفس بعمق، والضحكة الساخرة لم تغادر عينيه:

"بصراحة، هذا النظام يبدو غبيًا... لماذا لم يقدم على الأقل شرحًا لوظائفه؟ لولا اكتشفت مستودع قبل أن قمت بنهبت ثروة عصابة الدب القطبي لما اضطررت للسفر عدة مرات ."

زفر أريس ببرود، وألقى نظرة قاتمة على الشاشات المعلقة في الهواء:

"حتى بعد أن عدت بالزمن... يبدو أن حظي لم يتغير، ما زلت أتعامل مع نظام غبي."

وكأن النظام شعر بغضب أريس، حتى ظهرت فجأة عدة شاشات متتالية أمام عينيه، مغمورة بضوءٍ أزرق بارد، وبدأت سيلٌ من المعلومات يتدفق إلى عقله.

شعر ببرودة قاسية تغزو جمجمته، جعلت جسده يقشعر وكأن رياحًا ثلجية تمر من خلاله.

لم تمر سوى ثوانٍ قليلة حتى اختفى ذلك الإحساس المثلج، لتعود الدفء إلى أطرافه وتشرق عيناه بدهشة حقيقية.

"هذا... حقًا مذهل جدًا."

اكتشف أن نظامه يمتلك ثلاث وظائف حالية: شاشة الحالة، المستودع، والخريطة.

رغم بساطتها، إلا أن ما صدم أريس هو أن النظام يمكن ترقيته. شروط الترقية غير معروفة، لكن ما جذبه أكثر أن المستودع يمكن تطويره بشكل منفصل عبر استخدام أحجار الفضاء أو عناصر تحمل سحر الفضاء.

أما "الخريطة"، فهي قادرة على تسجيل أي خريطة يقدمها أريس، بل وحتى إصلاحها لتصبح أكثر دقة، كما أنها تحتفظ بالأماكن التي زارها أو تلك التي لم يملك معلومات كافية عنها.

قرر أريس أن يتوقف عن صنع الجرعة التي كان يحضرها، وخزن كل شيء داخل مستودع النظام. كان قد حصل على خريطة مدينة القلب، بالإضافة إلى خريطة تحت الأرض.

لم يستغرق الأمر طويلًا حتى أنهى كل شيء، ثم نظر إلى الفراغ أمامه بابتسامة باردة.

"أين... لنجرّب وظيفة الخريطة."

فورًا، ظهرت أمام عينيه خريطة هولوغرامية ثلاثية الأبعاد لمدينة القلب.

كانت التفاصيل دقيقة بشكل مذهل، الشوارع والأزقة وحتى الأبنية البسيطة، بينما في الأسفل ظهرت ممرات تحت الأرض، بل وحتى مناطق الأسواق السوداء.

كان بإمكانه عرض الخريطة على شكل هولوغرام أو على شكل مسطح، كما امتلكت وظيفة تحديد الموقع والمسار.

أضاءت عيناه ببصيص لم يُرَ عليه منذ زمن طويل:

"يا رجل... هذا حقًا مذهل."

أريس، الرجل البارد المثقل بالكراهية والحزن منذ عودته، شعر لأول مرة بشيءٍ من الإثارة يطرق قلبه.

رغم حصوله سابقًا على أشياء قوية مثل خنجر الليل، قلادة الظل، صندوق التوليف، والمال، إلا أن كل ذلك كان مجرد وسائل لتحقيق هدفه الوحيد.

أما الآن، فقد أحس بلمحة مختلفة من الإثارة والحماس... مع ذكريات وخبرة حياته السابقة ونظامٍ سيرتقي به إلى رتبةٍ تسع نجوم ويدخل عالم الأسطوريّة الذي لم يصل إليه أحد من قبل.

سرعان ما سيطر أريس على مشاعره وعاد إلى واقعه.

"حتى ذلك الوقت يجب أن أبقى هادئًا وأتطوّر بهدوء."

بعد أن هدأ نفسه عاد تركيزه إلى موارد الجرعة.

