في منزل قديم ومتهالك، كانت فتاة صغيرة تقوم بإعداد العشاء.

"يونا، متى سيعود أخي نير؟"

سألت الفتاة بينما كانت تقطع الخضار.

"قال إنه سيرجع بعد المهرجان، لذا لا تقلقي."

أجابتها فتاة أكبر منها، شعرها أسود مزرق وطويل مع ضفيرتين، وكانت جالسة على الكرسي تقوم بإصلاح شيء ما.

"... هل تعرفين؟ لطالما أردت معرفة لماذا أخي مهتم بذلك القاضي. إنه يبدو لي كشخص شرير، مع الندبة في عينه وتعابيره الجادة."

وقفت يونا وربتت على رأس الفتاة.

"هههه، أنا أيضًا لست من محبيّه، لكن مادام نير يحترمه، فأنا سأحترمه بدوري، لأن هذا هو واجبنا كأشخاص صالحين."

"لكن، أليستم لصوصًا؟؟؟"

سكتت يونا للحظة.

"... هل تعرفين، أمراً؟ أظنني سأذهب لأتفقد نير. لا تنسي أن تخبري الإخوة بشراء المقاضي."

خرجت يونا من المنزل، وفي الطريق اصطدمت بشخص ما.

"أوه، آسفة."

"لا مشكلة."

مرّت منه دون أن تراه حتى.

وصلت يونا إلى مكان المهرجان.

"هل هذا هو مكان المهرجان؟"

عبرت يونا من بوابة المهرجان.

"لماذا لا يوجد أحد هنا؟ غريب. أليس من المفترض أن يكون المهرجان مليئًا بالناس؟ أعني، أليس هو شخص مهم أو شيء كهذا؟"

"معذرة، سيدتي، يمنع عليكِ دخول المكان. إنه خطر هنا."

أوقفها أحد رجال الشرطة.

"ماذا؟ ماذا حصل؟"

"يبدو أن مجموعة من الإرهابيين يخططون لإفساد هذا المهرجان الجميل. نريد منكِ أن تتعاونين معنا وتخرجي من هنا."

غادرت يونا بهدوء مع لمسة من التوتر... مهلاً، أين نير؟!

ذهبت يونا مسرعة للبحث عنه، فتوجهت يمينًا ويسارًا تتفقد كل زقاق تعرفه. إلى أين ذهب ذلك المغفل؟

توقفت يونا عند حداد.

"هاي، سيد جون."

"أوه، يونا، ماذا تريدين؟ هل تريدين بيع أحد أجهزتكِ مجددًا؟ أخبرتكِ أنني لن أشتريها."

"ل-لا، أنا أريد أن أسالك عن شيء. هل رأيت نير بالجوار؟"

مسح السيد جون ذقنه لمدة.

"هممم، نعم، رأيته مع فتاة ما."

"ف-فتاة؟ هل تعرفها؟ وهل يمكنك أن تصفها لي؟"

"لا، آسف، إنها أول مرة أراها. هي فتاة قصيرة بشعر أبيض قصير وترتدي هودي."

حاولت يونا تخيلها.

فتاة؟ مع نير؟ لا تخبرني أن نير كذب عليّ. ربما لم يذهب إلى المهرجان، بل اختارها كحجة لكي يقضي وقته معها. لكن من تكون؟

هل هي حبيبته؟

عليّ ألا أتسرع في الاستنتاجات. نير ليس هذا النوع من الناس.

"هل تعرف إلى أين ذهبا؟"

كان السيد جون على وشك أن يقول شيئًا، لكنه صمت للحظة وقال:

"حسنًا، إذا أعطيتني 30 عملة، سأخبرك."

"ماذا؟ جدياً؟"

"نعم، هذا هو عرضي."

تنهدت يونا بعمق وأدخلت يدها في جيبها.

أدخلت يدها يمينًا ويسارًا داخل جيبها.

مهلاً، أين هي محفظتي؟

بحثت في جميع جيوبها عن محفظتها، لكن دون جدوى.

أين هي محفظتي؟

تهلّع يونا.

"م-مهلاً، سأأتي بسرعة!!"

ذهبت يونا إلى كل مكان ذهبت إليه، سائلة كل شخص تعرفه في تلك المنطقة.

"لا يمكن! لقد كان في محفظتي كل مالي."

حل الليل وهي لا تزال تبحث.

