كان صني يتزايد ببطء اعجابه بإجراء محادثات في الظلام. بدون عبء الضوء ، كان الناس أكثر استرخاء وصدق. ذكّره بانقطاع التيار الكهربائي المتكرر الذي كان يجتاح المدينة عندما كان طفل صغير. لم يكن أمام عائلته خيار سوى التجمع معا وقضاء بضع ساعات لا يفعلون شيئًا سوى التحدث مع بعضهم البعض.
الآن ، أصبحت هذه الساعات المظلمة بعض من أثمن ذكرياته.
ظل صامت لبضع لحظات ثم قال:
“بما أننا سنعتمد على بعضنا البعض ، فهل يجب أن نشارك ما هي القدرات والذكريات التي توجد تحت تصرفنا؟”
كان هذا اقتراح منطقي. إذا كانوا سيقاتلون جنبا إلى جنب ، فإن معرفة نقاط قوة بعضهم البعض أمر مهم إلى حد ما. ومع ذلك ، لاحظ نيفيس تلقي نظرة خاطفة في اتجاهه بنظرة حذرة على وجهها.
لحسن الحظ ، كان الظلام يحجبه.
قال صني: “سأبدأ” لإظهار صدقه وكشف معلومات عن نفسه بطريقة مسيطر عليها.
إذا أخذ زمام المبادرة للتحدث ، فلا يزال عليه أن يقول الحقيقة ، ولكن ما مقدار وإلي اي مدى سيتحدث ذلك كان شئ يتحكم به. إذا كان عليهم أن يسألوا وكان عليه أن يجيب ، فإن … الأمور ستصبح غير متوقعة.
“صفاتي تعطيني تقارب مع الظلال. لدي أيضا انتماء طفيف إلي الألوهية. أخيرا ، أنا عرضة لأن أجد نفسي في مواقف غير محتملة.”
استمعت كاسي باهتمام ثم خفضت رأسها وكأنها محرجة.
“آه .. إنه يقول الحقيقة. ليس أننا نشكك في صدقك!”
‘لما لا؟ لقد قضيت الكثير من الوقت في كسب سمعة كاذب مريض! “
صنى سعل بخفة وابتسم ، وأخفى توتره:
“حقًا؟ من الجيد معرفة ذلك. لكن … لماذا أنت متأكدة من أنني صادقة؟”
الفتاة العمياء تحركت قليلا.
“أوه! هذه هي قدرتي. يمكنني” رؤية “سمات الناس. أحيانا ، أتلقى أيضا، آه ،” رؤى “. يمكن أن تكون حول المستقبل أو الماضي. أعني ، هذا ما أعتقده … لقد حدث فقط زوجين من المرات.”
ابتلع صني ريقه ، لكنه استرخى بعد ذلك.
‘إذن ، هي عرافة من نوع ما. لحسن الحظ ، فإن رؤيتها تقتصر على السمات … وإلا ، فسأكون في ورطة حقيقية. ومع ذلك ، يجب أن أكون حذرا حولها.
أدرك أخيرا كيف عرفت الفتاة العمياء بعيد ميلاده. كان السؤال هو ما إذا كانت قد رأت ذلك في رؤية للمستقبل أو في رؤية من الماضي. إذا كان هذا هو الأول ، فهل كان من الآمن افتراض أنه سيكون بالتأكيد قادر على الاحتفال بعيد ميلاد واحد آخر على الأقل؟
أم أن معرفة المستقبل أثرت عليه وغيّرته بالفعل؟ على سبيل المثال ، بعد أن علم أنه سينجو بالتأكيد ، ربما يكون صني قد استرخى بشكل طبيعي وخفض حذره. ثم يموت نتيجة لذلك. من المؤكد أن ذلك بدا ممكن ، أليس كذلك؟ هذا على افتراض أن المستقبل يمكن أن يتغير. لكن ربما لم يكن كذلك؟ ثم … بعد
شعر بألم في رأسه ، قرر صني تجنب هذا الخط الفكري في الوقت الحالي. بدلاً من ذلك ، أخفى اضطرابه الداخلي وقال بنبرة ودية:
“هذه قدرة جيدة. الحديث عن القدرات: لقد رأيتي بالفعل قدرتي. ظلي يمكن أن يتحرك بشكل مستقل ويستكشف. لا يمكن أن يؤثر علي العالم المادي ، لكننا نتشارك البصر والسمع. بهذه الطريقة ، يمكنني اكتشاف الخطر قبل مواجهته. الظل سريع وخفي: يمكن أن يذهب إلى أي مكان ويكاد يكون من المستحيل ملاحظته. أوه ، يمكنني أيضًا أن أرى في الظلام. “
ابتسم ، متوقع أن تفهم وتقدر الفتيات فائدة كشاف الظل الخاص به. ومع ذلك ، كان رد فعلهم غريبًا بعض الشيء: أدارت نيفيس رأسها ببطء في اتجاهه ، بينما أصبحت كاسي شاحبة قليلا ورفعت يديها لتغطي صدرها.