بسرعة أخرج الهاون والمدقّ وأخذ قطعة صغيرة من لحم وحش نيّئ، وبدأ يستعمل المدقّ لسحق اللحم وتحويله إلى معجون؛ كان لحم الوحش يلمع ويشبه المطاط، وفي نفس الوقت كان ملمسه قاسياً فاستغرق الأمر بضع دقائق قبل أن يتحول إلى معجون. ثم سكَب قليلًا من دم الوحش، وبدل الضرب صار يضغط ويحرك حتى تحول اللحم والدم إلى مادة هلامية.

ثم أضاف زهرة دموية وقصب عظم أبيض ودقهما بقوة وحركهما من أجل الامتزاج.

كانت الوصفة سهلة التحضير ولم تحتِج لخبير لصنعها؛ كان هدف لحم ودم الوحش تقوية أوتار العضلات والدماء والأعضاء الداخلية، بينما كانت الزهرة الدموية لتسهيل الدورة الدموية وتطهير الشوائب من الجسم، وبالنسبة لقصب العظم الأبيض فكان لتقوية وتعزيز الهيكل العظمي لتحمّل قوة العضلات.

استغرق الأمر نصف ساعة لتحويل هذه الموارد إلى سائل، لكن مظهره كان أقرب إلى ماءٍ ملوّث بلون أسود ورائحة خانقة قوية تخنق الأنف.

كان أريس يتصبب عرقًا رغم بساطة التحضير، إذ احتاج ذلك إلى تركيز كامل؛ لم يسرع بتناول الجرعة، لأنها تحتاج إلى ساعة من التخمر قبل أن تصبح جاهزة، كما يجب أن يكون الجسم ملائمًا بالنّظام الغذائي والماء.

"ألا يمكن صنع سم؟"

فكر أريس؛ كان يريد صناعة سمّ للسيطرة على زعيم العصابة الذي سيختاره، ولأنّه سيكون في الأكاديمية قريبًا ولن يستطيع مراقبته، فالأفضل أن تكون السيطرة عبر الخوف. كانت المكونات بسيطة جدًا: ثلاث غدد سم أفعي ذات قرنين، ولب سمّي، وأشواك حمراء، وأربعة أنواع سم شائعة في السوق.

"هذه وصفة لسيد سموم من منظمة شرور 9."

تذكّر أريس أن سيد السموم اخترع مرة سمًا تسبب في كارثة عالمية.

"بصراحة ما زلت أتذكر مدى البؤس الذي حلّ في ذلك الوقت."

في المستقبل ستظهر هذه المنظمة التي يمكن القول إنها من أخطر ما يمكنك تخيّله، كما أنه من أجل القضاء عليهم نزالت رافائيل من مملكة الضوء. يمكنك القول إن هذه المنظمة هي المستوى قبل الأخير قبل مجيء مالك الشياطين انتارس.

عندما تذكر أريس منظمة شرور 9 ورافائيل وانتارس امتلأ قلبه غضبًا وتشوّه وجهه من شدة الانفعال. أطلق نفسًا طويلًا وعاد تركيزه ليبدأ صنع السم.

كان العمل بسيطًا وخطيرًا في الوقت ذاته، ويمتلك ميزة واحدة: مفعوله يبدأ بعد ثلاثة أشهر. بدأ أريس العمل ولم يكن صعبًا، وبعد ربع ساعة انتهى؛ بعد ذلك تركه يتخمّر وذهب لتناول وجبة طعام دسمة.

كانت الشمس قد اختفت في الأفق وحلّ الليل، وخفت نشاط المدينة.

شرب أريس الجرعة دفعة واحدة فترَكَ طعمًا مرةً في فمه. بعد ثوانٍ بدأ المفعول يظهر: احمرّت بشرته وتسارَعَت أنفاسه.

لتعظيم فوائد الجرعة يجب ممارسة تمرينٍ جسدي أثناء تناولها، لذا اندمج أريس في تمارين جسده.

2025/09/13 · 74 مشاهدة · 1042 كلمة
sir
نادي الروايات - 2025