الفصل السابع: ثلاثة عبيد وبطل
.
.
.
' تحركي، أيتها العربة المزعجة اللعينة! '
ضغط "ساني" بكل قوته على العربة، محاولاً دفعها للأمام.
سابقا كانت هناك أربعة ثيران قوية تسحبها، لكنها الآن ميتة، وأصبح العبء ملقى على عاتق ثلاثة عبيد مرهقين. حتى مع انحدار الطريق الذي كان يساعد قليلاً، كانت سرعة العربة بطيئة بشكل محبط. وفي المقابل، كان الطاغية يتحرك بسرعة أكبر
دفع هيرو للخلف بضربة قاتلة من أذرعه السفلى، بينما رفع الذراعين الأخريين نحو عنقه محاولاً الإمساك بالسلسلة التي كانت ملتفة حوله كأنها مشنقة. لكن هذه المرة، أصبحت البنية الهائلة لـ"ملك الجبال" عائقاً
مخالبه العظمية الطويلة والمخيفة كانت مثالية لتمزيق اللحم، لكنها لم تكن جيدة للأعمال الدقيقة. استغرق الطاغية بعض الوقت للإمساك بالسلسلة دون أن يجرح عنقه
بحلول ذلك الوقت، كانت العربة على وشك السقوط من حافة الجرف.
"هيا! بقي القليل فقط!"
ما حدث بعد ذلك كان سريعاً جداً. انزلقت العجلات الخلفية للعربة أخيراً عن الطريق، معلقة فوق حفرة مظلمة لا قاع لها على ما يبدو. استدار المخلوق، محدقاً بعيونه الخمس الميتة والباهتة إلى العبيد الثلاثة دون تعبير. مالت العربة، مما أدى إلى سقوط "شيفتي" و"سكولار" على الأرض، ثم توقفت، متوازنة بصعوبة على محورها الأوسط.
كان "ساني" الوحيد الذي بقي واقفاً. ألقى نظرة أخيرة على الوحش الشامخ، ثم دفع العربة من الأمام بكل ثقله وكتفه.
أخيراً فقدت العربة توازنها وسقطت من الحافة، وهي تصدر صوتاً صاخباً أثناء احتكاكها بالصخور الحادة. سقط "ساني" للأمام وركع على ركبتيه،
بالكاد نجا من السقوط معها. التفت إلى الطاغية بابتسامة شريرة
حاول "ملك الجبال" القفز نحو العبد النحيف، لكن
كان الوقت كان قد فات. ففي لحظة فقط كانت قد تم شدّ السلسلة على عنقه بقوة هائلة و عنيفة تسببت في سحبه للخلف كدمية خرقة، ساقطاً في الظلام بصمت، وكأنه يرفض تصديق أنه هُزم على يد إنسان صغير.
' اذهب ومت أيها الوغد '، فكّر "ساني".
" هااه "
لكنه بعدها أخذ نفساً عميقاً ومضطرباً
ثم سقط على الأرض منهكاً تماماً.
' هل انتهى الأمر؟ هل اجتزت التجربة؟ '
استلقى على الصخور الباردة، محدقاً في السماء الليلية، منتظراً الصوت المألوف الذي سيعلن انتصاره.... لكن بدلاً من ذلك، بدأت موجات الألم التي تجاهلها سابقاً تتصاعد في جسده المعذب
" غمم ! "
أصدر "ساني" أنيناً، شاعراً بالألم في كل مكان. جلده على ظهره، الممزق من ضربات السوط والمثقوب بمخالب يرقة حديثة الولادة، كان في حالة مزرية.
بدأ جسده يرتجف مرة أخرى من البرد الرهيب.
' يبدو أن الأمر لم ينتهِ بعد. '
كانت أفكاره بطيئة ومشوشة.
' ماذا عليّ أن أفعل الآن؟ '
ظهرت أمامه فجأة شخصية مظلمة. كان "هيرو"، هادئاً ووسيماً كما هو دائماً. كانت درعه متسخة وعليها خدوش هنا و هناك ..و لكنه بدا بحالة جيدة بشكل عام. مد يده نحو "ساني" و قال له
"قف. ستتجمد حتى الموت."
