المدينة تحته كانت تلمع بأنوارها الصفراء والبيضاء، لكنها بدت كأنها عالم بعيد لا يمت له بصلة. الريح هبت بعنف على سطح البناية الشاهقة، تحاول عبثًا زعزعة وقفته الثابتة. كان معطفه الطويل يرفرف خلفه، كأنه جزء من الظلام الذي يلف المكان.
هيونغ لم يكن مجرد رجل واقف في الليل، بل كان كيانًا يتحد مع العتمة، كأنه روح لا تنتمي لهذا العالم. كانت عيناه الباردتان تحدقان في الأفق بلا مشاعر، تتأملان المدينة التي تنام تحت قدميه بينما كان هو الوحيد المستيقظ بين الوحوش والصيادين.
ثم، بدون سابق إنذار—
"تم اكتشاف بوابة جديدة."
ظهر أمامه شاشة سوداء شفافة، خطوطها المتوهجة بلون أبيض فضي أضاءت وجهه للحظة، لكن انعكاسها لم يبدد الظلمة في عينيه. لم يكن هذا مشهدًا جديدًا بالنسبة له، لكنه شعر هذه المرة بشيء مختلف... إحساس غريب، ثقيل، كأن الهواء نفسه أصبح أكثر برودة، كأن الليل أصبح أكثر عمقًا.
ألقى نظرة سريعة على الشاشة، الكلمات كانت واضحة كالشفرات المنقوشة على حجر قديم:
"هل تريد الدخول؟ [نعم] / [لا]"
وقف للحظة، أصابعه تمسح حواف الشارة الفضية المعلقة على حزامه، شارة رتبة D. ابتسامة خافتة سحبت شفتيه، لكن عينيه لم تعكسا أي أثر للمرح.
"بوابة جديدة؟" تمتم بصوت بالكاد يُسمع، لكنه حمل ثقلًا لم يكن الهواء قادرًا على احتماله.
في تلك اللحظة، تحركت الظلال خلفه.
ثلاثة كيانات غير بشرية خرجت من الفراغ، وقفت بصمت مهيب، تنتظر أوامره.
الأول—جسد ضخم مغلف بدرع أسود قاتم، عيناه حمراوان كجمر مشتعلة، كل خطوة له كانت تحدث صدى غير مسموع، كأن الأرض نفسها ترتجف تحت وزنه.
الثاني—ظل متغير الشكل، كأنه مزيج بين الدخان والمرآة، لا يملك وجهًا لكنه يرى كل شيء. كان وجوده وحده كافيًا ليجعل المكان يضج بهمسات خفية لا تنتمي لهذا العالم.
الثالث—كيان رشيق، سريع كالبرق، لا صوت له، لا ظل، مجرد انعكاس قاتل يتحرك في الفراغ بمهارة قاتل محترف.
رفع هيونغ يده ببطء وضغط على [نعم].
في اللحظة التالية، اهتز الهواء، وانفتحت دوامة سوداء أمامه، كانت تدور ببطء في البداية، ثم تسارعت، كأنها فم وحش يتهيأ لابتلاعه. الطاقة التي تسربت منها كانت باردة… ليست مجرد برودة طبيعية، بل كانت تحمل معها رائحة الفراغ، رائحة شيء لا ينتمي لهذا العالم.
الأرواح المستدعاة حوله لم تتحرك، لكنها شعرت بالخطر القادم. الكيان الأول قبض على سلاحه، الثاني تموّج كأنه يتهيأ للهجوم، والثالث اختفى للحظة، ظهر على الجانب الآخر من البوابة، يختبر الأجواء.
أما هيونغ؟
لم يتراجع.
لم يكن بحاجة إلى التفكير، لم يكن بحاجة إلى الخوف.
بخطوة واحدة، دخل البوابة.
ثم، اختفى.
لم يتبقَ شيء على سطح البناية سوى الرياح الباردة، وصدى ظلاله التي تلاشت في العتمة. كان الهواء خانقًا، كثيفًا برائحة الرماد والدم، مشبعًا بحرارة لا تطاق. وقف هيونغ وسط شارع محطم، حيث تشققت الأرضية تحت قدميه، وأحاطت به مبانٍ متفحمة، مشوهة، تنضح برائحة الموت والخراب.
رفع رأسه بهدوء.
السماء كانت سوداء بالكامل، لا قمر، لا نجوم، فقط سحب كثيفة من الدخان والنار، تلتهم الأفق كوحش جائع. بين الأزقة المظلمة، أجساد ممزقة وأطراف بشرية ملقاة كما لو أن المدينة ابتلعت سكانها وبصقتهم بلا اكتراث.
كان هذا المكان يشبه مدينته… لكنه لم يكن مدينته.
لم يكن مكانًا للبشر.
كان جحيمًا حيًا.
