✨ ✨ قبل بداية الفصل اريد اقول عيد مبارك ✨ ✨
التفت ساني نحو يونا بتعجب وقال: "ماذا تعنين؟ ألم تقولي إنك لا تعرفين؟"
نظرت يونا نحو ساني بتوتر وأجابت: "أظن أنني أعرف أين هي ليليث."
كانت يونا تتساءل في داخلها:
لماذا تساعده؟
نظر الاثنان إلى بعضهما بصمت، حتى قطعه ساني قائلاً: "هل تحاولين الانتقام أو شيئًا كهذا بسبب سرقتي لأموالك؟"
ترددت يونا للحظة ثم قالت: "ل-لا، أنا لا أريد الانتقام… لا يحق للص أن يشكو إذا تمت سرقته بعد كل شيء."
تفاجأ ساني للحظة بعد سماعه أنها لصة أيضًا.
أكملت كلامها بتعابير جادة: "أنا أظن أنني أعرف أين هي أختك، يمكنني مساعدتك في العثور عليها."
"وماذا قد يجعلني أثق بكِ؟"
توقفت يونا للحظة للتفكير، ثم قالت: "حسنًا، ما رأيك بهذا؟"
وضعت يونا يدها في جيبها وأخرجت صورة، كانت صورة التقطتها كاميرات المراقبة قرب متجر الحداد. ظهر فيها نير برفقة ليليث، وقد التقطت الصورة لأنها تفاجأت برؤية نير يسير مع فتاة غريبة. لحسن الحظ، لم يكن الحداد جادًا حين طالبها بالمال.
أرت يونا الصورة لساني، فظهرت عليه علامات الدهشة.
"أليست هذه أختك؟ من هذا الذي معها؟"
ركز ساني في الصورة للحظات ثم قال: "من أين حصلتِ عليها؟"
"قلت لك، أظن أنني أعرف أين هي… فقط اتبعني."
لم يكن لساني أي خيار سوى اتباعها.
قادته عبر أزقة ضيقة ومتعرجة، حتى وصلا إلى كوخ يبدو مهجورًا.
فتحت يونا الباب وقالت: "مرحبا، لقد عدت!"
ركضت نحوها فتاة صغيرة وعانقتها، وبدأت في عتابها على تأخرها في العودة إلى المنزل.
شاهد ساني هذا المشهد أمامه وابتسم ابتسامة صغيرة… رأى نفسه وأخته في هذا المشهد.
استدارت يونا نحوه وابتسمت عند رؤيته يبتسم.
"أوه، صحيح… أين هو نير؟"
"نير؟ ألم تذهبي للبحث عنه؟"
"ماذا؟ ظننتُ أنه قد عاد."
في هذه الأثناء، لمحت الفتاة الصغيرة ساني.
نظر ساني نحوها ولوّح بيده مبتسمًا.
اقتربت الفتاة من يونا وهمست في أذنها: "ما زلتِ صغيرة على إحضار فتى إلى المنزل، ألا تظنين ذلك؟"
ضربتها يونا على رأسها بلطف قائلة: "وأنتِ صغيرة أيضًا على قول مثل هذا الكلام! إنه فقط شخص يحتاج إلى المساعدة… حسنًا، اسمه هو..."
التفتت يونا نحو ساني وقالت: "أمم… معذرة، لكني لم أسألك عن اسمك بعد."
صمت ساني لثانية، ثم أجاب: "أوه، صحيح… اسمي تشارلز، وأنتِ؟"
فكر ساني أنه من الأفضل ألا يفصح عن اسمه الحقيقي لتجنب المشاكل.
"تشارلز… اسم جميل، أنا يونا، وهذه أختي الصغرى ليا."
قالت ليا بابتسامة: "سررتُ بمعرفتك!"
أكملت يونا قائلة: "حسنًا، تقولين إن نير لم يعد بعد… تعالَ معي يا تشارلز لنذهب إلى..."
"مهلًا!!"
قاطعتهما ليا بابتسامة وقالت: "أنتِ لم تأكلي شيئًا منذ الصباح، وتعودين مع رجل غريب؟ على الأقل تناولي العشاء معنا! لقد أعددت وجبة لذيذة اليوم!"
"حسنًا، كما ترين… لقد تناولت العشاء بالفعل، لذا عليَّ..."
قاطعتها ليا مرة أخرى وعيناها تمتلئان بالدموع: "لكنني أعددت الأرز بالفطر والدجاج الذي تحبينه، يونا!"
نظرت ليا إلى يونا بعيني جرو صغير، والدموع تتلألأ فيهما… لا أحد يستطيع مقاومة هذه النظرة، حتى لو كان سيد الشياطين نفسه.
تنهدت يونا وقالت: "حسنًا، سأتناول القليل، ثم نذهب… ما رأيك، تشارلز؟"
نظرت ليا إلى ساني بتلك العيون البريئة أيضًا… لم يكن هناك خيار سوى القبول.
ضحك ساني قليلاً وقال: "نعم، بالطبع، لستُ مستعجلاً."
قفزت ليا فرحًا وذهبت لإعداد الطاولة.
وزّعت الصحون والملاعق، وجلس الجميع على المقاعد، حيث جلس ساني بالقرب من يونا.
"أين هما الأخوان؟" سألت يونا وهي تنتظر ليا لتقديم الطعام.
"أوه، إنهما نائمان، لا بد أنهما تعبا من انتظارك."
