لا تنسو الدعم انا اتعب في لكتابة حقا + لدي دراسة😥😥

يسمع ساني صوتًا من الخلف، فيلتفت ناحيته، فإذا به يرى شخصًا يرتدي شماغًا ومئزرًا طويلًا، وكأنه عربي، يدخل المقهى مسرعًا. كان يحمل حقيبة، وعند رؤيته لساني، رماها بسرعة نحوه.

"الله أكبر!!!"

يمسك ساني بالحقيبة وينظر فيها محاولًا استيعاب ما يحدث، ثم يرميها بسرعة من النافذة والخوف والدهشة واضحان على وجهه. ينظر نحو الحقيبة التي رماها، وبعدها يحدث ما لم يتوقعه… لقد انفجرت الحقيبة، لكن… لم يكن الانفجار الذي توقعه، بل كان انفجارًا من القصاصات الملونة اللامعة!

التفت ساني ناحية الفتى العربي، فإذا به ينهار ضاحكًا:

"ههههه كما توقعت، أنت مثل الكل، عنصري لعين!"

رد ساني في حيرة:

"م-ماذا؟؟ لا، لست عنصريًا! فقط الموضوع فاجأني!"

وسط ضحكات الفتى، يأتي شخص ما ويصفع مؤخرة رأسه بقوة:

"أحمق! من الطبيعي أن يخاف، لو كنت مكانه لخفت أيضًا. فقط توقف عن إيذاء الزبائن!"

يلتفت الفتى العربي ناحية الرجل ويقول:

"وما المشكلة؟ على العنصريين أمثاله أن يختفوا! عادةً عندما يرون الحقيبة يقفزون من النافذة مثل القرود!"

يضرب الرجل رأس الفتى ويقول:

"فقط توقف عن هذا!"

ثم يلتفت نحو ساني ويقول:

"أعتذر بالنيابة عن أخي عمّا حصل. هو يفعل ذلك عادةً عند سماعه بأن زبونًا غير اعتيادي قد قدم إلى هنا."

يمد يده نحوه:

"اسمي خالد، مالك هذا المقهى، وهذا مصطفى، تشرفنا."

يمد ساني يده بدوره ويصافحه:

"اسمي تشارلز، تشرفت بلقائك. لا تقلق، لقد كان مقلبًا بسيطًا."

يقول مصطفى:

"حسنًا، لا تلمني. أنا فقط... في النهاية جورج هو من أخبرني أن زبونًا جديدًا قد قدم، وأن عليّ تجهيز مقلبي المعتاد له."

يلتفت خالد نحو الرجل الضخم بنظرات حادة، فيتوتر الرجل ويبتلع ريقه. يتنهد خالد قائلًا:

"لماذا تعمل عندي حتى؟"

يقول له ساني:

"أوه، لا تغضب، لا بد أنه يحب المقالب أيضًا."

في الحقيقة، كان ساني غاضبًا منهما، لكنه ليس شخصًا قليل أدب، لذلك قرر أن يكون محترمًا.

قال خالد له:

"يمكنك أن تتخلى عن الرسمية إذا أردت. يبدو أنك أكبر مني، كم عمرك؟"

"أنا في السابعة والعشرين في الحقيقة."

"أوه، إذًا أنت أكبر مني، أنا عمري خمسة وعشرون. تشرفنا."

"نعم، تشرفنا... مجددًا."

أنهى ساني هذا الحديث بأعجوبة. لم يُرد أن يتحدث كثيرًا. لم يواجه ساني مشكلة في التواصل مع الناس عادةً، لكن أمثال هذا الرجل يُتعبونه، فهم يريدون فقط التحدث بابتسامة على وجوههم.

تقاطعهما يونا قائلة:

"خالد، من الجيد أنك هنا. أردت أن أسألك، هل قدم نير إلى هنا في أي وقت من اليوم؟"

وضع يده على ذقنه وحاول التذكر بكل ما أوتي من قوة، وبدأ في فرك ذقنه. في النهاية أجاب:

"لا، لم أره اليوم."

تنهدت يونا بحزن:

"حسنًا، شكرًا على كل حال."

سمع مصطفى حديثهما، فرفع يده قائلًا:

"هل تبحثين عن نير؟ لقد رأيته اليوم مع فتاة و—"

قاطعته يونا، ممسكة بكتفيه، وسحبته نحوها:

"حقًا!! أين رأيته؟"

تفاجأ مصطفى من الحركة وقال:

"ح-حسنًا، كنت سأقول لك على كل حال. رأيته مع فتاة ذات شعر أبيض قصير في مهرجان اليوم."

