تضرب ليليث رأسها على الحائط. "لماذا يحصل هذا لي؟ لم أفعل أي شيء!"

بعد قول هذا، يتخلخل لرأس ليليث الكثير من الذكريات عنها وهي تسرق. (لا يهم، ربما أستحق هذا، لكني لا أريده.)

تلتف ليليث إلى نير: "نير، قررت، سأهرب من السجن، هل أنت معي؟"

ينظر نير إلى ليليث بتعجب. "وتلك القصة، في رأيك، لمن كنت أحكيها؟"

"حسب ما فهمت من قصتك، أنه إذا التقينا بالقاضي فسنموت، إذًا ما علينا سوى أن نتجنبه."

رغم غباء نير، لكنه لأول مرة سمع شيئًا بهذا الغباء. لم يتعب نير نفسه بالرد عليها حتى، بل في المقابل، يلتف ويرجع للنوم.

"جديًا، يا نير! هيا، فلنهرب! لا يمكنني تحمل البقاء هنا، المكان بارد ومقزز، والحراس هنا منحرفون!"

"لا علاقة لي، لن أموت ما لم يمت ذاك."

تصمت ليليث للحظة. "من ذاك؟--"

قبل أن تكمل سؤالها، تسمع صوت ضرب قضبان السجن.

"هاي، أيها المسجونان! سنقوم بأخذكما إلى السجن الخاص، لم يرد القاضي هول أن يأتي، بالأخص بعد أن سمع أنك أنت من انسجنت، يا نير."

تبدو نظرات الشرطي حادة نحو نير، بينما نير مستلقٍ على السرير ولا يواجهها.

تحاول ليليث أن تكسر هذا الجو الجاد: "ح-حسنًا، نحن ذاهبان! هيا، يا نير!"

يقف نير ويخرج من زنزانته دون حتى النظر إلى وجه الشرطي، مما أثار حنق الأخير.

"عند الثلاثة." يقول نير لليليث هذا في أذنها بسرعة.

"ماذا عند الثلاثة؟"

"واحد… اثنان… ثلاثة!!"

يمسك نير بيد ليليث ويجريان هربًا من الشرطي.

"هاي، توقفا أنتما الاثنان!"

"م-ماذا تفعل، يا نير؟ ظننتك خائفًا من العمدة!!!"

"لا تقلقي، إن هول ليس هنا، لذلك لن تكون هناك مشكلة."

يستمر الاثنان في الركض، والحراس يطاردونهما حتى وصولهما إلى منعطف.

"من هنا!!!"

يختبئ الاثنان في منعطف، ويلتصقان بالجدار، ويغلقان فمهما لكي لا يخرج أي صوت، وينتظران مرور الحراس من هناك.

"حسنًا، أظنهم قد ذهبوا، هيا بنا."

"......"

تكتفي ليليث بالصمت، لكن داخلها كانت تقول: (م-ماذا؟ أمسك نير بيدي الآن وكأنها لا شيء؟ لابد أنه جن. ل-لماذا أفكر في هذا حتى؟! على كل حال، علينا الخروج الآن.)

يسير نير وليليث بحذر في الأروقة، متجنبين كل شرطي.

يخبر نير ليليث بالمهمة: "علينا الوصول إلى المخرج الموجود بعد المرور بثلاثة أروقة، كل رواق به سجون، وهناك حارس لهذه السجون، علينا إيجاد طريقة لتجنبهم."

يفكر نير لبعض الوقت.

"أوه، خطرت ببالي فكرة!" تقول ليليث هذا.

"ماذا عن التشتيت؟ أنت تشتته، وأنا أنهيه."

"ت-تنهيه؟"

"لا، بل أعني أضربه!"

"أوه... حسنًا."

ينطلق نير ويشتت انتباه الحارس. "أوه لا! لقد تم الإمساك بي من قبل الحارس! ماذا أفعل؟"

ينظر الحارس إلى نير بنظرات لا مبالاة.