"إذاً، هذه البوابة؟"
تمتم هيونغ، وصدى صوته امتد في الفراغ الكئيب. لم يكن هناك رد. فقط هدوء قاتل، مخيف، كأن المدينة تحبس أنفاسها بانتظار شيء ما.
ثم، ظهر الصوت.
"كييييييييييييييييييييييياااااااااااااااه!!!"
صرخة حادة، مشؤومة، مليئة بالكراهية والجوع.
لم يتحرك هيونغ.
ظل واقفًا، معطفه الطويل يرفرف وسط الرياح الحارقة، وعيناه تراقبان الفراغ ببرود قاتل. لم يكن هناك خوف، ولا حتى توتر طفيف. فقط هدوء رجل يرى الموت، ولا يعيره اهتمامًا.
ثم ظهروا.
من بين الظلال، خرجت الوحوش.
كانت مشوهة، أجسادها مزيج من اللحم المتفحم والعظام المكسورة، عيونها توهجت كجمر في الظلام، وأفواهها تقطر بلعاب أسود كثيف، يذيب كل ما يلمسه. بعضها يزحف ببطء، يجر أطرافه المهشمة، وبعضها يركض على أربع مثل حيوانات مسعورة، مخالبها تحفر الأرض المحترقة تحتها.
ثم، ظهر شيء آخر.
من بين الأطلال، وقف كيان ضخم، طوله تجاوز الثلاثة أمتار، رأسه مجرد جمجمة محطمة تتدلى منها بقايا لحم متهالك، وصدره مفتوح يكشف عن قلب نابض أسود يضخ سائلًا قاتمًا مثل الحمم السامة.
الوحوش توقفت لحظة، ثم حدقت في هيونغ...
ثم، انطلقت الهجمة.
بلمح البصر، العشرات منهم اندفعوا نحوه.
لكن هيونغ لم يتحرك.
وقف هناك، صامتًا، عينيه تراقبان المشهد كما لو كان مجرد فرجة مملة في مسرحية قديمة.
ثم، بهدوء مرعب، رفع يده.
"تم القضاء عليكم منذ اللحظة التي رأيتموني فيها."
وفي نفس اللحظة، تحرك الظلام.
- كيان الظل الأول - اندفع للأمام، عيناه الحمراء اشتعلت كوميض جحيمي، قبضته تحطمت على أول وحش كأنها مطرقة إلهية، سحقته إلى غبار أسود قبل حتى أن يصرخ.
- الكيان الثاني - لم يكن مرئيًا، لكنه ظهر للحظة خلف أحد الوحوش، ولمس رأسه بلطف... وفي ثانية، تبخر جسده بالكامل.
- الكيان الثالث - كان مجرد ظل قاتم، تسلل بين الأعداء، وكل مرة يمر بشيء... رأس آخر يسقط بصمت.
أما هيونغ؟
وقف هناك، يراقب بلا تعبير.
وحش عملاق اندفع نحوه، ذراعه الهائلة تحمل قوة تكفي لتحطيم مبنى.
لكن، قبل أن تصل إليه، تحرك إصبع هيونغ.
"اخضع."
فجأة، تجمد الوحش في مكانه. جسده ارتعش بعنف، وعيناه اتسعتا برعب لا يمكن وصفه.
ثم، بدأ يتحلل.
جلده تآكل، لحمه ذاب، عظامه تفككت إلى غبار، حتى لم يبقَ منه شيء سوى صدى صرخة مكتومة في الفراغ.
صمت.
لم يتبقَ شيء.
الوحوش التي هجمت قبل لحظات... اختفت.
كل شيء انتهى في أقل من ثوانٍ.
هيبة قاتلة. سيطرة مطلقة. رعب لا يمكن قياسه.
هذا لم يكن قتالًا.
كان مجرد إعدام.
في تلك اللحظة، ظهرت الشاشة أمامه من جديد.
[مهمة الطوارئ: البقاء على قيد الحياة.] [الوقت المتبقي: غير محدد.] [المكافأة: غير معروفة.]
هيونغ ابتسم ابتسامة باردة.
"إذن، لن يسمحوا لي بالخروج بسهولة؟"
نظر حوله.
هذه المدينة الميتة، هذا الجحيم المحترق…
لم يكن سجنه.
بل أصبح ملعبه. جلس هيونغ فوق صخرة متفحمة، ساكنًا وسط بحرٍ من الخراب. كان كل شيء من حوله مدمرًا—الأبنية المتفحمة، الشوارع المتصدعة، السماء التي احترقت بنيران لا تنطفئ، كأن المدينة كانت قد سقطت في جحيمٍ صنع خصيصًا لها.
لكن وسط هذا الجحيم، كان هناك سيد واحد فقط.
"حان الوقت."
بصوت منخفض لكنه محمّل بالقوة، نطق هيونغ بأمره، وفي لحظة، انفجر الظلام من جسده كعاصفةٍ جحيمية.
