رجل بشعر ابيض مسحوب للخلف، عيونه حادة و ملامح وجهه جادة، يبدو عليه اثر الكبر في العمر

يسير هذا الرجل في مكان صحراوي، مكان قاحل

يجر خلفه سيفه الذي يلامس الأرض تاركا خطا في الرمل، سيفه ذو النصل الاسود مغطى بالدماء

يرجع لكوخ هادء وسط هذا المكان القاحل، يفتح الباب و يقول

"لقد عدة"

يبقى لمدة عند مدخل الباب يقكر ثم يقول

"من الصعب ان يعيش عجوز ضعيف مثلي في مكان قاحل كهذا، اضف لذالك اني وحدي..... حسنا مذا يستطيع الناس ان يفعلوا لي؟ يشفقوا علي؟"

يتقدم بضع خطوات داخل الكوخ المهترئ و يجلس على كنبة رثه بهدوء و يضع سيفه جنبه على الاريكة

يتنهد بعمق و يقول

"اذا هل تابقى هنا طيل ما حييت؟... لم يتبقى لي الكثير و اموت، اريد فقط ان احظى على شخص يشاهد لحظه موتي و يكون بجانبي عند تلك الحظة.... ههه يالي من عجوز بائس"

***

يسير كل من ساني و فريقه داخل احد دورات المياه، كانت دورة مياه الرجال

فور دخولهم اختبا كل من أيفا و يونا داخل احد الحمامات بينما بقا كل من ريكس و ساني خارجا، و لم ينبس احد ببنت الشفة؟

اخذ كل الفتيان في لمس الجدران و كانهم يبحثون عن زر ما، يتحسسون على الجدار حتى شعر ريكس بشيء ما

"مهلا لقد وجدتها"

همس ريكس لساني بحماس

تقدم ساني نحوه و بدء يلمس تلك المنطقة، حتى هز راسه قائلا

"نعم هذه هيا"

ابتسما ريكس بفخر و كالطفل الصغيرة الذي يريد ان يتم شكره او شيء كهذا

تخرج يونا و ايفا من الحمام بعد ان يطرق ساني على الباب

تبدء يونا بتفحص الباب بيدها

"نعم هذه هي الرقعة الصحيحة"

تخرج من جيبها شريحة صغيرة و تلصقها بالجدار، فإذا به فجأة يبدء الجدار في تلاشي ليظهر مدخل ما

يسأل ساني يونا

"سؤال سريع, لمذا قد تصنعين شريحة تبطل اختفاء هذا الباب؟"

تضع يونا يدها على ذقنها ثم تبتسم ناحية ساني و تقول

"في الحقيقة لا اعرف، لدي العديد من الاختراعات في مختبري مثل هذه، العديد منها لدرجة اني انسى لمذا صنعتها"

سكت ساني وكأن الاجابه لم ترضيه لاكن الوقت ليس مناسب لهذا النوع من الحوار

كان المدخل يؤدي الى رواق طويل مع تشعبات

دخل الكل داخل المدخل و تفاجئوا بعدم وجود حراس هناك، كان يوجد فقط حارس واحد في طرف الرواق، جالس على كرسي و نائم

استمر الكل في سيرهم

عبر ريكس عن راحته انه لا يحتاج الى حمل ايفا مجددا

"اتدري مذا.... التحرك دون حمل شخص ثقيل مثل ايفا سهل اتدري---"

قبل ان يكمل كلامه قفزة ايفا و صفعة مؤاخرة راسه، قفزة بسبب فرق الطول بينهم حيث كانت ايفا بطول متوسط، بينما كان ريكس طويلا جدا

استمر الكل في سيرهم دون قول اي شيء خلف يونا متجنبين بعض الجنود

حتى وصلو الى جدار

قالت يونا

"الان اضغطوا على شرائح الزي لكي تتغير معلومات الشريحة الى معلومات لسجناء من الطابق الثاني"

يومئ الكل راسهم بهدوء و يضغطون على الشريحة

تضيء الشرائح بالون الاصفر ثم يختفي الضوء دليل على ان البيانات قد تغيرت

تضع يونا اذنها على الجدار و تبدء في استراق السمع ثم تقول

"جهزو أنفسكم!"

يبتلع الكل ريقهم

تضع يونا الشريحة على الجدار و تقول

"عند ثلاثة.... واحد ... اثنان.... ثلاثة!!"