تيأس يونا وتجلس على أحد المقاعد متحسرة على المال الذي ضاع.

ثم تنسى يونا أمر نير والمال وتذكر أنها لم ترجع إلى المنزل. لابد أن إخوتها قلقون عليها.

لابد أن نير أيضًا في المنزل.

لقد خسرت كل المال، ماذا علي أن أفعل؟

غطت يونا وجهها من اليأس.

"مهلاً، هل أنتِ بخير؟"

سألها شخص ما وهو يضع يده على كتفها.

رفعت رأسها فوجدت ساني يسألها.

"ل-لا شيء، أنا فقط مرهقة."

"حقًا؟ ألا تحتاجين مساعدة؟"

"لا، أنا حقًا بخير---"

يقاطعها صوت قرقرة بطنها.

شعرت يونا بالحرج في تلك اللحظة.

استجاب ساني بسرعة.

"أمم، حسنًا، ما رأيكِ بالذهاب إلى أحد المطاعم؟ أنا سأدفع."

قبلت يونا وعلامات الحرج تعتلي وجهها.

في المطعم، أكلت يونا مثل الوحش.

حكت لساني عن صعاب حياتها، وكيف أن الحصول على المال صعب، وأن إخوتها لا يقدرون عملها الجاد من أجلهم، وهي تأكل وتبكي.

قالت يونا: "إنه أمر مؤلم، أليس كذلك؟"

"ن-نعم."

كان ساني يستمع لقصتها، ولسبب ما شعرت يونا بالراحة في الحديث معه.

قال ساني:

"هل يمكنني سؤالك عن شيء أيضًا؟ كما ترين، أنا أيضًا لدي أخت اسمها ليليث. أنا أبحث عنها وأريد أن أعرف أي معلومات عنها. لقد اختفت هذا الصباح."

"حسنًا، هل يمكنك أن تخبرني بصفاتها على الأقل؟"

"حسنًا، كما ترين، هي فتاة قصيرة مع شعر أبيض قصير وترتدي هودي."

سقطت الملعقة من فم يونا بعد سماعه.

"هل هذه مواصفات أختك؟"

"نعم، هل تعرفين شيئًا عنها؟"

فكرت يونا للحظة قبل أن تقول شيئًا.

لا تخبرني أنها أخته.

هل عليّ حقًا أن أخبره بهذا؟

يبدو لي كشخص لطيف.

لكن ما علاقة نير بهم؟

"أمم... أ-آسفة، لا أعرف شيئًا."

تنهد ساني للحظة.

"شكرًا على كل حال، سأذهب الآن لأدفع."

وقف ساني ليدفع الثمن.

أثناء دفعه، أخرج من جيبه محفظة مألوفة.

"......... مهلاً، أليست هذه محفظتي؟!"

صرخت يونا بقوة لدرجة أن ساني سمعها.

رمى المال على المحاسب وركض بعيدًا بسرعة.

لحقت به يونا.

"ارجع! ارجع لي المال، أيها المخادع!!!"

أثناء ركض ساني، نظر إلى الخلف بسرعة ليرى يونا تبكي وهي تتبعه.

"أرجوك، ارجع لي المال. لقد وثقت بك، ألا تشعر بالعار؟"

ينبه ضميره قليلاً.

يلتفت لها ويقول:

"عديني أنكِ لن تؤذينني إذا رجعت المال."

"م-ماذا؟ لكنك سرقت مالي وصرفت منه."

"حسنًا، تقنيًا، أنا لم أصرف أي شيء. فقد اشتريت بالمال الطعام، يعني أنتِ من صرفت المال."

"لكن... تقنيًا معك الحق. ح-حسنًا، أعدك أنني لن أؤذيك فقط توقف وارجع لي ما تبقى من المال."

توقف ساني وأرجع المال لها.

"لم أتوقع أن تفعل شيئًا كهذا. إذا، كل ما أخبرتني به كان كذبًا حتى عن أختك؟"

"لا، لم أعرف أنكِ من سرقت منها حقًا، لكنني حقًا أبحث عن أختي."

مشى ساني بعيدًا عنها.

بلعت يونا ريقها وقالت:

"م-مهلاً!!"

صرخت يونا منادية ساني:

"أظنني أعرف أين هي أختك!"

2025/03/27 · 7 مشاهدة · 854 كلمة
dark-katana
نادي الروايات - 2025