خمسمائة روح قاتلة ظهرت من العدم، تطوف حوله كنجومٍ سوداء مخيفة، عيونها تتوهج بلهيب أزرق بارد. كانت كل روحٍ منهم قاتلًا صامتًا، مجرد ظلٍ لا يمكن إيقافه، ينتظر فقط أن يوجهه سَيّدهُ نحو الموت.
رفع يده ببطء، مشيرًا نحو المدينة الميتة:
"اجتاحوا كل شيء. لا تتركوا أي كائنٍ يتنفس."
وفي لحظة واحدة، تحركت الأرواح.
لم يكن هناك صراخ، لم يكن هناك رحمة.
الوحوش التي تبقت، تلك التي ظنت أنها كانت مختبئة في زوايا المدينة المحترقة، لم تدرك حتى كيف ماتت. الظلال زحفت نحوها بسرعة جنونية، تخترقها كما لو أنها سكاكين من العدم، تمزقها إلى أشلاء قبل أن يصدر منها أدنى صوت.
في الأفق، انفجرت أعمدة من الدخان الأسود، ممزوجة بدماء الوحوش.
هذا لم يكن قتالًا. كان مذبحة.
كان هيونغ لا يزال جالسًا، يراقب شاشة النظام أمامه وهي تمتلئ بالإشعارات:
[تم القضاء على وحش المستوى 45 - اكتسبت 12,300 نقطة خبرة] [تم القضاء على وحش المستوى 50 - اكتسبت 15,700 نقطة خبرة] [تم القضاء على وحش المستوى 53 - اكتسبت 18,200 نقطة خبرة] [المستوى +1] [المستوى +1] [المستوى +1]
كلما مرت الدقائق، كان يرتفع في المستوى بلا توقف، قوته تتعاظم مع كل روحٍ تسقط.
في النهاية، لم يبقَ شيء يتحرك.
وقفت أرواحه أمامه في صفوفٍ منظمة، صامتة، كأنها تحرس عرش ملكها.
وقف هيونغ، جسده يُشِع بطاقةٍ باردة، وعيناه تتوهجان تحت قناع الظلام.
لقد نظّف المدينة بالكامل.
لقد أصبح الحاكم الوحيد لهذا الجحيم.
مدّ يده، ولوّح بإصبعه. وفي لحظة، اختفت الأرواح، كما لو أنها لم تكن موجودة أبدًا.
كان هذا مجرد الطابق الأول.
إذا كانت البداية هكذا... فماذا سيحدث عندما يصل إلى القمة؟
نظر إلى السماء السوداء بابتسامة باردة.
"لن يقف أحدٌ في طريقي." وقف هيونغ فوق أحد المباني المنهارة، عينيه تحدقان في الأفق الغربي، حيث كانت نيران الخراب تتراقص في السماء المظلمة.
في البداية، كان الأمر مجرد إحساس خفيف… شيءٌ بالكاد شعر به وسط بحر الأرواح التي نشرها عبر المدينة. لكنه سرعان ما أدرك الحقيقة المرعبة.
"أرواحي… تختفي."
لم يكن هذا كالمعتاد، حيث يموت ظلٌ ما في قتال أو ينتهي وقته. لا… شيءٌ ما كان يدمرها تمامًا، يمزقها إلى العدم، يمنعها من العودة إليه.
ثم جاء الألم.
كأن صاعقةً سوداء اخترقت جسده، شعر وكأن جزءًا من كيانه يُسحق مع كل روح تُباد.
"ما هذا؟"
فتح قائمة النظام بسرعة، وعيناه ركزت على الإشعارات التي بدأت تتدفق أمامه:
[تم تدمير روح الظل - المستوى 45] [تم تدمير روح الظل - المستوى 50] [تم تدمير روح الظل - المستوى 52] [تحذير: كيان غير معروف يتلاعب بطاقة الظلال!]
تجمّدت ملامحه للحظة.
كيانٌ… يتلاعب بظلاله؟!
هذا كان مستحيلًا. لم يكن هناك كائنٌ يستطيع السيطرة على أرواحه سوى هو… أو كيانٌ أقوى منه.
حدق في الأفق الغربي، حيث كان الإحساس بالألم يتزايد. كلما انقضى الوقت، كانت المزيد من أرواحه تختفي، وكأنها تُبتلع في الفراغ.
ثم، وسط الدخان والأنقاض، رآه.
على أطلال أحد الأبنية المنهارة، كان هناك ظل يتحرك.
لكنه لم يكن كظل من ظلاله. لا… هذا الكائن كان مختلفًا.
عملاقٌ، مغطى بدرعٍ أسود قاتم، عيناه تتوهجان بضوءٍ أحمر شيطاني، وهالةٌ سوداء أكثر كثافة من ظلام هيونغ نفسه كانت تلتف حوله.
لكن الشيء الذي جعل قلب هيونغ ينبض بقوة، لم يكن مظهره… بل ما كان يحمله في يده.