فتح ساني عينيه على مصراعيهما، وأمسك بدوره بكتفي مصطفى:

"ليليث؟ هل كانت ليليث معه؟"

توتّر مصطفى أكثر بعد أن أمسك ساني به أيضًا. نظر إلى أخيه نظرة شفقة، طالبًا النجدة.

أمسك خالد بيد ساني:

"هل يمكنكم أن تهدأوا؟ كما ترون، هو يشرح الآن."

أبعد ساني يديه دون أن يقول شيئًا، ونظر نحو مصطفى بهدوء وبكل اهتمام.

"حسنًا، كما كنت أقول، كان نير برفقة فتاة ذات شعر أبيض قصير ترتدي هودي، وكانا يلعبان لعبة الرماية في أحد الأكشاك، لكن فجأة سقطت الفتاة على الأرض من العدم."

تشابكت يدا ساني وهو يستمع إليه، والتوتر يزداد تدريجيًا.

"بدت الفتاة مرهقة، لكن قبل أن أذهب لمساعدتهما، تقدمت الشرطة نحوهما وأمسكوهما."

"ماذا؟؟"

تفاجأ كل من يونا وساني عند سماعهما لهذا. هل يعني أن ليليث ونير في السجن الآن؟ لكن ما التهمة بالضبط؟!

كانت يونا أقل قلقًا من ساني، فقد كان الأمر متوقعًا، فليليث وساني مجرمان مطلوبان، أما نير فهو مجرد فتى فقير يعيش في المدينة. يعني أن هناك احتمالًا أن يُنقل إلى السكن الكوني... لا بد أنهم لم يأخذوها بعد. يتمنى ساني هذا.

أثناء تفكير ساني المطول، يرفع مصطفى يده مجددًا ويسأل:

"هل ليليث التي تبحث عنها هي نفسها ليليث من فرقة لصوص النجوم؟"

نظر ساني نحوه بتعجب:

"ماذا؟ كيف فكرت في هذا حتى؟"

يصمت مصطفى لبضع ثوانٍ، ثم يقول:

"أنا وأخي من المعجبين بعصابة لصوص النجوم. لهم إنجازات عظيمة مثل مساعدة الفقراء وتحرير العبيد."

كان يتحدث مصطفى بحماس، والابتسامة تشق وجهه. ومن كلامه فقط يظهر حبه لهذه الفرقة.

"أنا حقًا سأكون شاكرًا إذا أخبرتني إن كانت هي ليليث أم لا."

يصمت ساني لبضع ثوانٍ، ثم يقول:

"هل تظن حقًا أن مجموعة من اللصوص قد يكونون أبطالًا أو ما شابه؟ فكر بعقلانية، كل المال الذي يسرقونه هو مال لأناس آخرين. إذا تم سرقة مالك، هل ستكون سعيدًا؟"

يعبس وجه مصطفى، ثم يقول:

"حتى ولو كانوا لصوصًا، ما زالوا يوزعون المال على الفقراء. ولو كنت أنا الضحية، لشعرت بالامتنان أن مالي قد سُرق من قِبل لصوص النجوم، وليس أي لص آخر. وأيضًا، هم يحررون العبيد، لا تنسَ هذا."

قال ساني:

"سرقة المال وإعطاؤه للفقراء ليس عملًا بطوليًا، بل يجعلك الأفضل بين الحثالة. ربما يأخذون حتى نسبة أعلى بكثير من المال، حيث بالمقارنة مع ما يعطونه للفقراء يكون لا شيء. وبالحديث عن تحرير العبيد، سمعت أن كل عبد حرروه إما مات بسبب عدم وجود ملجأ له، أو أُعيد أسره وأصبح عبدًا من جديد. ربما يحررونهم فقط ليشعروا بالراحة من تأنيب الضمير."

بدأ مصطفى يصرّ على أسنانه، ثم قال:

"وكل عمليات تحرير العبيد تتم في المزاد، حيث يُعرض العبيد إلى جانب الأغراض النادرة. لا بد أنهم حرروهم فقط كي لا يشعروا بالذنب من رؤيتهم مقيدين."

اشتعل مصطفى غضبًا. أراد الجميع قول شيء، لكنهم لم يجدوا ما يقولون. اختاروا الصمت. لم يتمكنوا حتى من الدفاع عن أنفسهم، لأنه قال ببساطة إن اللصوص حثالة... وبالطبع، كل منهم مدرك لهذه الحقيقة.

فتح مصطفى فمه على وشك قول شيء، لكنه صمت، لم يجد ما يقوله.

".........."