“اه ماذا؟”
عبست نيفيس وقال بنبرة حادة:
“هل سبق لك استخدام قدراتك في الأكاديمية؟”
رمش صني.
“يا له من سؤال غريب!”
“في الأكاديمية؟ بالتأكيد بالطبع. لماذا؟”
أوه ، صحيح … يعتقدون أنني منحرف …
حماقة!
قبل أن تتمكن الفتيات من قول أي شيء ، رفع يده بسرعة وصرخ:
“لكنني لم أستخدمها مطلقا لفعل أي شيء غير لائق! عليكما أن تصدقاني!”
لحسن الحظ ، كانت هذه هي الحقيقة الصادقة. ومع ذلك ، بدا كل من نيفيس وكاسي متشككين. صر صني علي أسنانه.
“كان لدي أشياء أكثر أهمية للقيام بها من … مما كنتما تفكران فيه! قضيت كل ساعة يقظ تقريبا لتعلم كيفية البقاء علي قيد الحياة!”
رفعت نيفيس حاجبها.
“لم أرك في الفصل … ولو مرة واحدة.”
ضحك صني.
“بالطبع ، لم تفعلي. بينما كنت مشغولة بتحطيم الأرضية مع نائمين آخرين ، كنت أدرس النجاة في البرية.”
كان دور النجم المتغير لترمش.
“البرية … ماذا؟ هناك مثل هذه الدورة؟”
بدت كاسي في حيرة بنفس القدر.
“نعم ، هناك. قد يبدو الأمر وكأنه فكرة متأخرة بالنسبة لمعظم الناس ، ولكن بالنسبة لطفل نشأ في الضواحي مثلي ، لم يذهب أبدا إلى مدرسة فاخرة أو رأى مدرس خاص ، فإن تعلم كيفية النجاة في البرية هو الفرق بين الحياة و الموت. بدونه ، كنت لأغرق في اللحظة التي تم فيها إرسالنا إلى عالم الأحلام “.
في مناسبة نادرة ، بدت نيفيس محتارة تماما. فركت معصمها وحدقت في اتجاهه بعناية.
“فهمت. لم أكن أعرف.”
تجهم صني وكافح للحفاظ على الحقد من ان يظهر في صوته. عندما تحدث أخيرا، كانت نبرة صوته خفيفة وودودة.
“هذا جيد. من الطبيعي ألا يعرف شخص ما بمنزلتك …”
عندما ذكر وضعها ، ظهرت ابتسامة غريبة على وجه النجم المتغير. لكنها في النهاية لم ترد.
وتابع صني:
“على أي حال ، هذه هي قدرتي. أما الذكريات ، فلدي ثلاثة. واحدة هي درع ، والآخر سيف ، والأخير جرس ذو صوت مدوي .”
الآن حان دورهم للمشاركة. بعد توقف قصير ، تحدثت نيفيس:
“صفاتي تعطيني تقارب مع النور والنار ، بالإضافة إلى انتمائي قوي إلى الألوهية. لدي ذكريتان: حبل …”
بينما كانت تتكلم ، كانت صني ينظر إلى كاسي ، يحاول قراءة تعبيرها. مما رآه ، كانت نيفيس تقول الحقيقة – ولكن ليست الحقيقة الكاملة. وبالحكم على مدى صعوبة محاولة الفتاة العمياء إخفاء مشاعرها الحقيقية ، فعلى ما يبدو فإن ما اخفته من صفاتها لم يكن تافه على الإطلاق.
‘مثير للإعجاب.’
“… وسيف. الحبل قوي جدا ويمكن أن يغير طوله. السيف حاد جدً ويمكنه حماية حامله من الهجمات الروحية ، إلى حد ما. قدرتي … يمكن استخدامها للشفاء.”