روحٌ من ظلاله، تتلوى داخل قبضة هذا الكائن، تصرخ بدون صوت قبل أن تتحطم كليًا وتختفي.
في تلك اللحظة، فهم هيونغ.
"هذا الوحش… لا يدمر أرواحي فقط، بل يستهلكها…!"
قبض يده بقوة، ثم التفت نحو ظلاله المتبقية.
"تراجعوا جميعًا."
في لمح البصر، انسحبت أرواحه المتبقية، لكن الضرر كان قد حدث بالفعل. أكثر من نصف الظلال التي أرسلها لاستكشاف المدينة الغربية… قد اختفت.
وقف هيونغ للحظة، يفكر.
كان يمكنه أن ينسحب، أن يترك هذا الكائن وشأنه… لكنه لم يكن من النوع الذي يهرب.
بل على العكس، التحدي الوحيد الذي يواجهه الآن… هو كيف سيمزق هذا الشيء إربًا.
رفع يده، وسيف الظلال تشكل في قبضته.
"لنجرب شيئًا جديدًا."
وفي لحظة، انطلق نحو الجحيم الغربي، متجهًا نحو عدوه الجديد. "تعالوا."
في لحظة، شُقَّ الفضاء من حوله، وانبثقت ثلاث هالات سوداء، تبعها ضغطٌ هائلٌ جعل الأنقاض تتشقق تحت قدميه، والهواء نفسه اهتز بعنف.
بلاكفانغ – فارس الظل، عملاق مدرع ذو قرنين أسودين، ينبعث من جسده وهج قاتم، وسيفه الضخم يقطر بطاقة قاتلة.
نيرا – سيدة الفراغ، تجسيد الظلام نفسه، عيناها تلمعان بلونٍ أزرق بارد، ورمحها يدور حولها كإعصار لا يرحم.
آزورين – قاتل الليل، ظلٌ متحرك، لا يرى إلا عند الحاجة، وسيوفه تقطر بدماء قتلاه.
ثلاثتهم انحنوا أمام سيدهم، انتظارًا للأمر.
هيونغ لم يقل شيئًا، لكنه حرك إصبعه.
وفي لحظة، اختفى الأربعة من مكانهم.
─── في الجهة الغربية
بووم!
انفجرت الأرض تحت قدميه وهو يظهر فجأة وسط ساحة الخراب، عينيه تمسحان المشهد أمامه.
هناك، وسط الظلال المتلاشية التي كانت بقايا أرواحه المدمرة، وقف ثلاثة كيانات.
كانوا يرتدون دروعًا ثقيلة تشبه الفرسان، لكن طاقتهم لم تكن بشرية.
اثنان منهم كانا ضخمين، تفوقا على هيونغ طولًا وعرضًا، يرتديان دروعًا صفراء متوهجة بنقوش قديمة، وأسلحتهما كانت أشبه بفؤوس عملاقة تنبض بطاقة لا يعرفها.
لكن من لفت انتباهه أكثر… كان القائد.
على عكس الاثنين الآخرين، كان هذا الكائن أقصر قليلًا، لكن هالته كانت طاغية.
دروعه حمراء داكنة، تلمع بنقوش متشابكة أشبه بشبكة من الدماء المتجمدة، وسيفٌ أسود ذو حدين كان يستقر على كتفه وكأنه لا يزن شيئًا.
عندما وقع نظره على هيونغ، لم يظهر أي خوف… بل العكس، ابتسم بخفة، وكأن وصول سيد الظلال كان متوقعًا.
ثم قال بصوتٍ هادئ لكنه يحمل وراءه تهديدًا دفينًا:
"إذن… هذا هو سيد الظلال."
كانت هناك نبرة استخفاف واضحة في صوته، وكأن هيونغ ليس إلا عقبة أخرى في طريقه.
لكن هيونغ لم يتحرك، لم يتحدث، فقط رفع رأسه قليلًا ونظر إليه كأنه شيء غير مهم.
لم يكن هناك غضب أو حتى اهتمام… فقط نظرة باردة، وكأن هذا القائد لم يكن يستحق حتى أن يُعتبر تهديدًا.
ثم همس بكلمة واحدة:
"اركع."
في لحظة، انفجر الظلام من تحته، قوة هائلة اندفعت كالإعصار، والضغط الناتج عنها جعل الأرض نفسها تنحني تحت قدميه.
الكيانان المدرعان باللون الأصفر ارتعشا للحظة، وكأن أجسادهما ترفض أن تخضع، لكن قوته كانت أكبر من أن تُقاوم.
أما القائد الأحمر… فقد حافظ على وقفته، لكن ركبته ارتجفت للحظة، قبل أن يضغط على سيفه ليبقى ثابتًا.
رفع عينيه ليجد هيونغ ينظر إليه الآن، مباشرة إلى عينيه، وكأنهما كانا يقيسان بعضهما البعض.