"الآن سيتم القبض علي وأُؤخذ إلى السجن مجددًا..."

لا يفعل الحارس شيئًا.

"جديًا، ماذا بك؟"

يتنهد الحارس لثانية، ثم ينظر نحوهم ويصرخ بكل دراما: "أنا فقط... أكره عملي! أنا فقط أجلس هنا وأراقب هذا الممر اللعين، وعلي تحمل الانتقاد والتعرض للتنمر من قبل هؤلاء المجرمين! هذا يجعلني أشعر بالألم! جديًا، أنا أكره هذا!"

يرد أحد السجناء: "ل-لم نكن نعرف هذا، صدقنا، كنا فقط نمزح معك، ظنًا منا أننا نساعدك ونمتعك."

"نعم، نحن آسفون، لم نكن نعلم."

يسقط الحارس على الأرض وهو يبكي، ويصرخ كل السجناء باعتذار: "لم نكن نعلم أنك تعاني من كل هذا! من اليوم، سنكون أشخاصًا أفضل!"

ينظر نحوهم الحارس بعينين تفيضان بالدموع: "هل تعدونني؟"

يبتسم السجناء في وجهه بابتسامة مشرقة: "بالطبع، نحن نعدك!"

يقف نير وليليث وهما يريان هذا المشهد أمامهما.

يقول أحد السجناء لهما: "فقط امنحاه بعض الوقت، يمكنكما الذهاب."

يذهبان دون قول أي كلمة.

(يالها من مدينة غريبة...)

يصل الاثنان عند الحارس الثاني، ويقومان بالخطة نفسها عنده، وتنجح الخطة.

يكملان حتى يصلا إلى الحارس الثالث.

"حسنًا، كما فعلنا سابقًا، حسنًا؟"

ينطلق نير نحوه بنفس الطريقة السابقة، لكن قبل أن يفتح حتى فمه، ينطلق الحارس نحوه، ويكاد يلكمه على بطنه.

لكن بفضل سرعة نير، تمكن من تفاديها.

(جديًا، ما هذا؟ هل هذا حتى إنسان؟!)

ترى ليليث هذا المشهد أمامها، ولن تتمكن من فعل شيء سوى الذهاب لمساعدته.

لكن قبل أن تنطلق، يصيبها مثل ما حدث في المهرجان، ألم في الرأس مجددًا.

تنظر نحو نير… ونسخة منها؟!

ترى نسختها تنطلق نحو الحارس، لكن قبل أن تسدد أول ركلة، ترى شيئًا مثل شعاع يصيبها في بطنها، وبسببه تسقط على الأرض.

(ما هذا؟!)

فجأة، يختفي كل هذا، وكأنها رجعت إلى الواقع، مع ألم في الرأس.

(ما الذي حصل قبل ثانية؟!)

ينطلق نفس الليزر الذي رأته في رؤيتها، ولكن هذه المرة يصيب قدم نير.

بسبب الطلقة، يسقط نير راكعًا أمام الحارس، الذي بدا وكأنه وحش كاسر.

"هاي، أنت!!!"

قبل أن يمسك الحارس بنير، تصرخ ليليث.

يصرف الحارس انتباهه عن نير، وفي هذه الثانية، يستغل نير الفرصة، ويضربه بلكمة في... خصيتيه.

يتجمد الحارس في مكانه من الألم.

(مهما كنت قويًا، لن تصمد لمثل هذه الضربات.)

في نفس الثانية، تنطلق ليليث نحو مصدر الطلقة، تجد هناك حارسًا، لكنه ضعيف، فتضربه بضع ضربات ويقع أرضًا.

تذهب ليليث لتتفقد حالة نير.

"ن-نير، هل أنت بخير؟"

"نعم، فقط لا يمكنني الوقوف على قدمي، إنها تؤلمني."

تساعده ليليث على الوقوف، ويتكئ عليها.