لم يفوت صني صياغة الجزء الأخير. “يمكن استخدامها للشفاء” … هل هذا يعني أن الغرض الأساسي منها كان شيئ آخر؟ كان على يقين من أن نيفيس لن تكشف عن جميع بطاقاتها ، مثله تمامًا. ومع ذلك ، كانت قدرات الشفاء نادرة للغاية. امتلاك واحد يمكنه الشفاء ، ولكن لا يقتصر على الشفاء – فهذا ببساطة لم يُسمع به.
ولكن مرة أخرى ، كانت النجم المتغير – واحدة من الأشخاص القلائل في التاريخ الذين حصلوا على اسم حقيقي في الكابوس الأول. إذا كان على صني أن يفكر في قدرة الجانب الخاصة به ، فلا شيء يبدو مستحيلا.
“أتساءل ما هي رتبة جانبها.”
ظاهريا ، تظاهر بأنه متحمس.
“أنت معالج؟ هذا رائع! وجود معالج بيننا هو حظ لا يصدق!”
أومأت كاسي برأسها وابتسمت.
“نيف هي أيضًا مقاتلة رائعة! كان يجب أن تراها تتعامل مع هؤلاء الزبالين. حسنًا … أنا أيضًا لم أر ذلك في الواقع. لكن بدا الأمر مخيف للغاية.”
لم يكن صني بحاجة إلى أي شخص ليخبره عن مدى روعة نيفيس. في القتال لقد رآها بأم عينيه. نوعا ما. في الواقع ، كانتا عيون ظله. حسنا… ايا كان بدلا من عينيه.
في غضون ذلك ، تنهدت كاسي.
“حان دوري؟ أه … صفاتي ليست شيئ مميز. أعتقد أن لدي تقارب مع الاكتشافات(الوحي) والقدر. قدرتي كما أخبرتك من قبل. إنها ليست مفيدة جد. حول ذكرياتي ، لدي ثلاثة: الزجاجة ، و العصا الخشبية وهذا الدرع. أنت تعرف بالفعل عن الزجاجة. يمكن للعصا أن تخلق الرياح. الدرع هو في الواقع رتبة مستيقظ … آه ، لقد أعطتني إياه نيف عندما التقينا. له سحر وقائي قوي للغاية. “
“إذن … هي لا تحمل كاسي على ظهرها فحسب ، بل إنها تخلت عن ملابسها ايضا؟ درع رتبة مستيقظ ، عند ذلك؟ في ماذا كانت تفكر نيفيس؟
التفت الفتاة العمياء وأضافت بعد فترة:
“كنت مبارزة جيدة … من قبل. الآن لا يمكنني القتال حقا.”
من الواضح أن الجملتين الأخيرتين كانتا متعلقتين بعيبها. ومع ذلك ، اختار كل من صني ونيفيس إبقاء عيبهما. على الرغم من حقيقة أن معرفة عيب رفيقك كان أمر مهم أيضا للتعاون والحصول على دعم بعضهم البعض ، فإن مشاركة شيء كهذا يتطلب مستوى عالٍ جدا من الثقة.
في الوقت الحالي ، لم تكن هناك ثقة بينهما. وحتى لو كان هناك ، لم يخطط صني لمشاركة عيبه مع أي شخص. يبدو أن نيفيس لديها الكثير من الأسرار.
بعد فترة ، قال:
“جيد. أعتقد أن لدينا ما يكفي من الأدوات للبقاء ، بشرط أن نستخدمها بشكل صحيح. أعتقد أن الوقت قد حان للنوم؟”
في الظلام ، قامت نيفيس بإمالة رأسها ، مستمعة إلى كلماته بنظرة باردة.
“حسنًا. سأراقب أولاً.”
قررت صني أن يكون مفيدة وقالت:
“في الواقع ، ظلي لا ينام. يمكن أن يوقظنا إذا حدث شيء ما”.
ابتسمت النجم المتغير ببطء.
“سآخذ المراقبة أولا”.
شعر بقليل من البرودة في صوتها ، تنهد صني وهز كتفيه.
‘افعلي ما يناسبك. ماذا ستراقبين ، هاه؟ لا يمكنك حتى رؤية أي شيء! ايا كان. فقط لا تلوميني عندما يبتلعنا شيء عملاق في منتصف الليل … “
ثم ارتجف فجأة.
“انتظر … لم يكن ذلك علم موت ، أليس كذلك؟ صحيح بالطبع لا. مستحيل…’