ثم قال هيونغ بصوت هادئ، لكنه كان مشبعًا بشيء جعل الهواء نفسه يهتز:
"إذن… أرني ما لديك، قبل أن أقرر إن كنت تستحق الموت بيدي أم أنني سأترك أرواحي تمزقك ببطء."
ابتسامة القائد الأحمر اتسعت أكثر.
"سنرى من سينحني أولًا… سيد الظلال." وقف هناك وسط الدمار، على إحدى الصخور المتشققة، محاطًا بوهج ألسنة اللهب التي لم تجرؤ على الاقتراب منه. ظلال كثيفة تحرّكت حوله ببطء، كما لو كانت كائنات واعية تنتظر أوامره بفارغ الصبر. كان وجهه بلا تعبير، لكن عينيه كانتا تشعّان بسلطة لا يمكن لعقل بشري تحمّلها.
ثم، بلا كلمة، رفع يده اليمنى.
بوووم!
ارتفعت ظلال سوداء من الأرض، متموجة كبحر هائج، ثم بدأت تتكثف، لتتجسد منها ثلاثة كائنات عملاقة.
"بلاكفانغ، نيكروس، أزرايل... اذهبوا."
كانت أسماؤهم وحدها كافية لزرع الرعب في قلوب الأعداء.
بلاكفانغ، وحش الظلال ذي السيفين العملاقين، كل خطوة له كانت تهز الأرض. نيكروس، شبح الموت الصامت، ظهر كخيال شاحب، محلقًا فوق الدمار. أزرايل، الجلّاد، مخلوق ذو أجنحة سوداء، يقطر من مخالبه دماء أعدائه السابقين.
الفارسان الذهبيان تجمدا.
لم يكن هذا ما توقعاه.
"مستحيل..." تمتم أحدهما، يده المرتجفة تقبض على مقبض سيفه.
أما الآخر فقد خطا خطوة للوراء، وكأن جسده رفض البقاء في هذا الجحيم المميت.
لكن قبل أن يتمكنوا حتى من الهرب...
بوووم!
اختفى هيونغ.
لم يكن هناك صوت حركته، فقط انفجار صامت للهواء حيث كان يقف، وكأنه تجاوز حدود الفهم البشري للسرعة.
في اللحظة التالية... كان أحد الفرسان الذهبيين يطير في الهواء، جسده يلتوي بطرق غير طبيعية، قبل أن يرتطم بأحد الجدران المتبقية، محدثًا فجوة ضخمة.
أما هيونغ، فقد كان يقف فوق صدره، يحدّق به ببرود كما لو كان ينظر إلى حشرة.
"هل تعلم ما هو أسوأ من الموت؟" سأل بصوت منخفض، لكن كلماته حملت معها ضغطًا جعل الهواء حوله ثقيلًا، وكأن الجاذبية تضاعفت عشرات المرات.
لم يستطع الفارس أن يجيب.
لأن يدًا سوداء ضخمة خرجت من الظل تحت قدميه، وغرزت مخالبها في جسده.
"العذاب."
بووووووم!
بدأ الفارس يصرخ.
لكنها لم تكن صرخة بشرية، بل كانت أشبه بعويل الأرواح المعذبة في الجحيم.
رأى حياته تمر أمام عينيه.
كل أخطائه، كل لحظاته الأليمة، كل ضعفه، كل خوفه... كان يتكرر أمامه آلاف المرات، كأن الزمن نفسه أصبح دائرة لا نهائية من الألم.
أما الفارس الذهبي الآخر؟
فقد ألقى سيفه.
لم يكن هناك فائدة من القتال.
لكن حتى الاستسلام لم يكن خيارًا.
نيكروس كان خلفه بالفعل.
وبضربة واحدة، اختفى جسده، كأنه لم يكن موجودًا أبدًا.
أما القائد ذو الدرع الأحمر... فقد وقف يشاهد كل هذا.
لكنه لم يتحرك.
ليس لأنه كان مستعدًا للقتال... بل لأنه لم يستطع الحركة.
جسده بالكامل كان يرتجف.
حاول أن يقنع نفسه بأنه مجرد تأثير الظلال، أو وهم بصري، لكن الحقيقة كانت واضحة.
كان خائفًا.
عيناه داخل خوذته اللامعة لم تعد تحمل الكبرياء الذي كان فيها قبل دقائق. بدلاً من ذلك، كانت مليئة بالشك... والرعب.
كيف يمكن لشخص واحد أن يسحق جنوده بهذه السهولة؟ كيف يمكن له أن يتحكم في هذا العدد الهائل من الأرواح، ويجعلهم يذبحون خصومهم كما لو كانوا مجرد حشرات؟
نظر إلى هيونغ الذي بدأ يسير ببطء نحوه، الظلال تحيط بجسده كما لو كانت جزءًا منه.
كل خطوة له كانت تحمل حكمًا بالإعدام.