لكن قبل أن يتمكنا من الخروج…

"واااااو، كان هذا عرضًا رائعًا! لم أتوقع أن تكون بمثل هذه المهارة، يا نير."

تجمد نير، وظهرت عليه تعابير مزيج من الصدمة والتوتر.

تلك النبرة… مستحيل…

(ليكس؟!)

يختفي نير من أمام ليليث، ويظهر أمام ليكس وهو يحمل سكينًا كان قد أخذه من الشرطي. كانت قدمه تنزف بشدة، لكنه لم يهتم لذلك. تعابير وجهه في تلك اللحظة... وكأن ألم قدمه الذي كان يشتكي منه منذ قليل لم يعد مهمًا.

يكاد أن يطعن نير ليكس، لكنه يتجنب تلك الطعنة بسهولة.

"نعم، نعم، حتى أنا اشتقت إليك، صديقي، لكن لا تكن متحمسًا هكذا!"

لم يرد نير بكلمة، بل استمر بالطعن، واستمر ليكس في تجنب الضربات وكأن الأمر لا شيء.

"حسنًا، صديقي، فقط توقف! بدأت أشعر أنك كنت تشتاق إلي كثيرًا!"

ينتبه ليكس إلى ليليث. "أوه، هل هذه حبيبتك أم ماذا؟ لا أصدق أن صغيرنا نير قد حصل على حبيبة!"

"اخرااااااااااااس!!!" يصرخ نير بغضب.

"اليوم سأقتلك!!!"

يقشعر بدن ليليث من رؤية نير في هذه الحالة.

(هل هذا حتى نير؟!)

"أوه، انظر، صديقتك في خطر!" يشير ليكس نحو ليليث.

يلتفت نير بسرعة ليرى ليليث ممسوكة من قبل أحد الحراس. ترتجف يد نير الحاملة للسكين.

"حسنًا، حسنًا، سأضع السكين، فقط اتركها الآن!"

"ههههههه، فتى جيد! لم أتوقع أن تكون مطيعًا فقط من أجل فتاة."

يرمي نير السكين على الأرض بغضب. الآن، سنعود من البداية.

"هممم، انظر، إذا ركعت لي ونبحت، لن أقول أي شيء لهول. اتفقنا؟"

"أنت... ستخبر هول؟" نظر نير باستغراب.

"نعم، بالطبع! فهو زعيمي بعد كل هذا، لكن إذا أردت، لن أخبره، فقط... اركع وانبح!"

يتردد نير للحظة. فكرة أن يعرف هول بمحاولة هربه تسبب له القشعريرة.

"ح-حسنًا..."

يكاد أن يركع نير، لكن فجأة، حذاء ما يضرب مؤخرة رأسه.

"هل ستركع حقًا، أيها الأحمق؟!"

كانت ليليث من رمت عليه الحذاء... كان حذاءها.

"هل حقًا ستركع لشخص خسيس مثل هذا؟!"

كانت كلماتها عادية، لكنها أصابت صدر نير لسبب ما.

يقف نير مرة أخرى، يمسح قطرات الدم من فمه، ثم ينظر إلى ليكس بعينين تملؤهما الغضب.

"لن أركع لقذارة مثلك! وتذكر... أنا من سيقتلك في النهاية."

تعلو ملامح الاستياء وجه ليكس. تلك الفتاة... ليليث، صحيح؟ إنها خطر حقيقي. استطاعت أن تجعل نير لا يتأثر بخوفه من هول... إنها فعلاً خطر.

"حسنًا، حسنًا، فقط لأنك صديقي، لن أخبر هول هذه المرة، لكن تذكر... ستندم إذا فكرت في الهرب مرة أخرى."

يمسك الحراس بنير وليليث، ويأخذونهما إلى السجن الخاص، وزادت مدة سجنهما بسبب محاولة الهرب.

ستكون الأيام القادمة حافلة حقًا...

شكل نير و ليليث

2025/03/27 · 11 مشاهدة · 1162 كلمة
dark-katana
نادي الروايات - 2025