حملت ليا قدرًا كبيرًا مليئًا بالأرز، وكان حجمه أكبر من حجمها تقريبًا، مما جعل المشهد لطيفًا. وضعت القدر على الطاولة وبدأت في تقديم الطعام.
ساد الصمت لبعض الوقت، حتى قطعته ليا بسؤال مفاجئ: "منذ متى وأنتما تتواعدان؟"
ضربتها يونا على رأسها مرة أخرى وقالت بغضب: "ألم أقل لكِ أن تتوقفي عن قول مثل هذا الكلام؟!"
ضحك ساني وهو يشاهد هذا الموقف الطريف.
بعد كسر الجدية، بدأ الجميع في تناول الطعام. عند أول لقمة، اتسعت عينا ساني دهشة من لذة الطعم. فكر في نفسه:
أنا متأكد أن أختي بخير، لذا يمكنني أن أستمتع بهذا الطعام وحسب…
بعد الانتهاء من العشاء، استعد ساني ويونا للانطلاق إلى وجهتهما التالية.
لكن قبل مغادرتهما، أوقفت ليا يونا وسألتها: "أوه، صحيح! قلتِ إنكِ تبحثين عن نير… لماذا؟ هل هو مفقود؟"
صمتت يونا للحظات، ثم أجابت: "لا، لا بد أنه فقط في المقهى مع البقية كعادته، سأذهب لألقنه درسًا فقط."
ابتسمت ليا بارتياح وودعتهما.
في الطريق، تبع ساني يونا بهدوء، ثم سألته دون أن تلتفت إليه: "تشارلز، هل يمكنني سؤالك عن شيء؟"
"نعم، بالطبع، تفضلي."
صمتت يونا لثوانٍ، ثم قالت: "كيف هي علاقتك بأختك؟"
صمت ساني، كان السؤال صعبًا عليه، لم يكن متأكدًا إن كانت الكلمات البسيطة تكفي لوصف علاقته بأخته. تنهد وقال: "حسنًا، ماذا أقول… إنها فتاة مزعجة، حمقاء، غبية، تتصرف بتهور، سيئة في الكذب، ولا تجيد الطبخ… لكن رغم كل هذا، ما زلت أحبها."
ابتسمت يونا بهدوء، ثم أكمل ساني: "أظن أن هذا ما يُسمّى بالرابطة الأخوية."
التفتت يونا إليه وابتسمت: "نعم، يمكنك القول إن هذه هي علاقتي مع نير أيضًا."
تسارعت الأسئلة في رأس ساني…
من هو نير؟ هل ذكرت اسمه من قبل؟
تقدم ساني نحو الباب الخشبي الأسود محاولًا الدخول، لكن يونا أوقفته بوضع يدها على صدره.
اقتربت من الباب وطرقت عليه مرتين متتاليتين، ثم مرة أخرى بعد لحظة صمت قصيرة.
بعد بضع ثوانٍ، فُتح الباب ليظهر رجل ضخم البنية بوجه عابس، نظر إليهما من أعلى لأسفل، ثم قال بصوت حازم: "ما هي كلمة المرور—"
قبل أن يُكمل جملته، قامت يونا بركله على قدمه بقوة.
"آه!! لماذا فعلتِ ذلك؟!" صرخ الرجل الضخم وهو يمسك قدمه المتألمة.
نظرت إليه يونا بحدة وقالت: "ألم أخبرك أن تتوقف عن لعب هذه الألعاب مع الغرباء؟"
تنهد الرجل الضخم وهو يشيح بنظره إلى الأرض بعبوس أكثر.
لم يعطياه اهتمامًا أكثر، ودخلا إلى المقهى. وقبل أن يعبر ساني الباب، ألقى الرجل الضخم عليه نظرة حادة غاضبة، لكن ساني تجاهله وأكمل طريقه.
كان المكان مكتظًا، طاولات خشبية متناثرة، وأشخاص يلعبون الورق، وآخرون يحتسون القهوة، ومجموعة تتحدث بصوت منخفض، ورجل أنيق يتناول عشاءه بهدوء. بدا أن الجميع مسترخون، باستثناء ساني الذي كان يبحث بعينيه عن أخته، لكن لم يجد أي أثر لها.
قبل أن يُكمل تفحص المكان، فجأة، صرخت يونا بصوت عالٍ: "نير! تعالَ إلى هنا في الحال!"
ساد الصمت المكان لوهلة، ثم بدأ الجميع بالنظر إليها، وبدأت الهمسات تتصاعد بينهم.
"ماذا؟ نير لم يعد بعد مجددًا؟ يبدو أنه قد قُضي عليه فعلاً هذه المرة..."
بدت كلماتهم غريبة لساني.
هل نير ويونا على علاقة قوية بكل هؤلاء؟
لكن على عكس التوقعات، لم يخرج أحد استجابة لصوت يونا. تبادل الجميع النظرات، وبحث بعضهم في أرجاء المكان، لكن لم يكن هناك أثر لنير.
قال أحد الرجال الجالسين عند إحدى الطاولات: "لا أظن أنه قد أتى إلى هنا اليوم."
تصاعدت الهمسات مجددًا، وأصبح الجميع يناقشون الأمر.
"ماذا؟ إنه ليس هنا؟"
توترت يونا، وعلامات القلق ارتسمت على وجهها.
أما ساني، فكانت علامات الاستفهام تتزايد في رأسه مع كل ثانية تمر.
من هو نير؟ ما هي علاقتهم به؟ وكيف سيساعدني في إيجاد أختي؟ وما هو هذا المكان أصلًا؟
شعر ساني أن الأمور أصبحت معقدة أكثر مما توقع