كل كيانه كان يصرخ: اهرب!
لكنه لم يستطع التحرك.
لم يعد القائد الأحمر يشعر بأنه مقاتل.
لم يعد يشعر بأنه كائن حي.
كان مجرد ضحية... تنتظر دورها في الجحيم. كان الفارس الأحمر لا يزال هناك، لكن لم يعد يبدو كفارس.
كان جسده يرتجف، أصابعه القابضة على سيفه ترتعش بشدة حتى كاد يسقط من يده. عينا هيونغ التقتا بعينيه من خلف خوذته، فشعر كأن روحه تجردت من جسده للحظة.
"هذا ليس بشريًا... هذا ليس كائنًا من هذا العالم."
هذا ما همس به عقله وهو يرى هيونغ يخطو للأمام بخطوات بطيئة... ثابتة... ساحقة.
كل خطوة كانت تحمل معها شعورًا عميقًا بالهلاك.
وفجأة—
"صريرررررر!!"
سقط الحصان الشيطاني على ركبتيه.
لم يقتله أحد، لم يهاجمه شيء، لكنه لم يستطع تحمل الهيمنة المطلقة التي كان هيونغ ينشرها في المكان.
وما إن سقط الحصان، حتى فقد الفارس الأحمر توازنه، ووقع على الأرض.
لم يعد فارسًا...
بل مجرد رجل ضعيف سقط على ركبتيه أمام ملك الظلال.
هيونغ توقف أمامه، يحدّق فيه من أعلى.
كانت نظرته قاتمة، عميقة، خالية من أي رحمة.
لكن ما فاجأه للحظة لم يكن خوف الفارس... بل حجمه.
"أصغر مما توقعت..." تمتم في نفسه وهو يلاحظ كيف أن الفارس الأحمر، رغم درعه المخيف، كان أقصر من جنوده.
كان هذا هو قائدهم؟
شخصٌ بهذا الجسد الصغير، بهذه الهالة الضعيفة التي انكشفت الآن؟
لم يكن هناك معنى للمعركة بعد الآن.
كان واضحًا أن القائد الأحمر فقد إرادته.
وفجأة—
"أ-أرجوك... ارحمني! لا تقتلني!"
صوته كان مرتعشًا، خاليًا من أي شجاعة.
لم يكن هناك كبرياء، لم يكن هناك تحدٍ... لم يكن هناك سوى خوف نقي.
الفارس الأحمر لم يعد ينظر إلى هيونغ كعدو... بل كموتٍ لا مفر منه.
لكن هيونغ لم يرد.
فقط رفع يده ببطء.
والظلال بدأت تتحرك من تحته... "أ-أرجوك... ارحمني! لا تقتلني!"
كانت كلماته تخرج بصوت متقطع، ممزوجة باليأس. لم يكن هناك أي أثر للعزة أو الكبرياء في صوته.
لكن هيونغ لم يُظهر أي تعبير، فقط رفع يده بهدوء، والظلال من حوله بدأت تتحرك.
تسللت إحداها كيدٍ سوداء زاحفة، وامتدت نحو خوذة الفارس الأحمر.
في لحظة، انغلقت أصابع الظل على أطراف الخوذة، وسحبتها ببطء بينما أنفاس الفارس كانت تتسارع في خوف واضح.
ثم... سقطت الخوذة على الأرض.
عينا هيونغ اتسعتا قليلاً.
لم يكن أمامه فارس... لم يكن أمامه محاربًا قاسيًا كما ظن.
بل كانت فتاة، لا يزيد عمرها عن سبعة عشر عامًا.
بشرة شاحبة، شعر أحمر قاتم متناثر، وعينان واسعتان امتلأتا بالخوف والذعر. لم تكن مقاتلة شرسة، بل مجرد فتاة رُميت في هذه الحرب دون أن يكون لها خيار.
هيونغ لم يقل شيئًا، فقط نظر إليها بهدوء، فيما هي كانت بالكاد تستطيع التنفس.
كل شيء فيها كان يرتجف—شفتيها، يداها، بل حتى قلبها الذي بدا وكأنه سيتوقف في أي لحظة.
لم تصدق ما حدث... لم تتوقع أن تُكشف هويتها.
"لا... لا تقتلني..."
صوتها كان ضعيفًا، يكاد يكون همسًا.
هيونغ ظل صامتًا، يحدق فيها كما لو كان يُحلل وجودها نفسه.
"لماذا أنت هنا؟" قال أخيرًا، بصوتٍ عميق لا يحمل أي انفعال.
لكن الفتاة لم تستطع الرد. لم يكن لديها إجابة... ولم تكن تعرف ما إذا كان هذا سؤالاً حقيقيًا، أم مجرد بداية لنهايتها.
