البعث من الجحيم
بعد أن ضغط هيونغ على زر "نعم" في الشاشة السوداء، لم يكن يتوقع أن يُسحب إلى بُعد غارق في الظلام، حيث لا توجد أرض تحته ولا سماء فوقه، مجرد فراغ بارد يعكس غضبه وكراهيته. صراعه الداخلي كان يمزقه بين الرغبة في البقاء حيًا والانتقام من الذين خانوه. كان يرى في مخيلته وجه والدته المريضة وأخته الصغيرة التي تنتظره، مما جعله يتمسك بالحياة أكثر.
وفجأة، انشق الظلام، وانطلقت موجة من الطاقة السوداء من داخله، فاتحةً بوابة جديدة ألقته إلى الواقع مجددًا. استيقظ وسط بركة من الدماء، جروحه التي مزقته سابقًا اختفت، وجسده أصبح أقوى مما كان عليه.عندما استيقظ هيونغ، كانت الأرض تحت جسده مغمورة بالدماء، ورائحة الموت تخترق أنفه. الجثث حوله لم تكن مجرد جثث، بل أشلاء ممزقة، عيون مفقوءة، ورؤوس مشوهة.
ثم ظهرت شاشة أمامه معلنة اكتسابه قدرات جديدة، كان من بينها "قيامة الأرواح" و"استحضار الموتى"، مما منحه سلطة لا تصدق على الموت نفسه.
حين أدرك أن جسده لم يعد كما كان، ظهرت أمامه رسالة أخرى:
[تم منحك اللقب: ملك الجحيم] [أنت الآن سيد الأرواح والظلال، كل من يسقط أمامك سيعود لخدمتك.]
لكن قبل أن يستوعب قوته الجديدة، فوجئ بأحد التماثيل التي قتلت رفاقه لا تزال على قيد الحياة. لم يكن تمثالًا عاديًا، بل كان أقوى من البقية، طويل القامة، عيونه تشع بوهج أحمر دامٍ، وسيفه الحجري يتوهج بطاقة شريرة.
بدأت المعركة الأولى لهيونغ كلاعب مستيقظ. هجوم التمثال كان مدمرًا، كل ضربة من سيفه كانت قادرة على تحطيم الصخور، لكن هيونغ لم يكن ذلك الضعيف الذي تعرض للخيانة. تحرك بسرعة لم يعهدها، وتفادى الضربات القاتلة ببراعة، حتى تمكن من القبض على معصم التمثال، وبقبضة واحدة، سحقه كما لو كان هشًّا!
"هذا... مستحيل!" صرخ التمثال بصوت خشن قبل أن يقوم هيونغ بإدخال يده في صدره الحجري، لينتزع منه قلبه الدامي ويدمره.عند سحق قلب التمثال، كان ينبض مثل قطعة لحم طرية بين أصابعه، قبل أن ينفجر في سحابة من الغبار الدموي.
وفجأة، ظهرت شاشة جديدة أمامه:
[تهانينا! تم رفع مستواك إلى 2.] [يمكنك الآن استخراج روح التمثال.]
وبدون تردد، رفع يده، وانطلقت منها طاقة سوداء لامعة، سحبت روح التمثال من جسده المحطم، وجعلته تحت سيطرته. لم يكتفِ بذلك، بل استخدم "قيامة الأرواح" لاستدعاء الموتى الذين سقطوا في القاعة، فرأى أرواحهم تتجسد أمامه، راكعة عند قدميه، مستعدةً لخدمته.عندما استدعى الأرواح، كانوا يخرجون من الجثث على شكل ظلال سوداء مريعة، أصواتهم مخنوقة وكأنهم يصرخون من أعماق الجحيم، قبل أن يخضعوا له تمامًا.
حينها فقط، ابتسم ابتسامة شيطانية، مغمورًا بشعور القوة المطلقة. "انهضوا، أيها الموتى... أخدموني، وسأقودكم إلى الانتقام!"
لكن قبل أن يبدأ تحركاته، دوى صوت مجهول في القاعة، أشبه بهمسات شيطانية تتردد بين الجدران الحجرية:
"من يجرؤ على استخدام قوتنا؟"
— يتبع…: