الفصل الأول: البوابة الأخيرة

كان "هيونغ" مجرد صياد من الدرجة E، شخصًا بالكاد يُحسب له حساب في عالم الصيادين حيث القوي يسود والضعيف يُستغل. لم يكن لديه خيار سوى الانضمام إلى هذه المجموعة، مجموعة من الصيادين الذين احتاجوا إلى عدد إضافي فقط ليتمكنوا من دخول هذه البوابة الغامضة.

منذ البداية، لم يكن أكثر من عبء بالنسبة لهم. كانوا يسخرون منه بسبب رتبته المتدنية، يعاملونه كخادم، يجبرونه على حمل المعدات الثقيلة، تنظيف الأسلحة، وحتى إحضار الطعام لهم. لم يكن هناك احترام، لم يكن هناك اعتبار. فقط أوامر وتوبيخات وضحكات ساخرة كلما أظهر ضعفه. كان يعلم أنه بحاجة لهذه الفرصة، مهما كانت مهينة، فوالدته المريضة وأخته الصغيرة كانتا بانتظاره في المنزل، ولا يمكنه الفشل الآن.

فتح البوابة

عندما وصلوا إلى القلعة، كان الجميع في قمة الإثارة. القائد، وهو صياد من الدرجة B يُدعى "دوك جانغ"، ابتسم بشراسة وهو يراقب النقوش القديمة التي تغطي البوابة الحديدية الضخمة. "هذه فرصة العمر،" تمتم بصوت مخنوق بالطمع.

هيونغ لم يستطع كبح توتره، كان هناك شيء غريب في الأجواء. الهواء كان ثقيلاً، وكأن القلعة نفسها تتنفس، تنظر إليهم، تنتظر لحظة دخولهم.

"هيونغ، تقدم وافتح البوابة،" قال أحد الصيادين بسخرية، وهو يركله بخفة من الخلف.

لم يكن أمامه خيار. مد يده المرتجفة، ودفع الباب الصدئ.

بمجرد أن انفتحت البوابة، انطلقت منها هالة مرعبة، موجة طاقة داكنة اجتاحت المكان، جعلت القاعة ترتجف للحظات. كل من كان في المجموعة تجمد في مكانه، عيونهم اتسعت، وعرقهم البارد بدأ ينسكب على جباههم.

كانت الهالة مشبعة برائحة الموت واليأس، شعور غريب بالضعف اجتاحهم جميعًا، كما لو أنهم قد أصبحوا فريسة محاصرة في قفص قاتل. شعر الجميع بالخوف، لكن أكثر من ارتجف من الرعب كان هيونغ . نبضه تسارع بجنون، وكأن قلبه يريد الفرار من قفصه الصدري. أراد أن يصرخ، أن يحذرهم، أن يطلب منهم الابتعاد.

لكن لم يكن لأحد أن يستمع إليه.

تلاشى الخوف سريعًا لتحل محله نظرات الجشع والطمع. هذه البوابة تحتوي على كنز لا يقدر بثمن! لم يكن هناك تردد بعد الآن.

"هيا، تقدموا!" صرخ القائد دوك جانغ.

وبخطوات مترددة، اندفعوا إلى الداخل، غير مدركين أن الجحيم كان ينتظرهم.

لغز التمثال المجنح

في وسط القاعة، وقف تمثال ضخم لرجل مجنح، جناحاه كانا مفتوحين كأنهما على وشك أن يحتضنا الظلام. عيونه كانت منحوتة بحرفية دقيقة، لدرجة أن النظرة في عينيه كانت أشبه بشيء حي، مراقب بصمت أزلي. كانت شفتاه مائلة قليلًا إلى الأسفل، في تعبير خالٍ من أي عاطفة.

كان يحمل لوحًا حجريًا محفورًا بنقوش قديمة، خطوطها العتيقة توهجت بلون أزرق شاحب بمجرد أن اقتربوا منه. وفجأة، تحرك التمثال، أصدر صوت احتكاك الحجر ببعضه وهو يرفع رأسه قليلاً، وبدأت كلماته تتردد في أرجاء القاعة بصوت أجوف وكأنه قادم من العدم:

"لا أحد يمر دون أن يجيب... لغزي الوحيد. أخطئوا، فسيكون عقابكم سريعًا."

تبادل الصيادون النظرات، وبدأ القائد دوك جانغ يقرأ النقش:

"أنا الشيء الذي يموت حين يُذكر اسمي. ما أنا؟"

كان هناك صمت مشحون. عيون الصيادين كانت تتحرك بين بعضهم البعض بتوتر. تنفس أحدهم بعمق قبل أن يقول بثقة، "الظل."

لم يحدث شيء لوهلة، ظن الجميع أنهم نجوا.

ثم تغيرت ملامح التمثال المجنح. زوايا شفتيه تحركت للأعلى ببطء غير طبيعي، مشكّلة ابتسامة... لكنها لم تكن بشرية.

كانت ابتسامة باردة، مليئة بالسخرية، كأنها تحمل متعة خفية في رؤية معاناتهم. أسنانه الحجرية بدت حادة كأنها أنياب ذئب، وعيونه اللامعة ازدادت بريقًا أحمر شيطانيًا.

ابتسم.

ثم انفتح فمه الحجري ليصدر صوت ضحكة خافتة ترددت في أنحاء القاعة. كانت ضحكة مجوفة، متدرجة في قوتها، من همسة باردة إلى قهقهة مرعبة.

"إجابة... خاطئة."

ثم بدأ الجحيم...

اندفعت التماثيل، لم تكن مجرد قطع حجرية، بل كائنات مغمورة بالغضب، أسلحتها تنزل كالسكاكين على أجساد الصيادين، رؤوس تتطاير، عظام تتحطم، وأحشاء تندلق على الأرض كأكياس ممزقة. الصراخ تلاشى وسط قرقعة الحجارة المسننة التي تمزق اللحم بلا رحمة.

هيونغ، الذي كان أضعفهم، حاول الهروب، لكن أحد أفراد الفريق دفعه بوحشية نحو الوحوش.

"خذوه!" صرخ دوك جانغ.

سقط هيونغ على الأرض، وقبل أن يستطيع الحراك، انقضت عليه المخالب، تمزيق، نهش، صرخات حشرجية، الألم كان لا يوصف. نظر إلى ذراعه المقطوعة، الدماء تنفجر منه كنافورة مظلمة، الرؤية ضبابية، الحياة تبتعد عنه شيئًا فشيئًا.

ثم ظهرت شاشة سوداء أمامه.

"تهانينا... لقد تم اختيارك لتصبح لاعبًا مستيقظًا. هل توافق؟"

بأصابع مرتجفة، غارقة في الدماء، وعينين ممتلئتين بالحقد، ضغط على "نعم" .

"سأعيش... وسأنتقم."

— يتبع...

2025/02/19 · 35 مشاهدة · 670 كلمة
Aymen
نادي الروايات - 2025