الظلال من حوله بقيت تراقب بصمت... كما لو كانت تنتظر أمرًا نهائيًا. كانت أنفاسها متقطعة، عيناها ما زالتا متسعتين من الذعر، وهي تحدق في هيونغ الذي وقف أمامها كالقدر المحتوم. لم يكن مجرد مقاتل، بل كان قوة مطلقة، ظلاً يتحرك ببطء نحو مصيرها المجهول.
رفعت رأسها قليلاً، محاولة جمع شتات نفسها، لكن صوت هيونغ قطع سكون الليل كحد السيف:
"لماذا أنت هنا؟"
ترددت للحظة، نظرت إلى الأرض المحترقة، ثم عادت لترفع رأسها إليه، ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تتكلم:
"أنا... أنا الأميرة ليانا، وريثة قبيلة الشياطين الغربية."
صمتت للحظة، كما لو كانت تنتظر ردة فعله، لكن هيونغ لم يُظهر أي تعبير، مما جعلها تكمل بسرعة:
"قبيلتي في خطر… نحن لسنا أعداءك. نحن سجناء هذا الطابق، وهذه المدينة الملعونة يحكمها كيان مرعب... كيان أقوى مما تتخيل."
هيونغ لم يتحرك، فقط نظر إليها بعينيه الباردتين، مما جعلها تشعر وكأنها مكشوفة تمامًا أمامه، وكأنه يستطيع أن يرى الحقيقة المدفونة خلف كلماتها.
"كيان؟" سأل بصوت منخفض، لكن قوته جعلت جسدها ينتفض لا إراديًا.
أومأت بسرعة وقالت بصوت مرتجف:
"اسمه "ملك الكارثة"، وحش ليس من هذا العالم... إنه من قِدم الطوابق ذاتها. حكم هذا المكان لقرون، يلتهم الأرواح، يُحول البشر إلى وحوش، ويخضع كل من يعارضه."
رفعت عينيها إليه، ورأت لمعة خافتة تمر في نظراته، لكنه لم يقل شيئًا، مما دفعها للاستمرار:
"لقد أجبر قبيلتي على الخدمة تحت أمره، حوّلنا إلى بيادق في حربه، نحن لم نُرد هذا... لقد فقدت إخوتي، والدي، وكل شيء... والآن، نحن ننتظر دورنا لننتهي كوقودٍ آخر لقوته."
سكتت للحظة، ثم قالت بصوت منخفض مليء بالرجاء:
"أنت قوي... أقوى من أي شخص رأيته. وحدك تستطيع إنهاء هذه اللعنة... أرجوك، حرر قبيلتي... حررنا من هذا الجحيم."
هيونغ ظل صامتًا، ظلاله تتحرك حوله ببطء كما لو كانت تفكر بنفسها.
ثم فجأة، خرج صوته الحازم:
"وماذا سأكسب من مساعدتكم؟"
تجمدت ليانا، ثم عضّت شفتها، وكأنها كانت تتوقع هذا السؤال.
رفعت يدها المرتجفة، وأمسكت بميدالية فضية كانت حول عنقها، ثم مدت يدها بها إلى هيونغ:
"أنا الأميرة... وإذا ساعدتنا، ستكسب ولاء قبيلتنا. سنكون جنودك، نخدمك حتى النهاية."
نظرت إليه بعينيها المتوسلتين، لكن هيونغ لم يمد يده ليأخذ الميدالية.
بدلًا من ذلك، قال بصوتٍ هادئ لكنه حمل في طياته ثقلًا مرعبًا:
"ولاءكم؟ أم مجرد وسيلة للنجاة؟"
اتسعت عيناها، وتشنجت شفتاها، لم تستطع الرد.
هيونغ لم يكن غبيًا. لم يكن يقبل بالتحالفات العشوائية.
لكنه كان يعلم أيضًا... أن مدينة كهذه لا يجب أن تبقى.
أدار ظهره قليلًا، ثم قال بصوت عميق:
"سأقرر بعد أن أرى هذا الملك."
تحولت نظرات ليانا من الخوف إلى مزيج من الدهشة والأمل.
"إذًا... ستساعدنا؟"
لم يجبها، فقط تحرك للأمام، ظلاله تزحف معه، فيما كان الليل يزداد قتامة حولهما.
سارت ليانا أمام هيونغ، تقوده عبر الأزقة المحطمة للمدينة المدمرة. كل خطوة كانت تصدر صدى في الشوارع الخالية، حيث لم يكن هناك سوى الأنقاض والدمار.
عندما وصلا إلى تخوم المنطقة التي تقيم فيها قبيلة الشياطين الغربية، شعر هيونغ بتغير واضح في الأجواء. عيون خائفة تطل من بين الظلال، همسات خافتة تنتشر كالنار بين أفراد القبيلة.
كانوا جميعًا يحدقون به، هالة القوة المرعبة التي تحيط به جعلتهم يرتجفون، بعضهم انحنى لا إراديًا، والبعض الآخر تراجع إلى الخلف وكأن وجوده وحده يخنقهم.