"هاااه "
تنهد "ساني"، متقبلاً أن كابوسه الأول لم ينتهِ بعد. ثم عضّ على أسنانه ونهض ببطء، متجاهلاً يد "هيرو" الممدودة
كان المشهد حولهم فظيعاً للغاية. باستثناء العبيد الثلاثة و البطل كان كل أعضاء القافلة موتى بالفعل . كانت... أجسادهم كانت متناثرة على الأرض، مشوهة بشكل مروع أو ممزقة إلى أشلاء.
هنا وهناك، كانت تُرى جثث يرقات مقززة. كانت ظلال النيران المتراقصة ترقص بمرح عبر المنصة الحجرية، غير مبالية بهذا المنظر المريع
لكن "ساني" كان متعباً جداً لدرجة أنه لم يهتم
كان "شيفتي" و"سكولار" قد نهضا بالفعل، ينظران إلى "هيرو" بريبة متوجسة. سواء كانوا مكبلين أو أحراراً، كانوا ما زالوا عبيداً، وكان هو ما زال قائد العبيد.
لاحظ الجندي نظراتهم المتوترة وتنهد قائلا
"اقتربوا من النار، جميعكم. نحتاج إلى أن نتدفأ ونناقش ما سنفعله بعد ذلك."
دون أن ينتظر ردهم، استدار "هيرو" ومشى بعيداً. و لكن بعد بعض من التردد دام لبضع لحظات، تبعه العبيد
..........
بعد فترة قصيرة، جلس الأربعة حول النار مستمتعين بالدفء. كان "شيفتي" و"سكولار" قريبين من بعضهما، محافظين على مسافة آمنة من "هيرو". بينما جلس "ساني" بعيداً عن الجميع، ليس لأنه كان لديه سبب محدد لعدم الثقة، بل لأنه ببساطة لم يحب البشر بشكل عام
نشأ "ساني" كغريب الأطوار. لم يكن الأمر أنه لم يحاول تكوين صداقات، بل كان الأمر أشبه بأنه يفتقد شيئاً صغيراً ولكن مهماً في عقله، شيء يملكه الجميع. بمرور الوقت، تعلم أن يبقي مسافة بينه وبين الآخرين، مما جعله يعتمد على نفسه، وينجو من خيانة الآخرين.
لهذا السبب لم يكن متحمساً لمشاركة بقية هذا الكابوس مع غرباء. بدلاً من محاولة بدء محادثة، جلس بهدوء، غارقاً في أفكاره.
بعد دقائق من الصمت، كسر "هيرو" السكون قائلاً
"عندما تشرق الشمس، سنجمع ما نستطيع من طعام وماء ونعود إلى أسفل الجبل."
نظر إليه "شيفتي" بتحدٍ.
"لماذا يجب أن نعود؟ لنضع في الأغلال مرة أخرى؟"
تنهد الجندي.
"يمكننا أن نفترق بعد مغادرتنا الجبال. لكن حتى ذلك الحين، ما زلت مسؤولاً عن حياتكم. لا يمكننا متابعة الطريق لأن الممر الجبلي طويل وشاق. بدون المؤن التي كانت في العربة، فرصكم في النجاة ضعيفة. لهذا السبب العودة هي أملنا الأفضل."
فتح "سكولار" فمه ليقول شيئاً، لكنه غيّر رأيه وظل صامتاً بينما لعن "شيفتي"، مقتنعاً فيما يبدو بكلمات "هيرو" المنطقية
"لا يمكننا العودة."
التفت الثلاثة إلى "ساني"، مصدومين من صوته.
ضحك "شيفتي" بسخرية ونظر إلى الجندي قائلاً:
"لا تصغِ إليه، سيدي. هذا الفتى... ممسوس من الآلهة. أقصد أنه مجنون."
"أنتم الاثنان على قيد الحياة فقط بفضل شجاعة هذا الطفل. ألا تخجلان من التحدث عنه بسوء هكذا؟"
هزّ شيفتي كتفيه، مظهرًا أنه لم يكن يشعر بالخجل على الإطلاق. و عندها هزّ الجندي الشاب رأسه. "
أنا شخصيًا أود سماع تفسيره. أخبرني، لماذا لا يمكننا النزول؟"
تحرك ساني بتوتر، غير مرتاح لكونه محور اهتمام الجميع
"لأن الوحش لم يمت."
.
.
.
[ اتسائل لما كل رواية اترجمها على بطلها ان يكون نصف مختل و يمتلك مهارات اجتماعية تحت الصفر و لكن كل هذا يعوض بالذكاء هههه حاسة اني اقرء عن حياة كايل في اول حياة له ]