وسط هذا الصمت، نطق خالد:

"كما ترى، قلت إن كل العبيد الذين أنقذوهم كانت نهايتهم سيئة... لكن، أليس وجودي أنا ومصطفى نقيضًا لكلامك؟"

تغيرت تعابير وجه ساني من الواثق إلى الحائر:

"ماذا؟"

"كما قلت، أنا ومصطفى نعتبر نقيضًا لكلامك، لأننا كنا عبيدًا في الماضي."

عبيد؟ حقًا؟ لم يجد ساني شيئًا ليقوله. العبيد في هذا العصر لا حاجة لهم فعليًا، فالروبوتات تؤدي العمل دون تعب ولا طعام... فلماذا قد يشتري أحدهم عبدًا؟ فقط للتفاخر؟

لكن وجود عبد حُر أمر أشبه بالمستحيل بسبب أسعارهم الباهظة. ومع ذلك، أمامه الآن عبدان حرّان... وليس شخصًا واحدًا فقط.

أكمل خالد:

"تعرضت مدينتنا للنهب والاستعمار من طرف دولة من كوكب آخر. جراء هذا، تم أسر العديد منا كعبيد. مات والدنا أثناء محاولته حمايتنا، وأُسرت أمّنا، وتم تفريقها عنا. كنا نعيش الجحيم. تمنّيت الموت أحيانًا. لكن في يومٍ ما، حدثت عملية سطو على أحد المزادات التي كنا سنُعرض فيها، وبفضل العصابة تحررنا. والآن، افتتحت هذا المقهى، ولدي من المال ما يكفيني ويكفي أخي لنعيش بسلام."

كانت تعابير ساني غير مفهومة. لم يبدُ سعيدًا، لم يشعر بالفخر، بل بشيء يشبه الثقل على قلبه.

ابتسم خالد بإشراق وقال:

"لهذا أنا وأخي نعدّهم منقذين، حتى إن كنت تراهم حثالة."

فور قوله هذا، بدأ الجميع في المقهى بالتصفيق والهتاف لخالد.

لم يتمالك ساني نفسه، فخرج مسرعًا من المقهى، وتبعته يونا:

"مهلًا، تشارلز! إلى أين أنت ذاهب؟"

ردّ ساني دون أن ينظر خلفه:

"انشغلت بالحديث، ونسيت أمر أختي المسجونة الآن! عليّ أن أجد طريقة لإخراجها!"

تمسكه يونا من يده وتوقفه:

"مهلًا، أنا أيضًا أريد إخراج نير من هناك. يمكننا أن نتعاون."

يلتفت ساني نحوها ويقول:

"وبالحديث عن نير، من هو هذا الفتى أصلًا؟ ما علاقته بأختي؟ أطالب بالإجابة الآن!"

تسكت يونا لبضع ثوانٍ، ثم تقول:

"في الحقيقة... أنا أيضًا لا أعرف. وهذا ما أريد معرفته بدوري."

يصمت الاثنان، وينظران إلى الأسفل، رافضين أن تتقابل أعينهما، حتى يكسر هذا الصمت صوت خالد من بعيد، وهو يقترب منهما.

يتقدم خالد نحو ساني، ويمسك بيده ويقول:

"أنا حقًا آسف إذا ما قلت كلامًا جارحًا."

يصمت ساني وتعابيره باردة، ثم يقلب تعابيره لابتسامة ويقول:

"لا، لا داعي للاعتذار. أنا من كان وقحًا، تجاهلت أسبابكم وركّزت فقط على وجهة نظري."

يبتسم خالد، ثم يسحب يد ساني نحو المقهى مجددًا.

"تعال معي للحظة."

فور دخول ساني، تفاجأ بأن كل من في المقهى يجلسون حول طاولة كبيرة، من مصطفى، والرجل الضخم، والأنيق... كلهم جالسون ينتظرونه.

"ما هذا؟"

سأل ساني في حيرة.

أجاب خالد:

"كما ترى، كل من في هذا المقهى هم أصدقاء نير. وبما أن نير قد سُجن، فإن واجبنا تحريره. وبما أن الفتاة التي تبحث عنها معه، ما رأيك في الانضمام إلينا؟"

يمد خالد يده نحو ساني منتظرًا رده.

يتنهد ساني ويقول:

"كيف بالضبط ستساعدونني؟"

قال خالد بابتسامته المعهودة:

"فقط ثق بنا، فكما تعرف: في التجمّع قوة."

يصمت ساني لبضع ثوانٍ، ثم يقول:

"حسنًا... هذه جملة مبتذلة. لكن... ليس لدي خيار. أنا معكم."

يمد يده ويصافح خالد.

2025/04/05 · 3 مشاهدة · 1379 كلمة
dark-katana
نادي الروايات - 2025