حتى كبار السن والشيوخ الذين وقفوا قرب الأكواخ الخشبية المحترقة كانوا يحدقون بهونغ بعيون مليئة بالحذر والرهبة.
"من هذا؟!" همس أحدهم. "هالته أشبه بهالة الموت نفسه..." قال آخر بصوت مرتعش. "الأميرة... من أين أتت بهذا الوحش؟"
لكن ليانا لم تتوقف، واصلت السير حتى وصلت إلى بناء ضخم نصفه منهار، حيث وقف أمامه عدد من المحاربين الشياطين، يرتدون دروعًا رمادية ممزقة، وعيونهم مليئة بالشك والريبة.
تقدم أحدهم، ذو قرنين بارزين وسيف ضخم على ظهره، وقال بحدة:
"أميرة ليانا، من هذا البشر..." لكنه لم يكمل جملته، لأن عينيه التقتا بعيني هيونغ.
تجمد في مكانه، وكأن جاذبية مرعبة سحبت أنفاسه. شعر بقوته تتلاشى، وركبتيه تكاد تخونانه.
تجاهلت ليانا ردة فعله وقالت بصوت صارم:
"خذونا إلى الزعيم. لا وقت للأسئلة."
تبادل المحاربون النظرات، ثم أفسحوا لها الطريق دون جدال.
الزعيم... والوحوش المنتظرة
تقدمت ليانا وهيونغ عبر أزقة المدينة المحترقة، حتى وصلا إلى ساحة واسعة في قلب المدينة.
وهناك... وسط الخراب والدمار، كان العرش الأسود.
عرش مصنوع من العظام والحديد، يجلس عليه كيان عملاق، طوله يصل إلى نصف بناية، جلده أسود مشقق كالصخور البركانية، عيناه تتوهجان بلون الجمر.
كان الزعيم يحدق بهما من الأعلى، نظراته لم تحمل أي نوع من الترحيب.
لكن ما لفت انتباه هيونغ أكثر... لم يكن الزعيم وحده.
المئات من الوحوش كانت مصطفة أمام العرش، جميعها أشكال متوحشة بقرون حادة وأنياب تلمع تحت ضوء اللهب المتطاير من الأرض.
كانوا يقفون بانضباط عسكري، كأنهم في انتظار أوامر سيدهم.
"أخيرًا، وصلتنا زيارة مثيرة للاهتمام..." جاء صوت الزعيم، غليظًا، مشبعًا بالقوة، وكأنه يصدر مباشرة من أعماق الأرض.
نظر إلى ليانا، ثم إلى هيونغ، عينيه الضخمتين تضيقان وكأنهما تدرسانه.
ثم، بابتسامة خفيفة، قال:
"إذن، هذا هو "ملك الظلال" الذي جلبته إلينا؟"
الوحوش من حوله أطلقت زئيرًا منخفضًا، كأنهم يعلنون عن عدائهم بالفعل.
لكن هيونغ لم يُظهر أي تعبير، فقط حدق في الزعيم، ثم قال بصوت بارد:
"هل أنت من تحكم هذه المدينة؟"
ضحك الزعيم، ضحكة اهتز لها المكان، ثم انحنى إلى الأمام قليلًا، كأن حجمه الضخم يريد سحق من أمامه بنظراته فقط.
"أنا زعيم قبيلة الشياطين الغربية، الوحيد الذي استطاع النجاة من قبضة "ملك الكارثة". هذه المدينة قد تكون دمارًا، لكنها لا تزال مملكتي."
تقدمت ليانا خطوة وقالت بصوت حازم:
"إنه هنا ليحررنا من هذا الكابوس!"
صمت الزعيم للحظة، ثم انفجر ضاحكًا مرة أخرى، لكن هذه المرة... لم يكن هناك مرح في ضحكته.
"يحررنا؟" نظر إلى هيونغ نظرة ساخرة، ثم قال:
"أميرة، هل تعرفين حقًا من جلبتِ إلى هنا؟ هذا ليس بطلًا... هذا وحش آخر، مثل ملك الكارثة نفسه!"
اللحظة التي تغير فيها كل شيء
أطلق الزعيم صرخة هزت الهواء من حولهم، وعلى الفور، زأرت الوحوش التي كانت مصطفة أمامه، عيونها تتوهج استعدادًا للهجوم.
لكن هيونغ لم يتحرك.
لم يتأثر بالصراخ، ولا بالوحوش، ولا حتى بكلمات الزعيم.
بل قال بهدوء قاتل:
"إذًا... هل هذا يعني أنك ستقف في طريقي؟"
توقفت ضحكة الزعيم، ونظر إلى هيونغ مجددًا.
لكن هذه المرة، لم يرَ إنسانًا عاديًا أمامه.
بل رأى كيانًا مظلمًا... ظلًا لا يمكن إيقافه.
شعر الزعيم ولأول مرة... بخطر حقيقي.