تضغط يونا على زر في الشريحة و يبدء الجدار في التلاشي كما السابق

يمر الكل بسرعة من المدخل

يسرع ريكس و ساني ليسدا باب دورة المياه بجسديهما، بينما يقف الفتاتان خلفهما يتعاملان مع الجدار و محاولة ارجاعه كما كان

تضغط يونا على زر في الشريحة فيبدا المدخل بالاختفاء و ظهور جدار مكانه

بعد مدة يكتمل الجدار و يرجع و كانه لم يكن هناك مدخل

فور ان يلاحظ ساني و ريكس ان المدخل قد إختفى، فتح ساني الباب برفق ليرا خارجا ليتمكنوا من الخروج

فور ان فتحه وجد فتاة امامه بشعر بني ذو تسرحة ذيل الحصان

"معذرتا اليس هذا حمام النساء؟"

يسمع ساني افكارها حيث تقول

[يبدو ان هذا الرجل ينضف الحمام]

يسكت ساني لثانية ثم يقول

"اممم في الحقيقة... انا اقوم الان بتنضيفه... يمكنك الذهاب الان... ارجعي بعد ما يقارب الربع ساعة..."

تسكت الفتاة ثم تلتق و تبتعد

"حسنا ساعود قريبا، يرجا الانتهاء بسرعة"

ينتضر ساني من الفتاة ان تذهب، فور ابتعادها يتنهد ساني بعمق و يقول

"جديا... ضننت اننا في دورة مياه الذكور.... شكرا لهذه الهبة"

يخرج الكل بهدوء و يذهبون ناحية الكافيتيريا و يجلسون على طاولة

لم يبتسم اي احد فيهم رغم ان المهمة اكتملة

طوال المهمة كان يجول شيء في عقلهم كلهم كان يمنعهم حتى من الفرح

تقول ايفا الشيء الذي كان يجول في خاطرهم كلهم

"كان... الامر اسهل مما توقعة..."

تقول يونا بنوع من الرهبة الممزوجة بالتوتر

"نعم، كان الدخول للطابق الاول اصعب من هذا، اضف الى ذالك جنود الجدران (الجنود الموجودين في بين الجدران) كانوا شبه منعدمين، رغم ان ذاك المكان هو اساس الحراسة هنا... اضن انه حقا يتلاعب بنا..."

لم يعترض ساني هذه المرة لان هذا الامر بدء يصير حقيقي، نحن نسير حسب خطة شخص اخر، و الاسوء نحن لا نعرف من هو ولا ان كان عدو ام لا

حاول الكل الاتصال بشخص من خارج السجن بسماعاتهم الشفافة (السماعة لها طورين طور شافاف و طور مرئي) لاكن بسبب عمق المكان الذي هو فيه فإن الاشارة لم تصل

تقول إيفا في داخلها بصوت مرتجف

[لو كان خالد هنا لكان قد عرف ما علينا فعله]

لسبب ما سماع ساني لهذه الكلمات قد اثار حنقته، لاكنه لم يستطع قول أي شيء

اثناء تفكيرهم البائس هذا، لمح ساني نفس الفتاة ذات الشعر الازرق تخرج من الكافيتيريا

دون اي مقدمات يقوم ساني و يجري ناحيتها

"مهلا!!...انتي توقفي!!..."

تقف يونا متفاجئة و تجري خلف ساني كفعل لا ارادي

"مهلا، تشارلز انتظر"

و بعد ان يرا كل من ايفا و ريكس الاثنين

يجريان، يتبعانهما لاكن تاخرهما خلق مسافة بينهما

دفع ساني باب الكافيتيريا بقوة

"مهلا يا صاحبة الشعر الازرق توقفي"

راى ساني صاحبة الشعر الازرق واقفة وسط الساحة و معها ما يقارب اربعة اشخاص

كانت صاحبة الشعر الازرق مائلة نحو الارض و كانت تتحسس الارض

"جيد الان نحن جاهزون فل ننتظره فقط"

فور ان لمحة ساني المسرع ناحيتها يدفع في السجناء و خلفه يونا قالت

"حسنا نحن جاهزون عند ثلاثة"

"واحد..."

مع كل رقم اضافي يقترب ساني اكثر

"...إثنان..."

يصرخ ساني"هاي انتي--" لم يكمل صراخه لانه شعر بالارض تهتز اسفله

"ما هذا؟؟"

بسبب الزلزال كاد ان يسقط ساني و يونا بينما وقع كل من ريكس و إيفا قرب المدخل

خاف الكل و بدؤو في تساؤل

لم يهتم ساني بهذا الاهتزاز كثيرا و واصل الجري

"انتي, لدي امور احتاجها معك"

كانت يونا جنبه قلقة بسبب الزلزال الذي حدث، لاكنها استمرة مع ساني و هي التبتلع ريقها

فور ان اقترب ساني مسافة معينة قالت ذات شعر الازرق بسوط مسموع و عالي

"ثلاثة!!"

"مذا؟ ثلاثة؟"

فور ان قالت هذا تحطمة الارضية اسفلهم

"ملذي؟؟؟"

لم يستوعب ساني و يونا ما يحدث و امسكوا بايدي بعضهم من الرعب

تزامن انهيار الارض مع خروج إيفا و ريكس، و اول ما راوه هو ساني و يونا انزلون الأسفل

"مهلا.... ملذي؟؟"

لم يفهما ما يحدث اسرعا عند الحفرة التي نتجة بسبب الانهيار المفاجئ للارض

سقط العديد من السجناء في هذا الانهيار بدورهم، و كان هناك العديد حول الحفرة

يبتلع كل من ريكس و إيفا بعمق

سقط ساني و يونا على ركام من الصخور، لحسن الحظ لم تكن المسافة عالية جدا

وقف ساني و وضع يده على كتفه، نضر ناحيتها و وجد انه قد جرح فيها

"اي...هذا مؤلم......صحيح أين يونا"

نضر يمينا و يسارا و لاحظ يونا واقعة على كومة من الحطام

يجري ساني نحوها

"ي-يونا هل انتي بخير!؟"

تستيقض يونا و هي تضع يدها على راسها

"ا-انا بخير... شكرا على قلقك.... م-مهلا ذراعك ما بها !؟"

تلمس يونا جرح ساني

"مهلا، عليك الإسترخاء"

يقف ساني و هو يتمدد

"لا، ليس لدينا الوقت، علينا ان نستغل فرصة اننا في الطابق الثالث الان"

تقف يونا و ترا يمينا و يسارا

"صحيح... نحن الان في الطابق الثالث---؟"

تسكت فجاة فور ان تلمح رجل بشعر احمر نائما على بطنه معانقا فتاة بشعر برتقالي

بصوت اقرب للهمس و مهتز تقول يونا

"ن-نير؟"

تفاجؤ ساني

"مذا؟ نير؟"

تسير يونا خطوات هادئة نحو الشخص الذي بدء في الاستيقاض

تقول الفتاة قربه

"ن-نير هل انت بخير؟"

فور سماعها لهذا انقطع سيرها البطيء و بدءة دموعها تنهمر

جرة بعدها بسرعة ناحيته و قفزة عليه مما تسبب في وقوعه مرة أخرى

"م-ملذي؟"

عانقت يونا نير من خلفه و هي تبكي

"نير، ايه الاحمق"

يتفاجئ نير فور سماعي صوت يونا

"ي-يونا؟؟"

يلتف نير و يمسكها من كتفيها

"يونا يا غبية!! مذا تفعلين هنا!؟"

فور ان يدرك نير ان يونا امامه تبكي يسكت، ثم يقول بصوت خافت

"انا آسف"

تلكمه يونا على راسه و تصرخ

"آسف!؟ بعد كل هذا انت اسف فقط!؟"

تعانقه يونا بعدها و تقول

"فكر في مشاعر الاطفال، مذا سيفكرون لو علموا انك في السجن؟"

تقول اسو بصوت متفاجئ

"ا-اطفال؟ نير انت متزوج؟"

فور قولها لهذا بدت ملامح الاحباط على وجهها

يجيبها نير و يونا تعانقه تكاد ان تكسر ضلوعه

"ل-لا نحن اخوة، هذي اختي، و الاطفال هم اخوتي"

ترفع يونا راسها و ترا الفتاة امامها

"اوه، لابد انكي ليليث، اخيكي هنا يبحث عنك"

تجيبها اسو

"اوه لا، لست ليليث انا صديقتها في الحقيقة"

يجري ساني ناحية كل من اسو و نير و يقول

"مهلا، هل تعرفان اين هي اختي ليليث؟"

رفعة اسو سبابتها و اشارة ناحية الحطام

"اضن انها على الجانب الاخر"

يقف ساني و ينضر ناحية الحطام الكبير الذي امامه

"جديا ليس لدي وقت"

2025/06/05 · 0 مشاهدة · 1479 كلمة
dark-katana
نادي الروايات - 2025